قراءة فى كتاب جزء في فضل رجب
قراءة فى كتاب جزء في فضل رجب
الكتاب هو عدة مجالس أملاها فيما يقولون أبو القاسم ابن عساكر وموضوعها شهر رجب وهو أحد الشهور القمرية وهو حسب المعروف حاليا الشهر الفرد الوحيد من بين الشهور الحرم
الكتاب عبارة عن أحاديث هى :
"1- حدثني عمي الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله إملاء من لفظه وقراءة عليه مساء يوم الخميس خامس عشر رجب سنة ست وستين وخمسمائة أنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن المستملي أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو محمد بن أحمد البحيري ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عمر بن شبة النميري ثنا يوسف بن عطية ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا آمر بصوم شهر بعد شهر رمضان إلا برجب وشعبان)) .
لم أكتبه إلا من هذا الوجه."
والخطأ هو الأمر بصوم شهرى رجب وشعبان والرسول (ص)لا يشرع ما يناقض كلام الله الذى أمر بصوم شهر واحد فقط وهو شهر رمضان كما :
" شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه"
2- أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السلمي إذنا أنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار في كتابه إلي من مكة.
ح: وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي لفظا ثنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي من لفظه بالمسجد الحرام.
ح: وأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الحافظ بأصبهان أنا عبد الملك بن الحسن الأنصاري بمكة ثنا عبد العزيز بن بندار ثنا أحمد بن إبراهيم.
قال إسماعيل: ابن فراس ثنا أحمد بن الحسن بن هارون.
وقال علي: الحسن بن أحمد بن الحسن بن هارون.
وقال الدينوري الوراق: ثنا أبو جعفر محمد بن هشام ثنا أبو همام ثنا عثمان بن مطر [عن عبد الغفور بن سعيد] عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن رجب شهر عظيم تضاعف فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام أغلق عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء: أن قد غفر لك ما قد سلف فاستأنف العمل وقد بدلت بالسيئات الحسنات)) .
وقال إسماعيل: ((وبدلت السيئات بالحسنات)) وانتهى حديثه وزادا إلى آخر الحديث فقالا:
((ومن زاد زاده الله عز وجل. وفي رجب حمل الله نوحا في السفينة وصام نوح وأمر من معه أن يصوموا وفيه جرت السفينة ستة أشهر إلى آخر ذلك لعشر خلون من المحرم يوم عاشوراء وأهبط على الجودي بها نوح ومن معه والوحش وفيه تاب على آدم يوم عاشوراء ونبذ يونس يوم عاشوراء وفيه فلق البحر لبني إسرائيل وفيه ولد إبراهيم وعيسى بن مريم صلى الله عليهما)) ."
الأخطاء عدة أولها مضاعفة الحسنات فى رجب والمضاعفة موجودة فى كل عمل فى أى وقت حسب قواعد الأجر وهى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
وقوله تعالى "
"مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ"
وثانيها أن الصائم السائل لله يعطى ما يطلبه وهو تخريف لأن إجابة السؤال مرتبطة بمشيئة الله منعا وعطاء والتى قررها فى القدر كما قال تعالى :
" بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ"
3- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا خلف بن محمد الكرابيسي ببخارى، ثنا مكي بن خلف، ثنا نصر بن الحسين وإسحاق بن حمزة، قالا: أنا عيسى وهو [ص:307] الغنجار، عن أبين بن سفيان، عن غالب بن عبيد الله، عن عطاء، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن رجب شهر الله، ويدعى الأصم، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، فكان الناس يأمنون وتأمن السبل، ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي)) .
