|
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...16767_1_34.jpg إصابة عدد من قوات التحالف بإطلاق صواريخ بأفغانستان إقتباس:
إقتباس:
|
|
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...25244_1_34.jpg إقتباس:
شهدت بريطانيا خلال الأيام الأولى من حمى كأس العالم جدلاً طريفاً، لم تقلل طرافته من دلالاته الهامة. محور هذا الجدل هو مسألة الهوية، أو على الأصح الهويات. فبخلاف دول العالم الأخرى، تتمتع بريطانيا في ساحة كرة القدم الدولية بعضوية ثلاثة فرق وليس فريقاً واحداً فقط: المنتخب الإنجليزي، والإسكتلندي، والويلزي، ويمثل كل منها واحدة من المجموعات العرقية الرئيسية التي تتكون منها الجزيرة البريطانية. في تصفيات كأس العالم الحالية، لم ينجح في الوصول إلى النهائيات التي تستضيفها ألمانيا إلا المنتخب الإنجليزي، مما يشكل مفارقة في صفوف المشجعين البريطانيين. الإنجليز -الذين يشكلون الأغلبية الكبرى من البريطانيين- بما في ذلك كبار السياسيين والشخصيات العامة، رفعوا العلم الإنجليزي (وليس البريطاني) على أسطح البيوت ومن نوافذ السيارات، يحدوهم أمل كبير هذه المرة في فوز فريقهم بكأس العالم. " أين هي حدود الهوية واستدعاءاتها في بريطانيا، هل أن كل ما هو إنجليزي يمثل الإنجليز وحسب أم أن ما يجمع البريطانيين أكبر وأوسع من الهويات الضيقة للعناصر العرقية المكونة للمملكة؟ " وقد جاء رفع العلم الإنجليزي، لا العلم البريطاني الشهير ورمز الوحدة البريطانية، محرجاً لبقية المجموعات العرقية في المملكة المتحدة، لاسيما الإسكتلنديين والويلزيين. أما أهالي شمال إيرلندا، المنقسمون بين كاثوليك وبروتسانت، فإن انقسامهم من ناحية، وضعف تقاليد كرة القدم بينهم من ناحية أخرى، أخرجهم ولو جزئياً من الجدل. مشكلة غير الإنجليز هي مشكلة الفريق والعلم معاً، فالفريق الوحيد الممثل لبريطانيا في نهائيات هذا العام هو المنتخب الإنجليزي، والمشجعون الإنجليز يرفعون العلم الإنجليزي، مما استدعى تساؤلات حول ما إن كان على الإسكتلنديين والويلزيين تشجيع الفريق الإنجليزي ورفع علم إنجلترا المعبر عن الهوية الإنجليزية؟ وأين هي حدود الهوية واستدعاءاتها في بريطانيا، هل أن كل ما هو إنجليزي يمثل الإنجليز وحسب، أم أن ما يجمع البريطانيين أكبر وأوسع من الهويات الضيقة للعناصر العرقية المكونة للمملكة؟ ككل قضايا الهوية الشائكة، ليس ثمة إجابة واحدة على هذه الأسئلة، بالرغم من أن بريطانيا هي واحدة من أكثر دول العالم استقراراً وأن وحدة شعوبها من أقدم الوحدات التي تجمع كتلاً عرقية متعددة. ولكن الاتجاه الغالب كان ذلك القائل إن كون الفريق الإنجليزي هو الفريق البريطاني الوحيد في نهائيات كأس العالم فقد بات ممثلاً لكل بريطانيا، وإن على الإسكتلنديين والويلزيين ألا يعزلوا أنفسهم عن متعة الحمى الكروية التي تجتاح البلاد وأن يشاركوا هم أيضاً في تشجيع المنتخب الإنجليزي برفع العلم البريطاني، رمز وحدة البريطانيين جميعاً، وليس بالضرورة علم إنجلترا. ما يعنيه هذا التوجه أن بإمكان الإنجليزي أن يعتز بهويته الإنجليزية، والإسكتلندي بهويته الإسكتلندية، والويلزي بهويته الويلزية، وأن يكونوا بريطانيين أيضاً. يطرح الجدل البريطاني (بالرغم من طرافته وطرافة