قراءة فى كتاب الشيعة وعقيدة تأليه الائمة
قراءة فى كتاب الشيعة وعقيدة تأليه الائمة
الكتاب أعدته موسوعة الرشيد وهو يدور حول ما ذكرته كتب التاريخ من ادعاء بعض الفرق ألوهية البعض أو كونهم المهديين وزعم المعد أن الجماعة الوحيدة التى ادعت ألوهية بعض البشر هى الشيعة وهو ما يخالف وجود فرق أخرى كاليزيدية ادعت ألوهية يزيد بن معاوية فقال :
"يلاحظ أن الشيعة هي الجماعة الوحيدة التي اعتقدت مثل هذا الاعتقاد وذلك بسبب غلوهم بأهل بيت النبي والصالحين، وإنزال النصوص في غير منزلتها، والتأويل الباطني لها، وأعجمية اللسان الذي شط بفهمهم.
فظهرت فكرة التأليه في القرن الأول بعد استشهاد علي بن أبي طالب وانه أخفى وجهه بسبب سخطه على عباده وأول من أدعى بذلك ابن سبأ ثم طور دعوته بأنه رسول ذلك الإله.
وتجددت دعوة الإلوهية في حق محمد بن الحنفية 81هـ عندما زعمت شيعته انه لم يمت وأنه قد أرسل رسوله حمزة بن عمارة البربري إلى الناس.
وحلول روح الله أو نوره في جسم النبي و ألائمة لأنهما التجسيد الكامل لهويته الإلهية
بيان بن سمعان النهدي أول من طرح فكرة الهين أثنين واحد في السماء وهو الكبير وآخر في الأرض وهو الصغير ومطيع لمن في السماء ثم قام محمد بن أبي زينب الأسدي بالتلفيق بين حلول الله أو نوره في النبي وآهل بيته وبين القول بوجود الهين اثنين، فخرج بنظرية أن روح الله نزلت مجسدة بشكل جعفر الصادق وانه الآن اله الأرض
تفويض الأئمة
بدأ التفويض عندما أصر هذا الجناح على اعتبار ألائمة موجودات فوق الطبيعة وأن السبب الحقيقي لحاجة المجتمع إلى إمام يرجع إلى كون الإمام قطب العالم ومحور الوجود بحيث لو بقيت الأرض بدون إمام لحظة لساخت بأهلها ومن هنا هذا طور جديد من أطوار الشيعة، حيث قلل من أهمية الجانب السياسي من دور الإمام لأنه أعتبر جانب ثانوي على أفضل تقدير.
وإن الله تعالى أول ما خلق النبي والأئمة وأنهم وحدهم خلقوا بقدرته المباشرة، ومن مادة مختلفة عن المادة التي خلق منها باقي البشر ثم أعطاهم الله تعالى القدرة وفوض إليهم أمور الخلق ولذلك كل ما يحدث في العالم صادر منهم، فهم يرون أن الأئمة يقومون بجميع الأفعال التي تنسب أساسا إلى الله تعالى كالخلق والرزق والإحياء و ألاماته وهم يستطيعون تشريع الأحكام ونسخها وتحليل الحرام وتحريم الحلال، وهم يعلمون علما فعليا تفصيليا يضاهي علم الله
وإن الوحي ينزل على الأئمة كما ينزل على النبي وأنهم لا يعرفون جميع اللغات فحسب بل يعرفون أيضا منطق الطير وسائر الحيوانات، و أنهم خلقوا كل شيء وأنهم موجودون في كل مكان، وكان المفضل الجعفي ومن بعده أبو جعفر محمد بن سنان أول من صدح بهذه الأقوال واتبعهم على ذلك الشيعة الذي نجد منهم في وقتنا الحاضر الفالي و المهاجري
يضاف الى ما سبق فأن محمد بن نصير النميري وهو من علماء البصرة الذي كان مدعوما من قبل محمد بن موسى بن فرات الذي كان أبوه وزيرا للمقتدر بالله العباسي أضاف عقيدة جديدة وهي عقدة الحلول والتناسخ .
ادعاء المهدوية
قبل تطور الفكر المجوسي اليهودي لفكرة الإمامة، من الإمامة السياسية إلى الإمامة الدينية والنص عليها، كان بعض المسلمين يعتقدون أن الخلافة أوجب في البيت الهاشمي من بيوتات قريش، خاصة بعد بيعة عموم المسلمين ليزيد خلفا لأبيه معاوية رضي الله عنه فاعتقد من مورست بحقه سياسة التجهيل من المسلمين أن أي فرد من البيت الهاشمي عندما يجد الظروف المناسبة فأنه ينهض ويزيح الخليفة الغاصب بقوة السلاح ليستعيد حقه السياسي، وكان الشيعة في كل عصر يأملون أن تقع هذه الحادثة في زمانهم، فتكررت عندها ظاهرة تعدد المهدوية لأفراد من البيت الهاشمي أو من البيت العلوي على حد سواء، حتى أصبح لكل فرقة شيعية مهديا أو أكثر، إلى أن اقتصرت على البيت العلوي في منتصف القرن الثالث بعد أن كانت تشمل الهاشميين جميعا في القرن الثاني.
