قراءة فى كتاب حل الرموز وبرء الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام
قراءة فى كتاب حل الرموز وبرء الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام
من الكتب القليلة النشر والوجود كتب الأقلام ويقصد :
كتب كتابة الحروف الهجائية فى اللغات المختلفة
من تلك الكتب التراثية كتاب ذو النون المصرى الاخميمى وهو رجل من رجال التصوف واسم الكتاب :
حل الرموز وبرء الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام
والقارىء للكتاب وهو مجلد مخطوط يجد أن كلام ذو النون المصرى هو ثلاث صفحات وبقية الكتاب هو :
رسوم للحروف الهجائية ونطقها فى لغات كثيرة ويبدو أن كاتبه أو الناسخ هو من أهل العصر الحديث والسبب :
أن المربعات المكتوبة وكذلك إطار الصفحات مكتوب بقلم أحمر جاف من أقلام العصر الحالى
وفى الثلاث صفحات الأولى ما يخص الحروف المكتوبة هو حوالى عشرة سطور حيث بدأ كالتالى :
"قالت الحكماء والفلاسفة مثل افلاطون وغليطون وأرسطيون واقليمون وأرسطو أن الكتاب رسم صور موضوعه لمعان مختلفة تدركه بالعقل وتفهم بالفكر وقد تختلف الحروف فى وضعها كما ترى عن جميع أجناس الطوايف فتكون هكذا كما هو رسوم لك وقيل إن الخط دليل على ما فى القول وما فى القول دليل على ما فى الفكر وما فى الفكر دليل على ما فى العقل وما فى العقل دليل على الاعتقاد وبذلك يعرف قرب العبد وبعده عن الحق"
هذا هو الكلام عن الخطوط وأما الباقى فهو كلام عن العقل وهو كلام روايات تخريفية وهو قول من كتب الكتاب :
"ولذلك شرفه الله تعالى بقوله بك آخذ وبك أعطى وبك الثواب وعلى صدك العقاب وفى الخبر الصحيح لما أهبط الله عز وجل آدم إلى الأرض وتاب عليه أتحفه بثلاث على يد جبرائيل فقال له إلهك يقريك السلام ويقول لك قد انفد إليك لثلاث جلال المحيا والدين والعقل لتختار واحدة منهن وتخلى عن الاثنين فقال جبرائيل الحيا والدين ارتفاع فقال لا تفعل قال ولو عصيتما قالا ولكنا أمرنا ألا نفارق العقل حيث كان "
والخطأ الأول أن الثواب والعقاب على العقل بينما الثواب والعقاب على النفس والعقل جزء منها كما قال تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة "
فاستعمال الإنسان العقل بمشيته سبب ثوابه وعدم استعماله العقل واستعماله الشهوات سبب عقابه كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
والثانى أن الله خير آدم(ص)بين ثلاث بينما الخيار الإنسانى بين أمرين الكفر والإيمان كما قال تعالى فى القول السابق فالله لم يخيره بين العقل والحياء والدين لأن كلها مطلوبة حيث العقل استعماله من الدين وكذلك الحياء
وأكمل الحديث عن العقل فقال :
"وقيل إن العقل معيار الإنسان فمن كان فيه أرجح كان أفضل وأكمل وقد وقع الاتفاق على جماعة كثيرة من الفضلاء والعلماء والعارفين من الذات العقلية أشرف وأكمل من الأراث الحسية لأنها تمنع صاحبها عن الأكل والشرب على الدوام ومتى صنعت النفس وتخلصت من كدر الشهوات اتصلت بعالم العقل الأول الفعال وأخذت عنه الأسرار وكانت نفسه مطمانة بما اتصلت إليه وعلمته الملكوت وكما كان أجود النفس الناطقة عن العلم والحياة والقدرة وإرادة كانت مدركة لا أوحى إليها الملك الموكل بطور العقل الذى اجره من الله وهذا الملك هو الذى يفهم عن الله ما يوجهه إليه ويشاهد عنهما يتجلى عليه بصفاته المختلفة الذى لا تناسب صفة المخلوقين "
