قلوب الاردنيين تسافر من عمان مروراً بالجزائر الى جوهانسبرج
رضا تام عن اداء «الخضر» امام انجلترا...
تسمّر مئات المشجعين امام الشاشات العملاقة في مدينة الحسين للشباب في واحدة من اجمل ليالي حزيران الصيفية الليلة قبل الماضية لمتابعة المواجهة العربية الجزائرية امام انجلترا.
الاجواء الجميلة ظهرت على ملامح المشجعين وقلوبهم تكاد ان تقف حيناً وتقفز حيناً اخر كلما حانت لـ «الخضر» فرصة محققة للتسجيل جعلتنا نشعر وكأننا في قلب كيب تاون وعلى مقاعد ستاد «جرين بوينت» في جنوب افريقيا، واعادت الى الاذهان المشاعر الجياشة التي كنا نعيشها سوياً في نسخ «العرس الكروي» السابقة عند مشاركة المنتخبات العربية من اقصى المغرب العربي مروراً بتونس الخضراء والسعودية وحتى شواطئ الخليج.
وبالعودة الى اجواء المباراة في عمان فكان من السهل ان تسمع حناجر المشجيعن تنطق بالدعاء تارة وبعبارات الحماس تارة اخرى بكلمات لعلّ بلحاج وزياني لم يسمعاها باذنيهما ولكني اجزم انهما احسا بها بين ضلعيه لتحقيق احلام نجاح ينتظره 400 مليون عربي تقريباً على الاقل في الجانب الرياضي، وهو حق مشروع تتسابق اليه دول العالم في شتى القارات لترفع اسم بلادها عالياً في بطولة يلتئم بها سكان المعمورة في كرة «الجابولاني».
حتى الـ «فوفوزيلا» كانت حاضرة في عمان ولكنها بالتأكيد لم تكن اكثر ازعاجاً من فوفوزيلا جوهانسبرج واخواتها من المدن الجنوب افريقية.
«جريدة الرأي» كانت في قرية مدرار ورصدت اراء ومشاعر المشجعين ورأى عُمر ابو عرقوب ان منتخب الجزائر «ممتاز واعطى ماهو مطلوب منه» مشيرا ان استعداد منتخب الجزائر لهذه المباراة بدا واضحاً اكثر من مواجهته السابقة مع سلوفينيا. عُمر والذي يشجع «الماكينة الالمانية» الى جانب «الخضر» توقع ان يتأهل الفريقين الى دور الـ 16 وانه الى الان معجب بشدة باداء المنتخبين حتى الان.
ام طارق حنون كشفت بروح رياضية انها اول مرة تحضر مبارة في كأس العالم ولكن حنينها العربي للجزائر شدها نحو شاشة القرية لتضم صوتها الى باقي المشجعين بان المنتخبات العربية دائماً لديها شيء لتقديمه، «كنت ادعو لهم طول المباراة» هذا ما قالته ام طارق مبدية رضاها عن ما قدمه الجزائريين.
بين الشوطين كان للجمهور ما يود قوله ايضاً حيث اكد بسام علوان الذي يزور الاردن هذه الايام قادماً من «رام الله» ان الاجواء هنا عائلية ومريحة وانه يشعر انه في الاردن كما في فلسطين فأمل الفوز والنجاح واحد.
ويفضل علوان بشكل عام المنتخب الفرنسي، ولكن مادامت الجزائر موجودة فلا يختلط عليه الامر فالاختيار سهل، متمنياً ان يعبر الفريقان الى مرفئ الدور الثاني وإن سارت الرياح الافريقية بما لا تشتهي السفن!
«كنت اتوقع ان تكون انجلترا اقوى من الجزائر ولكن مجريات المباراة كشفت غير ذلك» هذا ما قالته منال ابو عرقوب التي اكدت انه في كرة القدم ليس هناك من مستحيل وان الارادة والتصميم قد تقلب كل الموازين. «منال» ابدت اعجابها بحارس البوابة الجزائرية « ميولحي» واستماتته للحفاظ على شباكه نظيفة بالرغم من خوضه المباراة الاولى في كأس العالم.
اما الاخوان زياد ومازن ملحس اكدا ان المنتخب الجزائري كان «تحفة» ، فلو اردنا ان نقارن وفق مقاييس التاريخ «والحديث لمازن» ، فان الغلبة ستكون بالضرورة للانجليز فهذه المشاركة الثالثة عشر لهم بمقابل المشاركة الثالثة للجزائر وبفارق 10 مشاركات مونديالية بين المنتخبين.
من جانبها حرصت ديالا بيبرس ان لا تخلط بين السياسة والرياضة ولكن لم تجد نفسها الا ميالة الى الجزائريين، فهي تشجع ايطاليا منذ الطفولة وتعشق اسلوبها.
وعند سؤالها اذا واجهت الجزائر ايطاليا في يوم من الايام، كان جوابها ان الامر سيكون بغاية الصعوبة مفضلة ان لا يحصل هذا ابداً مؤكدة ان المستوى الايطالي لا يعطي حتى الان انطباع عن المستوى الحقيقي فعادة ما تكون ايطاليا في اسوأ حالتها في بداية مشوار المونديال على حد قولها.
وتوقعت بيبرس ان يكون النهائي بين منتخبي الارجنتين وايطاليا وان يرفع الاخير «الازوري» الذهب عالياً للمرة الثانية على التوالي.
لا زال هناك المزيد من الحظوظ للجزائرين ويجب عليهم شحن انفسهم بمزيدا من الاصرار نحو التقدم فلو اراد سعدان وابناءه الاحد عشر العبور الى الدور الثاني فان عليهم تخطي الاميركان، هذا ما جاء على لسان غالبية المتابعين لمباراة الليلة قبل الماضية ونحن نشاطرهم الرأي كذلك.