بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عملية التربية عملية موجهة هادفة يقصد من ورائها تشكيل الفرد وفق كيفية معينة لتحقيق أهداف
الجهة القائمة بالتربية. والتربية تتم من خلال وسائط ثلاثة تتفرع منها الوسائط والأساليب الأخرى
وهذه الوسائط هي : الأسرة ـ المجتمع - الدولة .
تقوم كل حاضنة من الحواضن التربوبية الثلاث بوضع النظام التربوي للفرد وتشكيله وفق رؤيته
ووتصوره ومن خلال تفاعل الفرد مع هذه الحواضن الثلاث تظهر الأنماط السلوكية الخاصة به
والتي هي انعكاس لهذه البيئة وما يعتمل فيها من مدخلات .
وغني عن الذكر أن من الضروري التنسيق ما بين الحواضن الثلاث وإلا فإن التشتت والتذبذب
سيكون النتيجة النهائية لعملية التربية، ومهما كانت درجة التباين بين ثقافة القائمين بتشكيل
شخصية الطفل وتنشئته إلا أن هناك حدًا كبيرًا من المشتركات بينها وهذا الحد يتمثل في بناء
شخصية المواطن الصالح وهو الشخص الذي يقوم بأكبر عدد ممكن من السلوكيات والتصرفات
السوية والذي يجتنب أكبر عدد ممكن من التصرفات غير السوية .
ووفقًا لدرجة ثقافة ونفاذية تأثير كل حاضنة من هذه الحواضن تتشكل شخصية الطفل وتبدأ في
الظهور.. ومن المنطقي أن الشخص الذي ينشأ في ظروف سوية (على صعيد العلاقات الإنسانية
والاقتصادية والثقافة والصحة العامة ودرجة التدين ) سيكون أفضل من الشخص الذي ينشأ في
ظروف أسوأ من حيث هذه الجوانب.
ومن هنا فإن التربية وثيقة الصلة بالتأثير النفسي على الفرد خاصة وأن الأسرة وهي الحاضنة
الأقوى والأقرب تقوم بدور الرعاية النفسية والوجدانية للفرد وهذا الدور من أبرز الأدوار الملقاة
على عواتق المربين لما له من إفرازات مباشرة على مفهوم الانتماء الأسري والمرجعية الإنسانية
والوجدانية والحماية المتبادلة وتكريس القيم ...إلخ
كيف يؤثر نظام الأسرة وكيف يؤثر واقع المجتمع وكيف يؤثر واقع الدولة على تشكيل شخصية
الإنسان... هذا ما سيتم مناقشته في المقالات القادمة إن شاء الله