صعيد طنجة أنظف من قلب وزير الصحة المغربي
صعيد طنجة أنظف من قلب وزير الصحة المغربي
إن الإهانة التي يتعرض لها المرء؛ لا تُغتفر، وإن السقوط الأخلاقي حين يقع؛ لا ينهض منه الإنسان، صحيح أنه قد يتلقى الغفران فلا يعاقب ولكن يظل مؤاخَذا وتظل إهانته لمن أهان ماثلة للعيان لا تمحى من ذاكرة التاريخ، وسقوطه الذي قد ينهض منه لا يمحو له السقوط الأول لأنه قد ثبت في التاريخ وتم تسجيله، والتاريخ هنا هو التاريخ الذي تسطَّر فيه الأمجاد، وتسطَّر فيه الإهانات.
وذاك الوزير للصحة المغربي حين أشار إلى مدينة طنجة باستخفاف قد أشار إليها بإهانة مقصودة ونكران بغيض، وفي ذلك حقد على أهلها وتجنٍّ عليهم لأنهم ربما لم يعجبوه في سلوكهم ومواقفهم، ومن لا يعجبه فرد أو شعب أو جماعة لا يهين، بل يبدي نقدا بناءا إذا كان من أهل النقد، أما إذا كان مغرضا وأظن ذاك الوزير مغرضا فليذهب إلى مزبلة التاريخ هو وحكومته التي لم تؤدبه على سفاهته.
طنجة يا هذا هي مجمع البحرين وقد شرفت بنبي الله موسى، ففيها التقى رسول الله موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بالرجل الصالح.
شرفت مدينة طنجة بالصحابة الذين انتقلوا عبرها إلى الأندلس. شرفت بالتابعين كعقبة بن نافع الفهري. شرفت بموسى بن نصير وطريف وطارق بن زياد ويكفيها فخرا أن داست أقدامهم ثراها، صحيح أنها مدينة غير مقدسة ولكن بالنسبة لهذا الذي يهين أهلها قد فاته علم عُلُوّ كعبها وارتفاع شأنها وعظيم مقامها بهذه الميزات التي حباها الله بها.
طنجة يا هذا شمس المغرب. طنجة يا هذا أمّ المدن العربية والعالمية. طنجة يا هذا أندلس صغيرة، فإذا نزلت بها انزع حذاءك احتراما لثراها وتأدب في دخولها.
طنجة يا هذا أهلها تشرّبوا الطلاقة والشفافية وكراهية الظلم والاستعباد.
طنجة يا هذا وإن اعْتُبرت من ضمن ما اعتبرت في الماضي القريب بالمغرب غير النافع قد كانت ولم تزل تحمل الولاء لله ورسوله والمؤمنين وبذلك أصبحت نافعة ونفعُها للحياة جينٌ يدخل قلب كل ساكن فيها وكل من يحبها ويدافع عنها حتى وإن لم يكن من مواليدها، حتى وإن تم التنكر لخيرها وبرّ أهلها.
طنجة يا هذا لها لسان صدق في الأولين والآخرين فما لنعل مهترئ حظٌّ من هذه الميزات حتى يهين أهلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 21 يوليوز 2020م
|