نقد كتاب الهاجريون
نقد كتاب الهاجريون
الهاجريون كتاب من تأليف باتريشيا كرونه ومايكل كوك وهو ثلاثة فصول والكتاب ترجمه نبيل فياض وهو يدور حول استخدام الكاتبين المصادر الكفرية التابعة للكتابيين النصارى واليهود ومن ثم يقولان أنهما يقدمان رواية جديدة مختلفة تماما عن رواية المسلمين ويتناول الجزء الأول نظرية ربما تبدو جديدة للبعض ولكنها موجودة فى كتب الكفار القدامى وهى :
أن الإسلام دين تم اختراعه والمراد تخيله من قبل البشر فى عهد الأمويين وأن لا وجود فعلى لرسول الإسلام ألأخير محمد(ص)كما قالا :
" لكن بالنسبة للإسلام متخيل كديانة محمد ربما يبدو الحرم المحمدى مركزا أكثر مناسبة"ص46
وهما يستخدمان فى إثبات النظرية الفاشلة مصادر التأريخ اليهودى والنصرانى المختلفة وفى ذلك قالت المؤلفة والمؤلف فى مستهل الكتاب :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص9
وهما يعتبران تلك الحضارة القائمة على الكذب فى رايهما إنجاز فريد ليس له مثيل فى قولهما :
"لقد قدمنا الحضارة الجديدة كإنجاز ثقافى فريد إنجاز لم تقدم أسلاب أجدادنا البرابرة أى شىء يوازيه على الإطلاق"
الفصل الأول من الكتاب هو أصل الكتاب والفصلان الأخيران يدوران حول بلاد المنطقة قبل الإسلام وسبب سرعة انتشار الإسلام فيها فتارة يرجعان ذلك للسيف وتارة يرجعانها للظروف السيئة التى كانت موجودة فى تلك المجتمعات
تسمية الهاجريون :
تسمية الكتاب بالهاجريون بدلا من المسلمين فيما يسميانها بالمصادر الإسلامية استمدها المؤلفان من وثائق تأريخية عند أعداء الإسلام وهما يرجعانها إلى أولاد هاجر من إبراهيم(ص)وليس إلى هجرة مسلمى مكة من مكة للمدينة وفى هذا قالا :
" لكن مصادرنا تكشف عن تسمية للجماعة أكثر قدما من السابقة تسمية تتناسب جيدا مع سياق الأفكار التى قدمها سيبيوس تظهر هذه التسمية فى اليونانية بصيغة ماغاريتى وذلك فى بردية تعود للعام 642 أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
كما قالا:
"ثمة فكرتان متضمنتان هنا الأولى وهى شبه مفقودة فى التقليد الإسلامى لها علاقة بعلم الأنساب المهغرايه كما يخبرنا مرجع سريانى قديم هم المنحدرون من إبراهيم عبر هاجر"ص20
وقالا :
" أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
ويذكر المؤلفان أنه لا يوجد دليل على تلك الهجرة فى مصادر الأعداء وإنما الموجود هجرة الإسماعيلية أبناء النبى إسماعيل (ص) المتأخرين إلى للشام وفيها قالا :
فى التقليد الإسلامى نجد أن الخروج الذى نحن بصدده هو من مكة إلى المدينة والذى يتطابق مع بداية التقويم العربى622 لكن ما من مصدر تاريخى قديم يشهد على صحة تاريخية هذا الخروج والمصادر التى تم فحصها فى هذا الفصل تقدم بديلا معقولا ألا وهو هجرة الاسماعيلية من الجزيرة العربية إلى الأرض الموعودة "ص20
قطعا المؤلفان يستبعدان فى كتابهما تصديق أى مصدر مما ينسب للمسلمين ويصدقان أى مصدر من مصادر الأعداء بدون أى تمحيص حتى ولو كانت الوثيقة نفسها مزورة باعترافهما
التناقض فى زمن بداية الإسلام :
المؤلفان يقدمان لنا دليل على أن الإسلام ظهر فى القرن السابع وهو قولهما :
" رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة "ص16
ومع ذلك يناقضان نفسيهما بأنه لا وجود للإسلام ولا للقرآن فى القرن السابع فى قولهما :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
ويقرران أنها بدأ فى القرن الثامن فى القول :
" ولدينا بالتالى ما يدعونا إلى افتراض أن خطوط الإسلام العريضة كما نعرفه الآن ظهرت فى بدايات القرن الثامن "ص53
وهو كلام يضرب بعضه بعضا فلا ندرى هل يصدقان رواية العدو عن مهميت أم لا وهذه العملية من عادة الغربيين فى تناول الإسلام وهو تحيير القارىء وجعل الحقيقة تائهة
التناقض فى من أخذ المسلمون الدين عنه :
المؤلفان ناقضوا أنفسهم فمرة هم من طوروا الدين من أنفسهم باستعادة ديانة إبراهيم (ص) فى قولهما :
" من نقطة البداية هذه واصل الهاجريون تطوير ديانة إبراهيمية بالمعنى الكامل للكلمة فى القرآن تبدو فكرة ديانة إبراهيم بارزة طبعا فهى تقوم بوضوح كديانة مستقلة ولا يصنف مؤسسها كنبى فحسب بل وإنه للمرة الأولى يمنح كتابا مقدسا يدعى صحف إبراهيم "ص25
وناقضوا أنفسهم فى أن الإسلام دين يهودى بابلى بيقين حيث قالوا :
" نحن متأكدون فى الواقع تماما بأن الإسلام أحرز شكله الحاخامى الكلاسيكى فى ظل اليهودية البابلية "ص54
وناقضا أنفسهم ثانية بأن التأثر باليهودية والنصرانية تم انهائه حيث استبعد الهاجريون الديانتين تماما فى قولهما :
" وهكذا وجد الهاجريون حلولا لمعظم المشكلات الملحة التى واجهوها بعد الانفصال عن اليهودية فديانتهم الإبراهيمية دكت أسس ما كانوا عليه مسيانيتهم المسيحية ساعدتهم بالتأكيد ما لم يكونوه وموقفهم من الكتاب المقدس إضافة إلى مساعدة المسيانية منحهم نوعا من المعرفة العقائدية الابتدائية شيئا يتفاخرون به كانت المشكلة أن هذه الحلول بدت متنافرة مع بعضها بالمعنى الكامل للكلمة "ص31
واعترفا بنفس الكلام بأنه لا يوجد دليل على المصادر الوثنية واليهودية والمسيحية فى الإسلام فى قولهما:
" إن الموضع الذى كان على الهاجريين الاتكال على أنفسهم فيه تمثل فى تأليف كتاب مقدس فعلى لنبيهم أقل غربة من كتاب موسى وأكثر واقعية من كتاب إبراهيم ولكن ما من مصدر قديم يلقى بأى ضوء مباشر حول كيف ومتى تم هذا " ص33
اعتبار مصادر الكفار صحيحة ومصادر المسلمين كاذبة :
فى مقدمة الكتاب قالا المؤلفان أنهما استبعدا مصادر المسلمين واعتمدا على مصادر غيرهم فقالا :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص
قطعا من يريد العدل لا يستبعد شىء وإنما عليه أن يتناول كل المصادر وينقدها مبينا ما يراه صوابا وما يراه خطأ وأما استبعاد مصادر المسلمين تماما فهو أمر لا يجوز عند النقد العادل
ونجد أن المؤلفين مثلا يقدمان دليلا فى الفقرة التالية :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
وقد علق المؤلفان على النص السابق فقالوا :
"كما أنها تخطئة حتما فى الدور الذى تعزوه إلى اليهود اللاجئين من الرها بعض النظر تماما عن استحالته جغرافيا مستحيل تاريخيا فعلا فهو يعنى أن دولة محمد لا يمكن أن تكون قد اسست قبل عام 628 بكثير فى حين أن لدينا دليلا وثائقيا منذ عام 643 م يفيد أن العرب كانوا يستخدمون تقويما بدأ بعام622 "ص16
|