نظرات في مقال فوائد تسمية المولود
نظرات في مقال فوائد تسمية المولود
صاحب المقال بدر الكندرى وهو يدور حول تلخيصه لبعض المعلومات الواردة في رسالة تسمية المولود لبكر بن عبد الله أبو زيد وفى استهلال المقال قال :
"فأثناء مطالعتي رسالة ( تسمية المولود ) للعلامة المحقق / بكر بن عبدالله أبوزيد ، وقفت على فوائد عزيزة ، ونكت جليلة ، لا تصير إليك إلا بقراءة هذا الكتيب الصغير في حجمه ، العظيم في محتواه "
ثم ذكر المعلومات التى استفادها فقال :
وهذه بعضها لعلها تكون دافعا لك لاقتنائها والارتواء منها :
1- قال : ( أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر ، المرفوضة لغة وشرعا..... ومنها : آنديرا ، جاكلين ، جولي ، ديانا ، ( سوزان ) ومعناها : الإبرة أو المحرقة ....) ."
والخطأ في الكلام هو أن تلك الأسماء مرفوضة لكونها أسماء كانت في أمم الكفر والحقيقة أن الأسماء في أى لغة هى أسماء لها معانى هى نفسها في اللغات الأخرى فمناط الحرمة ليس الاسم الملفوظ وإنما معناه المحرم ولو أخذنا بتلك المقولة لوجب أن يتبرأ النصارى واليهود مثلا الذين آمنوا برسالة خاتم النبيين (ص) من أسماءهم وأسماء أباءهم وهو ما يتناقض مع وجوب اثبات اسم الآباء كما هو كما قال تعالى :
" ادعوهم لآباءهم "
وحتى في علم الحديث نجد أسماء أناس لهم أسماء من لغات أخرى كسرجس وجرجس وبوش
ثم قال :
2- وقال : ( وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة : أحلام ، أريج ، تغريد ، غادة ، فاتن ، ناهد ، ( هيام ) - وهو بضم الهاء : ما يشبه الجنون من العشق أو داء يصيب الإبل ، وبفتحها : الرمل المنهار الذي لا يتماسك ) ."
بالطبع تحريم بعض الأسماء لأنها في بعض معانيها تشير للغرام فهو أمر خطير خطأ فكلمة أحلام موجودة في القرآن وكلمة حب وكلمة ود موجودة في القرآن فلو كانت محرمة فلماذا تم استعمالها في القرآن ؟
ولماذا كما تقول الروايات أن من أسماء زوجات النبى (ص) حبيبة وهى كلمة دالة على الغرام فلماذا لم يتم تغييره وهى حبيبة بنت أبى سفيان؟.
ثم قال :
3- وقال : ( وأقول : إنني تأملت عامة الذنوب والمعاصي ، فوجدت الذنوب والمعاصي إذا تاب العبد منها ، فإن التوبة تجذمها وتقطع سيء أثرها لتوها ، فكما أن الإسلام يجب ما قبله - وأكبره الشرك - ، فإن التوبة تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة شرعا - وهي معلومة أو بحكم المعلومة - . لكن هناك معصية تتسلسل في الأصلاب ، وعارها يلحق الأحفاد من الأجداد ، ويتندر بها الرجال على الرجال ، والولدان على الولدان ، والنسوة على النسوان ، فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل العثار ، لأنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلال المولود صارخا في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته ، في شهادة الميلاد ، وحفيظة النفوس ، وبطاقة الأحوال ، والشهادات الدراسية ، ورخصة القيادة ، والوثائق الشرعية ... إنها تسمية المولود التي تعثر فيها الأب ، فلم يهتد لاسم يقره الشرع المطهر ، ويستوعبه لسان العرب ، وتستلهمه الفطرة السليمة )
وهذا كلام سليم
وتحدث عن أن الناس أخطئوا في اسقاط كلمة ابن بين الابن وأبيه متشبهين في ذلك بغيرهم فقال :
