قراءة في بحث كشف الستر في بيان ضعف أحاديث التهليل عشر
قراءة في بحث كشف الستر في بيان ضعف أحاديث التهليل عشر مرات بعد صلاة المغرب والفجر
صاحب البحث فوزي بن عبدالله الأثري وهو يدور حول بيان روايات التهليل عشر مرات بعد صلاتى المغرب والفجر وقد استهل البحث بمقدمة عن موضوع البحث فقال :
"هذا جزء حديثي في بيان حال حديث: " التهليل عشر مرات بعد صلاة الفجر والمغرب جمعت فيه طرق وروايات هذا الحديث، مع الكلام على أسانيدها جرحا وتعديلا، وبيان عللها والحكم عليها، وذلك لما كان كثير من الناس اليوم لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفه.
وإنما أردت في هذا الجزء أن نتعبد الله سبحانه وتعالى بما شرعه في كتابه، وفيما ثبت وصح عن النبي (ص)، فلا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتعبد الله إلا بما شرع."
ومنها لتضييع وقت القراء سوف نذكر نص الحديث وسبب بطلانه من القرآن فمن أراد يكما بقية البحث فليكمله فهو يدور حول عورات أسانيد تلك الأحاديث
نص الحديث في الطريق الأول :
من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات من قبل أن يتكلم كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات، ورفع بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حرسا من الشيطان، وحرزا من المكروه، ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشرك بالله"
الخطأ الأول محو عشر سيئات بحسنة القول وهو ما يناقض أن أى حسنة تمحو كل السيئات قبلها كما قال تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
الخطأ الثانى رفع القائل عشر درجات وهو ما يناقض كون الجنة كلها درجتين واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين وبألفاظ اخرى درجة السابقين المقربين ودرجة أهل اليمين وفى هذا قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
الخطأ الثالث أن أجر القول هو أجر عتق عشر نسمات والعتق عمل مالى أجره سبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
بينما ثواب العمل غير المالى عشر حسنات كما قال تعالى :" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
الخطأ الرابع بين كون ألأجر" كتب له بهن عشر حسنات" وبين كونه أجر عدل عشر نسمات وقد بينا أن أجرها سبعمائة حسنة أو الضعف
الخطأ الخامس الحراسة من الشيطان والمكروه وهو ما يناقض أنه لا شىء يحمى الإنسان فحتى المطيعون كالنبى(ص) والمهاجرين والأنصار أصابهم مكروه وهو الجوع والخوف كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
ومن خلال بيان مخالفات الحديث للقرآن يتضح أن النبى(ص) لم ينطقه والآن مع رحلة الأثرى في بطون كتب لأسانيد والرواة فقد استهلها بالقول :
"عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص): «من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات من قبل أن يتكلم كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات، ورفع بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حرسا من الشيطان، وحرزا من المكروه، ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشرك بالله »
قلت: هذا الحديث ضعيف مضطرب.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 195) من طريق حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن ابن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ به.
وإسناده ضعيف لحال حصين بن عاصم فإنه مجهول كما قال النسائي. وفي التقريب لابن حجر (ص171) مقبول حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وقد أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص73) والمعمري في عمل اليوم كما في نتائج الأفكار
لابن حجر (ج2ص307) والبخاري في التاريخ (ج3ص11) والمزي في تهذيب الكمال (ق300\1\ط) من طريق حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن ابن أبي الحسين المكي عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعا به.
وزاد النسائي وابن السني في آخره: « .... ومن قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته »
وعند المزي: « .... ومن قالهن في دبر المغرب أعطي مثل ذلك حتى يصبح ».
وذكر فيه: « يحيى ويميت بيده الخير » وهي عند الباقي لم توجد.
وتابع حصين عليه عبدالله بن زياد المدني عن ابن أبي الحسين.
عند الطبراني في المعجم الكبير (ج2ص65) وفي الدعاء (ج2ص1123) وابن حجر في نتائج الأفكار (ج2ص306و307).
وزادوا في آخره: « .... ومن قالهن حين ينصرف من المغرب أعطي مثل ذلك ليلته ».
قلت: ولا يفيده متابعة عبدالله بن زياد المدني له. قال عنه النسائي وابن الجنيد والدارقطني: متروك،
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء ، وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث وكذبه أبو داود وابن سعد ومالك
وابن إسحاق.
قلت: فهي متابعة لا يفرح بها.
وانظر الضعفاء لابن الجوزي (ج2ص123) والميزان للذهبي (ج3ص137).
وأشار المزي إلى هذه الرواية في تهذيب الكمال ( ق300\1\ط)
وأخرجه الترمذي في سننه (ج5ص515) من طريق عبيدالله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم ، لكن قال عن أبي ذر بدل معاذ بن جبل، وزاد في المتن : « وهو ثاني رجليه ... يحيى ويميت».
وقد سقط من سند الترمذي ذكر ابن أبي حسين، وهو في سند النسائي في عمل اليوم والليلة (ص196) وفي سند ابن حجر في نتائج الأفكار (ج2ص305).
وقال المزي في تحفة الأشراف (ج9ص178) : وهذا أولى بالصواب من حديث الترمذي- يعني بذكر ابن أبي حسين - اهـ.
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (ج2ص306) : وننبه هنا على سقوط رجل من السند الذي ساقه الترمذي، وهو عبدالله بن عبدالرحمن، فوقع عنده عن زيد عن شهر بغير واسطة, وثبت في رواية الباقين.اهـ
|