نظرات فى جزء من كتاب القرآن ولغة السريان
نظرات فى جزء من كتاب القرآن ولغة السريان
المؤلف أحمد محمد علي الجمل والجزء الذى اخترناه من الكتاب يدور حول فرية من فرى الكفار وهى أن كلمة القرآن العربية هى نفسها كلمة قريانا أو قرينا السريانية
وقد استهل الجزء بما جاء عن الكلمة فى دائرة المعارف الإسلامية الإنجليزية والكتاب كلهم من الكفار فقال
لفظ القرآن
"إذا نظرنا إلى مادة "القرآن" التى كتبها بالإنجليزية A.T.Welch أ.ت.ويلش فى دائرة المعارف الإسلامية، نجد أنه يقول : إن المستشرقين قد قبلوا النظرية التى قال بها المستشرق الألمانى F.Schwally ف.ش?الى فى كتابه : Geschichte des Qorans "تاريخ القرآن" : إن لفظة "القرآن" مأخوذة من الكلمة السريانية قِريُنُا qery?n? ، ومعناها : القراءة المقدسة، ثم تناول الكاتب أراء علماء الإسلام فى لفظة "قرآن" ، مقرراً أن النظرة الغالبة لدى الدوائر الإسلامية ترى أن كلمة "قرآن" اسم من "قرأ" ، وكلا الرأيين يجد لنفسه سنداً من القرآن "
ويرى الكاتب أن لفظة "القرآن" قد وردت فى الخط الكوفى القديم بدون همزة، هكذا "القران" ويرى أنها ـ بهذا الشكل ـ مشتقة من الفعل : "قرن" ، وليس من "قرأ" ومن ثم يرى الكاتب أن أفضل النتائج وأقربها قبولاً، أن مصطلح "القرآن" قد ظهر لأول مرة بظهور القرآن لكى يمثل كلمة قِريُنُا qery?n? السريانية ودلالتها وقد بُنى على وزن عربى وهو فُعلان المشتق من "قرأ" ليكون مناسباً ومنسجماً مع التراكيب القرآنية العربية ."
وذكر أن كاتب المادة فى الدائرة استشهد برأى أحد الألمان على صحة ما ذهب إليه فقال :
"ويستشهد الباحث الألمانى (لوكسنبرج) بدائرة المعارف الإسلامية باللغة الإنجليزية فى كتابه " القراءة السريانية للقرآن ـ مساهمة فى تفسير لغة القرآن" فيقول : إن هذه الدراسة تنطلق من حقيقة أساسية وهى أن مصطلح "قرآن" يمثل المفتاح لفهم اللغة القرآنية، وأن الغرب توصل إلى أن المفاهيم الحضارية مثل "قرأ" وكذلك "كتب" لا يمكن أن تكون من أصل عربى ولذلك يمكننا أن نفترض أنها قد انتقلت إلى المناطق العربية من الناحية الشمالية، وما دامت اللغة السريانية تمتلك ـ إلى جانب الفعل قرُا "قرأ" ـ الاسم قِريُنُا qery?n? بمعنيه : القراءة أو التلاوة ، فإن ذلك يقوى الظن بعدم كون مصطلح "القرآن" قد تطور فى العربية، وإنما هو لفظ مستعار من الكلمة السريانية على وزن فعلان ."
واستدل أيضا بما كتبه نولدكه فقال :
"ثم يقرر أن الأصل السريانى لكلمة "قرآن" الذى افترضه نولدكه فى كتابه Geschichte des Qorans "تاريخ القرآن" قد انتشر منذ ذلك الحين فى الكتابات الغربية ، حتى إن الإشارة إلى الأصل المسيحى السريانى للقرآن فى الموسوعات الغربية صار أمراً بديهياً ويفترض (لوكسنبرج) أن الكتابة الصوتية العربية للفظة الآرامية السريانية قِريُنُا qery?n? لابد وأنها كانت تُنطق فى الأصل "قريان" ، وإن كانت النسخ الموجودة من القرآن حتى الآن لا تثبت الكتابة المفترضة، إلا أن المصطلح الآرامى السريانى يزيد من احتمالية الكتابة بهذا الشكل"
وتحدث عن= أربع مراحل تخيلها لو كسنبرج فقال :
" وقد مر هذا المصطلح بمراحل أربع، كما يرى (لوكسنبرج) هى :
1. المرحلة الأولى : كانت الكلمة السريانية قِريُنُا qery?n? تكتب "قرين"، وتنطق "قريان".
