قراءة فى كتاب الضرب بالنوى لمن أباح المعازف إجابة للهوى
قراءة فى كتاب الضرب بالنوى لمن أباح المعازف إجابة للهوى
تأليف سعد الدين بن محمد الكبي والكتاب يدور حول تحريم المعازف كلها بلا استثناء أى شىء منها وفى مقدمته أصدر الكبى حكمه بعدم التعامل مع أهل الأهواء ومنهم أهل الألحان فقال :
"مقدمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم) [رواه مسلم في المقدمة].
وقال صلى الله عليه وسلم ( من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) [ رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 6068 ].
قال مالك: " بئس القوم أهل الأهواء، لا نسلم عليهم" [(شرح السنة للبغوي 1/229].
وقال البغوي " على المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع، أو يتهاون بشيء من السنن، أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ، إلى أن يترك بدعته ويراجع الحق " [شرح السنة (1/224)].
قال في كفاية الأخيار: " فقهاء السوء مفسدون للشريعة " [كفاية الأخيار (2/129) المكتبة العصرية -صيدا].
قال أبو عثمان الحيري الزاهد: " من أمَّر السنة على نفسه نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى نطق بالبدعة " [ من كتاب : تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي ]."
والمقدمة بأكملها لا علاقة بها بالمعازف فحتى كلمة السماع فيها تتحدث عن الحديث وهو الكىم والمعازف لا علاقة لها بالكلام لكونها أصوات آلات ومن ثم لا ينفع الاستشهاد بهذه الكلام الضخم على حرمة المعازف والعتبارها هوى وهى : "ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا"
ثم اتبع ذلك بتعريف المعازف فقال :
"تعريف
المعازف: جمع معزفة، وهي آلات الملاهي [ فتح الباري 10/55 ]، وهي الآلة التي يعزف بها [ المجموع لابن تيمية 11/577 ].
ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء، والذي في صحاحه: آلات اللهو، وقيل أصوات الملاهي. وفي حواشي الدمياطي: المعازف بالدفوف وغيرها مما يضرب به [ فتح الباري 10/55 ]."
وهنا اختلاف فى المعازف فمرة آلات العزف ومرة الغناء ولم يقرر الكبى أى معنى يقصد
وتحدث عن أدلة تحريم آلات العزف فقال :
"أدلة التحريم من الكتاب والسنة
قال الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)) [لقمان 6 ] قال ابن عباس: " هو الغناء "، وقال مجاهد: " اللهو: الطبل " [الطبري 21/40]، وقال الحسن االبصري: " نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" [تفسير ابن كثير 3/451]في دين ولا دنيا" [تفسير السعدي 6/150]."
والاية لا علاقة لها بالآلات وإنما تتحدث عن لهو الحديث وهو الكلام الباطل فالمعازف ليست حديثا أى كلاما مفهوما وإنما هى أصوات بلا معنى تصدر عن الآلات ويعطيها المتخلفون معنى
ثم قال :
"عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية: ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)) [رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1031)]."
والحديث لم يقله النبى(ص) لأنها ينهى عن تعليم القيان الحق وهو ما يناقض وجوب ابلاغ الحق لكل للناس كما قال تعالى :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك"
ثم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... ) الحديث، [رواه البخاري تعليقا (5590) ووصله الطبراني والبيهقي وراجع السلسلة الصحيحة للألباني (91)].
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجوه :
قوله: يستحلون، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
قرن المعازف مع المقطوع حرمته: الزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها. [ السلسلة الصحيحة للألباني 1/140 - 141]بتصرف .
قال شيخ الإسلام: " فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها." [المجوع 11/535]."
والحديث يجعل النبى (ص)عالما بالغيب ممثل فيما يحدث فى المستقبل وهو ما يعارض اقراره بقوله تعالى أنه لا يعلم الغيب:
" ولا أعلم الغيب"
والخطأ الثانى فيه نسبة الأمة لفرد بينما الأمة منسوبة لكل أفرادها كما قال تعالى :
" ,أن هذه أمتكم أمة واحدة "
ثم قال :
"عن نافع قال: سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا، قال: فرفع أصبعيه من أذنيه وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا [رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4116)]. وقد زعم قوم أن هذا الحديث ليس دليلا على التحريم، إذ لو كان كذلك لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما بسد أذنيه، ولأمر ابن عمر نافعا كذلك! فيجاب بأنه لم يكن يستمع، وإنما كان يسمع، وهناك فرق بين السامع والمستمع، قال شيخ الإسلام: " أما ما لم يقصده الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق الأئمة، ولهذا إنما يترتب الذم والمدح على الاستماع لا على السماع قالمستمع للقرآن يثاب عليه، والسامع له من غير قصد ولا إرادة لا يثاب على ذلك، إذ الأعمال بالنيات، وكذلك ما ينهى عنه من الملاهي، لو سمعه السامع بدون قصده لم يضره ذلك " [المجموع 10/78].
قال ابن قدامة: " والمستمع هو الذي يقصد السماع، ولم يوجد هذا من ابن عمر رضي الله عنهما، وإنما وجد منه السماع،ولأن بالنبي حاجة إلى معرفة انقطاع الصوت عنه لأنه عدل عن الطريق، وسد أذنيه، فلم يكن ليرجع إلى الطريق، ولا يرفع أصبعيه عن أذنيه حتى ينقطع الصوت عنه، فأبيح للحاجة " [المغني 10/173]."
|