المناسبة التي أطلقته) على النقاش مسألة ما تزال تؤرق المؤرخين ودارسي العلوم الاجتماعية والسياسيين على السواء. " منذ بداية التسعينيات على الأقل تراجع التيار القومي العربي، أحزاباً ومفكرين وأنظمة، وأخذت الهويات الوطنية تطرح نفسها باعتبارها هويات مناقضة للعروبة والانتماء العربي " فإن استثنينا الانقسام الطويل في إيرلندا الشمالية، تتعايش في بريطانيا الأعراق الرئيسية الثلاثة بسلام وأمن كبيريين، وهو ما يسوغ الإجابة البريطانية بالفعل. ولكن في مناطق أخرى من العالم، كما في البلقان وشمال القوقاز، ثمة حروب دموية فادحة تتغذى على الهويات المتصارعة والنافية لبعضها البعض، بينما بات مستقبل العراق مهدداً بالصراع السني – الشيعي ورغبة الأكراد الجامحة في الاستقلال. ويعيش العرب ككل -ومنذ عقود على الأقل- اضطراباً وفقدان يقين كبيريين بسبب التدافع بين الهوية العربية القومية والهوية الإسلامية، كما بسبب التدافع بين الهوية القومية والهويات الوطنية المتعددة. شهدت البلاد العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين حلقات صدام متتالية بين أنظمة عربية قومية التوجه وقوى إسلامية سياسية. وبعد أن كان الإصلاحيون العرب خلال النصف الأول من القرن العشرين، أمثال رشيد رضا ومحب الدين الخطيب والحاج أمين الحسيني وعلال الفاسي، قد نجحوا في الجمع بين هويتهم الإسلامية والعروبية، رسبت سنوات الصدام بين الأنظمة القومية والقوى الإسلامية افتراقاً واسعاً بين الهويتين. ومنذ بداية التسعينيات، على الأقل، وإذ تراجع التيار القومي العربي، أحزاباً ومفكرين وأنظمة، أخذت الهويات الوطنية تطرح نفسها باعتبارها هويات مناقضة للعروبة والانتماء العربي. أصبحت فكرة أن تكون أردنياً أو كويتياً أو تونسياً، تعني بالضرورة نفي الانتماء العربي. تحول الانتماء العربي إلى رمز للتخلف والديناصورية، وأصبح هدفاً للسخرية والاستهزاء. بل ما إن نجحت القوات الغازية في احتلال العراق وإطاحة نظامه، حتى أطلقت داخل العراق وخارجه حملة شعواء على الانتماء العربي والهوية العربية، اعتبرت هزيمة النظام البعثي ذي التوجه القومي هزيمة لأصل موضوعة العروبة ومناسبة لدفن الهوية القومية. الإجابة البريطانية على سؤال الهوية لم تكن دائماً هي الإجابة السائدة، لا في العالم العربي ولا في الكثير من مناطق العالم الأخرى. ولكن الإجابة البريطانية -بالرغم من ذلك- تستحق بعض الاهتمام، ليس فقط للنموذج المثير والإبداعي الذي يقدمه التعايش البريطاني بين الإنجليز والإسكتلنديين والويلزيين، بل أيضاً لأن عدداً متزايداً من الدارسين باتوا يدركون أن القراءة التقليدية لمسألة الهوية لا تنطبق انطباقاً حتمياً على تاريخ الهويات. كما أن العلوم الاجتماعية والإنسانية الحديثة هي وليدة الفكر والثقافة الأوروبية في القرن التاسع عشر، فإن الاهتمام بمسألة الهوية لم يأخذ بالتبلور بالفعل إلا في الفترة نفسها. " تطرح أنماط الهجرة الحديثة أدلة أخرى على إمكانية أن يكون البعض عرباً وأميركيين أو بريطانيين معاً، وهنوداً وأستراليين كذلك. وكما أن التاريخ الإنساني الحديث يقدم أمثلة عديدة على الصراع والنفي الدموي بين الهويات، فإنه يقدم أمثلة لا تقل أهمية على تداخل الهويات وتعايشها " ولأن ميراث