الخطأ أن رمضان شهر الله وهو ما يناقض كون الشهور كلها شهور الله كما قال :
" إن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "
4- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه المزكي الأصبهاني ببغداد، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي الرازي، ثنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني، ثنا محمد بن مهدي العطار المصري، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن حماد بن أبي سليمان:
((أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل أعمى مقعد فقال: أما كان هذا يسأل الله العافية؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أما تعرف هذا؟ هذا الذي بهله بريق، فقال عمر: إن بريقا لقب، ولكن ادع لي عياضا، فقال: حدثني حديث بني الضبعاء، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حديث جاهلية، وإنه لا إرب لك به في الإسلام، قال: ذلك أحرى أن تحدثنا، فقال: إن بني الضبعاء كانوا عشرة، وكانت أختهم تحتي، فأرادوا أن ينزعوها مني، فنشدتهم الله والقرابة والرحم فأبوا إلا أن ينزعوها مني، فأمهلتهم حتى دخل رجب مضر شهر الله المحرم فقلت:
اللهم أدعوك دعاء جاهدا ... على بني الضبعاء فاترك واحدا
وكسر الرجل فدعه قاعدا ... أعمى إذا قيد يعني القائدا
قال: فهلكوا جميعا ليس هذا، فقال عمر رضي الله عنه: تالله ما رأيت كاليوم حديثا أعجب. فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، أفلا أحدثك بأعجب من ذلك؟ قال: حدث حتى يسمع القوم، قال: إني كنت من حي من أحياء العرب فماتوا كلهم فأصبت مواريثهم، فانتجعت حيا من أحياء العرب يقال لهم: بنو المؤمل، كنت فيهم زمانا طويلا، ثم إنهم أرادوا أخذ مالي، فناشدتهم الله فأبوا إلا أن ينزعوا مالي، وقد كان منهم رجل يقال له: رياح، فقال: يا بني مؤمل، جاركم وخفيركم لا ينبغي لكم أخذ ماله، قال: فعصوه وأخذوا مالي، فأمهلتهم حتى دخل رجب مضر شهر الله المحرم فقلت:
اللهم أزلها عن بني مؤمل ... وارم على أقفائهم بمنكل
بصخرة أو عرض جيش جحفل ... إلا رياحا إنه لم يفعل
قال: فبينا هم يسيرون في أصل جبل أو في سفح جبل إذ تداعى عليهم الجبل، فهلكوا جميعا، ليس رياحا نجاه الله، فقال عمر رضي الله عنه: تالله ما رأيت كاليوم حديثا أعجب. فقام رجل من القوم فقال: يا أمير المؤمنين أفلا أحدثك بأعجب من ذلك؟ فقال: حدث حتى يسمع القوم فقال: إن أبي وعمي ورثا أباهما فأسرع عمي في الذي له وبقي مالي فأراد بنوه أن ينزعوا مالي فأمهلتهم حتى دخل رجب مضر شهر الله المحرم فقلت:
اللهم رب كل آمن وخائف ... وسامعا نداء كل هاتف
إن الخناعي أبا تقاصف ... لم يعطني الحق ولم يناصف
فاجمع له الأحبة الألاطف ... بين القران السود والنواصف
قال: فبينا بنوه وهم عشرة في بئر يحفرونها إذ تهاوت عليهم البئر فكانت قبورهم فقال عمر رضي الله عنه: تالله ما رأيت كاليوم حديثا أعجب. فقال القوم: يا أمير المؤمنين أهل الجاهلية كان الله يصنع بهم ما ترى فأهل الإسلام أحرى بذلك فقال: إن أهل الجاهلية كان الله يصنع بهم ما تسمعون ليحجز بعضهم عن بعض وإن الله عز وجل جعل الساعة موعدكم والساعة أدهى وأمر)) .
هذا منقطع بين حماد وعمر وقد روي موصولا من وجوه أخر."
الخطأ أن الدعاء مستجاب فى الرجل من المظلوم وهو تخريف لأن إجابة السؤال مرتبطة بمشيئة الله استجابة ومنعا والتى قررها فى القدر كما قال تعالى :
" بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ"
5- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر إجازة ثنا أبو الطيب غندر بن عبد الله بمصر ثنا أبو خليفة ثنا حماد بن زاذان عن مهدي بن ميمون عن ابن أبي النضر عن أبيه عن قيس بن عباد قال:
((يوم العاشر من رجب يمحو الله عز وجل ما يشاء ويثبت)) .
الخطأ أن يوم العاشر من رجب يمحو الله عز وجل ما يشاء ويثبت وهو ما يخالف أن الله يمحو ويثبت فى أى وقت كما قال " فعال لما يريد والآية لم تذكر وقتا لذاك وهو قوله تعالى : يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"
6- أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو سعيد محمد بن موسى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبي ثنا زهير عن بيان سمعت قيس بن أبي حازم -وذكرنا رجب- فقال:
((كنا نسميه الأصم في الجاهلية من حرمته أو شدة حرمته في أنفسنا)) .
7- وقيل:
توخ الخير في رجب ... وصمه صيام محتسب
وذر عنك التشاغل فيه ... بالعصيان والريب
ولا تعص الإله وتب ... وخف من شدة الغضب
فكم قد تاب فيه فتى ... وأشيب فيه لم يتب
ولا تبغ الفساد وكن ... على حذر من النوب
فكم باغ بغى فيه ... فأسلمه إلى العطب
ألم تسمع إلى ما حل ... بالباغين في الحقب
بني الضبعاء أهلكهم ... وغيرهم من العرب
وكانوا قبل مهلكهم ... ببغيهم ذوي نشب
فلما أن بغوا هلكوا ... وذاقوا شدة الحرب
فشمر في انتهازك ما ... تقدمه من القرب
فما فاز الذين نجوا ... بغير الجد والتعب
فيا ذا الطول من على ... الجميع بحسن منقلب
فأنت الغافر التواب ... والمنان بالرتب
وأنت القادر الوهاب ... والمعتلي بلا سبب
وما ترجو جماعتنا ... سواك لفادح الكرب"
والحديث مجرد حكايات من الجاهلية لا علاقة لها بوحى الله
8- ثنا عمي الشيخ الأجل الإمام الحافظ الثقة ناصر السنة محدث الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله إملاء من لفظه وقراءة عليه في يوم الخميس ثاني وعشرين رجب سنة ست وستين وخمسمائة بدار السنة بدمشق، أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، ثنا أبو الحسن الطرائقي، ثنا عثمان بن سعيد -هو الرازي-، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله عز وجل: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} إلى قوله: {منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} ، قال:
|