(156) وإذا كانت كل نماذج التدوير التي عرضنا لها -ومعظم نماذج التدوير في القصيدة الحرة عمومًا-من النمط الموسيقي البسيط -الذي تتألف وحدة الإيقاع فيه من تفعيلة واحدة -فإن هناك محاولات كثيرة لاستخدام التدوير أيضًا في إطار النمط المركب ، وبخاصة القسم الثاني منه الذي تتركب وحدة إيقاع بحوره من ثلاث تفعيلات ، ومن هذه المحاولات ما فعله أدونيس في أكثر من قصيدة فعله أيضًا الدكتور أحمد سليمان الأحمد في ديوانه "بستان السحب " الذي استخدم فيه التدوير في قصيدتين من نفس البحر -الخفيف - وهما قصيدتا "برلين-المهرجان"(139) ،و"قراءت شعرية حرة في كتاب الإنسان والطبيعة والموت"(140)،اللتان اشتملت كل واحدة منهما على مجموعة من الأبيات المدورة ، "فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن" أي أنه يتألف مما يزيد على خمسة أيبات متصلة من قصيدة "قراءات شعرية حرة.." قدر الزرع أن تهيم به الأرض كأنثى غنية الوعد ، والصوت على دفئه تماوجت الألوان،نسغ الأشجار كالدم يغلي ، الوجة أحلى الأقمار تنسدل السحب لثاما عليه ، إني أراني داخلاً عبرها شهيق شعاع أبعدوه عن مواطن الأضواء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ (139) :ديوان "بستان السحب" .منشورات وزراة الإعلام العراقية.بغداد1975،ص 73 (140) : السابق .ص 73 |
(157) قدر الزر\ع أن تهيــ \ــم به الأر فاعلاتن \ متفعلن \ فاعلاتن ض كأنثى \غنية الــ\وعد والصو\ ، فعلاتن \ متفعلن\ فاعلاتن ت على دفـ\ئه تما\وجت الألــ\ فعلاتن \متفعلن\ فعلاتـــــن وان نسغ الــــــــ\أشجار كالد\دم يغلي \....إلخ فاعلاتـــن \ مستفعلن\ فعلاتـــــن وهكذا تتوالى وحدات الإيقاع بدون توقف إلى نهاي البيت الذي لا ينتهي إلا مع نهاية وحدة الإيقاع الثامنة . على أية حال فإن التدوير في القصيدة الحرة ما يزال في طور التجريب ، والقليل جدًا من نماذجه فقط هو الذي استطاع أن يضيف غلى البناء الموسيقي للقصيدة العربية الحديثة شيئًا ذا بال حتى الآن. |
(158) الفصل السابع البناء الدرامي في القصيدة الحديثة تتجه القصيدة العربية الحديثة اتجاهًا واضحًا نحو الدرامية ، سواء في مضمونها النفسي والشعوري والفكري ، أو في بنائها الفني . وقد تعرفنا فيما سبق على طبيعة التركيب في الرؤية الشعرية الحديثة التي تتألف من مجموعة العناصر النفسية والشعورية والفكرية التي تتفاعل وتتحاور وتتصارع فيما بينها وينشأ عن تفاعلها وحوارها وصراعها وتعدد مستوياتها ما سميناه سمة "التركيب"في القصيدة الحديثة . وقد حاول الشاعر العربي الحديث في بداية الأمر أن يعبر عن تعدد الأبعاد والمستويات الشعورية والنفسية في رؤيته الشعرية ، وعن الحوار والتفاعل بين هذه الأبعاد ، بأدوات شعرية خالصة كموسيقى الشعر ، فوجدنا شاعرًا كجبران خليل جبران يستغل البناء الموسيقي وإمكاناته للتعبير عن تعدد الأصوات في بعض قصائده ، وتصوير الصراع بينا لأبعاد المختلفة في رؤيته الشعرية ، كما فعل في قصيدته المطولة "المواكب"التي يصور فيها الصراع بين بساطة الفطرة ونقائها وعفويتها كما تتمثل في الغاب ، وبين تعقد الحياة المعاصرة والتوائها ، وقد لجأ جبران إلى وسيلة موسيقية بارعة للتعبير عن هذين البعدين من أبعاد رؤيه الشعرية حيث أعطى كلاً من الصوتين المتحاورين-اللذين يمثلان بساطة الفطرة وتعقد المدينة المعاصرة- وزنًا موسيقيًا مختلفًا عن الوزن الذي أعطاه للآخر ، أما صوت الطبيعة والفطرة فقد أعطاه وزنًا بسيطًا عذب الإيقاع لا تعقد فيه ولا تركيب وهو "مجزوء الرمل" بينما أعطى الصوت الآخر وزنًا معقدًا مركب الإيقاع وهو وزن "البسيط" الذي تتألف وحدة الإيقاع فيه من تفعيلتين .وهكذا وفق جبران أولاً في اللجوء إلى حيلة تعدد الأوزان في القصيدة ،ووفق ثانيًا حين أعطى كل صوت الوزن الملائم له ، فحين يرتفع الصوت المعبر عن تعقيد الحياة المعاصرة والتوائها بإيقاعه المعقد : |