صراع الهويات في أوروبا الحديثة، من الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتسانت في القرن السابع عشر إلى حروب القوميات في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان ميراثاً دموياً بلاشك، فقد ترسبت موضوعة الطبيعة الحصرية النافية للهوية باعتبارها مسلمة من مسلمات التاريخ. وإذ برزت الحداثة باعتبارها تياراً عاصفاً للمواريث الدينية والمجتمعات التقليدية، فقد جاء الارتباط بين الهوية القومية والدولة الحديثة في عصر من الصراع الإمبريالي المحتدم ليؤكد هذه الموضوعة. وسرعان ما انعكست القراءة الأوروبية للتاريخ على فهم تاريخ شعوب العالم الأخرى جميعها. بيد أننا ندرك الآن أن التاريخ الأوروبي لم يكن تاريخاً واحداً، وتقدم بريطانيا وبلجيكا وسويسرا أمثلة بارزة على تعايش الهويات، كما أن التاريخ الأوروبي لا يمكن أن يعتبر تاريخاً للعالم كله. في وقت من الأوقات كان بإمكان الكثير من رجالات العرب البارزين أن يروا أنفسهم عروبيين وعثمانيين في الآن نفسه، أو عروبيين وإسلاميين، أو عراقيين وسوريين وقوميين عرباً؛ وكان بإمكان آخرين أن يروا أنفسهم سنة أو شيعة وإسلاميين أو مسيحيين وقوميين عرباً، وكان بإمكان غيرهم أن يحسبوا أنفسهم إسلاميين وحداثيين معاً. وتطرح أنماط الهجرة الحديثة أدلة أخرى على إمكانية أن يكون البعض عرباً وأميركيين أو بريطانيين معاً، وهنوداً وأستراليين كذلك. كما أن التاريخ الإنساني الحديث يقدم أمثلة عديدة على الصراع والنفي الدموي بين الهويات، فإنه يقدم أمثلة لا تقل أهمية على تداخل الهويات، وتعايشها، أو تراكمها في طبقة وراء الثانية. في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين، عاشت الشعوب ذات الميراث الديني العميق، مثل الكاثوليك والمسلمين، حالة متفاقمة من الشعور المتزايد بالتهديد وهي ترى قيم العالم الحديث (أو لا قيمه) تقتحم عليها بيتها وتاريخها. ولكن ما إن وصل القرن العشرون إلى نهايته حتى أصبح واضحاً أن الحداثة لم تقتلع الإيمان الديني كما تصور الكثيرون، وأن التدين والحداثة باعتبارهما رحمين للهوية يمكن أن يتعايشا. صحيح أنه تعايش مسكون بالتوتر، ولكنه تعايش ممكن ومبدع أيضاً. إن عشرات الملايين من المسلمين والمسيحيين الاتقياء يقطنون مدناً مثل لندن، وباريس، ونيويورك، والقاهرة، وكوالالمبور، في أحياء ومساكن حديثة، في صحبة التقنية الحديثة وأنظمة اتصالات ومواصلات حديثة، ويتعهدون وظائف وأعمال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم الحديث وأدواته ووسائله، بكل ما يعنيه كل ذلك من استبطان لعلاقة الإنسان بالعالم، ولعلاقة العقل بالحياة. لا هم يرغبون في التخلي عن الحداثة التي تسكنهم ويسكنونها، بكل عبئها الثقيل، ولا هم على استعداد للتحلل من الإيمان والتقوى. " بالرغم من أن تقسيم أغلب بلاد العرب إلى دول مستقلة فرض بقوة الإمبرياليات الأوروبية، لم يعد من الممكن تجاهل الهويات العربية القطرية بعد مرور زهاء القرن على وجود الأقطار العربية " وأحد لم يقدم الدليل حتى الآن على أن انقسام باكستان كوطن للمسلمين عن الهند الأم كان الخيار الأفضل للباكستانيين، أو لعشرات الملايين من المسلمين الذين تركوا للحياة في ظل الأكثرية الهندوسية في الهند. كما أن أحداً لم يقدم الدليل على أن مستقبل الجمهوريات المتعددة التي انتهى إليها تشظي الاتحاد اليوغسلافي هو أفضل بالضرورة من يوغسلافيا الموحدة. وهل يمكن تصور إمكانات البقاء المتاحة للشيشان لو نجحت في الانقسام عن روسيا، سوى التحول إلى محمية أميركية؟ وبالرغم من أن تقسيم أغلب بلاد العرب إلى دول مستقلة فرض بقوة الإمبرياليات الأوروبية، لم يعد من الممكن تجاهل الهويات العربية القطرية بعد مرور زهاء القرن على وجود الأقطار العربية. ولكن أحداً لم يقدم للعرب ولو مسوغاً منطقياً واحداً لضرورة أن يؤدي الانتماء لمصر أو المغرب أو العراق إلى التخلي عن الانتماء العربي وفكرة أن يتبلور يوماً إطار عربي جامع، على هذا المستوى أو الآخر من الوحدة. كما أن الهويات تصارعت وسفكت دماء بعضها البعض، فقد أمكن أيضاً أن تتواجد في جوار واحد، وأن تتداخل أو تستقر في طبقات متوالية من التركيب والتعقيد، بدون أن تلغي الواحدة منها الأخرى. ــــــــــ كاتب فلسطيني |
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...21624_1_34.jpg العراق الصومالي إقتباس:
قبل التاسع من أبريل/نيسان 2003 لم يكن الصومال يشبه العراق في أي شيء، وبعد التاسع من أبريل/نيسان 2003 أصبح العراق يشبه الصومال في كل شيء.. عادت الدولة إلى طور ما قبل الدولة والمجتمع إلى طور ما قبل المجتمع. بدلاً من أجهزة الدولة حلًت مليشيات فالتة من أي سيطرة.. أمراء حرب يسيطرون على مقدرات البلاد والعباد.. فوضى وخراب في كل مكان.. فدراليات وشبه فدراليات. الصومال صار صومالات، والعراق في طريقه لأن يصبح "عراقات". حتى الصراع الدامي الذي وقع مؤخراً بين الجماعات المسلحة (حصد في مقديشو وحدها وفي يوم واحد نحو 150 بريئاً خلال الأسبوع الثاني من أيار/مايو الماضي)، تزامن تقريباً مع ما يماثله من عمليات قتل مريعة وذات طابع يومي منتظم في بغداد، سجلتها إحصائية للطب العدلي بمعدل يومي يفوق 400 جثة مجهولة الهوية. " الجثث في الصومال والعراق غالباً ما تُترك في العراء أو على الطرقات العامة أو يُعثر عليها بين أكوام القمامة. الفارق الوحيد والنسبي بين جثث مقديشو وجثث بغداد، أن الأخيرة تتعرض إلى نوع فريد من عمليات الجراحة يقوم بها جراحون جدد تخرجوا من دورات فرق الموت " الجثث في الصومال والعراق غالباً ما تترك في العراء أو على الطرقات العامة، أو ُيعثر عليها بين أكوام القمامة. بعض الجثث في بغداد تصل إلى البرادات وتظل هناك لأيام بانتظار التعرًف عليها قبل دفنها في مقابر جماعية. بالمناسبة يمكن لأي مراسل صحفي نزيه أن يحصل -ودون كثير عناء- على تقرير مفصل عن معدل آخر مثير، إذ في سادس كل خمسة أيام متتالية هناك مقبرة جماعية. يقوم الطب العدلي في بغداد غالباً وبواسطة محسنين مجهولي الهوية، بحفر مقابر جماعية لدفن ضحايا مجهولي الهوية أيضاً. بعض المغدور بهم لا تتمكن أسرهم من التعرًف عليهم لشدة التشويه، إذ لا يكتفى بإطلاق الرصاص على رؤوس الضحايا وإنما يجري التمثيل بوجوههم وإلى الحد الذي تنعدم معه -رغم كل التحريات- أي إمكانية للتعرف على الضحية. الفارق الوحيد والنسبي بين جثث مقديشو وجثث بغداد، أن الأخيرة تتعرض لنوع فريد من عمليات الجراحة يقوم بها جراحون جدد تخرجوا من دورات "فرق الموت". إنه نوع