وكذلك عن الوظيفة السيمنطيقية لتنوع الوسائل الأسلوبية في القرآن (عمل نيل روبنسون "اكتشاف القرآن" على سبيل المثال)."
وتحدث عن شبهة اخرى بأن كتابة المصحف القديمة تجعله مفتقرا للدقة وحده بينما كل الكتابات القديمة كان مفتقرة لنفس الدقة ومع هذا لم يقل أحد بشبهة الافتقار هذه فقال:
"أما عن فكرته القائلة بأن طريقة رسم الحروف القديمة في النصوص القرآنية تجعله بحكم الافتقار إلى الدقة ضربا من الكتابة السرية، فتبدو غريبة بالنظر إلى واقع الأمر الذي يتمثل في أن النصوص السابقة على ظهور الإسلام والمكتوبة بالحرف العربي، وبالرغم من طابعها الدنيوي المؤكد، تحمل نفس السمات من حيث افتقارها إلى الوضوح في ما يتعلق برسم الحروف."
ويتحدث بيرنشتيل عن شبهة أخرى فى اسم محمد(ص) كررها المؤلفون مرات عدة فى كتابهم وهو أنه ليس اسم وإنما صفة كتدليل على عدم ووجود شخصية محمد(ص) فيقول:
"المصطفى والمحمد
كما أن الأطروحة المركزية التي تتكرر العديد من المرات في هذا الكتاب، وتفيد بأن محمدا ليس بإسم علم بل مسندا (نعت صفة) داخل لغة المسيحولوجيا، تتضح بالنهاية كمقولة ليس لها ما يدعمها بجدية."
ويضعف بيرنشتيل هذه الشبهة نهائيا بأن جذر حمد لا وجود له فى السريانية ومن ثم قما قالوه اختراع من عندهم وهو قوله:
"وهكذا يرى بوب في الإسم مجرد استعارة لغوية من الأوغاريتية بمعنى "المختار" و"المصطفى" وكبرهان على هذا المدلول الذي يمنحه للعبارة يستخدم ترجمة للجذر اللغوي الأوغاريتي m.h.m.d ( م ح م د) بمعنى " the best, choicest" ( الأفضل، المنتقى) التي لا علاقة لها البتة بمفهوم "المصطفى"! بينما يرى أوهليش بديلا لذلك في كلمة من السريانية هي mahmed أي "المحمود" التي تمت قراءتها "محماد" ( mehmad) في اللغة العربية حسب زعمه لكن الواقع يثبت بأن هذا الجذر hmd لا دليل على وجوده البتة في اللغة السريانية؛ أي أن كلمة أوليش السريانية هذه لا وجود لها أصلاط
ويكمل بيرنشتيل انتقاده للتزوير اللغوى حتى فى اللغة العبرية من جانب المؤلفين فيقول:
"أما المعنى الذي ينطوي عليه هذا الجذر في اللغة السامية لمناطق الشمال الغربي: أي "يشتهي" فهو ما يذكره غروس، غير أنه يقدم هذا الجذر، وبطريقة مزورة، كعبارة موجودة في اللغة السريانية وذلك باعتماده اشتقاقا مزورا لإسم مفعول غير موجود وهكذا فإن احتجاجه بوجود اشتقاق من السريانية لعبارة mahmad في اللغة العبرية، و ما معناه "موضوع للشهوة"، يظل بدوره دون أساس."
ويبين بيرنشتيل أن الزعم بعدم وجود اسم محمدقبل خاتم النبيين(ص) كذب يتعارض منع وجوده فى الآثار القديمة فى الجزيرة وهناك ما يدل على وجوده فى المسكوكات وهى النقود المعاصرة لنقود عبد الملك من أهل مرو عند لوكسنبرغ فيقول:
"محمد قبل الإسلام
في اللغات السامية الجنوبية فقط، أي في العربية وعربية المناطق الجنوبية، يكون للجذر اللفظي حمد معنى "الحمد، والشكر". وفي هذه اللغات عرفت العبارة استعمالات اشتقاقية في عملية تركيب الأسماء. وإسم م. ح. م. د قد وجد في المدونات الصفائية والسبئية من عصور ما قبل الإسلام. وكإسم علم لا غبار عليه نعثر على إسم محمد مخطوطا على مسكوكات العملة العربية الساسانية من سنوات 686 و701 ميلادي، أي في فترة متزامنة مع نقوشات قبة الصخرة التي يزعم لوكسنبرغ، في قراءته الجديدة في كتاب آخر، بأنه وجد فيها الدليل على المسند المسيحولوجي."
ويتحدث بيرنشتيل عن انعدام وجود دليل واحد على أن محمد(ص) هو المسيح(ص) أو العكس فيقول :
وعلى أية حال فإنه يتعذر العثور على موقع، سواء هنا أو في أي مكان آخر، ترد فيه أي مطابقة لعيسى المسيح (بنعت أو صفة) مع محمد، أو يرد فيه ذكر إسمه مع كلمة محمد في نفس الجملة. وبالتالي فإن قراءة لوكسنبرغ لا تقيم أي دليل على هذا الزعم. ومن ناحية أخرى نجد أن نص الشهادتين يرد مخطوطا بلغتين على بردي يوناني. وفي هذه المخطوطة يظهر إسم mamet الذي يعرف كـ apostolos theo ( حواري الله)، أي ما معناه رسول الله. وبالتالي فإنه من الصعب أن نرى في هذا شيئا آخر غير إسم علم."
وانتهى المؤلف بيرنشتيل وهو فى نقده هذا منصف إلى اخفاق كتاب الإسلام المبكر فى التدليل على البدايات المعتمة للإسلام فقال :
"هكذا يكون هذا الكتاب الذي نحن بصدده قد أخفق في تحقيق المطمح الذي وضعه لنفسه في إنارة البدايات المعتمة للإسلام. وإن النقد الصائب الذي ظل يوجه إلى القراءات المحرفة، وعلى وجه الخصوص القراءات المحرفة للمصادر التي قام بها كتاب مسيحيون معاصرون إلى حد الآن وفقا لرؤية القراءة الإسلامية التقليدية ستبدو مثل المزحة مقارنة بمقاربات هؤلاء الكتاب التي لا تقل انحيازا في طريقة استخدامها للمصادر وقراءتها المحرفة وفقا لما تقتضيه نظرياتهم الخاصة. وستظل فرضية عيسى المحمد بمعنى "المصطفى" أو "المحمود"، مؤقتا موضوعا ضالا تماما للشهوة التحريفية"
|