نظرات فى تفسير سورة الإخلاص
نظرات فى تفسير سورة الإخلاص
المؤلف زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن السَلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي (المتوفى 795 هـ) وهو يدور حول تفسير سطر من كتاب الله هو سورة الإخلاص وقد استهل ابن رجب كتابه بالحديث عن موضع النزول فقال :
"«الكلام على سورة الإخلاص»
وفي موضع نزولها قولان:
أحدهما أنها مكية
والثاني مدنية "
والكلام عن الذات الإلهية لابد أن يكون فى أول مرحلة من القرآن حيث يعرف الله نفسه لرسول(ص) وبقية خلقه
وتحدث عن كون السورة نسبة الله وكأن الله له عائلة ينسب لها فقال :
"وذلك في فصول في فضائلها وسبب نزولها وتفسيرها
أما فضائلها فكثيرة جدا؛ منها أنها نسبة الله عز وجل
خرج الطبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)«لكل شيء نسبة ونسبة الله {قل هو الله أحد * الله الصمد} وليس بأجوف» الوازع ضعيف جدا وعثمان يروي المناكير وسيأتي في سبب نزولها ما يشهد له"
والغريب أنه نفى صحة الحديث الذى استشهد به على النسبة المزعومة وتحدث عن كونها صفة الرحمن فذكر حديث أخر كاذب فقال :
"ومنها أنها صفة الرحمن وفي «صحيح البخاري ومسلم» من حديث عائشة أن النبي (ص)بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي (ص)فقال «سلوه؛ لأي شيء يصنع ذلك؟» فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي (ص)«أخبروه أن الله يحبه»
قطعا لا ذكر للرحمة فى السورة حتى يقال أنها صفة الرحمان إلا إذا كان يعنى الله وليس لفظ الرحمان
وتحدث عن أحاديث تحبذ أو توجب قراءتها فى الصلوات فقال :
"ومنها أن حبها يوجب محبة الله لهذا الحديث المذكور آنفا ومنه قول ابن مسعود «من كان يحب القرآن فهو يحب الله»
ومنها أن حبها يوجب دخول الجنة ذكر البخاري في «صحيحه» تعليقا وقال عبيد الله عن ثابت عن أنس قال كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ {قل هو الله أحد} حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة وذكر الحديث وفيه فقال النبي (ص)«يا فلان ما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟» فقال إني أحبها فقال «حبك إياها أدخلك الجنة» وخرجه الترمذي في «جامعه» عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن الدراوردي عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عمر وغربه
وقال روى مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب هذه السورة {قل هو الله أحد} فقال «إني حبك إياها أدخلك الجنة» وقد خرجه أحمد في «المسند» عن أبي النضر عن مبارك بن فضالة به
وروى مالك عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة يقول أقبلت مع النبي (ص)فسمع رجلا يقرأ {قل هو الله أحد} فقال رسول الله (ص)«وجبت» قلت وما وجبت؟ قال «الجنة» وأخرجه النسائي والترمذي وقال «حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث مالك»
وروى أبو نعيم من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة عن مهاجر سمعت رجلا يقول صحبت رسول الله (ص)في سفر فسمع رجلا يقرأ {قل يا أيها الكافرون} فقال «قد برئ من الشرك» وسمع آخر يقرأ {قل هو الله أحد} فقال «غفر له» "
وتلك ألأحاديث تتناقض مع القرآن فى أن المطلوب ليس تكرار قراءة سور معينة وإنما قراءة ما تيسر من القرآن بحيث تتم قراءة القرآن كله كما قال تعالى :
" فاقرءوا ما تيسر منه "
وقال :
" أفلا يتدبرون القرآن "
وتحدث عن أحاديث كثيرة تقول أن السورة ثلث القرآن فقال :
"ومنها أنها تعدل ثلث القرآن ففي «صحيح البخاري» من حديث أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ {قل هو الله أحد} يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي (ص)فذكر ذلك له – وكأن الرجل يتقالها – فقال رسول الله (ص)«والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» وقد روي عن أبي سعيد عن [أخي] قتادة بن النعمان به
وفي «صحيح البخاري» أيضا من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي والضحاك المشرقي عن أبي سعيد قال قال رسول الله (ص) لأصحابه «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة» فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال «الله الواحد الصمد ثلث القرآن» وفي «المسند» من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله بـ {قل هو الله أحد} فذكر ذلك للنبي (ص)فقال «والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه»
وفي «المسند» أيضا من طريق ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ فقالوا وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال فإن «قل هو الله أحد» ثلث القرآن قال فجاء النبي (ص)وهو يسمع أبا أيوب فقال «صدق أبو أيوب»
وروى يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم – قال الترمذي اسمه سلمان – عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)«احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن» فحشد من حشد ثم خرج نبي الله (ص)فقرأ {قل هو الله أحد} ثم دخل فقال بعضنا لبعض قال رسول الله (ص)«فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن» إني لأرى هذا خبرا جاءه من السماء ثم خرج نبي الله (ص)فقال «إني قلت سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا وإنها تعدل ثلث القرآن» أخرجه مسلم
وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي (ص)قال «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ {قل هو الله أحد} في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن» ورواه النسائي والترمذي عن بندار
وروى الترمذي عن قتيبة أيضا عن ابن مهدي فهو لهما عشاري ولأحمد تساعي وفي رواية الترمذي عن امرأة أبي أيوب عن أبي أيوب به وذكر اختلافا في إسناده
وروى أحمد عن هشيم عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال قال رسول الله (ص)«من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ بثلث القرآن» ورواه النسائي في «اليوم والليلة» من طريق هشيم عن حصين عن أبي ليلى به من غير ذكر هلال بن يساف وروى الإمام أحمد أيضا عن وكيع بن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود قال قال رسول الله (ص)«{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن» ورواه ابن ماجه والنسائي في «اليوم والليلة» من طرق وفي بعض طرقه وقفه
ورواه أبو نعيم من طريق مسعر عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري كذا قال!
ومن طريق شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود
وروى أبو نعيم من طريق على بن عاصم عن حصين عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي (ص)قال «من قرأ {قل هو الله أحد} في يوم وليلة ثلاث مرات كانت تعدل ثلث القرآن»
ورواه شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود عن النبي (ص)
وروى أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن حمدون بن رستم ثنا على بن إشكاب ثنا شجاع بن الوليد ثنا زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي (ص)«{قل هو الله أحد} ثلث القرآن» قال إبراهيم هكذا حدثني به وكتبه لي بخطه وإنما يحفظ الإسناد قراءة يس
وروى يوسف بن عطية الصفار ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله (ص)«من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن وكتب له من الحسنات بعدد من أشرك بالله وآمن به»
وفي «صحيح مسلم» من طريق قتادة عن سالم ابن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن رسول الله (ص)قال «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نعم قال إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقل هو الله أحد ثلث القرآن»
وروى أمية بن خالد عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت قال رسول الله (ص)«{قل هو الله أحد} ثلث القرآن» رواه أحمد والنسائي في «اليوم والليلة»
ورواه أيضا من طريق مالك عن الزهري عن حميد من قوله ورواه أيضا من طريق ابن اسحاق عن الحارث بن فضيل عن الزهري عن حميد أن نفرا من أصحاب محمد (ص)حدثوه عن النبي (ص)أنه قال «{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها»
|