وحشي لم يألفه تاريخ التعذيب كما كتبته البشرية عبر العصور: ثقب الجمجمة والوجه والأيدي بالمثقب الكهربائي. واحد من هؤلاء الضحايا المجهولين لم يتسن له رواية قصة خطفه، أو قصة العثور على جثته في حاوية للقمامة في منطقة المعالف بمنطقة الدورة (بغداد). الطبيب الشرعي تولى بالنيابة عن المغدور به رواية قصة الموت المفجع. جاءت زوجة المغدور الذي يعمل ميكانيكياً للسيارات ولم ُيعرف له في أي وقت أي نشاط سياسي، إلى الطب العدلي فور تلقيها نبأ اختطافه. سألوا: للتوً تم خطفه؟ ابحثي عنه إذن في معتقلات الداخلية؟ قالت: كلا.. سأنتظره في الطب العدلي. الزوجة رأت بأم عينها مليشيات فيلق بدر وهم يختطفون زوجها من مكان عمله. قال الطبيب المسؤول: لم تصلنا الجثة بعد، يمكنك العودة غداً. الزوجة لم تتقدم بأي بلاغ عن اختفاء زوجها إلى أي جهة رسمية.. أيقنت أنه أصبح الآن جثة. إذا لم تعثر عليه في براد الطب العدلي، عليها أن تبحث في حاويات القمامة.. استسلمت لقدرها وأيقنت أنه سيصل المشرحة عاجلاً أم آجلاً. في اليوم التالي عرض الطبيب الشرعي على الزوجة المفجوعة صوراً على جهاز حاسوب عملاق نُصب داخل الطب العدلي، بينما كان آلاف الناس يتكدسون فوق بعضهم وهم يمعنون النظر في الصور المعروضة، حيث راحت الصيحات تتعالى من حولها: توقف، هوذا.. كلا، ليس هذا.. إنه أبي.. استمر.. لا ليس هو.. له شارب أبيض.. توقف، هذا ابني. بعد انقضاء يوم كامل تقريباً، أمكن التعرًف على أقرب صورة محتملة للمغدور. طلب الطبيب الشرعي من الزوجة أن تدخل للتعرف على زوجها. مخدع الزوجية الجديد عبارة عن رفوف من أسياخ الحديد.. الجثة عارية فوق الأسياخ. على الزوجة أن تمعن النظر في النصف الأسفل.. أسرار المخدع الزوجي يمكن أن تكون صالحة في مثل هذا النوع من التحريات.. الزوجة خامرها بعض الشك.. شاربه أسود.. قال الطبيب "ليس لوناً أسود، إنه دم متخثر". أزال عامل التنظيفات في الطب العدلي الدم المتخثر، ولكن الوجه كان مختلفاً.. تغيرًت الهيئة بشكل صارخ.. إنه كائن آخر لم يبق جزء فيه من دون أن ُيثقب بالمثقب الكهربائي. "الآن يمكنك استلام زوجك".. ظلت الزوجة حائرة وخائفة، "إذا لم تتسلمًيه فسنقوم بدفنه في مقبرة جماعية" قال الطبيب. من الأفضل في هذه الحالة وطبقاً لتعاليم الدين الإسلامي والثقافة المجتمعية، أن يدفن المرء شخصاً مجهولاً -أو بافتراض أنه مجهول- من أن يترك في العراء وحيداً، أو أن يدفن غريباً في مقبرة جماعية. هذا النوع من الدفن يمثل من الناحية الرمزية نوعاً من الانتساب إلى قبيلة جديدة هي قبيلة الموتى الغرباء. حتى هذا المشهد بتفاصيله المأساوية يكاد يشبه مشهداً يومياً في مقديشو.. الرجال والنساء يتجمعون كل يوم لاستلام حصتهم من الجثث. " يقال إن مقديشو أخذت اسمها من القداسة, ويقال إن بغداد أخذت اسمها من معنى مماثل في اللغة الأكدية القديمة (دار السلام)، لكن لم يتبق من القداسة في اسم العاصمة الصومالية أي أثر, وبغداد لم تعد بكل تأكيد دار السلام " يقال إن مقديشو أخذت اسمها من القداسة (مقدش تعني قدس)، ويقال إن بغداد هي الأخرى أخذت اسمها من معنى مماثل في اللغة الأكدية القديمة(دار السلام). لم يتبق من القداسة في اسم العاصمة الصومالية أي أثر، وبغداد لم تعد -بكل تأكيد- دار