نقد رسالة تحصين الصبيان من العين والجان
نقد رسالة تحصين الصبيان من العين والجان
الرسالة من تأليف عبد العزيز بن إبراهيم الخضير وهو يدور حول وهم اسمه تأثير العين الضار على الصبيان وتأثير الجان على الصبيان وهو عنوان خاطىء فليس قصد المؤلف حماية البنين دون البنات وإلا كان رجلا عنصريا يفرق بين أولاده
وفى مقدمته تحدث عن أن موضوع تحصين الصبيان لم يتحدث فيه إلا قلة نادرة فقال :
"فهذه رسالة قد بذلت فيها جهد المقل لكي تخرج في أحسن هيئة فتكون بهية نظرة يسر بها القارئ، وقد تناولت فيها موضوعا قل في المصنفين من يطرحه ألا وهو (تحصين الصبيان) لا سيما وقد شاع وكثر في الناس والصبية على وجه التحديد، من مسحور، أو معيون، وما ذلك إلا لقلة الأوراد، والتحصينات الشرعية والتي هي بمثابة الوقاية من كيد الشيطان وحزبه"
وذكر الكاتب أنه قسم كتابه لمراحل أو أجزاء عشرة فقال :
ورأيت أن أجمل تلك الأوراد والتحصينات الشرعية لتكون على عشر مراحل"
وكان أولها تحصين الأجنة في البطون فقال :
" المرحلة الأولى:
تحصين الأجنة من ضرر الشياطين وقد دل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أن أحدكم إذا أراد أن ياتي أهله فقال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا "
قوله: (إذا أتى أهله) أي: جامع امرأته أو جاريته. والمعنى: إذا أراد أن يجامع فيكون القول قبل الشروع، وفي رواية لأبي داود: إذا أراد أن ياتي أهله. وهي مفسرة لغيرها من الروايات التي تدل بظاهرها على أن القول يكون مع الفعل.
قوله: (قال بسم الله): أي مستعينا بالله وبذكر اسمه.
قوله: (اللهم جنبنا): أي بعدنا.
قوله: (وجنب الشيطان ما رزقتنا): من الأولاد أو أعم والحمل عليه أتم لئلا يذهب الوهم في أن الآيس منهم لا يسن له الإتيان به.
قوله: (ما رزقتنا): أي: من الولد.
قوله (ثم قدر بينهما ولد في ذلك): أي الإتيان.
قوله (لم يضره الشيطان أبدا): قال النووي أي: كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان.
وفي رواية شعبة عند مسلم وأحمد " لم يسلط عليه الشيطان أو لم يضره الشيطان ". قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن لا يضره في دينه أيضا، ولكن يبعده انتفاء العصمة لاختصاصها بالأنبياء، وقال الداودي: معنى لم يضره: أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر " وليس المراد عصمته منه عن المعصية. وقيل: لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما. ذكر، تيسر عليها الأمر، وانصان دينها."
والحديث لم يتفوه به النبى(ص) والخطأ هو أن التعوذ عند الجماع يقى المولود من الشيطان فى الضرر وهو جنون لأن الشيطان غير قادر على إضرار أحد لأن عمله الوحيد هو الدعوة أى الوسوسة مصداق لقوله تعالى بسورة إبراهيم "وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
وحكاية التحصين بعمل وهو قول الأبوين معناه نفى الاختيار عن الناس المولودين وأنهم يكونوا مسلمين جبرا وهو ما يناقض قوله تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وتحدث عن المرحلة الثانية فذكر رواية أخرى فقال :
"المرحلة الثانية:
تعويذ المولود بعد الولادة من الشيطان الرجيم، وقد دل على ذلك قوله تعالى: (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) [آل عمران/ 36]. وقد نفع الله جل وعلا بهذا التعويذ مريم عليها السلام وكان من بركة هذا الدعاء ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ". وكان من ذريتها النبي الكريم عيسى بن مريم عليه السلام الذي قال الله فيه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) [مريم / 33]."
