لكن وجه الشبه بين الفتاتين لا يتوقف عند هذا الحد ..
- كلا الفتاتين ولدت في نفس اليوم.
- كلا الفتاتين كانت بعمر عشرين عاما ساعة موتهما.
- كلا الفتاتين ذهبت إلى منزل صديقة لتغيير ثيابها في ليلة مقتلها.
- كلا الفتاتين ذهبت إلى حانة للرقص في ليلة مقتلها وسهرت حتى ساعة متأخرة.
- كلا الفتاتين تعرضت للاغتصاب.
- كلا الفتاتين قتلت في بلدة اردنغتون ولم يفصل بين مكان العثور على جثتيهما سوى ثلاثمائة ياردة.
- كلا الفتاتين فارقت الحياة فجر يوم 27 ايار / مايو وصادف اليوم السابق لمقتلها يوم عطلة.
- كلا الفتاتين تنبأتا بحدوث شيء سيء قبل فترة قصيرة من مقتلهما، فماري اشفورد أخبرت والدة صديقتها بأن لديها شعور سيء جدا تجاه الأسبوع القادم، وبالفعل تم اغتصابها وقتلها في الأسبوع اللاحق لنبوءتها، وباربرا أخبرت زميلتها في العمل قبل عشرة أيام من موتها بأن الشهر القادم سيكون شهر حظها السيئ، قالت بأنها موقنة من ذلك، وبالفعل تم اغتصابها وقتلها في الشهر اللاحق لنبوءتها!.
أما المفاجأة الكبرى عزيزي القارئ، والتي تبدو بحق عصية على التفسير، فهي تتعلق بالمتهم بالقتل، إذ وجهت الشرطة أصابع الاتهام في جريمة قتل باربرا فورست إلى زميل لها في العمل، هذا الزميل الشاب أسمه مايكل ثورنتون ( Michael Thornton )، أي أنه يحمل نفس أسم عائلة المتهم بقتل ماري أشفورد قبل 157 عام!!!. ومثل ثورنتون القرن التاسع عشر فأن ثورنتون القرن العشرين حصل على البراءة من المحكمة وأسقطت عنه جميع التهم لعدم كفاية الأدلة!.
قس الكابتشين
جوزيف إغنر ( Joseph Matth ن us Aigner ) كان رساما نمساويا عاش في القرن التاسع عشر، كان رجلا حزينا بائسا قرر إنهاء حياته في وقت مبكر جدا، في سن الثامنة عشر علق لنفسه حبلا وهم بشنق نفسه، لكن فجأة وبصورة غامضة مر قس من طائفة الكابتشين وأقنعه بالعدول عن قتل نفسه.
ثم مرت أربعة أعوام عجاف لم تتحسن خلالها أحوال إغنر، فقرر إنهاء حياته وتهيأ لشنق نفسه مجددا، وهذه المرة أيضا ظهر نفس القس السابق وأقنعه بالعدول عن الانتحار. ثم مرت سنوات انغمس خلالها اغنر بالعمل السياسي، فألقي القبض عليه عام 1848 بتهمة المشاركة في ثورة فيينا، وأصدرت السلطات حكما سريعا عليه بالإعدام بواسطة المقصلة، لكن هذه المرة أيضا وبطريقة ما ظهر نفس قس الكابتشين وأقنع السلطات بالعدول عن إعدامه!. لكن أخيرا، وفي عام 1886 نجح إغنر في إنهاء حياته منتحرا بطلقة من مسدسه. إلا أن غرابة القصة لا تنتهي هنا، فالرجل الذي قام بتجهيز جنازة إغنر وتولى مراسم دفنه وتأبينه كان نفس قس الكابتشين الذي أنقذ حياته ثلاث مرات في السابق!.
ولدا معا وماتا معا! أستقرت الرصاصة في جذع شجرة
في عام 1833 قام هنري زيغلاند ( Henry Ziegland ) بقطع علاقته مع حبيبته، فأصيبت الفتاة بالإحباط وانتحرت، وقد لامت عائلتها هنري واعتبرته المتسبب في موتها، وقام شقيقها بمطاردته بغرض الانتقام منه، وبالفعل أطلق النار عليه بينما كان جالسا في حديقة منزله، فسقط هنري أرضا مضرجا بدمه وظن الشقيق الغاضب بأنه أحرز ثأره، وفي لحظة أنفعال صوب المسدس نحو رأسه وأنهي حياته هو الآخر منتحرا برصاصة لكن لسوء حظ الشقيق المنتحر فأن هنري لم يمت، فالرصاصة لم تقتله، أصابته بجرح سطحي ثم استقرت داخل جذع شجرة ضخمة تتوسط حديقته. هنري عاش لسنوات طويلة بعد الحادث، وقد دأب على أن يتفاخر أمام الجميع بقصته وبحظه الخارق الذي أنقذه من موت محتوم. وفي أحد الأيام، أراد هنري إعادة ترتيب وتشذيب حديقة منزله فقرر قطع تلك الشجرة الكبيرة التي استقبلت الرصاصة بدلا عنه قبل سنوات، وبسبب استعجاله وتكاسله، لم يقم بقطع الشجرة بالمنشار وإنما وضع القليل من المتفجرات في جذعها وقام بنسفها، الغريب أن شدة الانفجار حررت الرصاصة القديمة من جذع الشجرة وقذفتها في الهواء كالصاروخ لتستقر داخل رأس هنري وترديه قتيلا في الحال!!.
