ولابد من ملاحظة ما يقول ابن كثير مشيرا إلى الأحاديث فيقول:
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص)بالأمر بالصلاة عليه وكيفية الصلاة عليه لاحظوا هنا أمر بالصلاة على محمد ولا أمر بالصلاة على غيره "
الغريب أن المجنون يكرر أن الأمر بالصلاة على محمد(ص)وحده مع أن الآيات التى ذكرها تقول بالصلاة على المسلمين" أولئك عليهم صلوات من ربهم"
ويقوم الرجل بالاستشهاد على ما يظنه بالأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) فقال :
"فاسمعوا كلام محمد نفسه
(أتانا رسول الله (ص)ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله (ص)حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (ص)قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم)
لاحظوا هنا يفرق محمد في المعنى بين الصلاة والبركة إذا فالصلاة عليه لا يقصد منها بركة له من الله "
الحديث كل ما لاحظه الرجل فيه الصلاة على محمد(ص) ولم يلاحظ الصلاة على إبراهيم وآله وأهل محمد(ص) وهم أتباعهم
ثم قال :
وفي حديث أخر يورده ابن كثير (على المصلي أن يصلي على رسول الله (ص)في التشهد الأخير فإن تركه لم تصح صلاته وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ويزعم أنه قد تفرد بذلك وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي والخطابي وغيرهم فيما نقله القاضي عياض عنهم وقد تعسف هذا القائل في رده على الشافعي وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك وقال ما لم يحط به علما فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله (ص)في الصلاة كما هو ظاهر الآية ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود الخ الصحابة وغيرهم )
هل لاحظتم الفرق بين الصلاة على النبي والصلاة على المؤمن العادي بدون الصلاة على النبي تكون صلاة المسلم غير صحيحة وغير مقبولة"
وكل الحديث السابق لا أساس له فى كتاب الله وإنما هى أقوال منسوبة لبشر لا تصح لأن محمد(ص) مأمور بالصلاة على المسلمين بقوله تعالى " وصل عليهم"
ويزعم الرجل صلاة المسلمين لله ومحمد معا فيقول:
"والسؤال: لماذا وكيف؟ هل يعبد المسلم الله أم محمد؟ الحقيقة أنه يعبد الإثنين ويصلي للإثنين وإلا لما كان عدم الصلاة على محمد تبطل الصلاة إلى الله بذاته؛ فأصبح الصلاة لله لا تمرر إلا عن طريق الصلاة على محمد وهذا هو الإشراك في العقيدة الإسلامية "
وهو كلام مجنون فلماذا لم يقل أن عبادة للمسلمين أيضا بقوله" أولئك عليهم صلوات من ربهم"؟
الصلاة من الله تعنى رحمة المخلوق والصلاة من المسلمين ومن الرسول(ص) على بعضهم دعاء بالاستغفار وهو طلب الرحمة من الله بالعفو عن الذنوب
ثم قال :
"ويقدم لنا ابن كثير حديث صحيح من كثيرين يقول (قال سمع رسول الله (ص)رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله (ص)عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدا بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)
فها هو النبي بذاته يحتم الصلاة عليه"
وهذا حديث باطل فالصلاة ليست سوى ذكر الله وحده كما قال تعالى " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وقال" فاسعوا إلى ذكر الله"
ومن ثم محمد(ص) لم يقل هذا الحديث ولا غيره مما ينسب به فى ها الكتاب
ثم قال :
"بل إنه يؤكد ذلك فيقول (عن رسول الله (ص)أنه قال لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا صلاة لمن لم يصل على النبي)
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولا صلاة لمن لا يصلي على محمد (الله ومحمد)لا صلاة لمن لم يصل على النبي"
والحديث باطل فلا علاقة للصلاة المعروفة بالصلاة على النبى (ص) لكونها ذكر لله أى قراءة لبعض كتابه كما قال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والعبارة ولا صلاة لمن لم يصل على النبة(ص) توجد فى كتب الحديث المعروفة وإنما زيادة موجودة فى كتب الضعاف
كما أن الصلاة أحيانا تجوز من غير وضوء أو طهارة للمجاهدين فى وقت الحرب وهم عابرى السبيل كما قال تعالى :
"لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا"
وهى صلاة مقبولة
ثم قال :
"وحتى يزرع محمد هذا الشرك في المسلمين ويفصلهم عن العبادة الخالصة لله إدعى يوما فقال (إن جبريل (ص) قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه)"
والصلاة هى السلام أى الرحمة لمن يصلى أى يستغفر أى يدعو الله للنبى(ص) بالرحمة وهو كما بصبى ويسلم على النبى يسلم أى يرحم المؤمنين بصلاة النبى(ص) لهم كما :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
ثم قال :
"وقال محمد لعمر ابن الخطاب (إن جبريل أتاني فقال من صلى عليك من أمتك واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ورفعه عشر درجات)
هكذا تمنح الدرجات؛ لا بالسلوك القويم وبإرضاء الله بالإيمان؛ وإنما بالصلاة على محمد تمنح الدرجات ولاحظوا ربط الدرجات في الآخرة بالصلاة علية ولم يربطها بالصلاة لله وقفة
إذن الصلاة على النبي غير الصلاة على المؤمنين فالصلاة على النبي تمنح من خلالها على درجات في الجنة ألا يحق لنا أن نقول بأنه إله يعبد "
والرسول الخاتم(ص) لم يقل تلك الرواية لأنها تخالف القرآن فالجنة درجتين كما قال " فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"وهو لا يمكن أن يخالف القرآن ومن ثم فالحديث موضوع
ثم قال :
فهل نقول بعد ذلك إنها رحمة أو بركة؟
"دعونا نتقدم في البحث وما زلت أتابع ابن كثير حيث أنني وجدت أن الصلاة على محمد تأخذ وضعا أغرب من ذلك فهي بمثابة زكاة للمسلم
فجاء في الحديث الذي يستشهد به ابن كثير (عن كعب عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال صلوا علي فإنها زكاة لكم)
فهل الصلاة على المؤمنين فيها زكاة أيضا؟ لنكن أمناء في البحث"
والحديث رغم صحة معناه فإن الرجل لم يفهم أن الزكاة تعنى تطهيرهم من الذنوب باعتبارها همل صالح أى حسنة والحسنة تمحو الذنوب كما قال تعالى :
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال :
بل إن في الصلاة على محمد غفران للخطايا؛ حيث يقدم لنا التفسير هذا الحديث عن محمد فيقول (قال رسول الله (ص)من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات)
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة وغفران الخطايا هذه الأحاديث التالية الخطيرة
أنه قيل له: يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي " فقال النبي (ص) (هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين)
فهل الصلاة على أي نبي أو على المؤمنين تغفر الخطايا أيضا؟"
والحديث موضوع لمخالفته القرآن فى أن ثواب الحسنة هى عشر حسنات كما قال " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والحسنات تذهب كل السيئات وليس عشر فقط كما قال" إن الحسنات يذهبن السيئات"
والحديث الثانى عن وجود الملكين عند قبر محمد(ص) فى الأرض باطل أن الملائكة تخاف من نزول الأرض لعدم اطمئنانها فهى فى السماء لا تنزل كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم لم يقل محمد(ص) أى شىء مما زعم هذا الكافر الذى قال :
لا شك أن هناك صلاة خاصة لمحمد؛ حيث يقدم لنا ابن كثير الكثير من الأحاديث؛ وإليكم هذا الحديث الصحيح (ومن ذلك في صلاة العيد أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم
|