السحر و الساحر و المسحور
ماهيه السحر
السحر:بتشديد السين وكسرها وتسكين الحاء في اللغة هو كل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجرى مجرى التمويه والخداع , وكل ما لطف مأخذه ودق, (وجمعه:أسحار وسحور )
وتاريخه قديم جدا, فقد عرفته كالأمم , فما من أمه من الأمم أرسل الله لها رسولا إلا اتهموه بالسحر والجنون, كما قال تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}(الذاريات : 52 )
فهذا الآية تدل في عمومها على أن جميع الأمم اتهمت رسلها بالسحر زورا وبهتانا, وهذا يعنى أنهم عرفوه حق معرفته. إذن فتاريخ السحر قديم، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 – سحر التخيل
2 – سحر الحقيقة
3 – سحر المجاز
------------------------------
سحر التخيل:
وهو التخيل... وهو: (أن يعتمد الساحر إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف, ويلقى فيها أنوعها ً من الخيالات والمحاكاة وصوراً مما يقصد من ذلك, ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوه نفسه المؤثرة فيه, فينظر الراءون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين مهمين مؤثرين في الخيال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحورين كيف يشاء فيريه ما يريده أن يرى وهذان عنصران هما:
1- سحر العيون
2- الاسترهاب
ولذلك قال الله تعالى عن سحره فرعون (قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (الأعراف : 116 )
(سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ) أي غيروها عن صحة إدراكها بما جاءوا به من التمويه والتخيل وخطفوا أبصار الناس ( واسترهبوهم ) أي ادخلوا الرهبة في قلوبهم وأخافوهم خوفا شديدا
فشده التمويه وخطف الأبصار والتأثير على العيون بالخفة والتمويه مع التخويف يؤثر في خيال الإنسان تأثيرا شديدا حتى تصير خيال الإنسان تحت سيطرة الساحر فيريهما يريده أن يرى ويُخيل إليه ما يريده أن يُخيلهُ إليه, ولهذا قال تعالى (.... يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) (طه:66) فالآية تدل على أن تخيل الذي حدث لهم إنما تم عن طريق السحر.
ولما ألقى موسى عصاه غير الله بقدرته أصل العصا فبعد أن كانت عودا من الخشب خلقها الله ثعبانا حيا حقيقيا لان خالق الشيء له القدرة على تغييره, وعندما رأى السحرة ذلك سجدوا لله تعالى لأنهم يعلمون أن هذا ليس خيلا لان السحرة لا يؤثرون فيهم السحر, فحدث التغيير للعصا وهم ينظرون بكامل وعيهم فعلموا أن هذا أمر عظيم جدا فالقوا سجدا, وقالوا: أمنا برب هارون وموسى, وذلك ذكر القران أنهم هم الذين سجدوا فقط من بين الموجودين , قال تعالى (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) (الأعراف:120)
ولهذا النوع من السحر (سحر التخيل) صوره كثيرة ممتدة منذ القدم إلى عصرنا هذا, ومن الصور القديمة على سبيل المثال لا الحصر:
1/ما جرى بين موسى عليه السلام وسحرة فرعون
2- خداع بعض السحرة للعامة من الناس بأن يقوم الساحر بإحضار بقره أو ناقة ثم يجمع الناس حوله, ثم يسحر أعينهم, ثم يقف عند رأسها تارة وتراه عند دبرها فيُخيل إليهم من تأثير السحر أنه يدخل من فمها ويخرج من دبرها
3- ومن هذه الصور في عصرنا هذا يقوم به من يسمون بـ (الحواه ) من التمويه والخداع والقيام ببعض الألاعيب التي يوهمون بها عامه الناس مثل أن يدخل البيضة من فمه ويخرجها من عينه أو يبلغ كميه من الأمواس ويخرجها من فمه مربوطة بخيط أو يدخل امرأة في صندوق ثم يقوم بغرس عده سيوف فيه ثم تخرج هي سليمة من الصندوق إلى غير ذلك
4- ومنها أيضا في عصرنا هذا ما يقوم به بعض الدجالين من سحر أعين الناس وإحضار شنط مليئة بالأوراق البيضاء فيتخيلها المسحور نقودا ثم يغريه بها الساحر ويقول له المائة ألف منها بعشره آلاف فقط, فينخدع المسكين بذلك فيدفع له عشره آلاف حقيقية ويأخذ منه مائه ألف غير حقيقية ثم يذهب منه وما هي إلا ساعات ويزول تأثير السحر, فتتحول المائة ألف إلى أوراق بيضاء لا قيمه لها ولا فائدة
5- ومنها قيام السحرة بالتأثير على بعض الناس بالسحر فيسيطرون على تفكيرهم فيتناقضون لهم ويعطوهم ما عندهم من أموال عن طواعية حتى إذا زال أثر السحر بعد ذلك أكتشف المسحور أنه قد سحر وسلبت أمواله وغيرها كثير مما أنتشر في هذا الزمان وأنخدع له كثير الناس
|
النمط المتطور