نظرات في بحث الأشباح أرواح موتى أم عفاريت؟
نظرات في بحث الأشباح أرواح موتى أم عفاريت؟
صاحب المقال محمد خير ناصر وهو يدور حول وجود الأشباح وما تفعله وأول ما تحدث عنه أن الجن الشيطانى هومن يظهر للناس فقال :
"الكائن الماورائي الأشهر في بلدان المشرق الإسلامي هو الجني أو العفريت وهو محط تفسير الكثير من الظواهر الماورائية، وحسب ما ورد في القرآن الكريم الذي يدين به المسلمون أن الجن كائنات محجوبة عن الانس، فالناس لا يستطيعون رؤيتهم، لكن الشياطين اتباع ابليس يرون الناس، وبالطبع فالشياطين هم احد القبائل الكبيرة في عالم الجن (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الاعراف 27، وهذا قد يعني ان ذلك ينسحب على كافة قبائل الجن من حيث رؤيتهم للانس، والآية الكريمة السابقة ربطت الرؤية بالظرف المكاني لقوله (من حيث) وهذا قد يعزز رأي بعض العلماء في أن الجن موجودين في ابعاد مكانية لا تراها العين المجردة للإنسان التي لا تدرك إلا ثلاثة ابعاد فقط،"
والجن لا تتم رؤيتهم سواء شياطين أوغير شياطين فالرؤية هنا لا تعنى الرؤية البصرية وإلا كان الرسول (ص) رآهم وعلم بهم عندما سمعوا القرآن منه وهو لم يعلم بهم إلا بعد نزول الوحى كما قال تعالى:
"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"
كما أنهم كانوا يظهرون في عهد سليمان(ص) وطلب سليمان(ص) منع اعطاء أحد بعده تلك المعجزة فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وبدليل أن قول الشيطان الأخر للفئة " إنى أرى ما لا ترون " المراد به أعلم ما لا تعلمون يا ايها الكفار لأن الفئة رأت الفئة الأخرى مثله رؤية بصرية لو قلنا بالرؤية البصرية ومن ثم لا مجال لكونها الرؤية البصرية وإنما المعرفة بدين الله والعقاب عليه
وتحدث عن قدم المعتقدات في الجن فقال :
لكن مفهوم (الجن) في الشرق الاوسط لم يبدأ مع الاسلام بل هو قديم ومذكور في الأديان السابقة، ويعزز القرآن الكريم ذلك بذكره السحر الذي كان منتشرا في بابل القديمة، وتسخير الشياطين لخدمة النبي سليمان عليه السلام في القدس.
الجن
قصص وكتب التراث تغص بحكايات مردة الجن كما أن المؤلفات التي ظهرت في العصور اللاحقة اشارت إلى هذه المخلوقات، مثل كتاب عبد الله الحظرد، وألف ليلة وليلة خصوصا قصص السندباد البحري ومصباح علاء الدين وغيرها من القصص التي تشترك في فكرة خروج مارد محبوس في زجاجة او مصباح، وارتباط تلك الفكرة بما روي من قبل عن سجن مردة الجن وتقييدهم على يد النبي سليمان عليه السلام.
في الغرب وفي العصور الوسطى كانت الكنيسة تحذر الناس من التواصل مع الشيطان، وكانت عقوبة من يفعل ذلك عقوبة شديدة مغلظة لأن الفقر والجهل الذي عاشه الاوروبيون آنذاك دفع البعض منهم الى تعلم السحر وكانت بوابة هذا العالم هي التعاقد مع الشيطان تحت مسمى (بيع الروح للشيطان) وتقديم خدمات شريرة له حتى يحقق مطالب الساحر ..
ايضا هذا الأمر كان موجودا في الشرق لكن مع اختلاف التسميات ومزيد من التضليل الشيطاني، فالتعاقد السابق كان اسمه (طلب خدام) وكان يتم بوسائل مختلفة كرسم الاوفاق وضرب المندل، وكان الساحر يظهر للناس بمظهر التقي المكشوف البصيرة صاحب الفتوحات ..
