العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-06-2007, 12:39 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(27)

تتم الولادات عند حيوانات البراري، بطريقة تختلف عما هي عليه عند الحيوانات (الداجنة) التي تتعايش معنا، فالولادات عند حيوانات البراري محكومة بكمية المفاجئات التي قد تتعرض إليها أنثى الحيوان أثناء وضعها لمولودها، فقد يكون هناك حيوان كاسر من وحوش البراري من يتربص بلحظة الولادة، ليحولها الى غنيمة، ووليمة في نفس الوقت، ضاربا بعرض الحائط أشكال اللوعة والحسرة عند الأم التي تلد بعد معاناة الحمل نفسها، وقد لا يوفر الأم إن لم تجتهد في التواري والهرب من فتك الفاتكين، فقد تلتحم بعض أجزاء الأم مع أجزاء من لحم وليدها في بطن أو بطون تلك الوحوش المفترسة ..

وعلى الوليد أن ينهض بعد ولادته، ويبدأ بالركض، ومجاراة والدته حتى ينعم بحمايتها له .. كذلك تفعل الطيور، فما أن يطير (الفرخ) من العش، فإن عليه أن يتوقع انتهاء حياته في أول محاولة طيران، كما عليه أن يستفيد من المهارات التي تم (زقه) بها مع ما ناولته أمه من غذاء..

في المجتمعات البدائية، يتم شيء قريب من ذلك، ففي قبائل (تشمبولي) وقبائل (آرابيش) في غينيا بيساو، يُعهد لأطفال بعمر سبع سنوات بالقيام بتربية من هم بعمر شهرين فما فوق، لذلك لا يزيد عدد أفراد تلك القبائل، وهي مهددة بالانقراض، إن لم تكن انقرضت، فأخبارها أتت من خلال ما دونته عنها (مرجريت ميد) قبل نصف قرن .. وانقراضها يكون مشابه لانقراض بعض أصناف الظباء التي أخل بأعدادها كل من الوحوش الضارية، إضافة للإنسان..

عند (الغجر) وبعض المجتمعات البدائية، لا يكون هناك مراجعة دورية، للعيادات المختصة بالطفل والمرأة الحامل، ولا تكون هناك ولادات في مستشفيات مختصة، ولا يكون هناك برامج للقاحات متسلسلة، بل تتم الولادة، على أيدي من تزعم بأنها أكثر خبرة ودراية في شؤون الولادة، وبأدوات وظروف متواضعة جدا، خالية من التعقيم ومواد الإسعافات الأولية .. وقد تتم الولادة والمرأة راكبة على ظهر حمار، أو وهي تقوم بحلب بقرة، أو توليد بقرة، فتتم الولادتان في آن واحد ..

لم تكن (العتيقة) في وضع أكثر رقيا مما ذكرت، فالأطفال نتاج غير مضمون، وغير نهائي، فالتهيؤ لفقدانهم، كان يحتل مكانا واسعا، ولا يكون هناك مفاجئة من ضياع الطفل أثناء الولادة، أو بعدها بأيام أو شهور، ويبقى كذلك حتى سن سبع سنوات، وأحيانا حتى (يخط شاربه) في موقع احتمالية الاختفاء من الحياة، فإن فلت من مرحلة الولادة، قد لا يفلت من الحصبة أو مرض (ما أدري ماله) .. أي لا أعرف ماذا جرى له حتى توفي، وهي إجابة الوالدة عندما تفقد ابنها، وتسألها أختها أو جارتها : ماله؟ .. فتجيب : (ما أدري ماله) رضعته، وناغيته وضحك ونام، ولم يفق.. وقد يكون مرض (ما أدري ماله) هو التهاب سحايا، أو مرض ينتج عن مسببات (ما أدري ما هي) .. وأحيانا تنتهي التحليلات بإرجاعها للإصابة ب (العين) .. فتروي الوالدة: أن فلانة قد مرت بها بعد العصر، وكان الطفل على صدري، والحليب ينزل من (دلاغمه) فشهقت وما صلت ع النبي ..

وقد ينجو الأطفال، ولكن ماذا يعني؟ .. إنهم سيبقون يكابدون حتى يدخلون في نمط آخر من المكابدة، فتكون سنين ربيع حياتهم كربيع العتيقة، ففي كل بلاد العالم تقسم السنة الى أربعة فصول، إلا في العتيقة، فتقسم الى فصلين، صيف حار جاف، وشتاء بارد جاف! .. وتأتي عينة من الربيع، تُعرض على أهل العتيقة، فما أن يقبلوا بها، حتى تختفي.. تماما كسنين فرح أهلها ..

