نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
المؤلف فى الغالب يهودى نظرا لذكره موسى(ص) دون غيره للتدليل على أن محمد(ص) حرف الشرع وأن موسى(ص) لم يحرفها
والكتاب عبارة عن اتهامات وكلها ليست اتهامات لوحى الله وإنما للحديث المنسوب للنبى(ص) زورا وبهتانا ولتفاسير المفسرين
الرجل يريد إثبات ألوهية البشر محمد(ص) وهو يستبعد نصوص القرآن تماما فلا يذكر قوله تعالى :" قل إنما أن بشر مثلكم"
وهو قول يثبت بشريته ولا قوله " الذى أسرى بعبده " الذى يثبت عبوديته وهناك عشرات الأقوال فى القرآن تثبت كونه بشر مخلوق وتثبت أنه عبد لله وهو يستبعدها تماما لأنها لا تدل عللا مراده
وقد استهل كتابه بالسخرية من الصلاة على النبى(ص) فقال :
"نسمع دائما من أحبائنا المسلمين عبارة (صلى الله عليه وسلم) تأتي مباشرة كلما ذكر اسم نبي القرآن محمد
وهنا نريد أن نفهم هذه العبارة الموروثة والتي يرددها المسلم بلا تفكير نريد أن نفهمها في إطار ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية"
ويبين لنا المؤلف خطة الشيطان للجلوس على عرش الله كما يزعم:
"وقبل أن أدخل في تقديم الأدلة من المراجع الإسلامية علي هنا أولا أن أقدم فكرة عن خطة الشيطان منذ القديم فخطة الشيطان يوم أن كان ملاكا طاهرا؛ كانت متمثلة في أن يجعل كرسيه فوق كرسي العلي ولم يحسب الأمر جيدا ففقد قداسته بهذا الخطأ وجرده الرب القدير من مرتبته وطرده من حضرته لأنه تشيطن وأصبح شيطانا
إذن فخطة الشيطان هي أن يجلس هو على كرسي الله؛ ويجعل الله مع صفوف الملائكة؛ فيعبد هو من الملائكة ومن الله؛ ويصبح الله والملائكة يصلون إليه هو الشيطان "
الغريب أنه لم يستدل على تلك الخطة الكاذبة لا من العهد القديم ولا من الجديد ولا حتى من القرآن فطبقا للقرآن إبليس فى النار منذ طرده من الجنة كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
ويواصل المؤلف كلامه بلا دليل أن إبليس فشل فى تنفيذ خطته ولكنه نجح فى ذلك باجلاس بشر هو محمد(ص)بسبب كلام محمد(ص) فقال:
"وعندما فشل الشيطان في تحقيق هذه الخطة في السماء حاول أن ينفذها عن طريق البشر فيضع كرسيه مكان كرسي الله ويجعل الناس يعتقدون أن الله والملائكة يصلون إليه وبالتالي فإذا كان الله والملائكة يصلون إليه فكيف لا يصلي عليه البشر أيضا
والحقيقة أن هذه الخطة لم ينجح الشيطان في تحقيقها عبر التاريخ البشري الطويل إلا عن طريق محمد"
ونجد المؤلف لا يفرق بين الصلاة على وبين الصلاة لى فيدعى أن القرآن جعل الله يصلى لمحمد كإله فقال :
"وفي العقيدة الإسلامية فنجد نصا صريحا وواضحا في القرآن يقول في الأحزاب 56 (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فها هو الله يجلس مع الملائكة ويصلي على محمد؛ وكذلك يدعو المسلمين للصلاة عليه إذن تحقق الأمر فها هو الله والملائكة والبشر يصلون على النبي"
وهنا الرجل لا يفرق بين الصلاة لى والصلاة على والصلاة لله وأما الصلاة على المخلوقات فلا يختص الله بها محمد(ص) وإنما هى لكل المسلمين رسل(ص) أو فير رسل كما قال تعالى :
"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
والرسول محمد(ص) لم يميزه الله بأن يصلى عليه المسلمون وإنما امره بالصلاة على المسلمين فقال :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
لماذا لم يذكر الرجل أن النبى(ص)هنا يعبد المسلمين واكتفى بأن الله يعبد محمد(ص) والسبب أن الصلاة من النبى(ص) ومن المسلمين تعنى استغفار المصلى الله للأخر سواء محمد(ص) أو المسلمين؟
وأما صلاة الله على الخلق فلا تعنى سوى رحمته لهم كما جاء فى قوله
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
وتحدث الرجل عما سماه الاثباتات على ألوهية محمد(ص) فقال :
"وهنا أود أن أطرح أكثر من أمر في العقيدة الإسلامية يجعل محمدا إلها وأبدأ هذه المواضيع
(1) بالصلاة على محمد:
يحاول البعض الخروج من هذا المأزق فيقول أن الصلاة عليه بمعنى البركة والرحمة فدعونا إذن ندخل إلى المراجع الإسلامية المختلفة لنفهم هذه الصلاة الربانية الملائكية البشرية على محمد نبي القرآن
ففي تفسير ابن كثير نجد الفرق في المعنى بين الصلاة على العباد والصلاة على محمد
ففي الصلاة على محمد يقول:
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه؛ ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا (إذن هناك فرق بين الصلاة على محمد وعلى المسلمين أو حتى على الأنبياء الآخرين )
وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته " الآية وقال تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم " وفي الحديث إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
نلاحظ الفرق ففي صلاة الله على المؤمنين تأتي بمعنى الرحمة والبركة؛ أما على محمد كما ذكر التفسير والأحاديث تأتي بمعنى أن الله يثني على محمد عند الملائكة وأن الله نفسه يصلي ويقول سبوح قدوس بل جعل العالمين العلوي والسفلي يصلون على محمد ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين
إذن لا يكذب علينا أحد ويقول أن الصلاة بمعنى الرحمة على النبي فالتفسير هنا واضح (ابن كثير)
|