نظرات فى رسالة حول البسملة
نظرات فى رسالة حول البسملة
صاحب الرسالة جعفر سبحاني والرسالة تدور حول البسملة وفى مستهل البحث تحدث عن معناها وتاريخها فى الكتب فقال :
"البسملة جزئيتها والجهر بها
البسملة جزئيتها والجهر بها البسملة في اللغة والاصطلاح: قول بسم الله الرحمن الرحيم يقال بسمل بسملة: إذا قال أو كتب بسم الله يقال: أكثر من البسملة أي أكثر من قول بسم الله البسملة هي سمة المسلمين حيث لا يستفتحون بشيء إلا بعد ذكر بسم الله الرحمن الرحيم وهي آية التوحيد وسبب نفر المشركين يقول سبحانه: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا)
وقد كان شعار المشركين في عصر الجاهلية قولهم: «باسمك اللهم» وكانوا يستفتحون بذلك كلامهم وقد آل الأمر في صلح الحديبية إلي كتابة وثيقة صلح بين الطرفين أمر النبي علياـ أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم فكتب علي وفق ما أمر فقال سهيل مندوب قريش: لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فالبسملة هي الحد الفاصل بين الإسلام والشرك وبها يميز المؤمن عن الكافر ولا ينفك المسلم منها في حله و ترحاله البسملة آية قرآنية تشهد عليها المصاحف عبر القرون وقد كتبت في مفتتح كل سورة خلا سورة التوبة كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميز مع اتفاقهم علي أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن فيه إلا بميزة بينة حرصا منهم علي أن لا يختلط به شيء من غيره ولذلك تراهم ميزوا عنه أسماء سوره وعدد آياته ورموز أجزائه وأرباعه وركوعه وسجوده كتبوها علي نحو يعلم أنها خارجة عن القرآن وفي الوقت نفسه اتفقوا علي كتابة البسملة مفتتح كل سورة كسائر الآيات دون فرق بين الخلف والسلف ولا تجد قرآنا مخطوطا من عهد الصحابة إلي يومنا هذا علي غير هذا النمط وهذا اتفاق عملي منهم علي أن البسملة جزء من المصحف غير انه طرأ الاختلاف بعد رحيل الرسول(ص)والأظهر ان الاختلاف ظهر في خلافة معاوية بن أبي سفيان أو قبله بقليل وأما ما هي العلة لطروء هذا الاختلاف فلعل بعض الدواعي له هو المخالفة لسيرة الإمام على في البسملة حيث أطبق الجميع علي أن علي بن أبي طالب كان يجهر بها قال الرازي: وأما ان علي بن أبي طالب فقد كان يجهر بالتسمية وقد ثبت بالتواتر وكان يقول: يا من ذكره شرف للذاكرين وقد تضافرت الروايات عن النبي(ص)وأهل بيته وأصحابه علي أن كون البسملة جزء من الفاتحة وانها يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية كما أنها جزء من كل سورة وتظهر حقيقة الحال في ضمن فصول "
ومن الفقرة بتبين أن سبب تأليف الكتاب عند سبحانى هو نصرة قول على بن أبى طالب فى البسملة والخطأ فى الكلام اعتبار البسملة آية التوحيد وأنها سبب نفور الكفار وهو ما يتعارض مع منطوق الآية وهو نفور الكفار من كل آية يذكر فيها عبادة الله وحده كما قال تعالى:
" وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ"
وتحدث عن فضل البسملة وكلها أحاديث كاذبة عند كل الفرق فقال :
فضل البسملة
فضل البسملة قد ورد في فضل البسملة أحاديث كثيرة نقتبس منها القليل: قال رسول الله(ص): «فضلت ببسم الله الرحمن الرحيم» وقال: «لم تنزل علي أحد غيري سوي ما حكاه الله سبحانه من كتاب سليمان» قال الإمام الباقرـ: «أكرم آية في كتاب الله: بسم الله الرحمن الرحيم» أخرج الشيخ الطوسي عن عبد الله بن يحيي الكاهلي عن الصادق عن أبيه عليمها السلام قال: «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم الله الأعظم من ناظر العين إلي بياضها» "
الخطأ فى حديث لم تنزل على أهد عيرة وفضلت بها هو أن الوحى النازل على كل الرسل واحد كما قال تعالى :
" ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك "
وأما حديث أن فيها الاسم ألعظم فكلام باطل فلا وجود لذلك الاسم وكل السماء الإلهية سواء سميت باسن واحد وهو الحسنى فلم يميز اسم على أخر كما قال :
" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى "
وتحدث عن أقوال الفقهاء فى البسملة فى الصلاة فأوضح اختلاف السنة على أساس أن الشيعة متحدون وهو مقارنة ظالمة فقال :
"أقوال الفقهاء في جزئية البسملة :
قد ذكر القرطبي أقوال أئمة المذاهب الأربعة بوضوح فقال:
اختلفوا في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في افتتاح القراءة في الصلاة فمنع ذلك مالك في الصلاة المكتوبة جهرا كانت أو سر الا في استفتاح أم القرآن ولا في غيرها من السور وأجاز ذلك في النافلة وقال أبوحنيفة والثوري وأحمد: يقرؤها مع أم القرآن في كل ركعة سرا وقال الشافعي: يقرؤها ولابد في الجهر جهرا وفي السر سرا وهي عنده آية من فاتحة الكتاب وبه (كون البسملة آية من فاتحة الكتاب) قال أحمد و أبو ثور وعبيد واختلف قول الشافعي هل هي آية من كل سورة أم إنما هي آية من سورة النمل فقط ومن فاتحة الكتاب؟ فروي عنه القولان جميعا وسبب الاختلاف من هذا آيل إلي شيئين: أحدهما: اختلاف الآثار في هذا الباب والثاني: اختلافهم هل «بسم الله الرحمن الرحيم» آية من فاتحة الكتاب أم لا؟ ...وتحقيق المقام يقتضي البحث في الأمور التالية: الأول: هل البسملة جزء من الفاتحة أم لا؟ الثانية: لو افترضنا انها جزء فهل يجهر بها في الصلوات الجهرية؟ الثالثة: هل البسملة جزء من سائر السور أم لا؟
ونستعرض مورد أدلة الأقوال مع القضاء الحاسم بإذن الله سبحانه "
وتناول جزئيات الاختلاف فقال :
"البسملة جزء من الفاتحة
البسملة جزء من الفاتحة إن البسملة جزء من الفاتحة ويدل عليه أمور نذكرها تباعا: الأول: ما رواه الشافعي باسناده ان معاوية قدم المدينة فصلي بها ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر عند الخفض إلي الركوع والسجود فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية سرقت من الصلاة أين بسم الله الرحمن الرحيم؟! وأين التكبير عند الركوع والسجود؟!
ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير قال الشافعي: إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة فلولا ان الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا علي إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية ونحن نقول: ولولا ان التسمية جزء من الفاتحة لما اعترض المهاجرون والأنصار علي تركها مضافا إلي ترك الجهر بها وهذا الأثر كما يدل علي جزئية التسمية يدل علي لزوم الجهر بها فيستدل به في كلا الموردين الثاني: روي الشافعي عن مسلم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة انها قالت: قرأ رسول الله(ص)فاتحة الكتاب فعد بسم الله الرحمن الرحيم آية الحمد لله رب العالمين آية الرحمن الرحيم آية مالك يوم الدين آية اياك نعبد واياك نستعين آية اهدنا الصراط المستقيم آية صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية وهذا نص صريح علي الجزئية
الثالث: أخرج الحاكم عن أم سلمة ان رسول الله(ص)قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية الحمد لله رب العالمين آيتين الرحمن الرحيم ثلاث آيات مالك يوم الدين أربع آيات وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه الرابع: أخرج الحاكم عن أم سلمة قالت: كان النبي(ص)يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين يقطعها حرفا حرفا قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره علي صحته الذهبي في تلخيصه الخامس: أخرج الحاكم عن نعيم المجمر قال: كنت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قرأ بأم القرآن حتي بلغ ولا الضالين قال: آمين وقال الناس: آمين ويقول كلما سجد: الله أكبر ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده اني لأشبهكم صلاة برسول الله(ص) قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وقرره الذهبي في تلخيصه السادس: أخرج الحاكم عن قتادة قال: سئل أنس ابن مالك كيف كان قراءة رسول الله؟ قال: كانت مدا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ويمد الرحيم وقرره علي ذلك الذهبي في تلخيصه السابع: أخرج الحاكم عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين) وقرأ السورة وقال ابن جريج: فقلت لأبي لقد أخبرك سعيد عن ابن عباس انه قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية قال: نعم
قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وتمام هذا الباب في كتاب الصلاة الثامن: أخرج الثعلبي باسناده إلي أبي هريرة قال: كنت مع النبي(ص)في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال: «الحمد لله رب العالمين» فسمع النبي(ص)فقال: «يا رجل قطعت علي نفسك الصلاة أما علمت أن «بسم الله الرحمن الرحيم» من الحمد؟ فمن تركها فقد ترك آية ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته التاسع: أخرج الثعلبي عن علي انه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم»
|