كنت تمر من جنب طفل يجلس جنب بوابة دار أهله، يبكي على طريقة (أم كلثوم) بالغناء، يقنن نبرة البكاء حتى تطول لساعات، وقد تراه يمسك حجرا ويطرق به حجرا آخرا، ويولول (إلا.. إلا .. إلا .. آه) ويبقى على هذا اللحن، وتعود إليه بعد ساعات، وستجده، مواظبا صبورا، على بكاءه، فتجاربه بالبكاء، علمته التفنن بها .. وقد يسكت لفترة ليراقب (جندبا) يقفز من مكان لآخر، أو طابور نمل، فيلهيه هذا المشهد عن مواصلة عمله .. لكنه سينتبه في النهاية، أنه في مهمة أكثر قدسية من تلك العبثية، فيشغل (زاموره) .. (آه .. إلا.. إلا)

لم يكن هناك من ينتبه إليه، فقد يكون قد طلب خبزة، أو بيضة، أو شيئا ما، ولا يوجد هناك إمكانية لتلبية طلبه، أو يكون قد تجاوز في طلبه، فأراد أن تضع والدته قليلا من السكر على خبزة مدهونة بالزيت، فرفضت والدته، لمعرفتها بأن التساهل بتلك المسألة سيجعل نظام التموين مختلا ..

كان هناك من الأطفال، من يتباهى بشيء، أي شيء، فقد يخرج الى الشارع بماعون صغير فيه عينة من الطعام النادر، وهي لحظات نادرة أيضا، ويقوم بالأكل أمام أترابه ليضطهدهم، فقد يكونوا قد عملوا ذلك به سابقا، ويتوقف الأطفال، ويقتربون منه ويقولون له: (إطعم) أي أعطنا قليلا منه، فلا يجيب، بل يبقى يتلذذ بمارقبة لعب و حركة (زور) خصمه الذي أوحى له بفكرة الاضطهاد وكانت تلك الحركات تسمى (حرقنة) ولا أدري من أين أتوا بجذرها اللغوي، وقد تكون من (حرق) والنون للتوكيد و (المقاهرة) ..

وقد تتم حركات (الحرقنة) بين الأخوة أنفسهم، فقد يخفي أحد الأخوة حصته من بعض الحلويات الصلبة (قوم، فيصلية، كعكبان)*1 وبعد أن يتيقن من أن أخوته قد أتوا على حصصهم، يخرج قطعة من التي أخفاها ويقوم بمصها أمامهم، لتدور المشاكل من إيقاد تلك الفتنة! .. وتبدأ موجات بكاء كالتي عهدناها.

هناك أشكال أخرى من (الحرقنة) تتم عند بعض الأطفال من أبناء الأسر الأقل فقرا (وليس الموسرة) .. فيشتري أهلهم لهم (كرة مطاطية) ببعض قروش، وقد يشتروها لأن طفلهم هذا وحيدا. فيأتي الطفل (يطب) بالكرة أمام أترابه من الحي فيتزلفون لديه وهم يعلمون أن ليس لديه صفات قيادية، وليس هو بالطفل المحبوب، حتى يلاعبهم بها، وإن (زعل) منهم أخذ كرته وانصرف .. فيعودون الى ألعابهم الأقل كلفة .. ولكنها أكثر خشونة .. فيضربون حجرا مسطح بحجر مكور، وأحيانا (يطفر) أحد الأحجار على ساق أحدهم، فيجرحها ولكنه لا يشتكي، ولا يبكي، وإنما تلحظ والدته أثناء حمامه الأسبوعي، أن هناك بقعا زرقاء على سيقان ابنها، فتسأله عن سببها، فينسى من أين منشأها، فهي كثيرة ومتشابهة. وكثيرا ما كنا نرى طفلا يضع بين رجليه رمحا من قصب وثبت برأسه قطعة قماش ويتعامل مع ذلك الرمح وكأنه حصان ..ولكن الطفل هو من يصهل وليس الحصان ..

أما البنات فكن يحظين بلعبة صنعتها عجوز في الدار، من عظام حنك الجمل وكستها بقطع ملونة من قماش، زادت عن تفصيل ثوب لأحد أفراد الأسرة، أو تضع عودين متصالبين وتكسيهما بقطعة قماش، وتضع (زرا) مقطوع من معطف قديم ليكون رأسا ووجها لتلك اللعبة التي تضع خصلة من شعر بنت عليها لتكون بمثابة شعر للعبة .. أو تجلس البنات الصغار، يضعن خرزة في كومة من تراب، من بين مجموعة من كومات مشابهة، لتقوم أخرى، بمعرفة أي تم إخفاء الخرزة، أو أنهن يضعن خمس قطع من الحصى المكور والمصقول نوعا، يحضرنهن من الوديان، فيرمينهن ويلقفنهن وفق أسس بسيطة للعبة ..