(159) وما الحياة سوى نوم تراوده أحلام من بمراد النفس يأتمر ُ والسر في النفس حزن النفس يستره فإن تولى فبالأفراح يستتر ُ والسر في العيش رغد العيش يحجبه فإن أزل تولى حجبه الكدر ُ يجاوبه الصوت الثاني المعبر عن عن بساطة الحياة في الغاب وعفويتها ، بكل ما في إيقاعه من بساطة وعذوبة : ليس في الغابات حزن وهكذا يستمر الصراع على امتداد القصيدة الطويلة بين هذين البعدين من أبعاد رؤية الشاعر ،والحوار بين الصوتين المعبرين عنهما ، وإن كان تحيز جبران المسبق إلى أحد هذين البعدين -وهو الغاب - قد سطح الصراع في القصيدة ، وجعله صراعًا معروف النتيجة سلفًا.ولكن يظل لمحاولة جبران هذه-الذي كررها بصورة أخرى في قصائد أخرى- فضل أنها من المحاولات الرائدة في شعرنا العربي الحديث لاستغلال الإمكانات الشعرية الخالصة في التعبير عن تعدد أبعاد الرؤية الشعرية الحديثة ، والصراع الدرامي بين عناصرها.لا ، ولا فيها الهموم فإذا هب نسيم لم تجئ معه السموم أعطني الناي وغن فالعنا يمحو المحن وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمن(141) _____________________ (141): جبران خليل جبران : الموكب. دار صادر .بيروت 1950ص8 أود لفت الانتباه هنا إلى أنني -أحمد راشد- عند نقلي هذا الكتاب إلى الفضاء الإلكتروني قد أفدت من خاصية الألوان ودلالاتها وكذلك الخطوط في التأكيد على ما يرمي إليه المؤلف بخصوص هذا السياق |
(160) وقد طور بدر شاكر السياب هذه المحاولة للتعبير عن لون جديد من ألوان الصراع بين الأبعاد المختلفة للرؤية الشعرية ، حيث مزج بين الشكل الموسيقي الموروث والشكل الحر للتعبير عن الصرا ع بين حركتين نفسيتين تمثلان البعدين الأساسيين من أبعاد رؤيته الشعرية في قصيدة"بورسعيد"(142)على حين كانت محاولة جبران بوزنيها في إطار الشكل الموروث . وقد كتب السياب هذه القصيدة عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ،والنسيج الشعوري في هذه القصيدة يتركب من الصراع بين حركتين نفسيتين متقابلتين ، تتمثل أولاهما في الاعتزاز بصمود المدينة الباسلة وانتصارها لى قوى ىلعدوان ، بينما تتمثل الثانية في الإحساس الأليم بمدى فداحة التضحيات التي قدمتها المدينة ثمنًا لهذا النصر ، وقد اختار الشاعر للتعبير عن الحركة الأولى وزنًا كلاسيكيًا جهير الإيقاع هو وزن البسيط واختر الشكل الحر ليعبر من خلاله عن الحركة الثانية ،فحين يغلب على رؤيته الإحساس الأول بما يفيض به من شموخ واعتزاز وحماس يهدر إيقاع البسيبط بما فيه من حماس : من أيما رئة .. من أي قيثار ِ تنهل أشعاري ؟ من غابة النار ؟ ___________________ (142): ديوان "أنشودة المطر".ص 181 |
(161) أم من عويل الصبايا بين أحجار ِ منها تنزّ لدماء السود واللبن المشوي كالقار من أي أحداث طفل فيك تغتصب ؟ من أي خبز وماء فيك ما صلبوا ؟ من أيما شرفة ؟ من أيما دار ِ؟ تنهل ّ أشعاري وهكذا يستمر الصراع بين هذين البعدين حتى نهاية القصيدة ، حيث يندجمان ليصبحا إحساسًا واحدًا يمتزج فيه الاعتزاز بالأسى ، ويصبح الشعور بفداحة التضحية باعثًا من بواعث الفخار بالنصر ،ويختار الشاعر الشكل الموروث -بنبرته القوية -ليصوغ فيه هذا الشعور الجديد الذي امتزج فيه البعدان تعبيرًا عن غلبة نغمة الشموخ والاعتزاز في النهاية : يا قلعة النور .. .. تدمى كل نافذة فيها ، وتلظى ، ولا تستسلم الحُجَرُ أحسست بالذل أن يلقاك دون دميال شعري ،وأني بما ضحيت أنتصرُ لكنها باقة أسعى إليك بها حمراء ، يخضل فيها من دمي زهر ُ وقد تأثر بمحاولة السياب هذه أكثر من شاعر من شعرائنا المعاصرين ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الفصل السابق . ولكن الرؤية الشعرية ازدادت تشابكًا وتركيبًا ، وأصبحت أبعادها ومستوياتها في بعض الأحيان أكثر تنوعًا من أن تستطيع الوسائل الشعرية منفردة التعبير عنها ، ومن ثم لجأ الشاعر إلى تكنيكيات فنية مخلتفة للتعبير عن تعدد الأبعاد هذا في القصيدة الحديثة . اخترع بعض الشاعر بعض هذه التكنيكات كالرمز التراثي والمفارقة التصويرية ، بما فيهما من تصوير للحوار والصراع بين الأبعاد المختلفة في رؤية الشاعر ، فالرمز التراثي-والرمز عمومًا-يعكس التفاعل والحوار بين الدلالة التراثية أو الواقعية للرمز وبين دلالته الرمزية ، والمفارقة التصويرية تعكس الصراع والحور بين طرفيها بشتى الصور والأنماط التي تصرو التناقض بين هذين الطرفين . ولم يكتف الشاعر بهذه التكنيكات الفنية التي ابتكرها ، وإنما لجأ إلى الفنون الأخرى يستعير من أدواتها وتكنيكاتها الفنية ما يعبر به عن تعدد الأبعاد وتفاعها في رؤيته الشعرية الحديثة . |
(162) الفصل الثامن التكنيكات المسرحية في القصيدة الحديثة صلة القصيدة بالمسرح : لعل المسرحية هي أوثق الفنون الأدبية بالشعر ، فقد بدأ الشعر مسرحيًا ، أو بدأ المسرح شعريًا ، وكان مصطلح "الشعر" في التراث اليوناني محضورًا في إطار المسرحية الملحمة ،وظل كذلك حتى ابتدأ القصيدة الغنائية -منذ الحركة الرومانتيكية - تنازع المسرحية هذا المصطلح - بعد أ، انقرضت الملحمة كشكل أدبي-حتى انتزعته منها، وأصبح مصطلح "الشعر " منفردًا ، ولكن الصلة لم تنقطع أبدًا بين المسرح والشعر ، فظلت المسحرية تكتب في الكثير من نماذجها شعرًا ، على حين ابتدأت القصيدة بدورها تستعبر من المسرحية بعض تكنيكاتها وسائلها الفنية للتعبير بواسطتها عن الطبيعة الدرامية للرؤية الشعرية الحديثة . ومن التكنيكات التي استعارتها القصيدة من المسرحية : 1- تعدد الأصوات والأشخاص : تعددت الأبعاد في الرؤية الشعرية الحديثة ، وأخذت بعض هذه الأبعاد أصواتًا مستقلة مما نشأ عنه ما يمكن أن يسمى "تعدد الأصوات " في القصيدة ، وقد رأينا كيف حالو الشاعر المعاصر في البداية أن يعبر عن تعدد الأصوات-التي تمثل الأبعاد النفسية والشعورية المختلفة لرؤيته الشعرية-بوسائل شعرية خالصة كالموسيقى ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد في محاولته إضفاء لون من الدارمية على رؤيته الشعرية ، وإنما تجاوز ذلك إلى تجسيد بعض أبعاد رؤيته الشعرية في صورة أشخاص تتصارع وتتحاور ، ومن خلال تصارعها ينمو بناء القصيدة وتبرز دراميتها ، وقد تعرفنا على نموذج من هذا في قصيدة "حوارية العار" للشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، حيث مزج الشاعر بين الأصوات الشعرية الخالصة كتعدد الأوزان ، والأدوات والتكنيكات المسرحية كتعدد الشخصيات والصراع بينها ،للتعبير عن تعدد أبعاد رؤيته الشعرية ، والتفاعل بين هذه الأبعاد . |
