الرد على مقال باحث يحدد مكان جنة عدن
الرد على مقال باحث يحدد مكان جنة عدن
صاحب المقال كمال غزال وهو يدور حول نقد غزال لبحث أعده باحث أمريكى يقوم على باطل وهو :
أن الجنة التى طرد منها الأبوين أرضية وفى مقدمته قال غزال :
"نتناول في هذا المقال كما يوحي عنوانه دراسة أجراها الباحث جوريس زارين وزعم فيها أنه وصل أخيراً إلى تحديد موقع جنة عدن على ضوء قراءته للنصوص التوراتية، عرضت تلك الدراسة في قناة التاريخ History الوثاثقية التلفزيونية"
واستهل غزال مقاله بذكر نصوص القرآن والعهد القديم عن الحكاية فقال :
"لكن قبل البدء في عرض أفكار الدراسة نورد ما ذكرته الكتب السماوية عن جنة عدن بأنهارها وقصة طرد آدم أبو البشر وزوجته حواء (أم كل حي) منها:
جنة عدن في الكتب السماوية
ذكر القرآن الكريم قصة طرد آدم وحواء من الجنة بسبب مخالفتهما لأمر الله المتمثل بعدم الأكل من الشجرة المحرمة، حدث ذلك عندما أغواهما الشيطان حيث يقول الله تعالى :"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)" - سورة البقرة ."
قطعا النص القرآنى لم يحدد هنا شىء ولكن النصوص الأخرى تقول أن الملائكة في السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك في السموات "
ويخبرنا القرآن بعدم اطمئنان الملائكة في الأرض وخوفها من النزول إليها في قوله تعالى :
" قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
ومن ثم لا يمكن أن الجنة الاختبارية في الأرض وإنما في السموات وهى قد تحولت من اختبارية إلى ثوابية بعد نزول الأبوين(ص) إلى الأرض
يضاف إلى هذا أنه لو كانت في الأرض ما طلب الله من الأبوين النزول للأرض لأنها كانت جزء منها كما يزعمون في قوله :
وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ"
وذكر لنا حكايات العهد القديم وهى مخالفة للقرآن في كون من أغوى الأبوين الحية وليس الشيطان فقال :
"كما أن سفر التكوين وهو أول أسفار موسى الخمس كما أنه أول أسفار العهد القديم لدى معتنقي الدين المسيحي القديم من الكتاب المقدس ذكر حدوث إغواء ولكن لم يذكر اسم الشيطان فيه بل اكتفى بذكر أن الثعبان (الحية) هي من أغوت حواء أولاً لتقدم التفاحة من الشجرة المحرمة لآدم لكي يأكلها كما نجده في الآيات التالية من الإصحاح الثالث:
"(1) وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة: أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة (2) فقالت المرأة للحية : من ثمر شجر الجنة نأكل (3) وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا (4) فقالت الحية للمرأة : لن تموتا (5) بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر (6) فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل (13)فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة: الحية غرتني فأكلت (14) فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا، ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك (22) وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد (23 ) فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها (24) فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة. "
وحدثنا غزال عن الأنهار الأربعة ووجود حديث مشابه للنص في العهد القديم فقال :
"جنة عدن وأنهارها الأربع
يذكر أحد الأحاديث الشريفة أنهار جنة عدن الأربع وهي سيحان وجيحان والفرات والنيل ، ففي صحيح مسلم يرد الحديث :"حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :" سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ".
- وكذلك في التوارة ورد ذكر أربعة أنهار تنبع من نفس النقطة في جنة عدن هي فيشون (ربما يشير إلى سيحان ؟) و جيحون (ربما يشير إلى جيحان ؟) والفرات وحداقل (اي نهر دجلة في آشور العراق) وذلك في الآيات التالية من الإصحاح الثاني من سفر التكوين :
(8) وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله (9) وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة ، وشجرة معرفة الخير والشر (10) وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس (11) اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب (12) وذهب تلك الأرض جيد . هناك المقل وحجر الجزع (13) واسم النهر الثانى جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش (14) واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات (15) وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها (16) وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا (17) وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت"
فطعا هنا فرق بين أنها الرواية الحديثية وبين انهار العهد القديم في الأسماء والموجود في العهد القديم وفى الحديث تحريف للحقيقة وهى :
ان ألنهار في الجنة هى :
أربعة هى العسل المصفى ونهر الخمر ونهر اللبن ونهر الماء الصافى وفى هذا قال تعالى :
"مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى"
وقد سماها الله عيون فالعسل المصفى اسمه الرحيق المختوم كما قال تعالى :
" يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون"
والماء اسمه عينه السلسبيل كما قال تعالى :
"ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا"
واستعرض غزال ما قاله الباحث مطلقا على ذلك دراسة علمية وهى لا تمت للعلم بصلة فقال :
في البحث عن جنة عدن
قبل البدء في عرض أفكار الدراسة التي تتناول تحديد موقع جنة عدن يجدر بالتنويه أن تلك الدراسة قد تصطدم بمنظومة المعتقدات الدينية لدى بعض القراء، لذلك أرجو إعتبارها دراسة ذات منطلق علمي بحت على غرار نظرية داروين في تطور الأنواع والتي تشير إلى أصول الإنسان، كما ليس عرض الدراسة ليس له أية غاية في التأثير على المعتقدات ، مع أن الأفكار الواردة أدناه تعبر عن رأي الباحثين المشاركين فيها حتى وإن بدت كفراً في نظر البعض بسبب النظرة المادية الأحادية للأمور والتي لا تؤمن إلا بالعلم التجريبي فقط فأنا أحافظ على مبدأ:"ناقل الكفر ليس بكافر".
|