[FRAME="13 70"]
معنى " أنزل القرآن على سبعة أحرف "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه " .
متفق عليه ، من حديث عمر - رضي الله عنه - .
وقد نصّ الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام – رحمه الله –
على أن هذا الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم . النشر ( 1 : 19 ) .
قال الداني : " معنى الأحرف التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل على سبعة أوجه من اللغات ؛
لأن الأحرف جمع حرف في القليل كفَلْس وأَفْلُسٍ ، والحرف قد يراد به الوجه ، بدليل قوله تعالى :
" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ " ( الحج : 11 ) .
قال الحافظ " ابن حجر " في " فتح الباري " ( 9 : 31 ) :
" قال مكي بن أبي طالب :
هذه القراءات التي يُقْرَأُ بها اليوم وصحت رواياتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ..
ثم قال :
وأمَّا مَن ظنَّ أنَّ قراءةَ هؤلاء القرّاءِ ،كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطًا عظيمًا . " اهـ
ومعنى هذا أن الأحرف السبعة أعمّ من القراءات السبع المشهورة الآن .
قال الإمام المحقق " ابن الجزري " في " النشر " ( 1 : 26 ) :
" ولا زلت أستشكل هذا الحديث ( أي حديث : أن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف إلخ )
وأفكّر فيه ، وأمعن النظر من نحو نَيِّفٍ وثلاثين سنة ، حتى فتح الله عليَّ بما يمكن أن يكون صوابًا إن شاء الله تعالى
وذلك أنني تتبعت القراءات صحيحَها وشاذَّها ، وضعيفَها ومنكَرَها ،
فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف ،
لا يخرج عنها ،
وذلك :
1- إما باختلاف في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة ، نحو ( قرح ) بضم القاف وفتحها 40 آل عمران ،
2- أو في الحركات بتغير في المعنى فقط نحو : وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ( 45 يوسف )
بضم الهمزة وتشديد الميم ، أي بعد مدة طويلة ، أو بفتح الهمزة وتخفيف الميم مفتوحة وهنا بمعنى النسيان
3- أو في الحروف بتغير في المعنى لا الصورة نحو: ( تبلو ) و ( تتلو ) في آية:
هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت 30 يونس
4- أو عكس ذلك ، أي : بتغيير في الصورة لا المعنى ، نحو:وزادكم في الخلق بسطة ( 69 الأعراف )
بالسين والصاد
5- وإما بتغيرهما ، أي : الصورة والمعنى ، نحو : فاسعوا إلى ذكر الله ( 9 الجمعة ) قرئ : فامضوا
ومثل ذلك كالعهن المنفوش قرئ كالصوف ، وقوله تعالى فوكزه موسى قرئ : فلكزه
6- وإمّا بالاختلاف بالتقديم والتأخير ، نحو : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ ( 19 ق )
قرئ : وجاءت سكرة الحق بالموت ،
ومثل ذلك : فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ ( 112 النحل ) ، قرئ : لباس الخوف والجوع
7- وإما الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو : ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب 132 البقرة ،
قرئ : وأوصى بها بزيادة الهمزة
وقوله تعالى " وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ( 35 يس ) قرئ : وما عملت أيديهم .
فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها "
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________________
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
منقول
[/FRAME]