قراءة لبحث الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟
قراءة لبحث الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول مقولة وجود شبيه للإنسان وهذا الشبيه بالطبع هو نسخة جسدية من الإنسان
عرف العطار ما سماه ظاهرة الشبيه فقال :
"ظاهرة الشبيه معروفة منذ القدم ولها أصداء في فلكلور أغلب الشعوب. يطلق عليها بالانجليزية أسم (doppelganger) وهي كلمة مأخوذة عن الألمانية وتعني المزدوج، تعني عمليا وجود شبيه أو نسخة ثانية لإنسان مازال على قيد الحياة، هذا الشبيه يكون ذو طبيعة أثيرية ويتجلى للآخرين بشكل منفصل تماما عن صاحبه فيثير الدهشة والرعب في النفوس."
واستدل الكاتب على وجود الشبيه الجسدى بحكايات موجودة في الثقافات المختلفة انتقى منها بعضا اختصرناه نظرا لطول البحث فقال :
"من واقع التاريخ
ظاهرة الشبيه لا تقتصر على قصص وتجارب القراء المنتشرة هنا وهناك على المواقع والمنتديات، فكتب التاريخ والأدب لا تخلو بدورها من ذكر لبعض الحوادث والمواقف الغريبة المتعلقة بتلك الظاهرة. الشبيه .. هل هناك نسخة أخرى منك في هذا الكون؟
الادميرال جورج تريون
...العجيب في القصة هو أنه بينما كان الأدميرال يغوص إلى أعماق البحر قبالة سواحل طرابلس اللبنانية، كانت زوجته تقيم حفلا باذخا في منزلها بلندن دعت إليه العديد من أصدقائها وأقاربها. خلال هذا الحفل وأمام أنظار الجميع حدث أمر لا يصدق، فقد ظهر الأدميرال تريون وهو يرتدي بزته الرسمية التي تعلوها الأوسمة والنياشين، نزل السلم من الطابق الثاني ومضى بصمت ووجوم بين الحضور من دون أن يلتفت لأحد، سار عبر البهو الكبير وصولا إلى حجرة المعيشة حيث تلاشى واختفى هناك. وقد تسبب ظهوره المفاجئ بصدمة كبيرة للحضور خصوصا بعدما تواترت أخبار موته في اليوم التالي.
قصة الأدميرال تريون ليست فريدة من نوعها، فهناك حوادث مماثلة مر بها أشخاص ظهر شبيههم قبل موتهم بوقت قصير، ولهذا السبب ينظر بعض الناس في الغرب إلى ظاهرة الشبيه على أنها نذير شؤم ودلالة على موت وشيك. ومن المشاهير الذين صادف ظهور شبيههم قبيل مفارقتهم الحياة هم الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وملكة انجلترا إليزابيث الأولى وإمبراطورة روسيا كاترين الثانية والشاعر الانجليزي بيرسي شيلي."
قطعا لا وجود لتريون بعد موته كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "
وأما تواجد هذا الشبيه فهو فيما يبدو إنسان ارتدى قناع وجه مماثل لوجه لتريون وكان المطلوب منه أن يسير ويتحرك صامتا ثم يختفى لغرض في نفس الزوجة أو في نفسه هو أو هما معا
وقص علينا حكاية المعلمة ساجى فقال :
"ولنأخذ قصة المعلمة الفرنسية ايميلي ساجي كمثال. المعلمة ساجي عاشت في القرن التاسع عشر. كانت معلمة لغة فرنسية، وكان مشهودا لها بالتميز والكفاءة، لكن لسبب ما لم تكن الآنسة ساجي تمكث طويلا في المدارس التي تعمل فيها، فخلال سنوات قليلة تنقلت ما بين تسعة عشر مدرسة حتى انتهى بها المطاف أخيرا إلى مدرسة داخلية للبنات في لاتفيا، تلك الدولة الصغيرة المطلة على بحر البلطيق.
في البداية كانت إدارة المدرسة راضية كل الرضا عن أداء الآنسة ساجي، وكذلك الطالبات، لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما تكشف للجميع السر الذي كان يقض مضجع المعلمة المسكينة ويجبرها على الانتقال من وظيفة إلى أخرى.
- الآنسة ساجي لديها شبيه! .. همست إحدى الطالبات في أذن زميلتها وهي تومئ إلى الآنسة ساجي أثناء مرورها بالباحة الرئيسية للمدرسة. جميع الطالبات كن يتحدثن عن نفس الموضوع، لم يكن الأمر مجرد إشاعة، فالشبيه شوهد من قبل 13 طالبة خلال إحدى حصص الآنسة ساجي، فبينما كانت تكتب على السبورة ظهر شبيهها إلى جانبها، كان نسخة مطابقة عنها في كل شيء حتى في الحركات، باستثناء أنه لم يكن يحمل طبشورا في يده. والغريب أن جميع الطالبات الحاضرات شاهدن الشبيه باستثناء الآنسة ساجي التي لم تفطن لظهوره. بعد ذلك بأيام، أثناء تناول العشاء، ظهر الشبيه مرة أخرى خلف الكرسي الذي كانت تجلس عليه الآنسة ساجي وأخذ يقلد حركاتها في تناول طعامها لكنه لم يكن يحمل ملعقة.
