نظرات فى مقال قطع الأصابع في ثقافات الشعوب
نظرات فى مقال قطع الأصابع في ثقافات الشعوب
صاحب المقال حسين سالم عبشل وهو يدور حول انتشار ثقافة قطع الأصابع فى بعض المجتمعات وقد استهل مقاله بالحديث عن الألم الذى نحسه فى الأصابع إذا قفلنا عليها الأبواب وتحدث عن حالات التعذيب التى يتم فيها انتزاع الأظافر أو حالات الاختطاف التى يرسل فيها الخاطفون قطعة من إصبع المخطوف للتدليل على جديتهم فقال :
"جميعنا جرب الألم الفظيع الناتج عن إغلاق الباب على أصابع اليد، انه الألم الذي يجعلك عاجز عن الكلام ويعطيك شعورا أشبه بالصعق بالكهرباء، ولهذا كان يتم استخدام هذه الطريقة في تعذيب المتهمين أثناء التحقيق، فقلع الأظافر وقطع الأصابع هي من بديهيات التعذيب، وفي حالات الاختطاف ودفع الفدية، كما أن الإنسان يملك عشرة أصابع فما الضير من فقد بعضها؟ وقد يفقد الإنسان بعض أصابع يده في حوادث سواء كان ذلك في المنزل أو العمل أو الطريق .. وهذا لا يسبب له إعاقة كبيرة"
وتحدث عبشل عن أن هناك من تقطع أصابعهم بمحض إرادتهم أو نتيجة طقوس دينية أو غير هذا فقال :
"ولكن هل سمعت عزيزي القارئ عن أشخاص قطعوا أصابعهم بمحض إرادتهم ودون إجبار من احد؟ نعم، أن هذا يحصل ولأسباب عديدة منها يعود للعادات والتقاليد ومنها يعود لظروف نفسية واقتصادية وغيرها من الأسباب وإليكم بعض هذه الأسباب:"
وأول ما قص عليما هو وجود قبيلة من غينيا الجديدة تقضى طقوسها الدينية بقطع اصبه من كل فتاة من فتيات أسرة الميت وفى حالة موت زعيم القبيلة يتم فطع فصبع من أصابع الفتيات فى القبيلة فقال :
1 - قطع الأصابع من اجل الحزن والحداد
قبيلة دوجوم داني Dugum Dani وهم من السكان الأصليين الذين يعيشون في غينيا الجديدة ومنطقة بابوا في اندونيسيا، فهذه القبيلة لها عادات غريبة في الحزن عند وفاه احد أفرادها، فجميعهم يضعون الرماد والتراب على وجوههم تعبيراً عن حزنهم، ولكن الغريب بالأمر هو عاده قطع أصابع الفتيات الصغيرات، فعندما يموت احد أفراد القبيلة يتم قطع جزء من أصبع كل فتاة من أسرة المتوفى، وفي حال مات زعيم القبيلة يتم قطع جزء من أصابع جميع فتيات القبيلة، ويعتقد كهنة هذه القبيلة أن هذا الطقس الغريب يعطي أرواح الأجداد السلام والسكينة وتمنعهم عن إيذاء الأحياء، وقد ابتكر مشعوذون تلك القبيلة طريقة غير مؤلمة نسبياً في قطع الأصبع، حيث يتم عقد خيط من القطن حول الأصبع لمدة نصف ساعة لوقف تدفق الدم إليه، ثم يتم ضرب عظم مفصل الكوع ضربة خفيفة، لكي تفقد الفتاة الشعور بذراعها، ثم يقوم الكاهن بقطع جزء من الأصبع من المفصل بواسطة سكين حاد، حيث يتم حرق الإصبع ودفنه في الأرض من أجل أرضى أرواح الأجداد، وبسبب هذه العادة الدموية البشعة، فقد منعت السلطات القيام بها في الآونة الأخيرة بعدما أصبحت كثير من نساء القبيلة لا تملك من الأصابع سوى الإبهام فقط."