هذا نمط من طفولة العتيقة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-07-2007, 03:10 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(28)



عندما تتقلص الفرص أمام الناس، في الحصول على غذائهم، أو أمنهم أو رفاهيتهم، فإن قوة غريبة تنبت في أعماق النفس الفردية، تُستنبت لكي تقوم بدور المفتي و المحلل و المحرم، ليس وفق دراسات فقهية والرجوع الى مرجعيات دينية مختصة، بل بالاعتماد على الحاجات الضرورية، وقد تجد تلك الفتاوى استحسانا من الجماعات، التي تنظر إليها بابتسامة تتفهم الدوافع لتلك الفتاوى، لكن دون تعليق كثير ..

كان الأطفال، يصنعون فخاخا من أسلاك معدنية، توضع عليها بعض حبات قمح أو نوعا من حشرات أو ديدان، تدفن (الفخاخ) بالتراب في أمكنة تبيت بها طيور ضئيلة الحجم، وتبقى (الطعوم) واضحة أمام أعين الطيور، وما أن يحاول الطير التقاط حبة القمح أو الحشرة، حتى تلتف قطعة السلك المعدني المدفونة تحت التراب، على جسم الطير فتقتله. فيعود الأطفال في اليوم الثاني ليتفقدوا فخاخهم وما أمسكت من طيور، ويأخذونها لبيوتهم ويحضرون منها طعاما بعد إزالة الريش عنها .. وإن صدف أن انتقد أحدٌ مثل ذلك العمل، بحجة أن الطير ميت، والميت حرام ـ وهي صدف نادرة الحدوث ـ فإنه سيسمع من يقول له : ( صيد الفخ لخ ) ولا أحد يسأل ما هو (اللخ) ولكن سيفهم من تلك العبارة التي هي بمثابة (فتوى) أن أكل تلك الطيور (حلال) .. ولن يظهر من يطالب بصاحب القول أو المرجع الذي تم الاعتماد على هذا القول منها ..

وأحيانا كنت تجد من يقتل ضبعا ويجره معه للعتيقة ويقوم باقتطاع بعض أجزاءه، فيقول أن الجنب اليمين من الضبع هو (حلال) أكله، ولكن لن يرمي الجزء اليسار ! وكذلك يتم التعامل مع الثعالب وبنات آوى، فإن سأل أحد عن مدى مطابقة ذلك للشرع، كون تلك الحيوانات ذات ناب، وذات الناب حرام، فإنه سيجيب بأن الثعلب يأكل العنب والبطيخ فهو حلال!

وإن صدف أحدهم طائر (هدهد) أو (لقلق) أو حتى (نسر) كُسر جناح أي منهم، فإنه سرعان ما يأتي به ويأكله، متناسيا أنه من ذات المخالب .. ولا أظن أن المثل القائل : (من لا يعرف الصقر يشويه) آت من فراغ ..

كان خميس وأخوه يقتنيان كلاب من نوع (السلوقي) الذي يرتفع عن الكلب العادي بجسمه الضامر الممشوق، وأذنيه اللتين تنزلان على رقبته كأذني (السخلة) .. وكانت تلك الكلاب لا تنبح نهائيا، ولا تتحرش بمن يقترب منها، ولم يؤذها أحد، ليس لعدم رغبة العابثين بإيذائها، بل لأنها تحت حراسة خميس أو أبنائه، فقد تكون شروط العقد فيما بين تلك الحيوانات وأصحابها، أن تعاونه في الصيد، مقابل تقديم الحماية لها.. وعلى العموم، فإن حالات امتحان بنود العقد كانت قليلة، فحالات الصيد هي قليلة كما هي حالات إيذاء العابثين ..

كانت الكلاب تتبع خميس وأخاه في رحلات الصيد النادرة، وكان استعراض الرحلة لا يلفت انتباه أحد، فلم يتناقل أهل العتيقة، أخبار بطولة تلك الكلاب ولا ما أحرزته من صيد وفير .. ولم يسأل الناس من أين أتى خميس بهذا الصنف من الكلاب النادرة في وقتها ..