(163) ونماذج تعدد الأشخاص في القصيدة الحديثة غير قليلة ، وهذه الأشخاص في الغالب تعبر عن أبعاد فكرية وشعورية متصارعة من أبعاد رؤية الشاعر أكثر مما تعبر عن أحداث درامية تتطور وتنمو ، أي أن هذه الشخصيات المتحاورة المتصارعة هي بمثابة رموز لأفكار الشاعر وأحاسيسه ؛ففي مقطع أسماه الشاعر -ولي اعتراض على هذه التسمية -"تصادم الأقدار(143) مثلاً من قصيدة "عن الحسن بن الهيثم" المطولة للشاعر محمد عفيفي مطر تطالعنا ثلاث شخصيات متحاورة هي شخصية "الحاكم بأمر الله" وشخصية "داعي الدعاة" وشخصية "الحسن بن الهيثم " . وهذه الشخصيات الثلاث ترمز إلى بعض أبعاد رؤية الشاعر في القصيد ةوتجسدها ، فالحاكم بأمر الله رمزالسلطة الباطشة التي تريد أن تبسط سلطانها على كل شيء ، وأن تخضع كل مظاهر الوجود لأمرها وإرادتها ، فهو يريد أن يفرض الصمت والموت على كل ما في الحياة من كائنات حتى لا يُسمع في الوجود صوت غير صوته ، ولكن ما يضنيه هو إحساسه بأنه حتى وإن استطاع أن يفرض الصمت على كل شيء فإنه لم يستطع أن يفرض إرادته أو احترامه حتى على مظاهر الحياة التي فرض عليها الجمود ولاصمت ، فكل شيء يسخر منه : _________________ (143) : محمد عفيفي مطر : كتاب الأرض والدم .منشورات وزارة الإعلام العراقية.بغداد1972.ص61 |
(164) هذه الأرض اللعينة بعد أن علقت في أبوابها القفل ، وأحكمت الرتاج وانتظر الزمن الصارخ أن يصبح صمتًا وسكينه علني أسمع صوتي المنفرد .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. غير أن الأرض حبلى بالشقوق كل شق قبضة غاضبة ، أو حنجرة فأرى حتى جذوع الشجرة أوجهًا تضحك مني أما شخصية"داعي الدعاة" فهي نمط آخر من شخصية "السادن" في حوراية العار ، إذا ما عتبرنا شخصية "الحاكم" هنا نمطًا من شخصية "السلطان" هناك ، فالداعي هنا هو صوت السلطان وسوطه ، ووسيلته لفرض سلطانه على الناس والحياة ، وهو يردد ما يرضي الحاكم من أقوال ،والحاكم من وجهة نظره المعلنة على الأقل "متأله مغترب.بين شعب كل من فيه قميء ونبات متطفل " وهو يحاول أن يفرض سلطان الحاكم على هذا الشعب ، فينفخ فيهم من وجيه آبة بعد آية ، فيراهم يسجدون لجلال الحاكم ، ويلجم ألسنتهم بالخوف ولكنه لا يلبث أن يراهم : ..يمضون فرادى ، يلتقون بين أسنانهم الخوف لجام حجري ومقاود فإذا هم يضحكون ويحيلون الدم النازف والموتى حكاية والمآسي نكتة ضاحكة ، والرعب خيلاً خيول الثرثرة |
(165) أما الحسن بن الهيثم فهو رمز للإنسان الباحث عن الحقيقة ، الذي يرى في بكاء النهر-الذي قطع الحاكم رأسه ولسانه-لونًا من الغناء ، ويعرف ما كان وما سوف يكون ، حيث يدور بينه وبين الحاكم هذا الحوار : الحسن بن الهيثم : سيدي عفوًا ، فقد جئت لكي أسمع هذا النهر في الليل يغني الحاكم : هو يبكي الحسن : هذه الطينة موال مجمد فهو يبكي ليغني وأنا أعرف ما كان .. وما سوف يكون الحاكم : أيها الضيف .. انتصب ، قل لي :أتدري لغة النهر الحسن : أجل ، أعرف ما ينطقه الماء ، وما تكتمه الأرض الحزينة وأرى في كل شيء قائم غربة ما سوف يكون .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. وهكذا يزداد ألم الحاكم وضناه لأن الطبيعة تمنح أسرارها شخصًال عاديًا ليس له سلطانه ولا أدوات بطشه ، ولأنه هو لم يستطع أن ينال بسلطانه وعسفه من هذه الطبيعة إلا نظرات الازدراء الصامت العميق ، وقد استخدم الشاعر هذا التكنيك المسرحي -مع التكنيكات الشعرية الأخرى في هذا المقطع وفي بقية المقاطع للتعبير عن تعدد الأبعاد والمستويات في رؤيته الشعرية ، وعن الحوار والتفاعل بين هذه الأبعاد والمستويات . ___________________ مرة أخرى تجدر الإشارة ها هنا إلى أن خاصية النقل عبر الفضاء الإلكتروني سهلت على كل من ناقل الموضوع والقارئ استيعاب المقصود من خلال تغيير الألوان المعبرة عن الأصوات ، فاللون الأخضر يعبر عن صوت ما بينما الأحمر يعبر عن الصوت الآخر ، وسوف يستمر استخدام هذه المزية في الصفحات المقبلة. |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.