الاختيار فى الإسلام
الاختيار فى الإسلام
الاختيار فى الإسلام معناه :
اعطاء الفرد الحق فى عمل أمر من أمرين أو أكثر وقد وردت الخيرة فى بعض الآيات كقوله تعالى :
وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون "
والآية معناها هو :
أن رب النبى(ص) وهو ربنا يخلق ما يشاء والمراد أن خالقه يبدع ما يريد من الأفراد وهو يختار أى يصطفى منهم من يريد رسولا ،وسبحان أى تعالى الله عما يشركون والمراد أن طاعة الله فضلت أى علت على طاعة الذى يطيعون وهو الآلهة المزعومة فهو من يجب طاعته لكونه الإله الوحيد
كما ذكرت في قول المولى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
هنا بين الله للمؤمنين أن ما كان لمؤمن أى مصدق بحكم الله ولا مؤمنة أى مصدقة بحكم الله إذا قضى والمراد حكم أى شرع الله ورسوله (ص)أمرا أى حكما أن يكون لهم الخيرة من أمرهم والمراد أن يكون لهم حق المفاضلة بين حكم الله ونبيه (ص)وحكم أخر فى قضيتهم وهذا يعنى وجوب طاعة الله وحده وأما من يعص أى يخالف أى يشاقق حكم الله ورسوله(ص)فقد ضل ضلالا مبينا أى خسرا خسرانا كبير والمراد دخل النار مصداق لقوله بسورة التوبة"أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم"
والخيار الأول للبشرية كما بين الله ولكن بدون لفظ الخيرة أو الاختيار هو اعطاهم حق عمل الكفر أو الإسلام وهو الإيمان متحملا الجزاء أو آخذا الثواب كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وقد عرفه أهل اللغة والفقه فقالوا فى الموسوعة الفقهية الكويتية :
"التَّعْريفُ:
1 - الاخْتيَارُ لُغَةً: تَفْضيل الشَّيْء عَلَى غَيْره . وَاصْطلاَحًا: الْقَصْدُ إلَى أَمْرٍ مُتَرَدّدٍ بَيْنَ الْوُجُود وَالْعَدَم دَاخلٍ في قُدْرَة الْفَاعل بتَرْجيح أَحَد الْجَانبَيْن عَلَى الآْخَر ."
واما الكلمات المتعلقة بالاختيار فقد أوردت الموسوعة الاتى :
الأْلْفَاظُ ذَاتُ الصّلَة:
أ - الْخيَارُ:
2 - الْخيَارُ حَقٌّ يَنْشَأُ بتَخْويلٍ منَ الشَّارع، كَخيَار الْبُلُوغ، أَوْ منَ الْعَاقد، كَخيَار الشَّرْط فَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الاخْتيَار أَنَّ بَيْنَهُمَا عُمُومًا وَخُصُوصًا مُطْلَقًا، فَكُل خيَارٍ يَعْقُبُهُ اخْتيَارٌ، وَلَيْسَ كُل اخْتيَارٍ يَكُونُ مَبْنيًّا عَلَى خيَارٍ.
ب - الإْرَادَةُ:
3 - الإْرَادَةُ لُغَةً: الْمَشيئَةُ، وَفي اسْتعْمَال الْفُقَهَاء هيَ " الْقَصْدُ "، أَي اعْتزَامُ الْفعْل وَالاتّجَاهُ إلَيْه، فَيَقُولُونَ في طَلاَق الْكنَايَة مَثَلاً: إنْ أَرَادَ به الطَّلاَقَ وَقَعَ طَلاَقًا، وَإنْ لَمْ يُردْ به طَلاَقًا لَمْ يَقَعْ طَلاَقًا. وَيَقُولُونَ في الْعُقُود: يُشْتَرَطُ لصحَّتهَا تَلاَقي الإْرَادَتَيْن. وَيَقُولُونَ في الأَْيْمَان: يُسْأَل الْحَالفُ عَنْ مُرَاده. . . وَهَكَذَا. وَمنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ كُل اخْتيَارٍ لاَ بُدَّ أَنْ يَشْتَمل عَلَى إرَادَةٍ، وَلَيْسَ منَ الضَّرُوريّ أَنْ يَكُونَ في كُل إرَادَةٍ اخْتيَارٌ.