التيتان والتيتانك
روبرتسن مورغن .. وراويته الغريبة مورغن روبرتسن ( Morgan Robertson ) هو كاتب أمريكي أشتهر بقصصه ورواياته القصيرة، لم يكن الرجل منجما ولا راجما بالغيب، لكنه نشر في عام 1898 رواية قصيرة أسمها العبث أو غرق التيتان ( Futility, or the Wreck of the Titan )، وهي رواية خيالية تدور حول سفينة عملاقة أسمها تيتان تبحر في رحلة عبر الأطلسي وعلى متنها أكثر من ألفي راكب، السفينة تتعرض لحادث على بعد 400 كم عن جزيرة نيوفاوندلاند حيث تصطدم بجبل جليدي ضخم خلال الليل فتغرق ويتعرض معظم ركابها للموت غرقا بسبب النقص في قوارب النجاة على متنها. العجيب أنه بعد نشر رواية روبرتسن بخمسة عشر عاما، أي في 15 نيسان / أبريل عام 1912، غرقت سفينة تيتانك العملاقة الشهيرة في منطقة تبعد 400 كم عن نيوفاوندلاند وغرق أكثر من نصف ركابها بسبب النقص في قوارب النجاة، التشابه المذهل بين تيتان الخيالية وتيتانك الحقيقية لا يقف عند حد التشابه الكبير في الأسم والطريقة التي غرقت بها السفينتان، بل يتعداها إلى أمور أغرب بكثير، فكلا السفينتين متقاربتان في الحجم وتحملان عددا متقاربا من الركاب وتسيران بسرعة متقاربة، وكلاهما غرقتا في ليلة باردة من ليالي شهر نيسان / أبريل!. ولا يعلم أحد، ربما حتى روبرتسن نفسه، كيف تطابقت أحداث الرواية الخيالية للتيتان مع الأحداث الحقيقية لغرق التيتانك قبل خمسة عشر عاما من وقوع الكارثة!."
وتساءل عما يحدث فقال :
"مصادفة .. أم نحس؟
وأجاب أن العرب كانوا يتشاءمون قديما فقال :
"في الجاهلية كانت العرب تتشاءم من أمور تظنها منحوسة في ذاتها، كالغراب مثلا، يقول الجاحظ: "ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب". وفي أيامنا هذه ما زال الكثيرون يؤمنون بالنحس، فليس غريبا أن نسمع أحد الأشخاص يحدثنا عن منزل نحس - عتبة منحوسة – أو زوجة نحس أو ضيوف منحوسين .. ألخ. وللناس في ذلك حكايات غريبة ومفارقات ظريفة، ارتأينا ذكر بعضها في هذا المقال لأنها تدخل أيضا في باب المصادفة، كقصة الرائد الانجليزي سامر فورد ( Major Summerford ) الذي كان مشغولا بالقتال في ساحة المعركة في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى عام 1918 حين ضربته صاعقة أطاحت به من فوق صهوة جواده وأصابته بالشلل في الجزء السفلي من جسده، فأعيد إلى الديار وظل طريح الفراش لسنوات حتى تعافى وفي يوم ما من عام 1924 خرج الرائد سامرفورد يصطاد السمك على ضفاف أحد الأنهر، ولسوء حظه تعرضت الشجرة التي كان جالسا في ظلها لصاعقة، فأصيب سامرفورد مجددا بجروح بليغة وتعرض الجزء الأيمن من جسده للشلل!. ثم مرت سنتان تعافى سامرفورد خلالها من أصابته واستعاد قدرته على الحركة والمشي، وفي أحد الأيام خرج يتمشى في منتزه مجاور لمنزله، ومجددا وبشكل لا يصدق، ضربته الصاعقة فأصابته بالشلل للمرة الثالثة!، لكنه لم يتعافى هذه المرة ومات بعد عامين. غير أن القصة لا تنتهي بموته، فبعد مرور سنوات على دفنه تعرضت المقبرة التي يرقد فيها لصاعقة قوية، وأظن بأنه لا داعي لأن أخبركم أي قبر دمرت الصاعقة من بين جميع القبور!!.
|