من الخدمات الشريرة التي كانت محببة إلى الشيطان:
سفك دماء الأبرياء خصوصا الأطفال، وأكل الجيف وشرب دماء القطط والكلاب الضالة والأشخاص المشردين بعد قتلهم، والنجاسة الدائمة في الثوب والبدن والمسكن، ويبدو لي أن شخصية (مصاص الدماء) ليست شخصية خيالية بل هي مقتبسة من افعال اولئك السحرة الذين كانوا لا يتوانون عن فعل اي شيء يرضي الشيطان خصوصا فيما يتعلق بالقتل وشرب الدماء حتى تستمر تلك العلاقة المريضة الشاذة، وكان الليل بظلامه الدامس يساعدهم على تنفيذ تلك المهمات القذرة حتى لا يتم الايقاع بهم. لم يكن مفهوم الجن (كمفهوم أعم وأشمل من الشيطان) منتشرا في اوروبا بالشكل الذي رايناه لدى العرب، انما ورد ذكر الجنيات في القصص الشعبية مثل قصة ساندريلا، وعليه يمكن ان نفهم أن الاوروبيين على المستوى الشعبي كانوا ينظرون الى الجنيات على انهن كائنات طيبة وتمتلكن قدرات خارقة بالنسبة للبشر، وهن مختلفات عن الشياطين المنبوذة.
ويبدو أن فكرة الشبح كانت موجودة خصوصا في البلاطات والقصور ودخلت بوضوح إلى الأدب والفن يدل على ذلك القصص المنقولة عن العصر الفيكتوري وما قبله، كما ارتبط فن العمارة القوطي بالرعب والغموض حتى يومنا هذا."
قطعا كل ما ورد عن الشياطين معظمه خطأ فالشياطين ليسوا جدن فقط كما يزعمون لأنهم جن وإنس كما قال تعالى :
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا"
ووظيفة الشيطان الوحيد عند الإنسان فهى الوسوسة للناس وليس غير ذلك كما قال تعالى :
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"
وتحدث عن العقد مع الشيطانى على بيع النفس له فقال :
"الشيطان
كان هناك اعتقاد بان الناس بامكانهم بيع انفسهم للشيطان بعقد مكتوب مع انطلاقة النهضة في اوروبا وبزوغ الفلسفات الجديدة واتجاه العقل الغربي نحو العلم والصناعة، نحا الكثير من المفكرين لتفسير الظواهر الغريبة بتفسيرات علمية تتسق مع منطق العصر المادي الجديد أو بالمزج بين العلم والخرافة كما يظهر في رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي، وحوربت الأفكار القديمة بخيرها وشرها بعد الثورة الفرنسية وصعود الفكر اليساري، ولا نستطيع ان نقول ان الاوروبيين تخلوا عن المسيحية لكنهم وفق الفلسفة الوجودية التي سادت آنذاك جعلوا الانسان متفردا مسيطرا لا يخشى هذه الكائنات الخفية الضعيفة أولا يؤمن بوجودها أصلا.
فانحسر مفهوم الشيطان في اوروبا لصالح الكائن الاقل قوة وشرا كتفسير (عند البعض) للظواهر والاطياف الماورائية المحسوسة وهو الشبح الذي ينظر اليه كروح لميت."
وقطعا ما قيل عن العقد وامثاله هى ضرب من التوهم فلا وجود لعقود مكتوبة ولا لغيرها
وتحدث عن انتشار كون الشبح روح ميت فقال :
في بريطانيا انتشرت فكرة أن الشبح هو روح ميت وكان من عادة الانكليز عقد جلسة لتحضير الارواح في السهرات المسائية مع الأقارب او الاصدقاء، وكانوا يبتغون من ذلك امكانية حضور احد معارفهم من الموتى للتحدث معه لكن الأمر كان مصبوغا بصبغة التسلية غالبا، ولا ننسى أن جو بريطانيا الضبابي والبارد كان يدفع الناس للتسلية في بيوتهم الدافئة بمثل هذه الأمور.
