نظرات فى كتاب المذنبات مذنب هالي
نظرات فى كتاب المذنبات مذنب هالي
المؤلفان علي موسى ومخلص الريس والغرض من الكتاب كما قالا بيان حقيقة المذنبات :
"كثرت الشائعات والأقاويل عن المذنبات بوجه عام، ومذنب هالي بشكل خاص، حتى بات الناس يتخوفون من مجرد سماع أخبار المذنبات لهذا وجدنا انه من الضروري أن نحيط القارئ الكريم بحقيقة المذنبات....
وما يترتب عليها من نتائج حال اقترابها أو اصطدامها بالأرض ولما كان مذنب هالي المرتقب وصوله إلى نقطة قريبة من أرضنا في الحادي عشر من شهر نيسان من عام 1986 من أهم المذنبات التي أثارت الرعب عبر التاريخ الطويل للبشرية، كان لا بد من إلقاء الضوء على هذا المذنب وإظهار مدى اهتمام العالم اجمع به "
واستهلا الحديث ببيان وجهات نظر أو قل معتقدات القدامى فى المذنبات فقال :
"المذنبات في نظر الأقدمين:-
ماهي وجهة نظرهم الى المذنبات:-
أما عن ظهور مذنب فهو دليل فال حسن لدى البعض وفال سيئ لدى البعض وفال سيئ لدى البعض الآخر مما دفع الملوك والاباطره والاكاسره في القديم إلى اتخاذ المنجمين والعرافين مستشارين لهم في أمور الحكم والحرب"
إذا ظهور المذنبات اقتصر على كونها فأل حسن أو نذير شؤن عند القدامى وهو كلام عن معتقدات الشعوب وليس عما كتب فى كتب الفلك القديمة والتى لم يعد إليها المؤلفان
وتحدثا عن اهتمام الناس بظاهرة المذنبات فقالا:
"ولقد شغلت مسالة ظهور المذنبات بال الناس كثيرا فقاموا بتسجيل وقائع ظهورها والحوادث التي تليها لاعتقادهم بوجود ارتباط بينهما ولقد كان للمذنبات في بعض الأحيان أحداثا مباشرة مع الأرض، فالحدث الذي لا يمكن تصور وقوعه خلاله مائة عام لا يمكن تصور اجتنابه خلال مائة مليون سنه فاحتمال حدوثه محتوم خلال تلك الفترة الطويلة، وحتى على الأرض ذاتها وفي قرننا هذا حدثت عدة حوداث طبيعية عجيبة، منها حادثة تنجوسكا (1908) التي اهتزت لها أوروبا اهتزازا شديدا، وظهور مذنب هالي عام (1910) واكتشاف مذنبات عديدة"
والحقيقة أن الناس لا تهتم بشىء إلا إذا كان داخل المعتقد الدينى والذى يسمونه أحيانا الموروث الشعبى
وتحدث المؤلفان عن ربط الظواهر ببعضها فقالا :
"محاولة ربط ظاهره بأخرى:-
يوجد في بعض المؤلفات الغريبة الحديثة محاولة لتفسير بعض الحوادث الطبيعية التاريخية القديمة جدا تفسيرا علميا مثل قصة طوفان نوح الذي عم الأرض قبل حوالي عشرين ألف سنه، وورود ذكرها في كثير من تسجيلات شعوب الأرض كما جاء في ملحمة (جلجاميش) فقد فسر ذلك بأنه سبب سقوط مذنب ضخم في مياه الخليج العربي آنذاك، وقد أدى سقوطه إلى تشكيل جدار هائل متحرك من الماء وهطول أمطار غزيرة غطت سهول الفرات والجزيرة وقضت على كثير من شعوب الأرض"
وبالقطع هذا التفسير الحديث للطوفان وهو سقوط مذنب ضخم فى الخليج الذى يشير له المؤلفان هو من قبيل الخبل غمهما بلغ حجم المذنب فغنه لا يتسبب فى غرق الأرض كلها وهو ما يتعارض مع كون السببين هو :
سقوط المطر من السماء بغزارة وخروج الماء من باطن الأرض كما قال تعالى :
"ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجرى بأعيينا جزاء لمن كان كفر"
وسقوط المذنب فى الخليج لو صدقناه فسيكون سقوط فى منطقة قليلة المساحة لا تكفى لاغراق حتى البلاد المجاورة له
ثم قالا:
"وكذلك عبور موسى للبحر الأحمر أثناء مطاردة منبتاح فرعون مصر له و لقومة اليهود بسبب شرورهم، فقد حدث أن مذنبا ضرب البحر الأحمر وشطره إلى نصفين مما مكن موسى عبوره ونجاته ومن معه، وحين وصل فرعون وجنده لهذا الحسر وعبرة كان جسم المذنب قد تفكك وتهشم حيث أن معظم تركيب المذنبات هو ثلج مائي وغازات واتربه ، فغرق فرعون ونجا موسى"
