نظرات فى بحث حول الشيطان
نظرات فى بحث حول الشيطان
صاحب الكتاب محمد صادق الصدر وهو ما يطلقون عليه اسم الشهيد الصدر وسبب تأليف الكتاب أو قول الدرس سؤال عن سبب خلق الشيطان وفى مستهل درسه قال :
"حصل سؤال بالأمس عن شي من الموضوع الذي كنت اتكلم عنه وحسب الظاهر انه سؤال يخطر في البال عموما فيحسن عرضه والجواب عليه ولا ينبغي ان تكون الحوزة العلمية او افراد الحوزة على الاقل او بعض افراد الحوزة عاجزين عن الجواب عنه كما هو حسب الظاهر الغالب.
لماذا خلق الله الشيطان؟
قلت هذه الجرثومة وضعها بين اولاد ادم لماذا؟ الله كان في غنى عن ذلك واولاد ادم كانوا في غنى عن ذلك لو لم يخلق الله الشيطان لكنا اروع بكثير"
وأجاب الصدر عن السؤال مبينا ارتباط المخلوقات وهى الأنواع ببعضها فى الوجود فقال :
"جواب ذلك من عدة وجوه كتبت لكم عدد من الوجوه لكنه يوجد هناك وجه دقي استطيع ان اسميه يدرك بالحدس لا بالبرهان ولكنك لا تستطيع ان تقول انه لا او كلا لان فيه كبرى نطبقها على صغرى الكبرى تقول :
ان كل المخلوقات مترابطة فيما بينها بمكانها وزمانها ومرتبتها وتجردها وماديتها كل المخلوقات مترابطة فهناك علاقات بين أي مخلوق واي مخلوق مهما تباعدا زمانا او مكانا او قل سواء تقاربا زمانا او تباعدا سواء تقاربا مكانا او تباعدا سواء تقاربا رتبة او تباعدا سواء تقاربا سنخا او تباعدا بمعنى من المعاني احدها يحتاج الى الاخر في وجوده ولولا وجود هذا المجموع لما وجد المجموع"
وتحدث عن كون هذا برهان حدثى وليس فلسفى او منطقى فقال :
"أما بأي برهان تبرهن عليه هذا غير مسبوق على انه برهان فلسفي او منطقي يدل عليه ولكنه بالحدس يكون هذا صحيحا" ان صحت هذه الكبرى على أي حال كان ابليس واحدا" من صغرياتها معنى ذلك انه لولا وجود ابليس لما وجد المجموع لما خلق شيء لماذا؟
وكرر الكلام بألفاظ أخرى فقال :
" لأنه يتوقف عليه ويحتاج اليه كل الكون كما ان يحتاج الى محمد الصدر ويحتاج الى الى الشيخ فلان ويحتاج الى فلان ويحتاج الى مسجد الرأس ويحتاج الى محمد ويحتاج الى علي تتوقف كل الاشياء على الاشياء بما فيها فلان وفلان من اعداء الله واعداء رسول الله ولكن كل واحد في مرتبته وكل واحد حسب استحقاقه واستحقاق الاخرين المهم على انه اذا صدقت هذه الكبرى فصغراها محرزة اكيدة"
والخطأ فى الكلام هو الحاجة إلى ميت هو على فكيف يحتاج حى إلى ميت وهو لا يقدرعلى شىء ؟
وقص علينا حكاية اعتبرها جواب أخر على السؤال فقال :
" يوجد هناك جواب أيضا أنا لم اذكره هنا توجد رواية وفي بالي اني في يوم من الايام رأيتها في بعض المصادر ان جماعة كان مرسلا" لهم نبي – طبعا" قبل الاسلام بكثير الله العالم في أي وقت؟ - فاجمعوا امرهم في يوم فذهبوا الى هذا النبي فقالوا له: سلام عليكم عليكم السلام.
انت اطلب من ربك ان يحجب عنا الشياطين لا ان تموت وانما يبعدها عنا جميعا" النبي ايضا" دعاءه مستجاب فقال: يا الله ابعد الشياطين عن هذه القرية جاء الليل وناموا استيقظ النبي صباحا" خرج الى الشارع فلم يرى احد لم يجد احدا " بالاصل البيوت خالية فضلا عن الشوارع مشى الى ان وصل الى المقبرة او الجبانة حسب الاصطلاح راى ان كل شخص حافر قبره وجالس فيه وان الدنيا لا تساوي شيء وانهم ينتظرون موتهم لماذا؟ لان الشياطين مغلولة فلزم خراب المجتمع فقال ربي رد الشياطين فاستيقظوا على انفسهم وقالوا لماذا نحن جالسون على التراب ونحن نسينا عملنا ونسينا اولادنا وتصرفوا مباشرة كأنما نشطوا بالحال وذهبوا الى حال سبيلهم لماذا؟ لان النفس هي التي تشتغل والنفس صديقة الشيطان والعياذ بالله هذا ايضا" اذكره "
قطعا هذه الحكاية لم تحدث أن كل ألقوام كفرت عدا قوم يونس(ص) والله لا يمكن أن يستجيب لدعاء بايقاف الشياطين لأنه قدر وجودها فى الناس حتى القيامة كما أن النبى أى نبى ليس دعائه مستجاب كله فقد رفض الله دعاء نوح(ص) فى ابنه وإبراهيم(ص) فى أبيه ودعاء محمد (ص)والمسلمين فى المشركين والمنافقين
وذكر إجابة أخرى من نوعية أخرى فقال :
" لكنني اذكر الان اجوبة من جنس آخر.