اما في الولايات المتحدة فقد بقي مفهوم الشيطان حاضرا بقوة إلى جانب روح الميت كأشهر كائنين ما ورائيين، وهذا الحضور باعتقادي يرتبط بالأدبيات الماسونية وتنظيماتها المنتشرة هناك بعد هجرتها من بريطانيا وظهورها بشكل أكثر علانية، ومراجعة سريعة لسينما الرعب الأمريكية على مدى مائة عام تثبت ذلك، بل وتطور الأمر إلى انتشار ما كان يعتبر محظورا في العصور الوسطى في اوروبا وهو التعاقد مع الشيطان، ثم ظهرت عبادة الشيطان على يد انطون ليفي الذي أسس كنيسة الشيطان واصبح له عشرات آلاف الاتباع."
وقطعا لا وجود للأشباح بمعنى أرواح الموتى لأن الموتى لا يرجعون بعد موتهم إلى الأرض كما قال تعالى:
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
وتحدث عن جلسات تحضير الأرواح المزعومة فقال :
"تحضير الارواح
في رواية الكاتبة الانكليزية أجاثا كريستي (ثم لم يبق أحد) نرى مجموعة من الأشخاص جمعتهم الظروف معا في جزيرة نائية، ثم يشرع قاتل مجهول يقتلهم واحدا تلو الآخر دون أن يعرفوه، فيلجأوون إلى وسيطة روحية، تقوم باستحضار لأحد القتلى لأجل أن يخبرهم باسم القاتل وبالفعل تحضر روح الضحية وتتكلم بصوته، وفي اللحظة الحرجة التي يسألونه فيها عن اسم القاتل يقوم أحد المشاركين بفض الجلسة لظنه أن الأمر مجرد خداع .. فهل كان الأمر خداعا فعلا؟ الرواية لم تقل ذلك، لكنها تبقى رواية على أية حال. لكن ماذا نقول تجاه عشرات المستبصرين والوسطاء الروحيين الحقيقيين الذي اثبتوا اتصالهم بالموتى وبعضهم تعرض لاختبارات مباشرة وغير مباشرة واجتازها وبعضهم كشف عن مجرمين وجرائم تعذر على البوليس حلها من امثال نانسي ماير وايتا سميث، وكيف نفسر ظاهرة الأشباح الضاجة التي اثبتت بالمعاينة في المحاضر الرسمية في دول مثل بريطانيا وامريكا!
ليونورا بيبر تعتبر من اشهر الوسطاء الروحيين في القرن العشرين حاول اشخاص عدة الايقاع بها، تجسسوا عليها ولاحقوها واجروا عليها الاختبارات وفى النهاية لم يكن امامهم إلا ان يعترفوا انها تتصل بالموتى، من هؤلاء وليام جيمس وهو عالم نفس مشهور, امضى اربعة اعوام يجرى خلالها الدراسات التفصيلية على تصرفات السيدة بيبر فذهب الى جلساتها واستجوب عددا كبير من حاضري هذه الجلسات وتوصل اخيرا إلى انها تمتلك قدرات غير عادية، وبعد اعترافه هذا قامت الجمعية البريطانية للبحث النفسي بايفاد محقق من طرفها عبر الاطلنطى متجها الى بوستن ليدرس حالة هذه السيده وهو الدكتور ريتشارد هودجسون المحاضر بكمبردج والذى قضى شطرا كبيرا من حياته فى دراسة الظواهر الروحية الغريبة وعندما ذهب الى جلسة السيدة بيبر قدمه جيمس تحت اسم السيد سميث لكن ما ان بدات الجلسة حتى كشفت عن اسمه الحقيقى واسماء اخوته واخواته كما قالت ان والده واخاه الاصغر قد توفيا وانه عندما كان صبيا كانت لعبته المفضلة مع ابن عمه فريد هي نطة الانجليز!"
وتحدث عن تحضير الجن فقال :
|