قطعا لا وجود لمثل هذا الحكم عند الله ومن قام به يجب قطع اصبعه هو كما قطع اثصبع غيره كما قال تعالى :
" والجروح قصاص "
والقانون الوضعى فى غينيا منع تلك الممارسة ولكن من المؤكد أنها تتم فى الخفاء فتلك القبائل لا يمكن أن تتخلى عن دينها بسهولة ومن الممكن أن تقتل من تشتكى من بناتها للسلطات ومن ثم تخاف البقية من الابلاغ
وفى فبيلة أفريقية يقال أن الرجل العقين عند موته يقطعون اصبع من يده ويضعونه فى استه معتقدين أن هذا الميت سيكون فى الحياة القادمة فى صورة امرأو ولود تنجب الكثير من ألولاد وفى هذا قال :
2 - علاج العجز الجنسي
في نظام القبيلة يلعب عدد الأفراد فيها دوراً هاماً، فالقبيلة كثيرة العدد هي القبيلة الأقوى والأكثر سيطرة على بقية القبائل، ويجب على كل فرد منها أن يتزوج وينجب الكثير من الأولاد حتى يشاركوا في مهام القبيلة الحياتية والعسكرية، وبعض القبائل في غرب أفريقيا تعاقب الرجل الذي مات وليس له ولد، حيث يتم قطع أصبعه ووضعها في مؤخرته، ويتم دفنه على هذا الحال، يعتقد كهنة ومشعوذين القبيلة أن روح الرجل الميت سوف تشعر بالعار بسبب ما فعلوه، وسوف تعود من عالم الأرواح على شكل فتاة خصبة تتزوج وتنجب الأولاد، هذا الطقس الغريب يجبر رجال القبيلة على التكاثر، خوفاً من أن يتم تدنيس جثثهم بعد موتهم."
قطعا اعتقاد أخر خاطىء فالموتى لا يعود للحياة مرة أخرى فى صورة من الصور كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أهلكناهم أنهم لا يرجعون "
وقص علينا حكاية ثالثة عن أن بعض الصيادات فى أفريقية يقمن بوضع خيط عنكبوت حول بعض أصابعهم وعندما يموت الإصبع يقومون بقطعه واستخدامه كطعم لصيد السمك وفى هذا قال :
3 - كطعم لصيد السمك
في بعض المناطق الساحلية من إفريقيا، تقوم نساء القبيلة الذين يعملن في صيد الأسماك بطقس غريب جداً، حيث يقمن بربط خيط مصنوع من شباك العنكبوت حول أصابعهن، وعندما يموت ذلك الإصبع بسبب نقص تدفق الدم إليه، يتم قطعه، وتأخذ النساء تلك الأصابع وتبحر بالقوارب وترميها وسط المحيط لكي تأكله الأسماك، حيث يعتقدن أن هناك رابط بين أكل الأسماك للأصبع واليد، الأصبع يريد العودة لليد ولكنه داخل بطن السمكة، ولهذا يقوم بجذب السمكة كالمغناطيس إلى يد المرأة التي فقدت أصبعها، وتحصل بذلك على الصيد الوفير، ولهذا يتم احترام المرأة التي فقدت إصبعها بهذه الطريقة وتُعطى مكانه خاصة بالقبيلة."
