نظرات فى مقال عندما يكون بطل الرواية أعقل من مؤلفها
نظرات فى مقال عندما يكون بطل الرواية أعقل من مؤلفها
صاحب المقال فهد الحربي وهو يدور حول الكاتب أرثر كونان دويل الذى تحول من كاتب لا يصدق سوى العلم فى الجانب الأعظم من حياته إلى كاتب لا يصدق سوى الخرافات الروحانية
تحدث الحربى فى مستهل المقال عن شخصية هولمز وواطسن التى ألف دويل عنهما العديد من الروايات التى لا تصدق سوى بالعلم وهو الحقيقة فقال :
"الكثير منا يعرف المحقق اللامع شرلوك هولمز
ولطالما ابهرنا هذا المحقق بمهارته في استخدام التفكير المنطقي لمساعدة الشرطة في حل القضايا الغامضة
وهولمز هو شخصية خيالية قام بتأليفها السير آرثر كونان دويل في عدد من الروايات فائقة الشهرة وتعد هذه الشخصية أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق
شارلوك هولمز المحقق الاسطوري الشهير وصديقه المخلص دكتور واطسن
وقد كان بطل الروايات المحقق شرلوك هولمز ملتزما بشكل صارم بالأسلوب العلمي، والمنطق، والملاحظة، والاستنتاج
وكانت له مقوله حكيمة يستخدمها في حل القضايا الغامضة التي تواجهه وهي:
مقوله حكيمة لو تأملنا فيها
وقد التزم بهذه المقولة شارلوك هولمز في حل القضايا التي تواجهه فقد كان دائما يستبعد المستحيل دائما في تحليله للقضايا الجنائية"
وتحدث الحربى عن التحول فى حياة دويل من النقيض إلى النقيض حيث تعرض للمصائب من موت أحبائه على التوالى ومن خلال هذه المصائب تحول إلى الروحانية والاتصال بالموتى فقال :
"كل شيء جميل لحد الآن!! لكن الغريب أن المؤلف السير آرثر كونان دويل وبعد أن شاخ وكبر في العمر تعرض لهزة عاطفية عنيفة عندما مات ابنه متأثرا بجروح أصيب بها من جراء الحرب العالمية الاولى، كما تعرض دويل لسلسلة من حوادث وفاة الأهل والأصدقاء حيث فقد زوجته الحبيبة وأخيه وغيرهم من الأحبة، الأمر الذي أدخله في حالة من الاكتئاب لم يخرج منها بسهولة، وعندما عاد لحالته الطبيعية راح يبدي اهتماما كبيرا بعالم الغيبيات والخوارق حيث اشترك في العديد من تجارب تحضير الأرواح التي كانت تسود في الأوساط الراقية في بريطانيا يومئذ وقد انعكس ذلك على إنتاجه الأدبي كما قام بنشر عدد من الدراسات حول الغيبيات منها:
- كتاب "تاريخ الروحانية"
- كتاب "حافة المجهول"
- كتاب "الحياة بعد الموت"
ومنذ ذلك الحين اتجه (دويل) للدراسات الروحانية وغرق فيها، كما أصبح رئيسا لبعض الجمعيات المهتمة بالدراسات الروحانية وكان من أشد المدافعين عنها
وربما كانت هذه رغبة عاطفية منه في اثبات أن أرواح أحبابه لا زالت حية ويمكنه التواصل معها!!"
قطعا لا يوجد اتصال بالموتى لأنهم لا يرجعون للحياة الدنيا كما قال تعالى:
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
ومن ثم قرر الله أن لا أحد يسمع لهم ركزا أى صوتا فقال :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
وتحدث الحربى عن أن دويل انخدع بحكايات الجنيات وهى رسوم رسمتها بعض البنات الصغيرات عن جنيات وتم نشرها على انها لجنيات حقيقية فقال :
"قصة "الجنيات" التي خدعت مبتكر روايات "شرلوك هولمز"
هذه الصور اثارت ضجة في العشرينات وصدق الكثير من الناس انها جنيات ليتضح لاحقا انها مجرد قصاصات من الورق مرسوم عليها صور جنيات
في عام 1920 نشرت فتاتان صغيرتان سلسلة من الصور الفوتوغرافية بينما كانتا تلعبان في حديقة منزلهما وقد ظهر في الصور جنيات صغيرات تطير وترقص حول الفتاتين وقام المهتمون بعلوم الروحيات باستخدام هذه الصور كدليل على وجود مخلوقات خارقة للطبيعة، وعلى الرغم من انتقادات المشككين، أصبحت الصور من بين الصور الأكثر اعترافا على نطاق واسع في حينها وكان المؤلف آرثر كونان دويل مقتنع بهذه الصور ومؤيد لها!! وقام بتأليف كتاب بهذا الخصوص اسمه "قدوم الجنيات" The Coming of the Fairies وفي الأخير تم اكتشاف أن هذه الصور غير حقيقية ومجرد خدعة"
قطعا لا يظهر الجن لأحد لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يظهرهم لحد بعده فقال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
وتحدث الحربى عن تحضير الأرواح فقال :
"الشقيقات فوكس كن الاكثر شهرة في مجال تحضير الارواح
في أوائل القرن العشرين كان هناك ثلاث شقيقات يتخاطبن مع الأرواح في بيتهن، وذلك عن طريق إحداث خبطات معينة (طرقات على الطاولة)، وكانت الأرواح ترد عليها بشفرة مماثلة وعن طريق هذه الرسائل المتبادلة تمكنت الاخوات من التواصل مع الأرواح، حتى أنه في إحدى المرات عرفن عن أن هناك قتيلا دفن في جدران منزلهن!
عمت شهرة الأخوات الثلاث انحاء العالم، وبسببهن ظهرت فكرة التخاطب مع الأرواح وتكونت جمعيات في كل مكان من العالم تجرب الشيء ذاته
تحضير الارواح والوساطة الروحية كانت رائجة جدا في ايام دويل
لاحقا وبعد وقت طويل، اعترفت إحدى الاخوات بأن صوت الطقطقة الذي كان يصدر من الأشباح كانت هي نفسها من يقوم بإصداره عن طريق تحريك مفاصل قدمها! وأن الموضوع كله خدعة من البداية
كانت هذه ضربة قوية جدا لعلم الوساطة الروحانية وقد رفض كثيرون من علماء الباراسيكولوجي الاعتراف بهذه الهزيمة وكان من ضمنهم المؤلف آرثر كونان دويل الذي قال: "لا شيء يمكن أن تقوله في هذا الصدد من شأنه أن يغير رأيي على الأقل في أن هناك نفوذا غامضا يربطنا بعالم غير مرئي"
|