قراءة فى خطبة حتى لا يضيع الدين
قراءة فى خطبة حتى لا يضيع الدين ..
الخطيب سالم العجمي والخطبة تتحدث عن عدم ضياع الدين وهو عنوان خطأ لأن دين الله لا يضيع لأنه محفوظ كما قال تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وأما تضييع الناس دينهم بمعنى ترك الإسلام إلى الكفر فهذا هو المعنى الذى يمكن التحدث عنه وقد استهل الخطبة بالحديث عن الهدف من خلق الناس فقال:
"فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه إنما خلق الخليقة لعبادته سبحانه؛ فأمرهم بتوحيده وإفراده بالعبادة؛ فمن وحده حق التوحيد عاش أمنا في هذه الدنيا وفي الآخرة؛ واطمئن عيشه وهدأت نفسه؛ ومن أشرك بالله جل وعلا أحدا كانت حياته هما وغما وإذا به يقاد إلى نار جهنم خالدا فيها أبدا."
وكعادة من يقرئون فى كتب الفقه فإنهم يستخدمون تعبيرات لم تذكر فى الوحى كالتوحيد فالله فى التعبير القرآنى خلقنا للعبادة كما قال :
" وما خلقت الجن وأفنس إلا ليعبدون"
وإذا كان مقابل التوحيد الشرك وهو تعبير غير قرآنى فالتعبير الصحيح الإسلام فى مقابل الشرك ومن ثم المطلوب هو الإسلام الذى أطلق عليه التوحيد فقال :
"فمن أراد بحبوحة العيش في الدارين فليوحد الله جل وعلا حق توحيده وليستقيم على طاعته 0
والتوحيد هو أن يصرف العبادة لله وحده ولا يصرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله؛ فإنه إن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله جل وعلا عُدّ مشركا؛فلا يقبل الله من صرفا ولا عدلا؛ ولا يُتقبَّل منه عمل وإذ به في الآخرة من الخاسرين"إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء""
فإذا كان هذا هو المرفوض غير المتقبل فالمتقبل هو الإسلام كما قال تعالى :
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين"
وتحدث عن عقاب المشركين فقال :
"ومن تأمل بما أعده الله سبحانه وتعالى للموحدين الذين يفردونه بالعبادة؛ سارع إلى ذلك وعلم أن عقوبة الشرك لا عقوبة أشد منها 0
وانظروا إلى فضله سبحانه وتعالى حيث أنه يجازي صاحب المعصية بالمغفرة إذا كان موحدا فيدخله في رحمته ويعامله بعفوه وإحسانه؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل العظيم بقوله:" يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر له تسعة وتسعون سجلا (يعني من الذنوب والمعاصي)؛كل سجل منها مد البصر؛ ثم يقال: أتنكر من هذا شيئا فيقول: لا يا رب 0 فيقال: ألك عذر ألك حسنة؛ فيهاب الرجل فيقول:لا 0 فيقال: بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك 0ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )؛فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛فيقول: أي ربِّ؛ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم0فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء"؛"
والحديث باطل وأسباب بطلانه تناقضه مع كتاب الله فى التالى :
أن الفرد له نسع وتسعون كتاب أى سجل وما ذكره الله هو كتاب منشور واحد كما قال تعالى :
"ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
أن شهادة لا إله إلا الله تنجى صاحبها وإن عمل ذنوبا كثيرة ويخالف هذا أن فرعون شهد الشهادة مع كثرة ذنوبه ومع هذا أدخل النار فقال: "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أن لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
وتحدث عن قول الشهادة وأنه ينفع مع العصيان ولا ينفع مع الشرك فقال:
لكن هذا قال لا إله إلا الله وعلم أن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهو وإن كان مسرفا على نفسه بالمعاصي ولكنه لم يصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله ..فلا يصلي مع المسلمين وهو يدعو عليا أو الحسين أو العباس أو غيرهم0
ولا يصلي مع المسلمين وقلبه معلق في القبور؛فإذا أصابته مصيبة نادى يا علي يا حسين يا خضر يا عباس؛لا.. لا يقول هذا0
ولا يقول: يا بخت فلان ( ولا نخاف من السيد فلان يشوّر فينا) ، لا يقول هذا؛ ولا يعتقده."