4- وقال : ( وهنا أذكر دقيقة تاريخية مهمة ، هي : أن التزام لفظة ( ابن ) بين اسم الابن وأبيه مثلا كانت لا يعرف سواها على اختلاف الأمم ، ثم لظاهرة تبني غير الرشدة في أوروبا صار المتبني يفرق بين ابنه لصلبه فيقول : ( فلان ابن فلان ) ، وبين ابنه لغير صلبه فيقول : ( فلان فلان ) ، باسقاط لفظ ابن ، ثم اسقطت في الجميع ، ثم سرى هذا الإسقاط إلى المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري ، فصاروا يقولون مثلا : محمد عبدالله ! وهذا أسلوب مولد ، دخيل ، لا تعرفه العرب ، ولا يقره لسانها ، فلا محل له من الإعراب عندها . وهل سمعت الدنيا فيمن يذكر نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول : محمد عبدالله ! ، ولو قالها قائل لهجن وأدب ، فلماذا نعدل عن الاقتداء وهو أهدى طريقا وأعدل سبيلا وأقوم قيلا ؟! وانظر إلى هذا الإسقاط كيف كان داعية الاشتباه عند اشتراك الاسم بين الذكور والإناث ، مثل : أسماء ، وخارجة ، فلا يتبين على الورق إلا بذكر وصلة النسب : ( ابن ) فلان ، أو ( بنت ) فلان ) ."
وهذه النقطة نقطة سليمة خاصة للتفرقة بين الذكر والأنثى في الأسماء التى يشترك فيها الذكر والأنثى فلابد أن تكون ال أسماء بصيغة فلان ابن فلان وفى النسب المجهول يكون فلان مولى بنى فلان كما قال تعالى :
"ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ"
وتحدث عن وجوب تسمية المواليد فقال :
5- وقال : ( ولهذا اتفق العلماء على وجوب التسمية للرجال والنساء - من مراتب الإجماع لابن حزم ص154 ) ."
وهذا موجود في النص الإلهى وليس باتفاق العلماء في قوله :
" ادعوهم لاباءهم"
وتحدث عن كتابة الأسماء على الدور فقال :
6- وقال في الحاشية تعليقا على قوله - إن الإسم عنوان المسمى - ، قال ( وفي - المؤتلف والمختلف - ( 2 / 977 ) للدارقطني أثر عن صحابي فيه أنه كتب على باب داره اسمه ، فهذا أصل لما يفعله الناس اليوم )
قطعا ليس لكتابة الإسم على البيوت أساس في الإسلام لأن سكان البيوت يتغيرون كل فترة ولو كان الأمر مطلوب لوجب كتابة أسماء كل من في البيت
وتحدث عن مقولة خاطئة وهى هى تناسب الاسم مع صاحبه فقال :
7- وقال : ( ولهذا نرى - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى :- أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم ، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم )
فمعظم الأسماء لا علاقة لها بأصحابها مثل عمر فعمر هى المدة الحياة ومثلا أنهار ليست أنهار بمعنى مجارى المياه ومثلا احداهن فيما يروى كان اسمها عاصية وكانت مسلمة فتم تغيير اسمها ومثلا اسم مروة أو مروى هو اسم المشعر الحرام وهو لا علاقة له بالمرأة فهى ليست مشعر حرام
وعكس المقولة أشهر فأصحاب الأسماء الحسنة معظمهم كفار
وتحدث عن وقت التسمية فقال :
8- وقال : ( في وقت التسمية : جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على ثلاثة وجوه :
1- تسمية المولود يوم ولادته .
2- تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته .
3- تسميته يوم سابعه . وهذا اختلاف تنوع يدل على أن في الأمر سعة ، والحمد لله رب العالمين ) "
ووقت التسمية مفتوح فقبل الولادة ولكن يجب عند الولادة اطلاق اسم على المولود لأنه ولادته حيا ثم موته بعدها ولو بساعة يستوجب أحكام في الميراث
وتحدث عن أن التسمية حق الأب فقال :
9- وقال : ( لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود ، وليس للأم حق منازعته ، فإذا تنازعا ، فهي للأب ) "
|