ج - الرّضَا:
4 - يُفَرّقُ الْحَنَفيَّةُ دُونَ غَيْرهمْ بَيْنَ الاخْتيَار وَالرّضَا وَإذَا كَانَ الاخْتيَارُ كَمَا تَقَدَّمَ تَرْجيحُ أَحَد الْجَانبَيْن عَلَى الآْخَر، فَإنَّ الرّضَا هُوَ الانْشرَاحُ النَّفْسيُّ، وَلاَ تَلاَزُمَ بَيْنَهُمَا بوَجْهٍ عَامٍّ ، فَقَدْ يَخْتَارُ الْمَرْءُ أَمْرًا لاَ يَرْضَاهُ. وَيَظْهَرُ هَذَا التَّفْريقُ عنْدَهُمْ - أَي الْحَنَفيَّة - في مَسَائل الإْكْرَاه، فَالإْكْرَاهُ غَيْرُ الْمُلْجئ - كَالضَّرْب الْمُحْتَمَل، وَالْقَيْد، وَنَحْوهمَا - يُفْسدُ الرّضَا وَلَكنَّهُ لاَ يُفْسدُ الاخْتيَارَ، أَمَّا الإْكْرَاهُ الْمُلْجئُ فَإنَّهُ يُعْدمُ الرّضَا وَيُفْسدُ الاخْتيَارَ "
والكلمات السابقة لها صلة بالموضوع وتحدثت الموسوعة عن شروط الاختيار وأولها أن يكون المختار مكلفا لا اجبار له من أحد وإنما يختار بإرادته ومن ثم خرج الأطفال الصغار والمجانين من الاختيار والمقصود به هنا الاختيار بين الإسلام والكفر لأن الأطفال وحتى المجانين يختارون أمورا كأصناف الأكل فقالت :
"شُرُوطُ الاخْتيَار:
5 - لكَيْ يَكُونَ الاخْتيَارُ صَحيحًا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَنْ لَهُ الاخْتيَارُ مُكَلَّفًا، وَأَنْ يَكُونَ في قَصْده مُسْتَبدًّا أَيْ لاَ سُلْطَانَ لأحَدٍ عَلَيْه وَعَلَى هَذَا فَإنَّ الاخْتيَارَ يَكُونُ فَاسدًا إذَا اخْتَل شَرْطٌ منْ شُرُوط التَّكْليف، بأَنْ كَانَ مَنْ لَهُ الاخْتيَارُ مَجْنُونًا، أَوْ صَغيرًا غَيْرَ مُمَيّزٍ، أَوْ كَانَ اخْتيَارُهُ مَبْنيًّا عَلَى اخْتيَار غَيْره، فَإذَا اضْطُرَّ إلَى مُبَاشَرَة أَمْرٍ بالإْكْرَاه الْمُلْجئ، كَانَ قَصْدُهُ بالْمُبَاشَرَة دَفْعَ الإْكْرَاه حَقيقَةً، فَيَصيرُ الاخْتيَارُ فَاسدًا؛ لابْتنَائه عَلَى اخْتيَار الْمُكْره - بالْكَسْر - وَإنْ لَمْ يَنْعَدمْ أَصْلاً "
وتحدثت عن تعارض الاختيار الصحيح من الاختيار الفاسد فقالت :
"تَعَارُضُ الاخْتيَار الصَّحيح مَعَ الاخْتيَار الْفَاسد:
6 - إذَا تَعَارَضَ الاخْتيَارُ الْفَاسدُ وَالاخْتيَارُ الصَّحيحُ، وَجَبَ تَرْجيحُ الاخْتيَار الصَّحيح عَلَى الاخْتيَار الْفَاسد إنْ أَمْكَنَ نسْبَةُ الْفعْل إلَى الاخْتيَار الصَّحيح وَإنْ لَمْ يُمْكنْ نسْبَتُهُ إلَى الاخْتيَار الصَّحيح بَقيَ مَنْسُوبًا إلَى الاخْتيَار الْفَاسد، كَمَا هُوَ الْحَال في الإْكْرَاه عَلَى الأْقْوَال وَعَلَى الأْفْعَال الَّتي لاَ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ فيهَا الإْنْسَانُ آلَةً لغَيْره، كَالأْكْل وَالْوَطْء وَنَحْوهمَا "
قطعا الله أوجب على المسلم اختيار الله وهو الاختيار الصحيح كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
ومن ضمن هذا الاختيار أنه ممكن أن يختار الاختيار المحرم وهو الاختيار الفاسد إذا كان مضطرا مثل أكل الميتة المحرمة ولحم الخنزير كما قال تعالى :
"وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"
|