مواجهة انعكاسات الأزمة السورية المعقدة على الأردن

[صفاء العشري]

الشراكة التنموية بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والحكومة الأردنية مستمرة منذ 60 عاما. حاليا إحدى الأولويات الرئيسية للوكالة هي دعم الحكومة والشعب الأردنيين في التعامل مع تدفق اللاجئين بسبب الأزمة السورية. ونتيجة لتزايد عدد اللاجئين، يشهد الأردن زيادة تكاليف السكن وإجهادا في موارده المائية وزيادة المنافسة على فرص العمل. لمعالجة هذه القضايا، قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتوسيع البرامج القائمة وإضافة برامج جديدة لتخفيف حدة بعض هذه التوترات، ولا سيما في المجتمعات المضيفة الشمالية حيث اختارت غالبية اللاجئين الإقامة.
من هذه البرامج:
التعليم
بدءا من عام 2011، بنت الوكالة خمس مدارس جديدة في شمال الأردن تضم أكثر من 4،500 طالب وطالبة، وقامت بتوسيع 67 مدرسة لاستيعاب 45000 طالب.
عملت الوكالة على تسهيل الحوار بين أفراد المجتمع وأولياء الأمور والمدارس لتبديد التوتر بين الشعبين السوري والأردني.
المياه والصرف الصحي
يعتبر الأردن أحد الدول العشرة الأشد فقراً للمياه في العالم، حيث يتجاوز الطلب على المياه ما هو متوفر من المصادر المتجددة للمياه. وقد قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ سنوات بـ : دعم تحسين سياسات ومؤسسات وممارسات إدارة المياه، توسعة مرافق تزويد المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي في مراكز التجمعات السكانية، وتشجيع استخدام تكنولوجيا والممارسات الموفرة للمياه، ونشر الوعي وزيادة المشاركة المجتمعية في مختلف مستويات اتخاذ القرار في مجال إدارة الطلب على المياه. أما مع تدفق اللاجئين السوريين وازدياد الضغط على كميات المياه فقد قامت في شمال الأردن بتمويل محطة ضخ جديدة وتوسيع نظام التوزيع في محافظة المفرق مما يقدم كمية 20٪ من المياه للمجتمعات المحلية في اربد والمفرق وجرش .
الصحة
بدأت الوكالة منذ عام 2010، بتجديد وتوسيع أجنحة التوليد الأطفال حديثي الولادة في ست مستشفيات رئيسية في الشمال. وفي السنوات الثماني الماضية كان التركيز على بناء قدرات مقدمي الرعاية الصحية في جميع أنحاء الأردن، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وإنشاء نظم لإدارة المعلومات لمرافق الرعاية الصحية.
الديمقراطية والحكم
أطلقت الوكالة بشكل سريع مشروع المشاركة المجتمعية للاستجابة السريعة لمعالجة الضغوطات على مستوى المجتمع المحلي (بما في ذلك تلك التي تفاقمت بسبب تدفق اللاجئين) مثل العمالة وتكاليف السكن وتقديم الخدمات. وشجعت على تعزيز الحوار وتماسك المجتمع والتسامح.
دعم إضافي
تم تقديم 20 مليون دولار إضافية لصندوق دعم الأزمات المعقدة لجمع المياه، وتخزينها وحفظها وإصلاح خطوط أنابيب المياه وغيرها من مشاريع البنية التحتية المتصلة بالمياه في المجتمعات المتأثرة باللاجئين.
كما تم دفع مبلغ إضافي قدره 11 مليون دولار لتهيئة وتوسيع 15-20 مدرسة لاستيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين والمساعدة في تطوير القراءة وتحسين أدوات تشخيص الرياضيات، ودعم قراءة علاجية وبرنامج الرياضيات، وتوسيع نطاق برنامج تدريب للمعلمين وضعته منظمة اليونسكو لتعزيز طريقة تدريس شاملة.
كما يشمل توزيع قسائم برنامج الأغذية العالمي لإطعام اللاجئين في المخيمات والمجتمعات المضيفة وتقديم خدمات علاج طبيعي لضحايا التعذيب والقيام بحملة توعية اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة تستهدف الحد من الزواج المبكر، والاتجار بالبشر، وعمالة الأطفال والعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
تقديم المساعدة إلى حكومة المملكة الأردنية الهاشمية
في العام المالي 2012، خصصت الولايات المتحدة 100 مليون دولار لدعم ميزانية إضافية في موازنة الحكومة لإنفاق الأردن على الطاقة واللاجئين. وقد تعهد الرئيس أوباما خلال زيارته في مارس 2013 بتقديم 200 مليون دولار إضافية لدعم الميزانية وضمان قرض منفصل.