قراءة فى بحث عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
قراءة فى بحث عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
صاحبة الباحثة ميار علي محمود وهو يدور حول أكذوبة اخترعها فرويد سماها عقدة أوديب عند المرضى النفسيين وقد استهلت الباحثة حديثها بالحديث عن تشابه الأكاذيب عن شخص صاحب مكانه يتوه أو ينفصل عن والديه وهو صغير وعندما يشب يتحول إلى قائد أو ملك وهو لا يعرف أصله الملكى أو النبيل كما يقال وفى هذا قالت:
"تشابه صفات بعض الأبطال الأسطوريون عند الشعوب، خصوصا فيما يتعلق بمولدهم، فنجد أن البطل سليل آسرة رفيعة المقام إلى أبعد الحدود، كأن يكون ابن ملك، وميلاده مسبوق بمصاعب كأداء، كالمرور بفترة تعفف أو عقم. وأثناء الحمل تظهر نبوءة .. في حلم، أو عن طريق عراف .. تقول بأن ميلاد الطفل سيكون سببا في كارثة، وأن الأب بوجه خاص مهدد بها. وبناءً عليه يصدر الأب أمرا بقتل الطفل أو بتعريضه لخطر مميت. كأن يوضع في سلة صغيرة ويسلم أمره لتيار الماء. و يجري بعد ذلك إنقاذه من قبل رجل فقير وزوجته العاقر، وأحيانا أخرى تجده الوحوش فتربيه وتدربه على القتال ليصبح قويا كاسرا مثلها. وحين يشب يعثر على والديه بعد العديد من المغامرات، وينتقم من أبيه. وبعد أن يسترد هويته يحظى بالشهرة و المجد. وأساطير القدماء تغص بأمثال هؤلاء الأبطال الأسطوريين مثل: سرجون الأكدي، قورش، رومولوس، كارنا، باريس، تيليغوس، يرسيوس، هيراقلس، امغيون، زيتوس .. وبطل مقالنا أوديب ..."
ثم حدثتنا ميار عن فرويد الذى استغل خرافة يونانية عن زواج ابن من أمه وهما لا يعرفان القرابة بينهم كما فى الخرافة ولكن الملحد الشاذ فرويد حولها إلى رغبة الابن فى أمه وهو يعرف أنها أمه وشتان ما بين الجهل فى الأكذوبة اليونانية وما بين العلم بالقرابة فى الخرافة الفرويدية ومعها العقدة ألأخرى إلكترا وهى رغبة البنت فى جماع أبيها
والملحدون لا يتورعون عن أى عمل جنسى ولا يتورعون عن نشر الفاحشة فى الناس وهكذا كان مذهب فرويد النفسى مبنيا على شىء واحد وهو نشر الفاحشة باختراع العقد وأن شهوة الجماع هى المسيطرة على البشرية وأن الإنسان لا واعى والمراد لا مسئول عن أعماله
وتحدثت عن أن فرويد بنى مذهبه النفسى على معتقدات القدامى ذاكرة أن الأب والابن والأخ... كانوا يشتركون فى زواج امرأة واحدة وأن البشرية لم تكن تعرف المحارم ولا غيرها وهو قولها :
"لمحة عن (عقدة أوديب) في علم النفس
فرويد .. رائد مدرسة التحليل النفسي
من الاكتشافات المهمة التي تنسب إلى (فرويد) عندما كان يحلل شخصيات مرضاه هي أن هناك رغبة عارمة لا شعورية لدى كل واحد منهم في امتلاك احد الأبوين المغاير له جنسيا. وبالتعمق في دراسة هذه الشخصيات وكيفية تطورها يتوصل إلى أن هناك رغبة مكبوتة نمت و تبلورت عبر الأزمنة الطويلة، وتوارثتها الأجيال منذ آلاف السنين، أي منذ عصور قديمة، عندما كان الجنس فيها مشاعا للجميع ولم تكن هناك ضوابط وأحكام ومحارم عليه، فكان الأب والابن والآخرون يشتركون في التزاوج مع امرأة واحدة .. لكن بتطور الحضارة وسن الشرائع ونزول الأديان السماوية تم وضع حدود للجنس في أطار ضوابط أسرية و اجتماعية لا يمكن تجاوزها. إلا أن تلك الرغبة المكبوتة بقيت دفينة في نفوس البشر , فتجد الطفل الذكر - بحسب فرويد - يميل إلى أمه ويريد تملكها ويغار من أبيه باعتباره منافسا على حبها , وهنا ينشأ لديه صراع داخلي ما بين كبته لمشاعره تجاه أمه خوفا من غضب أبيه , وفي نفس الوقت رغبته في التخلص من أبيه لتصفو له أمه , هذا الصراع ينتهي بتسليم الطفل بعدم قدرته على منافسة أبيه فيحاول عوضا عن ذلك أن يقلده ويلجأ إلى خارج الأسرة للعثور على نساء أخريات."
