نظرات فى خطبة الموت الضيف الاخير
نظرات فى خطبة الموت الضيف الاخير
الخطيب أمير بن محمد المدرى والخطبة تدور حول الضيوف التى تأتى الإنسان قبل الموت وهى المصائب وقد استهل الخطبة بالحديث عن المصائب والسبب هو الصبر أو عدم الصبر عليها فقال :
"من هؤلاء الضيوف من هؤلاء الزوار.
هؤلاء الضيوف لهم مدة محددة يعلمها الله عز وجل لان الضيف لا يطيل ,من الناس من يحسن استقبال هؤلاء الضيوف والتعامل معهم .
من هؤلاء الضيوف المصيبة ,فالمصيبة تزورك يا عبدالله ولها مدة محددة يبتليك الله بها اتصبر ام لا , اتشكو حالك الى الناس ام تشكو حالك الى الملك جل وعلا ولسان حالك
((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)) يوسف:86.
تأتيك المصيبة يا عبد الله اتتذلل لمخلوق ام تقول انا لله وانا اليه راجعون وتصبر وانما الصبر عند الصدمة الاولى.
ومن هؤلاء الضيوف النعمة والعافية يبتليك الله بها اتشكر ام تكفر ,ام تنسى حال النعمة وتسأل وتجأر حال النقمة كما قال تعالى ((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا))الإسراء:83
ومن هؤلاء الضيوف هذه الايام وهذه الدقائق التي نعيشها ما هي الا ضيوف تحل علينا ثم تنطلق ,وما من يوم ينشق فجره الا وينادي ابن ادم انا يوم جديد وعلى عملك شهيد فأغتنمني فأني لا اعود الا يوم الوعيد ,وما انت يا ابن ادم الا ايام معدودات اذا ذهب يوم ذهب بعضك حتى تنتهي ويقال مات فلان ."
والخطأ هو نداء اليوم على إنسان وهو كلام بلا معنى فلا أحد يسمع هذا النداء اليومى لأن لا أحد أساسا يتكلم
ثم قال :
عبد الله اليوم 24 ساعة كل ساعة خزانة فارغة فأملأها بما تريد املأها بالذكر والقران والاحسان والايمان او املأها بالشر والكف والعصيان فإذا ما انتهت الساعة
اغلقت تلك الخزانة ولن تفتح الا يوم القيامة وحينئذ يقال لك
((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) الإسراء:14
ومن الضيوف التي تحل علينا المرض يبتلينا الله به ليكفر الله بها من خطايانا ويمتحن صبرنا ويذكرنا بنعمة العافية.
ومن هؤلاء الضيوف شهر رمضان الذي أنزل فيه القران ,هذا الضيف المبارك الذي يستمر عندنا اياما معدودات ثم ينطلق فمن الناس من يغتنم هذا الضيف فيفوز بالعتق من النيران ومن الناس من يفرط فيه ويخرج من بين يديه بلا شيء."
وأخيرا تحدث عن الضيف الأخير وهو المون حيث قال :
"ومن هؤلاء الضيوف والزوار ,الزائر الاخير الذي ليس بعده زائر والضيف الذي ليس بعده ضيف الا وهو الموت مفرق الجماعات وهادم اللذات وميتم البنين والبنات .
ولابد من وقفة مع هذا الضيف الاخير ."
وتحدث عن سبب كراهية الناس للموت فقال :
"عباد الله كلنا يكره هذا الزائر الاخير ,كلنا لا يحبه فلماذا؟؟
لماذا نكرهه ؟ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيّر بين البقاء في الدنيا والموت قال : بل الرفيق الأعلى :"
قطعا الله لم يخير أحد فى الموت لأنه قدر قدره على العباد فقال :
" كل نفس ذائقة الموت "
ثم كيف يخيره وقد أخبره انه ميت فقال :
" إنك ميت وغنهم ميتون"
ثم قال :
وعلى دربه سار أصحابه الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله فهذا بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الموت فتبكي زوجته وتولول وتقول وكرباه عليك يا بلالاه وحزناه عليك يا بلالاه فقال بلال لا تقولي وكرباه بل قولي وطرباه غدا نلقى الاحبة محمد وصحبه.
وهذا ابو هريرة يأتيه الموت فيقول اللهم اني أحب لقاءك فأحب لقاءي مرحبا بالموت حبيبا جاء على فاقة
ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟؟
لماذا نكره قدومه ؟ لماذا ؟ نخاف زيارته ؟
لماذا يرتعد القلب وجلا من ذكره ."
وطرح سؤالا عن أسباب كراهية الموت فقال :
"ما هي الأسباب :-
نحن نخاف الموت أولا حياء من الله :
قيل لأحدى التابعيات : أتحبين الموت ؟ قالت لا ، قيل ولم ؟ قالت : لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته .؟؟؟
أخي .....قل
يانفس توبي قبل ان لا تستطيعي ان تتوبي وأعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
نحن نخاف الموت ثانيا لاننا لاندري أين النزول وإلام المصير ؟؟؟
هل نحن من الفائزين السعداء ام نحن من الخاسرين الاشقياء
قال سعيد بن أبي عطية : لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقالوا له : أتجزع من الموت ؟؟ قال : مالي لا أجزع وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يذهب بي ؟؟
وكيف تنام العين وهي قريرة ……ولم تدر في أي المحلين تنزل لما حضرت أحمد بن خضرويه المنية سئل عن مسألة فدمعت عيناه وقال : يا بني كنت أدق بابه خمسا وتسعين سنة وها هو يفتح الساعة ، لا أدري يفتح بالقبول والسعادة أو الشقاوة فأنّى لي أوان الجواب ؟؟؟
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنار
دخلوا على الشافعي وهو يموت فقيل له كيف اصبحت ؟فقال اصبحت من الدنيا راحلا وللاخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فأهنيها ام الى النار فأعزيها ثم انشأيقول
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجاءي نحو عفوك ربي سلما
تعاضمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعضما
فما زلت ذا عفو عن الذنب
لم تزل تجود وتعفو منَة وتكرما
ولما حضرت ابراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار .
عباد الله نحن نخاف الموت ثالثا لقلة الزاد :
ماذا قدمنا هل عملنا اعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله ,هل عملنا اعمالا تثبتنا عند قدوم الموت
قال جل وعلا : ((وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ)) المنافقون:10
تحسر بعض الناس عند موته فقيل له : ما بك ؟ فقال : ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد ، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ويقوم بين يدي حكم عدل لا حجة .
عبد الله ما أخبار زادك .
بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم ؟ بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد ؟؟ أين الزاد الذي يبلغ ؟ أين العمل الذي يصلح ..
نحن نخاف الموت رابعا لأننا مسرفون على انفسنا بالمعاصي
فالمسرفون في المعاصي يخافون القدوم ، ويهابون المنون أساءوا فخافوا ، وعاثوا فهابوا ، ماتوا فلا قوا ما كانوا يحذرون .
لاه بدنياه والأيام تنعاه ……والقبر غايته واللحد مثواه
يلهو ول كان يدري ما أعد له …إذا لأحزنه ما كان ألهاه
أو ما جنت يده لو كنت تعرفه …ويلاه مما جنت كفاه ويلاه
عباد الله ان هذا الزائر الاخير ارسل الله لنا برقيات قبل وصوله رحمة بنا لعلنا نتوب لعلنا نرجع لعلنا نعود."
قطعا لا يكره الموت إلا أحد شخصين :
|