قطعا اعتقاد غريب اخر يدل على جهل النساء والقبيلة التى ينتمين لها فلا يجوز الاعتداء على الجسم الإنسانى بأى صورة من الصور التى تغير خلقته التى خلقها الله عليه ويعد هذا استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله علينا فقال :
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
وقص علينا حكاية قبيلة شامبا التنزانية التى كانت النساء فيها عندما تلاحظ ضعف نظر طفلها تقوم بقطع اصبع من اصابعه وتقطر الدم من إصبعه المقطوع داخل عينى الطفل وفى هذا قال :
4 - علاج ضعف البصر
اذا كنت تعاني ضعف البصر عزيزي القارئ فأنصحك بزيارة هذه القبيلة لأنهم سيعالجونك بطريقة فريدة من نوعها عندما تصاب أعيننا بالالتهاب فأننا نذهب لطبيب العيون ليصف لنا دواء نضع منه قطرات في أعيننا ويتم الشفاء بأذن الله، الأمر ليس بهذا البساطة في المناطق الإفريقية النائية، فقبيلة شامبا Shambaa التي تسكن جبال اوزامبرا التي تقع شمال شرق تنزانيا، في الماضي كانت نساء تلك القبيلة تعالج الطفل ضعيف البصر بقطع إصبع يده ثم تقطير بضع قطرات من الدم في عين الطفل، فهذا باعتقادهم يشفي عينه ويقوي نظره، أنها معادلة صعبة أن يفقد الطفل أصبعه في مقابل شفاء نظره وللأسف تلك مجرد خرافات، مع هذا اكتشف مشعوذين القبيلة أعشاب كعلاج فعال لعلاج ضعف البصر، فقد اكتشفوا عشبه تعالج ضعف النظر، لكنها تفقد فعاليتها أذا لمسها الإنسان بيده، لهذا يتم جمعها بواسطة الفم فقط ويتم بصقها في قطعة قماش وتعصر بقطرات في عين المريض، هذا العلاج بالأعشاب اثبت فعاليته الطب الحديث وتم تصنيع علاج لعلاج ضعف البصر يحمل نفس اسم القبيلة شامبا."
وتحدث عن أن العصابات الاجرامية يقوم الفرد فيها بقطع اصبعه كدليل اعتذار عن الخطأ الذى وقع تجاه العصابة وفى هذا قال :
5 - الاعتذار
في عالم الجريمة لا توجد كلمة اعتذار في قاموس العصابات، والتكفير عن الذنب يكون بسفك الدم، أما بقتل المخطئ أوأن يقوم المذنب بقطع جزء من جسده تكفيراً عن ذنبه، فعصابة الياكوزا اليابانية تعتبر من اكبر عصابات الجريمة بالعالم ولها نظام صارم يطبق على أفرادها، فعندما يخطئ الفرد بتلك العصابة خطاء بسيط، يقوم بقطع جزء من إصبعه تعبيراً عن ندمه يُسمى هذا الطقس يوبيت سوم Yubitsume ويطلق عليه أيضاً الأصابع الطائرة، حيث يجلس الفرد المذنب على ركبتيه بالأرض ويضع قطعه قماش من الحرير ثم يضع يده عليه ويقطع جزء من إصبعه الأيسر بسكين حاد حتى المفصل ثم يطويه بالقماش ويسلمها لزعيمه، وتكرار الخطاء عده مرات يكلف الفرد المزيد من الأصابع المقطوعة، كما يطبق هذا الطقس تعبيراً عن ولاء الفرد لزعيم العصابة وكسب ثقته، وكذلك يستخدم في دفع الديون عن القمار، فالمقامر الخاسر يدفع الدين المالي بقطع أجزاء من أصابعه بمقدار الدين الذي عليه، ولهذا تجد أن 42 بالمائة من أفراد تلك العصابة قد خسر على الأقل إصبع واحد، ويعود ذلك الطقس الغريب إلى عهد الزمن الإقطاعي والإمبراطورية اليابانية، حيث كان يقطع المزارع أصبع يده ويقدمه لسيده ويصبح بذلك خاضعاً له لأنه فقد أصبعه الذي كان يحمل به السيف ولهذا يصبح ضعيفاً وتحت رحمه سيده."
بالطبع اعتقاد خاطىء أخر فالاعتذار لا يكون بقطع جزء من الجسم ولكن الطبيعة الوحشية للعصابات والاقطاعيات ابتدعت ذلك كنوع من طلب الرحمة من العصابة أو كبيرها
وقص عبشل علينا أن احدى القبائل وهى زوسا تعالج ألطفال الذين يتبولون على أنفسهم وهم كبار عن طريق قطع إصبع من اصابعهم ويتم دهن مكان الجرح بتراب وروث البقر الطازج لإيقاف النزيف وبعد ذلك يكف الطفل المتبول عن التبول عن نفسه
وفى هذا قال :
|