قطعا كل هذا الكلام لا أصل لها لأن أول البشر وهو آدم(ص) وزوجه ,اولاده كانوا يعرفون المحرمات ومنها عدم اشتراك أكثر من رجل فى زواج امرأة وأن ذلك كان زنى ولذا قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وقال فى تعليمه هو ومن بعده الهدى وهو الشرع :
" اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
ومن ثم فرويد وأمثاله من الأصول اليهودية وغيرها افتروا بدائية البشر والتطور ليقرروا ما يريدون من نشر الفاحشة والغريب أن الثلاثة الذين بنوا علم النفس الحديث من أصل يهودى وأن فرويد ملحد إلحادا لم يكن يخفيه من خلال كتبه خاصة كتابه عن كون موسى(ص) شخصية خرافية
عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
وحديث ميار القادم لا يظهر هدف فرويد من استغلال العلم من النظرية المبنية على نشر الفاحشة بكل الطرق الممكنة من خلال نشر اللا وعى وهو اللا مسئولية الإنسانية عن أفعالها
قالت ميار:
"هذه العملية مفيدة لخلق الراوبط الاسرية والعلاقات الصحية داخل المجتمع
هذه المرحلة - بحسب فرويد مرة أخرى - لو مرت بشكل طبيعي وسليم فأنها تكون مفيدة ومهمة جدا للفرد وللأسرة لأنها تضع الحدود والأطر للعلاقات الجنسية السليمة وتؤسس لروابط عائلية صحية داخل المجتمع وتدفع الطفل وتحفزه لاكتشاف عالمه الخارجي، أما لو حدثت مشاكل ولم تمر هذه المرحلة بشكل سلس وطبيعي لدى الطفل فأنها تؤدي إلى عقد نفسية وكبت وشذوذ.
وعقدة اوديب لدى الذكور تقابلها عقدة الكترا لدى النساء , وهي العكس تماما , أي تجد الفتاة في أمها منافسة على حب أبيها. وقد أطلق (فرويد) أسم (أوديب) على هذه العملية النفسية، مستعيراً أسم بطل أسطوري أغريقي خلدت قصته كتب التاريخ."
وحدثتنا ميارعن الخرافة اليونانية والتى تختلف اختلافا جذريا عن العقدة الفرويدية فبينما الأكذوبة اليونانية تعلن أن الولد وأمه لم يكونا يعرفان صلة القرابة بينهما يقرر فرويد أن الابن أو البنت تعرف القرابة ويصران على ممارسة الجماع مع الوالد أو الوالدة وألان مع الحكاية كما حكتها ميار:
"قصة أوديب (Oedipus Rex)
بقايا معبد ابولو في دلفي .. وقد اشتهرت كاهنته بنبوءاتها في اليونان القديمة لسنوات طويلة ظل لايوس ملك طيبة - مدينة في اليونان القديمة - وزوجته جوكوستا من دون أطفال، ثم حملت زوجته وأنجبت طفلا ذكرا، وكما جرت العادة في ذلك الزمن الغابر، فقد توجه الملك لايوس إلى معبد أبولو في دلفي لتقديم الشكر للآلهة ومعرفة طالع الوليد الجديد، وكانت كاهنة المعبد معروفة بنبوءاتها التي تطابق الصواب، فحذرت الملك من أن هذا الطفل سيكون وبالا عليه وسيقتله حين يكبر، وعليه فقد أمر الملك بقتل ابنه الرضيع وذلك بإلقائه من قمة جبل، وعهد بهذه المهمة الرهيبة إلى احد الرعاة، لكن قلب الراعي رق للطفل ولم يطاوعه على تنفيذ الأمر .. إذ كيف يقتل طفلا صغيرا بريئا بلا ذنب؟ ..
الراعي لم يستطع قتل الطفل
وهكذا فأنه عوضا عن قتله قام بتسليمه إلى راع آخر يعمل لدى الملك بولايباس ملك مدينة كورنث ولم يكن لـ (بوليبوس) وزوجته (ميلوب) أطفال، فلما وجدا الطفل عند الراعي وعرفا قصته فرحا كثيرا وقاما بتبنيه، وأصبح ابناً لهما، وأسمياه أوديب، ونشأ وترعرع في أحضانهما وهو لا يعلم بأنه ليس من صلبهما.
ثم مرت سنوات شب خلالها الأمير أوديب وصار شابا قويا وسيما، وذات ليلة، مر برجل مخمور، فعيره الرجل بأنه لقيط، فغضب أوديب كثيرا وطلب من والداه أن يخبراه الحقيقة، لكنهما كذبا عليها وقالا بأنه ابنهما وبأن ما قاله ذلك الرجل المخمور لا أساس له من الصحة.
أوديب ظل مهموما، وذهب إلى معبد دلفي، ليسأل العرافة عن طالعه. فتنبأت له العرافة بأن يقتل أباه ويتزوج من أمه وكانت تلك نبوءة مزعجة ومروعة بحق، نغصت على الأمير الشاب حياته، وبسببها قرر الهرب من والديه، لأنه لم يرد أن يتسبب بإيذائهما
|