نظرات في مقال عالم الجنون
نظرات في مقال عالم الجنون
صاحب المقال حيدر خالد وهو يدور حول الجنون وقد استهل بذكر قدم الجنون مع البشرية وأنهم حتى الآن لم يستطيعوا وضع تعريف محدد للجنون فقال:
"منذ أن وجد الإنسان على الأرض وجد معه الجنون في الحقيقة ما زال الكثير من علماء النفس وطب الأعصاب لا يستطيعون وضع تعريف حقيقي للجنون ما هو ما سببه وما هي صفات من يجب أن يدعى مجنون"
وقدم حيدر وجهة نظر طبيب نفسى عن كون الطب العقلى هو علم زائف بلا أساس فقال :
"يقول الدكتور توماس زاز أستاذ الطب العقلي في جامعة سيراكيوز نيويورك: " يعرف الطب العقلي عادة بوصفه اختصاصا طبيا يعنى بتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها. أما أنا فأؤكد أن هذا التعريف الذي ما زال قائما ومقبولا يلحق الطب العقلي بمبحثي الكيمياء القديمة والتنجيم ويعينه بذلك علما زائفا. والسبب وراء ذلك واضح وجلي إذ لا وجود لما يسمى بـ " المرض العقلي "
هذه وجهة نظر لا تنفى وجود الجنون فالجنون على نوعين :
الأول الجنون وهو السفاهة الذى يطلق على مخالفى الناس في الدين ومنهم الرسل فقد تم اتهامهم جميعا بتلك التهمة كما قال تعالى :
"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ"
الثانى الجنون وهو نفسه السفاهة بمعنى :
عدم القدرة على التصرف المالى الصحيح والتصرفات التى لا يختلف فيها البشر مثل تغطية العورة والتبول والتبرز في مكان خفى وليس أمام الناس كما قال تعالى :
"وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ"
وذكر الرجل أن الناس يظنون أن الجنون عقوبة أو ابتلاء كمن الله فقال :
"وللبشر تاريخ طويل في التعامل مع الجنون حيث عثر على العديد من الجماجم المثقوبة وذلك للسماح للشياطين بالخروج يعود تاريخها القرن الخامس قبل الميلاد.
فسر الجنون على مدى تاريخ الإنسان الطويل على انه عقوبة من الآلهة أو ابتلاء"
وذكر نصوصا من بعض الكتب المقدسة على ذلك فقال :
"ورد في التوراة في سفر التثنية (لقد كتب أن الله سوف يبتليك بالجنون) وقد وصف هوميروس ملك الفرس بالمجنون لأنه كان يحط من شأن الدين قائلا ((من يستطيع الحط من قدر الآلهة غير المجنون)).
وكذلك عزيت جميع اضطرابات السلوك والكلام إلى الشياطين والآلهة.
لدى الهندوسية شيطانه خاصة تدعى "غراي" ينسب إليها التسبب بالتشنجات الصرعية."
قطعا الجنون ليس عقابا وإنما ابتلاء وهو ليس ابتلاء للمجنون وإنما ابتلاء لمن حوله عائلته بالذات ومن يعيش بينهم كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
وتحدث عن ان البعض يجعلون سبب الجنون تلبس شياطين الجن حيث قال :
"كان الجنون ينسب الى تلبس الشياطين ..
كما سرد نص أشوري عوارض لمرض الصرع المسبب من قبل شيطان وجاء فيه ((إذا اتفق لحظة التلبس أن يكون المرء جالسا وتحركت عينه إلى الناحية الأخرى وتغظنت شفته وتدفق اللعاب من فمه واختلج الجانب الأيسر من جسده مثل نعجة مذبوحة فذلك هوالشيطان "ميغتو" وإذا كان عقل المرء الموسوس واعيا لحظة التلبس فمن الممكن طرد الشيطان من جسده. أما إذا لم يكن واعيا فمن المستحيل طرده))."
قطعا الجن لا يتلبسون البشر لأنهم لا يظهرون إطلاقا في عالم لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يعطى تلك المعجزات لحد بعد وفاته فقال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
وتحدث عن تلبس أخر من الملائكة فقال :
"وكذلك هناك جانب آخر في النظرة إلى الجنون وهو الجنون الناتج عن تلبس قوى خيرة حيث يسبب رؤى دينية وملائكية كما في حالات المجذوبين المعروفة لدينا وكذلك في بعض قصص القديسين."
قطعا تلبس الملائكة أمر محال لأنهم لا ينزلون ألرض كما قال تعالى :
"قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وتحدث عن أن المجتمعات عندها قناعة بأن المجانين لهم مظهر معين فقال :
"افترض المجتمع صورة نمطية للجنون تتعلق بالمظهر وقد صورت بطريقة قياسية في النكت والقصص الشعبية على هيئة كائن غريب أشعث الشعر متسخ الملابس هائم على وجهه يستجدي الطعام."
وهذه الصورة يقال عنها نمطية ولكنها ليست صحيحة في كل الأحوال إلا في حالات تم ادخالها المصحات وتم تعذيبها بالكهرباء والطرق الأخرى ومن ثم كان الغرض من المصحات هو اظهار تلك الصورة النمطية للمجانين وحتى الأفلام والمسلسلات تظهر نفس الصورة
|