2. المرحلة الثانية : حُذِف حرف الياء من قرين بلا عوض، فنشأت عنه الصيغة المختصرة :"قرن" المنطوقة بالمد بعد الراء "قران".
3. المرحلة الثالثة : أُدخلت الألف بعد ذلك إلى الصيغة الكاملة بنفس النطق السابق، فصارت: قران .
4. المرحلة الرابعة : أُلحقت الهمزة بالصيغة السائدة اليوم فى الإصدارات النموذجية للقرآن، فصارت: "قرءان" .
وقد أدى ذلك التطور إلى التخلى عن النطق الآرامى السريانى الأصلى قِريُن qery?n أمام النطق المعرب "قُرءان" على غرار "فُرقان" "
وهو كلام لا يستند لشىء من العلم ولا حتى من الكتب التراثية أو نسخ القرآن القديمة حيث لا يوجد كتاب واحد مكتوب فيه تلك الكلمات المتخيلة والتى تعبر عن المراحل الثلاثة الأولى فالقديم والحديث من نسخ المصحف اللفظ فيها واحد بدون
وتعرض لرأى منجانا الإيطالى فقال :
"أما A.Mingana "أ. مِنجانا" فقد قال علينا أن نلاحظ أن المعرفة الناقصة باللغات السامية إلى جانب العربية، غالباً ما تجعل استنتاجات العلماء المسلمين غير جديرة بالاعتماد، فضلاً عن كونها مضللة. وعلى الناقد أن يشدد من حرصه فى التعامل مع كتبهم، التى تعد ـ على أحسن الأحوال ـ ممهدات تاريخية للموضوع فقط ويستطرد " مِنجانا" قائلاً إن معالجة النص القرآنى بعيداً عن الشراح المسلمين، سيعطينا قدراً وفيراً من المعلومات الجديدة، وإن الكفايات الضرورية التى يجب على الباحث أن يتسلح بها هى معرفة جيدة بالسريانية، والعبرية، والحبشية، إذ يبدو أن للغة الأولى تأثيراً واضحاً على نص القرآن ويستدل على ذلك بقوله: إذا أخذنا العدد (100) كوحدة للتأثيرات الأجنبية على أسلوب القرآن ومصطلحاته ، فإننا نستطيع أن نورد بثقة ـ لحدٍ ما ـ النسب التالية : الحبشية تمثل 5 بالمئة من الكل، والفارسية حوالى 5 بالمئة، والعبرية 10 بالمئة، واليونانية واللاتينية 10 بالمئة، والسريانية حوالى 70 بالمئة"
وهذا الكلام من منجانا هو تخيل ووهم فلا أحد يقدر على الرجوع للماضى لمعرفة أى كلم من هنا وأى كلمة من هناك وحتى الكتب التراثية فى تلك اللغة لا يمكن التأكد من لفظة واحدة منها أنها كانت فى اللغة هذه ولم تكن فى اللغة تلك خاصة مع وجود كتب تدل على ذلك فى تلك اللغات
وتحدث الجمل عن جعل الكفار القرآن من عند غير الله فقال :
"لقد أنكر المستشرقون على القرآن أن يكون من عند الله، كما استعظموا أن يكون من تأليف محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدون الرجوع إلى المصادر النصرانية، فخاضوا بغير علم فى إثبات نقل كلمة "القرآن" من السريانية، وهم بذلك يستدلون بعجمة اللفظ على عجمة الفكر، وهذا يتضح من عنوان مقالة "منجانا" الذى استعمل كلمة "أسلوب القرآن" بدلاً من "ألفاظ القرآن" .