الخطأ هنا وجود ملاك موكل بالعقل وهو ما يناقض ان الملائكة فى السموات وليست فى الأرض حتى تكون فى عقول الناس كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وتحدث كلاما لا علاقة له بالإسلام وإنما له علاقة بالفلسفة وهى نظرية تسمى العقل الفعال أو نظرية الفيض فقال :
"والنفس المطمينة الذى قد ألزمه الله تعالى كقوله" يا أيتها النفس المطمئنة راجعى إلى ربك راضية مرضية فادحلى فى عبادى وادخلى جنتى " هى الذى صح لها مشاهدة ذلك الملك وهو الروح ألأمين فى البرزخ ألأول من رأى ذلك الملك ويشاهده ما شاء الله له من العجايب للملكوت وترى الحق مخاطبة أم خطائه من وراء ذلك الحجاب بلسان العظمة واطلعه على شىء من عجايب القدرة لأنه إذا خلق الله جوهره أضىء بنورها ذلك المكان ومحا بذلك النور تلك الظلمة واطلعك على أسراره وأظهرك على جنسه وناده فقد وصلت إلى ما وصل إليه أهل الجنة وكنت من الفرقة الناجية إن شاء الله تعالى لأن الأعمال بخواتمها ومنهم من قال إن يغلق باب التوبة ومنهم من قال إن لا يؤتى بالكبشين إلا الصالحين ويذبحا ويخلد أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار ومن يهدى الله فهو المهتدى"
وكل هذا الكلام روايات تخريفية فالملاك لا ينزل إلا الرسل(ص) وقد انتهى عهدهم بقوله تعالى :
" اليوم أكملت لكم دينكم "
وقال :
"ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون"
وبعد ذلك قال السطر التالى :
"وهذه صفة الأقلام الأربعة مكملين على التمام أول ذلك حروف الهجا الثمانية وعشرين "
وقد بدأ الكتاب بعد الثلاث صفحات بصفحات مكتوبة فيها كل حرف من الحروف الثمانية وعشرين باللغات المختلفة
فتجده مكتوبا بثمانية وعشرين صورة وكذلك الباء حتى بقية الحروف على ترتيب أبجد هوز حطى كلمن ولكن بترتيب مختلف عن المعروف فى الأواخر
ثم ذكر الأقلام مبدئا بالقلم القمى الفهلوى ثم القلم الرومى ذاكره أنه لغة عيسى(ص) ثم القلم الطينى ثم القلم السريانى ذاكرا أنه لغة دانيال ثم القلم القبطى ذاكرا أنه لغة شعيا النبى ..........
وتجده فى كل مرة يذكر نطق الحرف فى لغته بالعربية ثم يذكر رسوم الحروف فى تلك اللغات وهى :
القمى الفهلوى الرومى القبطى الكوفى السريانى الطينى والافرنجى
وبعد ذلك كتب اللغات المسندات القديمة فقال :
"فى بيان المسندات القديمة وأقلامها كما تراها
نبتدى بذكر الأقلام المسندة وكيفيتها وكيفية العمل بها وهى الأقلام المنسوبة للكواكب السبعة ولقد كتب بها أصحاب البرانى والنواميس من اهل الرجعة كما رسموها بأسرارهم وعلومهم ووصاياهم ومعرفة أعمال طلاسمهم واستخدام روحانيات الكواكب ومنازل القمر فى أربعة أرباع الستة ومعرفة الأيام والليالى بأسمائهم جميعا توجد بهذه الخطوط فى الكتب القديمة وكل قلم على لسان أهل زمانه مع الاستعمال وشهرته بينهم وهم هذه الأقلام الموضوعة فى هذا الكتاب الموضوع فى اليد هم هن والله أعلم "
|