ثم سادت فكرة المهدي والذي اخذوا يسمونه بالقائم ، وادعت به خفافيش الظلام ومروجي الفتنة والناقمين على الإسلام والعرب من الذين دخلوا الإسلام عنوة بحد السيف والنار من الفرس المجوس واليهود بدعوى العدل والإنصاف وإرجاع الحق وبسب هذه النظرية المتناقضة والمنقوصة انعزل الفكر الشيعي السياسي عن العالم الإسلامي، فأصبح دينا باطنيا منغلقا في دهاليز العمائم السوداء، وكان التدرج في نظرية المهدي:
1- إن عليا لم يمت وأنه لا يزال حيا ولن يموت حتى يخضع له العرب ويسوقهم بعصاه ويفتح العالم بأسره فهذه أول دعوى المهدوية التي أطلقها ابن سبأ والتي تبعتها دعوى السبئية في الغلو بعلي حتى رفعوه إلى حد الربوبية
2- ونال محمد ابن الحنفية نصيبه من الغلو والتطرف بحقه من قبل العجم حيث زعم الشيعة انه لم يمت لكنه اختفى عن الأنظار وكانت وفاته 81هـ، وأنه مختفي في جبال رضوي، وأنه هو المهدي وسيعود آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملأت ظلما و جورا وهي نتجت عن غلاة فكر السبئية وكان رجل يدعى حمزة بن عماره البربري قد طور نظرية مهدوية بن الحنفية وقال بألوهيته وبنبوة ابن كرب وجعل من نفسه إماما مرتبطا بالسماء
3- أبو هشام عبد الله بن الحنفية حيث تجددت الرغبة في كونه المهدي الذي سيعيد الحق السياسي إلى البيت الهاشمي بعد أن عجز أبوه عن ذلك وقد تناسلت هذه الحركة الغالية من الكربية، وأول من نادى بمهدوية عبد الله بيان النهدي والذي سميت الحركة على اسمه.
4- حركة أخرى تدعى بالجناحية قالت بأحقية البيت الهاشمي بالخلافة بعد أبي هشام، على عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار، الذي التجأ إلى أصفهان وقاد معارضة قوية، الذي انهزم وقتل في أحدى المعارك مع الدولة الأموية
5- بعد خروج محمد ابن عبد الله النفس الزكية وسيطرته على مكة واليمن، اعتبره الغلاة الذين نسبوا إلى الزيدية انه المنقذ الموعود، وكان اعتقادهم بقرب خروج القائم سائدا في الأذهان لدرجة أنه بعد فشل ثورة النفس الزكية على الدولة العباسية ومقتله 145هـ فأن الناس توقعوا ظهوره بعد خمسة عشر يوما، وكان من أنصار ذو النفس الزكية إبراهيم الإمام و أبو جعفر المنصور.وبعد غياب ذو النفس الزكية قام رجل يدعى المغيرة بن سعيد بتطوير مهدوية ذو النفس الزكية وادعى الإمامة لنفسه ثم ترقى به الأمر إلى أن ادعى انه رسول وان جبريل يأتيه بالوحي من عند الله وسميت دعوته بالغيرية
6- محمد الباقر عندما كانت الفرصة مواتية لإحداث التغير على الحكومة الإسلامية في العهد الأموي لم يباشرها رغم كثرة الأنصار كما يزعمون مما حير الشيعة الذين من شدة اعتقادهم بمهدوية الباقر حيث تركوا أعمالهم انتظارا لساعة الصفر فلما توفي دون حصول على الخلافة، وضعوا رواية نسبوها إلى الباقر قال:انه ليس القائم) بعد أن كانوا يزعمون انه قائم آل محمد
7- جعفر الصادق وما أكثر الروايات الموضوعة التي أشيعت بحقه التي تشير إلى انه قائم آل محمد منها إن رأيتم رأسي قد أهوي عليكم من جبل فلا تصدقوه فأني أنا صاحبكم) وكانت الظروف تيسرت لأخذ الخلافة بعد زوال الحكم من الأمويين وصيرورته للعباسين بل أدعت بعض المصادر إن العباسيين كانوا ينظرون إليه كمرشح للقيادة الفكرية لنهضتهم لكن امتناع الأمام من التحرك واستثمار الفرصة أثار ردود فعل مختلفة بين الناس فبعضهم انتقدوه بأن موقفه هذا حرام بينما أعرب آخرون عن خيبة أملهم ومع هذا هناك روايات أخرى تشير انه كان يرفض أن يطلق عليه لفظ الإمام وكان يصرح أنه ليس قائم آل محمد،فلم يعترف الغلاة والمفوضة بوفاته وقالوا:أنه المهدي المنتظر وأنه حي)وعرف القائلون بمهدوية جعفر الصادق بالناوسية نسبة إلى عجلان بن ناووس وكان منهم أبان بن عثمان الأحمر الذي يعده الكشي من أهل الإجماع
|