وإذا كان "منجانا" قد ذكر أن علماء المسلمين كانت نتائجهم غير صحيحة لعدم إلمامهم باللغات السامية، فإننا نرى أنهم قدموا الكثير من الدراسات اللغوية فى القرآن الكريم، ولا نقلل من جهودهم العظيمة فى هذا المجال، وكما أن العلم البشرى يكمل بعضه البعض، فإننا سنقدم تحليلاً لكلمة القرآن فى ضوء علم اللغة المقارن بين العربية والسريانية للوصول إلى أصلها ."
وتحدث عن الأصول اللغوية والغريب أن من كتبها ليسوا أهالى تلك اللغات وإنما الغربيين الكفار فقال :
"قِريُنُا qery?n? والقرآن تستعمل السريانية الفعل قرُا r??q الذى يقابل فى العربية قَرَأَ qara'a وفى العبرية ????? q?r? .
ونلاحظ ـ هنا ـ أن العربية قد احتفظت بحركة الحرف الأخير (الحركة الإعرابية) بينما حُذفت تلك الحركة فى العبرية والسريانية، فأدى حذفها فى اللغتين الأخيرتين إلى إطالة الحركة السابقة عليها، مع تخفيف الهمزة، وتفصيل ذلك فيما يلى
فى العربية قَرَأَ qara'a
فى السريانية قرُا r??q ? q?ra' ? qara'a
فى العبرية ????? q?r? ? q?ra' ? qara'a
وقد أدى تخفيف الهمزة فى الأفعال المهموزة اللام فى السريانية إلى اختلاطها بالأفعال الناقصة، فبعد سقوط حركة الهمزة وتخفيفها بإطالة الحركة السابقة عليها، صارت الأفعال المهموزة اللام فى السريانية كالأفعال الناقصة فيها، وقد صيغت معظم الأفعال المهموزة قياساً على الأفعال الناقصة . فصارت الأفعال المهموزة، مثل :الفعل ملاُm?l? "ملأ "، والفعل قرُا r??q "قرأ" ، والفعل سنُا s?n? "شَنَأَ ـ أبغض" ، كالأفعال الناقصة، مثل: نشُا n??? " نسى" ، رمُا r?m? " رمى " .
وأدى ذلك إلى ظهور الياء لفظاً وخطاً فى المصدر الاسمى ، فنقول قرُيُا q?r?y? "القراءة" من الفعل قرُا r??q "قرأ" المهموز الأصل، مثل : رمُيُا r?m?y? "الرمى" من الفعل رمُا r?m? "رمى" الناقص بالياء .
فوجود الفعل ـ قرُا r??q الذى يقابل فى العربية قَرَأَ qara'a وفى العبرية ????? q?r? ـ فى اللغات السامية الثلاثة، يدل عل أن هذا الجذر سامى الأصل، والياء بعد الراء فى قِريُنُا qery?n? منقلبة عن همزة، والنون للنسب فى اللغتين وبيانها كالتالى :
من المعروف الآن أن مورفيم النسب فى اللغة العربية والسريانية له ثلاث ألومورفات، كلها مقيدة فى نهاية الاسم، وتختلف دلالة الاسم المنسوب باختلاف الألومور، نعرض اختلاف هذه الدلالات، فيما يلى :
1. ألومورف الياء : يدل على النسب الحقيقى إذا كان المنسوب إليه علماً لشخص أو مكان. الغرض منه ـ فى هذه الحالة ـ هو جعل المنسوب من آل المنسوب إليه، مثل: اَبرُؤُمُيُاabr?h?m?y?' "إبراهيمى" نسبة إلى اَبرُؤُم abr?h?m' "إبراهيم"، وكلمة اٌورشلِمُيُا '?r??lem?y? "أورشليمى" نسبة إلى اٌورشلِم '?r??lem "أورشليم". كما يدل ألومورف الياء أيضا على النسب التقليدى إذا كان المنسوب إليه اسم جنس، وهنا يكون الغرض منه هو اكتساب المنسوب صفة المنسوب إليه، مثل: كيُنُيُا k?y?n?y? "طبيعى" نسبة إلى كيُنُا k?y?n? "الطبيعة".
|