والعصيان هو نفسه الشرك فقول لا إله إلا الله لا ينجى صاحبه طالما أن عمله عصيان أى شرك بالله
والرجل يبيح للناس ارتكاب ما يسمونه الصغائر بدعوة أنها مغفورة والحقيقة أن كل ذنب هو كبيرة لأنه تكبر على طاعة الله وليس فى الدين كبائر وصغائر لعدم وجود نص فى القرآن فى تلبك الصغائر التى اخترعها الفقهاء وفى ذلك قال :
"ولذلك قال أهل العلم في قول الله تعالى :"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما": إن من اجتنب كبائر الذنوب يكفّر الله عنه الصغائر ، وكذلك من ترك الشرك فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له ما وقع منه الكبائر" لأنه إن كان موحداً دخل تحت رحمة الله ، وهو سبحانه الذي لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل؛ فإن شاء عذب وإن شاء غفر؛وإذا شاء سبحانه أن يغفر للعبد فمن يرده؟! ، ولكن لا بد أن يكون موحداً يا عباد الله0"
والحقيقة أن الله لا يغفر للفرد أى ذنب إلا إذا استغفره أى تاب منه كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وتحدث عن فساد دين الفرد من خلال الاعتقادات الباطلة ونشرها فقال :
"واعلموا أن فساد الدين لا يأتي إلا بالاعتقادات الباطلة؛والتكلم بها ؛أو العمل بخلاف الحق والصواب "
والحقيقة أن فساد دين الفرد ناتج من أمرين :
ألأول فساد الاعتقاد وهو الإيمان فيؤمن بما حرمه الله على أنه دين الله
الثانى فساد العمل وهو عصيام أحكام الله فى الوحى
والرجل يبدو أنه مهووس بالقبورية فيتحدث عنهم قائلا: 0
"ومما أفسد عقائد الناس وحرفهم عن السبيل الصحيح؛تلك القبور المشيدة التي تعبد من دون الله وتُدعى من دون الله، سواء في السعي إليها أو تعلق القلوب بها0ولذلك فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كل فعل يكون على هذه القبور؛ فيكون بعد ذلك وسيلة لعبادتها من دون الله؛ كالبناءِ عليها وتعظيمِها والغلوِّ في أصحابها؛فإن هذا كله يفضي إلى الشرك بالله سبحانه؛ ولذلك لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة؛وما فيها من الصور؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح-أو العبد الصالح- فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور؛أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة"؛ والمقصود بجعل القبور مسجداً؛جعلها موضعاً للعبادة0
والشرك بقبر الرجل الذي هو معروف؛أشد داعياً إلى عبادته من الوثن الذي لا يُعرَف صاحبه؛فالناس عادة إذا علموا أن هذا قبر فلان وهو رجل صالح معروف؛ قد يكون نبياًّ؛أو صحابيا وهم برءاء من الشرك وأهله؛ فإن النفوس تسارع إلى الإشراك به من دون الله ، ليس كالوثن أو الصور التي لا يُعرَف أصحابها؛ولأجل كل هذا فقد اشتد تحذيره صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد0
وبسبب الجهل المنتشر -ومع الأسف الشديد - تجد بعض أخواننا إذا سافر إلى بعض البلدان ومر على بعض المساجد التي فيها القبور صلى بها؛وهو حسن النية؛ ولكن هذه الصلاة باطلة لا تجوز 0وتأملوا إلى أنصح الخلق للخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي اشتد تحذيره من هذا الفعل المنكر إلى وقت موته،تقول عائشة رضي الله عنها:"لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفِقَ (أي جعل) يطرح خميصة له على وجهه؛فإذا اغتم كشفها وقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر مما صنعوا، تقول عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خُشي أن يُتخذ مسجداً"؛( أي موضعاً للعبادة) ، فانظروا إلى تحذير الصادق المصدوق من اتخاذ القبور مساجد؛ ولعنِه من فعل هذا الفعل؛ هذا مع إن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد؛ فكيف بمن اتخذ قبور من هو أدنى حالاً من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم ؟!
كما دعا صلى الله عليه وسلم بقوله:" اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد"؛ فإذا كان قبره -صلوات ربي وسلامه عليه- إذا عُبد من دون الله عُدّ وثنا فكيف بقبر غيره؟!
ولما خالف الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم افتتنوا بعبادة القبور؛ من قبور الصالحين وغيرهم؛وعظموها تعظيما مبتدَعاً آل بهم إلى الشرك؛حتى خرجوا من الإسلام؛"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"؛ وهاهم يصرفون العبادة التي لا تجوز إلا لله يصرفونها للقبور؛من الصلاة عندها؛ والطواف بها؛والنذر لها؛ودعائها؛ ودعائها؛ وسؤالها قضاء الحاجات وتفريج الكربات؛ فإذا حلّت بهم مصيبة لم تتوجه القلوب إلى الله؛ ولكن توجهت إلى قبر فلان بن فلان؛ وهذا كله من الشرك المخرج من الملة."
وكل هذا الحديث عن اتخاذ القبور مساجد أو الصلاة فيها هو حديث صحيح فالقبر ليس مسجدا للصلاة ولا يصلى فوق قبر أو حوله إلا صلاة الجنازة كما قال تعالى :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره"
وتحدث عن أن الله لا يقبل الشرك به فقال :
"فيا عباد الله: لا تضيعوا نصيبكم من الله ،واعلموا أن العبد ولو كان مسرفاً على نفسه بالمعاصي؛فإنه حري أن يدخل تحت رحمة الله إذا كان موحداً، وأما إذا كان مشركاً فلا يتعب نفسه بعمل من الأعمال فعمله مردود عليه؛ يقول سبحانه:" أنا أغنى الشركاء عن الشرك"؛ فلا يقبل الله-سبحانه وتعالى- الذي أمرنا بعبادته وحده أن نشرك به غيره0
|