السلام. خارج هذا المشهد المتكرر في البلدين، ثمة أوجه شبه أخرى. "تحالف الأمن ومكافحة الإرهاب" في الصومال يخوض حرباً دامية ضد المحاكم الشرعية الإسلامية.. الجماعة الأولى يدعمها الأميركيون، أما الثانية فيزعم أن لها صلة بالقاعدة.. الحرب متواصلة ولا أمل في التهدئة. تحالف آخر في العراق يخوض الحرب نفسها: مليشيات الأحزاب الدينية ومغاوير وزارة الداخلية (لواء العقرب، لواء الذئب وقطعات من ألوية وزارة الدفاع) تؤلف "تحالف الأمن العراقي ومكافحة الإرهاب". على الطرف الآخر قوى مقاومة للاحتلال يطلق عليها الأميركيون التعبير نفسه المستخدم في الصومال: الإرهابيون (مجلس شورى المجاهدين لديه محاكم شرعية أيضاً). الصوماليون فروا من جحيم بلادهم الممزقة إلى شتى بقاع الأرض.. بضعة ملايين تعيش اليوم أكبر محنة منسية في التاريخ في دول الجوار. العراقيون يفرون جماعياً من العراق الديمقراطي.. إلى سوريا وحدها وصل نحو مليون عراقي، وفي الأردن ومصر لا تزال أعداد العراقيين تتدفق دون انقطاع، وعمان مرشحة لاحتضان الرقم مليون ونصف. داخل الصومال مخيمات تضم آلاف اللاجئين.. إنهم في العراء بعد عمليات تطهير عرقي لا نهاية له.. جائعون ومشردون ومنسيون. في العراق بلغ عدد الأسر المهجّرة من مناطق سكناها في حملات "التطهير المذهبي" أكثر من 200 ألف أسرة تتوزع بين سامراء والنجف وكربلاء وأطراف بغداد. هذه إحصائية الهلال الأحمر العراقي الذي يتولى توزيع المساعدات الإنسانية على الجائعين والهاربين من الجحيم. في الصومال حكومة وبرلمان لا يسيطران حتى على جزء من مدينة جوهر الصغيرة. المسؤولون ومع اشتداد العزلة حملوا أمتعتهم وغادروا المقر الحكومي إلى مكان آخر. في العراق حكومة وبرلمان ضاقت الأرض بهما إلا في المنطقة الخضراء (15 كلم2 فقط). الرئيس الصومالي يهدد بإقالة أمراء الحرب إن لم يتوقف القتال.. مجرد تهديد فارغ. الرئيس العراقي يرغب كما يبدو في إطلاق التهديد نفسه: إقالة أمراء الغزو. ولكن ما باليد حيلة. الأميركيون من وراء ستار يؤيدون حل المليشيات، باستثناء المليشيات الكردية لأنها ليست مليشيا بل قوات نظامية في مشروع دولتين كرديتين صغيرتين رسمت خرائطهما في أربيل والسليمانية. في الواقع هم لا يريدون حلها، ويرغبون في تكريس صورة عراق صومالي على مقاس أمراء الغزو. ومع ذلك فإن الشبه الأكبر الذي يجمع العراق بالصومال لا يكمن في هذا النوع من المقاربات, وإنما في مستوى آخر من التماثل. الأميركيون كانوا هناك، تماماً كما هم هنا اليوم. بعد سقوط حكم الرئيس سياد بري وصل الأميركيون بحجة تقديم الطعام للجياع، وفي العراق وصلوا لإسقاط حكم الرئيس صدام حسين بحجة تقديم الديمقراطية (لشعب يستحق نظاماً آخر). الصوماليون كانوا جياعاً بالفعل، ولكنهم لم يتناولوا "الهوت دوغ" حتى اللحظة. " عام 1991 هرب الأميركيون من الصومال وتركوه في مهب الريح, وبعد ثلاث سنوات يستعدون في الذكرى الرابعة للغزو لأن يهربوا من العراق " العراقيون كانوا عطاشاً للديمقراطية (كما تقول الرواية الرسمية للبيت الأبيض وبعض العراقيين صدق ما قاله هؤلاء: شعبكم يستحق نظاماً آخر)، ولكنهم لم يذوقوا طعم الديمقراطية قط.. بدلاً منها تجرًعوا كؤوساً من السمً الزعاف، كأساً بعد آخر دون توقف. عام 1991 هرب