انْتعال أيْلال
(قُصَيْصَة)
تأبّط "مَنانا" قصبةَ صيْدٍ واتّجه إلى شاطئ "مرقالة"، أَلْقى بصنّارته في البحر يطمع في سمكة مكتنزة، أطلق بصره نحو طريفة متحسّرا على ذهابها، ينظر إلى الأندلس ناقما على من فرّط فيها.
وبينما هو في ماض مُزْهر إذ بعامود صاعدٍ من قاع البحر مُتَّجهٍ نحو السماء، نظر إليه مستغربا فإذا هو على شكل رمح، نظر إلى قاعدته فإذا هي يافطةٌ مكتوبٌ عليها شيءٌ لم يسْتَبِنهْ.
تبِعَ العامودَ كما يتْبعِ النظرُ الموتَ، أَوْجس في نفسه خيفة مَنانا حين اقترب منه، وازداد خوفا حين ناداه:
ــ مَنانا، يا مَنانا.
لم يقو على الإجابة رَهَباً من غريب ما رأى، عاود العامودُ النداء مطَمْئِنا مَنانا فاستجاب يقول:
ــ نعم.
ــ هل تعلم طريقا يوصلني إلى أيْلال؟
ــ أعلم طريقا عبر المَثْلِية الثقافية.
انطلق العامود يبغي انغراساً حتى تُقرئ يافطته، أمعن المسير في الأثير حتى وصل، وجد أيْلال منتشيا يتلذّذ لَذاذة النُّمَيْري فنحّى من فوقه، ثم انغرز في مؤخّرته حتى استقرّ، وحين انْثَنى رشيد كما ينثني الهشيم ليقرأَ اليافطةَ إذ عليها بخطّ عريض: مَنْ يُرِدِ انْتِعال هذا الخبيث فَلْيُعَقِّمْ قَدَمَيْه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 08 أبريل 2020م
www.tanjaljazira.com
mohammed.bakkach@gmail.com
GSM : 0671046100
+212671046100