في مناسبة أخرى ظهر الشبيه أمام أنظار أكثر من أربعين طالبة كن مجتمعات في فصل التطريز والخياطة. ...إحدى الطالبات الجريئات قامت من مكانها وحاولت لمس الشبيه، لكنها أحست بمقاومة خفيفة في الهواء حوله فتراجعت. طالبة أخرى كانت أكثر جرأة قامت من مكانها وقفزت بين الطاولة والكرسي مخترقة بأقدامها جسد الشبيه، لكن لم يحدث شيء، أستمر شبيه الآنسة ساجي جالسا من دون حركة لبرهة ثم أخذ يتلاشى بالتدريج حتى اختفى تماما.
حين سألوا الآنسة ساجي عن شبيهها قالت بأنه لاحقها وسبب لها مشاكل مع الآخرين طوال حياتها لكنها لم تره أبدا، العلامة الوحيدة على ظهوره بالنسبة لها تمثلت بشعور مفاجئ بالتعب والخمول كأنما ظهوره يمتص الطاقة من جسدها. كان الشبيه للأسف هو سبب تنقل الآنسة ساجي المستمر بين المدارس"
يبدو أن شبيهة ساجى ربما كانت توأمتها أو ربما امرأة أخرى كانت تريد منها شىء وربما الحكاية كلها مجرد شائعات من منافسات ساجى لطرها من العمل وهو أمر يحدث بين المعلمين وبين المعلمات حتى أنه هناك مثل يقوب :
" عدوك ابن كارك "والمراد أن باغض الإنسان هو من ينافسه في نفس المهنة وما أسهل ان تضحك معلمة أو معلمات على الطالبات بحكايات أو من خلال عمل أقنعة ترتديها بعضهم لتثبت الشائعة
وقص الحكاية الثالث عن عضو المجلس النيابى راش وشبيهه فقال :
"...بعد انتهاء الجلسة سأل سير باركر زملاءه فيما إذا كانوا قد رأوا سير فردريك، فأجاب بعضهم بالإيجاب وقالوا بأنه بدا شاردا ولم يتكلم أبدا، لكن أحدا منهم لم يشاهده وهو يترك مقعده ويغادر مبنى البرلمان .. ببساطة اختفى فجأة كأنه تبخر من مكانه.
في اليوم التالي زار أحد الأصدقاء سير فردريك في منزله وعاتبه على تجاهله لزملائه خلال جلسة البرلمان السابقة، فكان رد سير فردريك بأنه كان ومازال مريضا راقدا في الفراش لم يغادر منزله ولم يحضر أية جلسة للبرلمان منذ أسبوعين، لكنه لم يكن مستغربا لرؤيتهم لشبيهه داخل قاعة البرلمان لأنه بزعمه كان يرغب بشدة في حضور تلك الجلسة"
قطعا قد يوجد شبيه حضر الجلسة أو أن أحدهم أو احداهن قامت بعمل قناع مشابه لوجه الرجل وباعتباره يعرف مرض الرجل فهو لم يتكلم اطلاقا ولم يرد على الاخرين حتى لا ينكشف
وقص عليما حكاية أخرى جنونية عن شبيه الـديب موباسان فقال :
"الكاتب الفرنسي غي دي موباسان (1850 - 1893) له أيضا قصة شهيرة مع شبيهه ذكرها في إحدى كتبه، يقول: كنت جالسا في مكتبي ذات مساء وأنا أصارع من أجل إيجاد أفكار جديدة من أجل روايتي القادمة فجأة دخل شخص إلى الحجرة، الغريب أنه كان نسخة مني في كل شيء، كان يشبهني تماما، تقدم مني وجلس على الكرسي قبالتي ثم راح يملي علي ما يجب أن أكتبه!.
الرواية التي أملاها الشبيه على دي موباسان كان أسمها " The Horla " ، وهي رواية مرعبة تتحدث عن كيان شرير يتلبس بأجساد الناس ويتغذى على عقولهم حتى يقودهم إلى الجنون. المفارقة أن دي موباسان أصيب بالجنون بعد فترة على نشره لهذه الرواية وتم إدخاله إلى المصحة العقلية حيث مات هناك، مما دفع البعض للاستنتاج بأن الشبيه الذي ظهر لدي موباسان وأملى عليه تفاصيل الرواية هو نفسه الذي كان يعتاش على عقله وقاده إلى الجنون والموت"
قطعا الحكاية لا تصدق رجل يملى رجل على رواية كاملة في ليلة يكتبها كما أملاها ربما كانت الحكاية نوع من الدعاية أطلقها الناشرون للترويج لتلك الرواية وربما كان إدخال موباسان المصحة نوع أخر من الدعاية حتى تزداد مبيعات الرواية ومن غير بحث عن مبيعات تلك الرواية فإنها سوف تأتى في المرتبة ألأولى أو الثانية من حيث المبيعات بين روايات موباسان
لا وجه للغرابة ففى الغرب من الممكن فعل أى شىء من أجل تحقيق المال والشهرة
وتحدث العطار عن وجود تفسيرات متعددة لحكاية الشبيه كان أولها القرين فقال :
"هل هناك تفسير لظاهرة الشبيه؟
التجارب والقصص التي ذكرناها آنفا ما هي إلا عينة بسيطة، ...وفيما يلي سنقدم بعض الفرضيات التي تحاول أن تفسر هذه الظاهرة.
القرين
|