الأميركيون من الصومال وتركوه في مهب الريح. الأميركيون وبعد ثلاث سنوات، يستعدون في الذكرى الرابعة لغزو العراق لأن يهربوا منه. للصوماليين اليوم "تحالف الأمن ومكافحة الإرهاب"، وللعراقيين تحالف مماثل. كل ما يعوز التجربة العراقية أن تعلن جماعة الزرقاوي -مثلاً- تشكيل محاكم إسلامية تدير الفراغ القضائي في العراق، ما دامت الجرائم ترتكب هنا دون أدنى خوف من القصاص. تماماً كما فعل الصوماليون الذين تمكنوا بفضل هذه المحاكم من تحقيق نوع من التعويض الرمزي لمحو الدولة. بفضل الأميركيين إذن انعدمت كل الفوارق بين البلدين العربيين.. أصبح الصومال الآن "عراق أفريقيا" في حين أصبح العراق "صومال العرب" الآسيويين. في منتصف التسعينات من القرن الماضي ذكرت تقارير منفصلة أن الخرائط التي يعدها الأميركيون للمنطقة تتأرجح بين خيارين: اللْبَننة (من لبنان) والصوْملة (من الصومال). وفي تقارير ودراسات إستراتيجية أخرى، جرى الحديث عن صورة مفزعة للعرب: إعادتهم إلى الوراء بألف عام.. قبائل تهاجم قبائل أخرى لافتراسها وتقطيع أوصالها. |
لم يصدق أحد أن صوراً كهذه يمكن أن تكون قابلة للتحقيق، حتى الأفلام التي أنتجتها هوليود قبل سنوات وروت فيها سيناريوهات عودة دول عصرية (في أفريقيا والمشرق العربي) إلى عصر القبائل المتناحرة، حيث يتقاتل البشر دونما أي هدف، ظلت ولوقت طويل غير قابلة للتصديق. الأمة العربية مع محمد صلى الله عليه وسلم أكملت دورتها الحضارية في التاريخ وانتقلت نهائياً من طور القبيلة إلى طور الأمة.. الآن تعود الأمة إلى لحظة ما قبل محمد صلى الله عليه وسلم لتتمزق إلى قبائل متناحرة.. تماماً كما في أفلام هوليود. " لم تُهزم اللبننة في العراق تماماً، لقد تماهت واندمجت في نمط جديد ومتطور يتيح لكل القبائل والأعراق والطوائف والمذاهب أن تتقاسم فتأخذ حصتها لا من المناصب الحكومية والمال فحسب، بل وحصتها من الجثث " ولذلك تبدو اللْبننًة أكثر رحمة من الصوْملة، والفارق بينهما كالفارق بين الموت والحمى. على الأقل ثمة أمل إذا ما "تلبننتْ" الدولة -أي إذا ما أصبحت لبنانية كما كان الحال أثناء الحرب الأهلية- أن تعود في النهاية إلى طورٍ من أطوار الدولة، وسيعود المجتمع إلى طورٍ آخر من أطوار المجتمع ولو بعد حين. في الصوملة، أي إذا ما "تصوملت" الدولة وأصبحت صومالية على النحو الذي نشهده اليوم، فإن الأمل بنهاية محتملة للقتل العشوائي ستبدو شبه معدومة. في العراق والصومال هزمت اللبننة وانتصرت الصوملة. في الصومال كما في العراق، القبائل الجديدة هي التي تعيد صياغة المستقبل بواسطة الدم.. في البصرة جنوب العراق مثلاً، كشف محافظ المدينة النقاب عن دور ما لبعض رؤساء العشائر في توجيه وإدارة "فرق الموت". الفارق الوحيد بين الصومال والعراق يكمن في النقطة التالية: في العراق لم تُهزم اللبننة تماماً.. لقد تماهت واندمجت في نمط جديد ومتطور من الصوملة يتناسب وثقافة القرن الواحد والعشرين وقيمه الجديدة، التي تتيح لكل القبائل والأعراق والطوائف والمذاهب أن تتقاسم (أي أن تتصوملْ) فتأخذ حصتها لا من المناصب الحكومية والمال فحسب، بل وحصتها من الجثث مع كل صباح تصدر فيه جريدة الصباح اليومية. جريد الصباح هذه التي حرص الحاكم الأميركي بريمر على إصدارها بسرعة مذهلة، لا تزال تبشر العراقيين بصباح جديد مشرق. ما لم تقله الجريدة بعدُ هو: هل علينا أن ننتظر صباحاً صومالياً أم عراقياً؟ ثمة من سيقول: وما الفرق؟ __________ كاتب عراقي |
