وبين الله لنبيه (ص) أن مثل الجنة أى حقيقة الحديقة التى وعد المتقون وهى التى أخبر المطيعون لحكم الله تجرى من تحتها الأنهار أى تسير من أسفل أرضها العيون وأكلها وهو متاعها أى نعيمها دائم أى مقيم مصداق لقوله بسورة التوبة "فيها نعيم مقيم"وظل الجنة وهو خيالها الواقى من الحرارة مستمر
وفى هذا قال تعالى :
"مثل الجنة التى وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها "
وبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة اليوم وهو يوم القيامة فى شغل فاكهون والمراد فى متع الجنة منعمون يتلذذون هم وأزواجهم وهن نساؤهم وهم فى ظلال أى فى أماكن بها خيالات ليس فيها شمس ولا برد على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة متكئون أى راقدون يتمتعون
وفى هذا قال تعالى :
"إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون "
وبين الله لنبيه (ص)أن المتقين وهم المطيعين لحكمه فى ظلال أى خيالات تحميهم من الحر والبرد وعيون وهى الأنهار ذات السوائل اللذيذة
وفى هذا قال تعالى :
"إن المتقين فى ظلال وعيون "
وبين الله ان ظلال الجنة دانية عليهم والمراد وحامية أجسامهم خيالات أشجار الجنة
وفى هذا قال تعالى : "ودانية عليهم ظلالها"
ظل النار:
بين الله لنبيه(ص) أن أصحاب الشمال وهم سكان المشئمة وهى النار هم أصحاب الشمال أى أهل الألم كما قال بالسورة "وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "وهم يسكنون فى سموم أى نيران،وحميم وهو غساق أى سائل الشرب والغسل وهو سائل حارق ،ظل من يحموم لا بارد ولا كريم والمراد خيال من شرر لا مغنى أى لا مانع من اللهب مصداق لقوله بسورة المرسلات"انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب"وهذا يعنى أن الظل يصب عليهم النار من فوقهم فلا يمنع عنهم لهب
وفى هذا قال تعالى :
"وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم "
وبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يقال لهم فى القيامة :انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون والمراد ادخلوا الذى كنتم به تكفرون وهو النار،انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب والمراد اذهبوا لترتاحوا تحت خيال صاحب ثلاث اتجاهات لا ظليل أى ليس واقى من الأذى وفسره بأنه لا يغنى من اللهب أى لا يمنع من النار الحارقة وهو قول يراد به السخرية منهم
وفى هذا قال تعالى :
"انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب "
وبين الله أن الذين أدخلوا أنفسهم وعوائلهم النار يوم القيامة وهو يوم البعث لهم من فوقهم ظلل أى لهم من أعلاهم غواش أى سحب تمطر مطرا معذبا هو الشرر ومن تحتهم ومن أسفل أرجلهم ظلل أى مهاد أى شرر خارج من الأرض معذبا لهم مصداق لقوله بسورة العنكبوت"يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم "،ذلك أى أنواع العذاب يخوف الله به عباده أى يرهب الرب به خلقه ليطيعوه يا عبادى فاتقون أى يا خلقى فارهبون مصداق لقوله بسورة البقرة "وإياى فارهبون "والمراد فخافوا من عذابى فأطيعوا حكمى
وفى هذا قال تعالى :" لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك
الظل في الفقه :
تحدث الفقهاء عن عدة مسائل في الظل وهى :
المسألة ألأولى ان صلوات النهار تكون حسب الظل فالظهر حسب مثل القامة والعصر عندما يكون الظل مثل قامتين وان صلاة الجمعة عندما لا يكون هناك ظل ساعة الزوال
وهى مسألة لا أصل لها إلا في الروايات وهى تناقض الواقع فهناك مرتين في اليوم يكون فيهما الظل مثل قامة الإنسان وهو تقريبا بعد شروق الشمس بساعة او اثنين وبعد الزوال بساعة ونصف وهناك مرتين يكون فيها الظل طول قامتين وهو تقريبا ما بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة و ما بعد العصر وذلك في البلاد المتوسطة كمصر وهو ما يعنى أن الأحاديث كاذبة لأن الواجب صلوات أربع مرات في النهار طبقا لنظرية الظلال
المسألة الثانية التبول والتبرز في الظلال والروايات تحرم هذا الفعل كما في رواية :
"اتّقوا الْملاعن الثّلاث: الْبراز في الْموارد، وقارعة الطّريق، والظّل"
والحق أن التبول والتبرز في أى مكان خارج الكبنيهات او الكنف محرم إلا اضطرارا ويكون في مكان متوارى عن أنظار الناس وعن أماكن سيرهم منها لأذاهم
والمسألة الثالثة هى الجلوس في الظل وهو أمر مباح طالما كانت اشعة الشمس محرقة كما ظلل الله على بنى إسرائيل في أرض التيه
والمسألة الرابعة هى الجلوس بين الظل والشمس وقد حرموا ذلك وهو تحريم دون دليل فيجوز أن يجلس الإنسان بينهما على حسب تعوده فمن كان يصاب بالمرض إذا جلس ودماغه في الشمس يجوز أن يجلس ودماغه في الظل وبقية جسمه في الشمس فى فصل الشتاء خاصة
|