والحديث لم يتفوه به النبى(ص) والخطأ هو طعن الشيطان للناس عند الولادة عدا عيسى (ص)وقطعا الشيطان ليس له سلطة على الإنسان سوى الوسوسة مصداق لقوله تعالى بسورة الناس "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "
و قطعا ما يتحدث عنه هو أن الطفل يصرخ نتيجة ملاقاة رئتيه لهواء الدنيا بعد أن كان محبوسا فى بطن أمه لا يتنفس
وتحدث عن المرحلة الثالثة فقال :
*المرحلة الثالثة:
الأذان في أذن المولود والإقامة في الأخرى، لما جاء في جامع الترمذي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه رضي الله عنه قال:" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ". قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
وفي رواية: لأبي يعلى الموصلي وابن السني عن حسين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من ولد له مولود، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، لم تضره أم الصبيان "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: في التحفة: (وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان) أ. هـ."
وكما سبق القول لم يقل النبى حرفا من تلك الروايات الكاذبة والخطأ هو أن الآذان والإقامة فى آذان المولود يرفع عنه أم الصبيان وهو تخريف لأن الكلمات لا تمنع الضرر البدنى والمرضى وإلا ما وصف الله الدواء كعسل النحل فى القرآن ولا طالبنا بالذهاب للأطباء للتداوى كما أن أم الصبيان لو كانت شيطانة من الجن فليس لها سلطة على الإنسان لكونها فى عالم الباطن وكوننا فى عالم الظاهر كما أن الهداية والضلال من النفس وليس من عمل الغير كالآذان والإقامة فى أذن المولود وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "."
وتحدث عن العقيقة فقال :
* المرحلة الرابعة:
العق عن الغلام والجارية، وهو نوع تعويذ وذلك لما جاء في صحيح البخاري من حديث سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ".
وجاء أيضا عند أهل السنن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق راسه ويسمى "
قال العلامة ابن القيم في التحفة: وغير مستبعد في حكمة الله في شرعه وقدره، أن يكون سببا لحسن إنبات الولد، ودوام سلامته، وطول حياته في حفظه من ضرر الشيطان حتى يكون كل عضو منها فداء كل عضو منه."
والرسول0ص) لم يأمر بهذا الكلام والخطأ أن الولد يذبح له شاتين والبنت شاة فى السبوع وهو يخالف أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وأغلب الناس لا يقدرون على ذبح الشاتين أو الشاة لكونهم فقراء أو متوسطى حال والله لا يفرض على المسلم ما فيه حرج أى أذى له وهذه العقيقة أذى حيث يستدين الرجل لعملها وفى تحريم الحرج قال تعالى بسورة الحج "وما جعل الله عليكم فى الدين من حرج"كما أن الأمر ليس ورث حتى يتم التفرقة بين الولد والبنت فيه فالله لم يفرق بينهما إلا فى الورث والشهادة وجعل لهذا أسباب وأما حكاية الذبح فليس هناك سبب واضح لها وهو يناقض الحديث "عق رسول الله عن الحسن بشاة "رواه الترمذى فهنا العقيقة للولد شاة وفى القول شاتين وهو تعارض .
ثم قال :
* المرحلة الخامسة:
تعويذ الصبيان عند خشية الضرر من العين ونحوها، وقد عوذ النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول:" إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "
وفي رواية لأبي داود والترمذي :" أعيذكما بكلمات الله التامة".
قوله: (إن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أبا لكونه جدا أعلى.
قوله: (يقول أعيذكما):هذا بيان وتفسير لقوله يعوذ.
قوله: (بكلمات الله): قيل هي القرآن، وقيل أسماؤه وصفاته.
قوله: (التامة):قال الجزري: إنما وصف كلام الله بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وقيل معنى التمام هاهنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه انتهى.
قوله: (من كل شيطان): يدخل تحته شياطين الإنس والجن.
قوله: (وهامة): الهامة كل ذات سم يقتل والجمع الهوام، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور. وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء.
قوله: (ومن كل عين لامة) أي: العين الحاسدة، والمصيبة بسوء والتي تلم بالإنسان وتؤذية. وقال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل."
|