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...29511_1_23.jpg طالبة مصرية انتقدت بوش تنجح بقرار من مبارك تجربة آلاء مجاهد أثارت الانتباه لأزمة التعليم في مصر طالب فرج مجاهد والد الطالبة المصرية آلاء بمعاقبة مسؤولي وزارة التعليم الذين قرروا رسوبها بسبب انتقادها للرئيس الأميركي جورج بوش. جاء ذلك بعد أن تدخل الرئيس المصري حسني مبارك شخصيا في الموضوع، وأمر بإعادة تصحيح ورقة إجابة آلاء في مادة اللغة العربية مما أدى لإعلان نجاحها. وكان امتحان اللغة العربية في الصف الأول الثانوي بمدرسة شربين الثانوية للبنات بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة، تضمن سؤالا يطالب بكتابة موضوع عن استصلاح وتعمير أراضي الصحراء. وانبرت آلاء لكتابة موضوع موسع اتهمت فيه الغرب بالسعي لإيقاف عملية التعمير والتنمية في مصر، وركزت في اتقاداتها على الرئيس بوش الذي طالبته بعدم التدخل في شؤون بلادها. وفي موعد إعلان النتيجة فوجئت آلاء بحجب نتيجتها وأخيرا بقرار من مسؤولي التعليم بالمحافظة برسوبها في جميع المواد، وحرمانها من دخول امتحان الدور الثاني بعد تحقيق قاسٍ معها. وجاء القرار الذي وصف بالمتعسف بحجة أن آلاء تجاوزت في الموضوع الآداب العامة ووجهت انتقادات لكبار المسؤولين. http://www.aljazeera.net/mritems/ima...29513_1_23.jpg شهادة نجاح آلاء صدرت بعد تدخل الرئيس (الجزيرة) تضامن شعبي وثارت حملة تضامن شعبية مع الطالبة وتقدم عشرات الأعضاء في مجلس الشعب بينهم نواب في الحزب الوطني الحاكم بطلبات إحاطة لوزير التعليم يسري الجمل. وخفف الوزير في البداية من قسوة القرار الأول بإعلان رسوب آلاء في مادة اللغة العربية فقط والسماح لها بدخول الدور الثاني. كما شنت الصحافة مدعومة بآراء عدد من خبراء التربية وعلم النفس حملة انتقادات على مسؤولي وزراة التعليم. وأشار هؤلاء إلى أن القرار يكشف استمرار أزمة التعليم المصري واعتماده على التلقين والحفظ، إضافة إلى مخالفته لكل القواعد التربوية ومبادئ حرية الرأي التي يكفلها الدستور لكل مواطن. ووصل الأمر برئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور إلى الانضمام لحملة المنتقدين للقرار ومطالبته بعرض ورقة الإجابة أمام المجلس. آلاء انتقلت بقرار جمهوري للصف الثاني الثانوي الذي يمثل المرحلة الأولى للحصول على شهادة الثانوية العامة التي ستحدد نتيجتها الكلية التي يمكنها الالتحاق بها. وقد أكدت للجزيرة تمسكها بآرائها وحقها في حرية التعبير، وقالت إن الرئيس مبارك أجرى اتصالا هاتفيا معها وشجعها على ذلك. ويرى مراقبون أن نجاح آلاء لن ينهي الجدل الدائر بشأن تطوير التعليم في مصر من جميع النواحي، خاصة كيفية تنشئة الطلاب على مفاهيم مثل حرية الرأي إقتباس:
|
إقتباس:
|
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...91403_1_34.jpg مسلمو أوروبا يبحثون قضاياهم في مؤتمر بإسطنبول [LINE] [/LINE] إقتباس:
[/LINE] إقتباس:
|
|
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.