والمؤلفان بدلا من أن ينقدا تفسير القوم الذى يزعمون أنه علمى سكتا مع أن القرآن يبين أن البحر اتفلق بعضا موسى(ص) وبيس بمذنب كما قال تعالى :
"فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين"
الغريب فى أمر المؤلفين هو ـنهمت ام ينتقدا الكلام الخرافى الزاعم أن المذنب فلق البحر فكيف يفلق الماء الماء ويظهر مكانه يابس ؟
إن سقوط ماء وثلج على ماء معناه زيادة مستوى الماء فى المنطقة وغرق ما حولها من اليابس ولبيس ظهور يابس
وقالا :
"ولقد ورد على لسان أحد الرهبان عام 66 ميلادية تحذير للناس بان السيف السماوي الضخم المعلق في سماء المدينة منذ عام كامل ولم يكن ذلك السيف سوى مذنب عرف فيما بعد باسم مذنب هالي يبدو أن شعوب الأرض قاطبة تعرف هذا المذنب ولها معه مغامرات لا تنسى بعضها سعيد وبعضها تعيس، وقد كانوا يتوارثون أخباره وحدوثه من جيل لأخر، لأنه كان يطل عليهم مره كل 76 سنه"
مذنب هالى المزعوم حدث فى حياتنا مرة منذ حوالى أربعين سنة ومع هذا لم يظهر لنا فى مصر ولم نراه وإن كانوا يزعمون رؤيته فى بعض المناطق ولا يوجد شىء يستمر عاما فى السماء كما فى هذه الحكاية الخرافية وإنما ما يظهر فى السماء يكون لعدة أيام أو أقل مثل السحاب الذى ظلل مساكن عاد واعتبره الكفار سحاب أى عارض ممطر وفى هذا قال تعالى :
"فلما رأوه مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شىء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين"
وقد استمر سبعة ليال وثمانية أيام كما قال تعالى :
"وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية"
وتحدثا عن سبب تسمية المذنب بهذا الاسم وهو صاحب الذنب أو الذيل فقالا:
"هل تسمية المذنب بهذا الاسم تسمية قديمة:-
إن تسمية المذنب بهذا الاسم عربية لنجم يجر وراءه ذيل حيث يسميه العرب بالنجم المذنب بينما الإغريق أسموه بالكوكب ذي الشعر وفي تسجيلات عام 1066 ميلادية وجد النص التالي:
ظهرت علامة في الغرب وهي نجم كبير جدا، ذو أشعه بلون الدم، برز في السماء بعد غياب الشمس ومكث سبعه أيام ونتج عنه حروب داخليه وغزو الكومان (من شعوب آسيا الوسطى) للأراضي الروسية، أن نجم الدم ينذر دوما بالقتال )
وكتب أحد المؤرخين عام 1378 (ظهر حادث دامت علامته عدة أيام في السماء، ففي الشرق وقبل الفجر برز عدة مرات نجم ذو ذنب بشكل حربة، وكانت هذه علامة نذير شؤم وحدث غزو للأراضي الروسية من قبل التتر، لكن دمرت سلطتهم بمعركة ليكوفر)) وفي عام 1811 ظهر كوكب مذنب كبير، وربطت بظهوره الثورة الفرنسية وحروب نابليون وغزوة للأراضي الروسية عام 1812"
وكل هذا الكلام يعيدنا لما ذكره المؤلفان فى بداية الكتاب عن معتقدات الشعوب مع أن الفترة التى يتحدثون عنها تسمى بعصر العلم أو عصر النهضة عند أوربا والخلاصة أن الأمم سمته باسم النجم ذو الذيل وهو الذنب
وحدثنا الاثنان عن ظهور نفس المذنب فيما يسمى التاريخ العربى فقالا:
"ماذا في تاريخنا العربي من احداث تذكرنا بالمذنبات:-
في تاريخنا العربي نذكر المذنب هالي ذاته الذي ظهر عام 223 هجرية الموافق 837 ميلادية وذلك ايام الخليفة العباسي المعتصم قبل فتح عامورية حيث أشار علية المنجمون والعرافون بعدم غزوها حتى يحين موعد نضوج العنب والتين، أو حتى يختفي المذنب الذي ارتسم في السماء ودام ظهوره أربعين ليلة لكن المعتصم لم يأخذ بمثل تلك الخرافات وغزا عمورية وفتحها ولقد نسج الشاعر العربي أبو تمام قصيدته المشهورة حول تلك الحادثة نذكر منها البيتين التاليين:-
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
والعلم في شهل الارماح لامعه بين الخميسين لا في السبعه الشهب
|