الجواب الاول: ان هذا السؤال او هذا الكلام وهو ان الشيطان لماذا وجد؟
- ناشيء من الاعتقاد بان وجود الشيطان سوء والله تعالى خير ولا يوجد سوء او شرا في هذا الجواب نقول ان وجود الشيطان خير لنفسه كل شيء من المخلوقات هو خير لنفسه كائنا" من كان بشر ملائكة جن جماد نبات حيوان كلهم هكذا خير لنفسه وجوده خير من عدمه وهذا ينبغي ان يكون مسلما" فاذا خطونا خطوة اخرى في نفس الجواب لا حاجة الى عنوان جديد وهو ان ابليس تكامل انتفع من وجوده ذلك وتكامل عبد الله ردحا" طويلا" من الزمن لعله بعبادة لم يعبدها من النوادر كما في بعض الروايات صلى ركعتين في الف سنة ونحو ذلك من الامور حتى وصل الى مرتبة الملائكة اصبح ملكا فعلا يصدق عليه بالحمل الشائع انه ملك بديل على انه (قلنا للملائكة اسجدوا) فاذا كان خاص بالملائكة فابليس غير مشمول للامر واذا كان غير مشمول لانه من الجن غير مشمول للامر اذن فحقه ان لا يسجد لم يعص لان الامر لم يتوجه اليه لان الخطاب لم يتوجه اليه فلنأخذه من وجهة نظر فقهية او اصولية اذن هو ليس في ذمته شيء حتى يطيعه لانه يقول انا لست من الملائكة وانما الملائكة مأمورون.
جوابه من قبل الله – لو صح التعبير – انه لا انت من الملائكة فيجب عليك السجود فأن قال انا من الجن لا من الملائكة – قل لا - هذا الجهد الذي بذلته والعبادة التي بذلتها والاخلاص الذي بذلته في ذلك الحين رباك حقيقة وتكوينا" من قبلك جنيا" الى كونك ملكا" فأنت الان بالحمل الشايع وخارجا ملك فتكون مشمولا لما امر به الملائكة من السجود ونحو ذلك من الامور اذن المقصود ليس قصة آدم وانما انه تكامل وجوده تفاعل وتأكد نتيجة لجهاده الذي نسميه الآن سلوكه من قبيل بعض الناس يسموه وسلك هذا الطريف ووصل الى مراتب عالية ولكنه طبعا" مراتب محدودة ولو كان وصل الى المراتب العالية حقيقة لما امكن الرجوع لان رحمة الله تعالى اعلى من ذلك ((انت ارحم من ان تضيع من ربيته او تشرد من اويته او تسلم الى البلاء من كفيته ورحمته)) – محل الشاهد – لكنه لا هذه الدرجة لم يصلها ابليس لم يؤخذ بهذا المعنى اوكل الى نفسه في لحظة هيجان شهوته والعياذ بالله وكل واحد منا جربها – محل الشاهد – ان وجوده خير ومستفيد من هذا الخير فعلا ولولا هذا الوجود لما استطاع ان يعبد الله ولما استطاع ان يستفيد من الكمال لانه يلزم من عدمه عدم هذا وهو ان يكون واضحا".
والخطأ فى هذا الكلام هو أن الله لا يريد شرا وهو ما يتعارض مع وصف الله لنفسه بخير الماكرين والجبار وهى أوصاف قرنها الله بالعدل فقد خلق الله الشر والخير كما قال " الله خالق كل شىء"
وحتم الله الابتلاء بالشر والخير فقال :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وطرح إجابة اخرى فقال :
"الجواب الثاني: وفي بالي انه وارد في الروايات وان كان ايضا" انا بعيد العهد عن المصادر ايضا نطبق عليه الكبرى حسب فهمي انها صحيحة والى حد ما يمكن اقامة البرهان عليها ان اشخاصا" مثلا" يحجون من اجل التجارة حينئذ يذهب يوم القيامة ويقول: يا ربي اين ثوابي انا حججت اليك؟ يقال له: انت اخذت ثوابك وهو مطلوبك وهو ارباحك التجارية انت لم تكن تطلب في الحج الا الارباح التجارية وقد حصلت وكان في الا مكان ان لا تحصل وانا يسرتها وهذا ثواب من يصلي صلاة الليل لاجل سعة الرزق فيقول: ياربي اين ثواب صلاة الليل؟ فيقال له: انا وسعت عليك رزقك كما تطلب وهو هذا ثوابك الآن وذمتي فارغة من ثوابك في الآخرة وهكذا من يطلب ثوابا في غير رضا الله او في غير الجنة يعطي اعتيادي يعطى على عمله ثوابا" وليس ثوابا" آخر وهذا انا طبعته في بعض مؤلفاتي وان كان هو له درجة من السرية لكنه السر لا زال محفوظا هذا اصلح له – محل الشاهد – هذا صغرى الشيطان وفيه رواية وهذه الرواية ايضا" تدل على القاعدة عبد الله وسلك وتصاعد البلاء اليس بلاء؟ لا بد من ثوابه الله تعالى بمقتضى الرحمة ان يعطيه ثوابه مسؤول عن هذه المشكلة ان يعطيه طلبه بصلاة الليل اطلب سعة الرزق في الحج اطلب التجارة ...
|