كان خميس يذهب الى (خربة) تبعد عن العتيقة، حوالي عشرة كيلومترات، و بها من الآبار المتروكة، والمهجورة، ونادرا ما يرتاد تلك الخربة من زوار أو حتى مالكيها .. فكانت الطيور (حمام بري) تنام في تلك الآبار، هاربة من الضواري من الطيور ك (الباشق) أو (العقاب) .. فكان خميس يضع شبكة تتدلى داخل البئر وعندما يذهب، يجمع أطراف الشبكة ويحمل ما علق بها من طيور..

في أحد الأيام، بينما خميس يقف على حافة البئر ليجمع أطراف الشبكة، انزلقت قدماه فسقط الى أسفل البئر، فاستقرت قدماه على قدمي جثة ميت تم رميه في البئر بعد قتله منذ مدة، وقد تحلل وبقي هيكله العظمي وبعض ملابسه عليه. فما أن داس خميس قدمي الميت حتى انتصب الميت بموازاة جسم خميس الساقط، فكان هول السقوط ومعانقة الجثة سببان كافيان لربط لسان خميس عدة أسابيع ولم يدل أهل العتيقة على ما أصاب خميس إلا كلابه التي عادت الى البلدة دون صاحبها ..

لم تكن تجارب أهل العتيقة تقتصر على الحيوانات والطيور، بل كانت تتعدى ذلك الى المملكة النباتية، ولكن تلك المهمة كانت تترك للنساء اللواتي كانت تجوب البراري باحثة عن نباتات، قررت التجارب المتكررة لأجيال سابقة أنها نباتات ذات فائدة، ويمكن أن تؤكل. فكان هناك نبات شوكي يسمى (العكوب) أو الكعوب (كما يسميه أهل العراق) .. يحفظ تحت الأرض نسيجا جذريا مكتنزا، تبحث عنه النسوة وتخلطه بالبصل والزيت وتعمل منه عدة أشكال من الفطائر أو الطبخات .. وهناك نبات يسمى (الجعدة) أو (الدنيدلة) له أوراق سميكة خضراء، تؤخذ وتشك في خيوط وتجفف، ثم تنقع عند الاستعمال ويتم سلقها ثم تخلط مع البيض والبصل والعدس وتطبخ بلبن قديم، بعدما يتم تكويرها وجعلها بحجم البيضة تقريبا .. وقد يخطئ بعض الأطفال فيتناولون تلك النباتات وهي طازجة، فيسمع القريب والبعيد صراخهم مستنجدين بمن يخلصهم من الآثار السيئة التي يتركها النبات على جذور ألسنتهم، فكأنما أمسك عفريت سام جذر لسان الطفل وأخذ يبرم به ويشده باتجاهات مختلفة وبنفس الوقت يلدغ به ويطعنه برؤوس مدببة حادة .. فعندها كنت تسمع قهقهة رجل مسن على حماقة الطفل في تناول هذا النبات السام .. لا أدري كيف تم ترويض هذا النبات ليحتل مكانة محترمة بين النباتات، تطلبه (الوحامى) والنفس (أي النساء في مرحلة الوحام والولادة)، وأي المختبرات التي قررت أن هذا النبات صالح للاستعمال في المطبخ .. وكم ضحية ماتت في مراحل التجريب .. كل تلك الأسئلة وغيرها، لا زالت ألغازا لم يتم كشفها ..

انتهى الجزء الأول من ذكريات قرية لم تعد موجودة .. سنلتقي في الجزء الثاني منها وهو (التشرنق) ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2007, 08:22 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي موضوعات ابن حوران التاريخية والأدبية .

الإسكندرونة .. اللواء المنسي

تتكاثر القضايا الساخنة في منطقتنا العربية، واحدة بعد الأخرى، منها ما هو قديم، ومنها ما يتخلق بشكل مستمر من (دارفور) الى الصومال، الى العراق، حتى باتت حالة التشظي في وطننا العربي الكبير ماثلة أمام الجميع، ويساعدها جو حكومي متراخي مهزوز، وجو أيديولوجي بين النخب، يقود الى مساجلات بين التيارات الوطنية، تصبح في النهاية تلك المساجلات وكأنها هدفا بحد ذاتها، فعندما تلتقي القوى الماركسية مع القوى ذات الطابع الديني الإسلامي، في إنكار هوية الأمة القومية، فتغض النظر عن الأطماع الفارسية والتركية، بحجة مشاركة تلك الدولتين العرب في دينهم، وتغض النظر عن قضية العرب الكبرى (فلسطين) بحجة التسليم للواقع القطري، لتستمر نكبة الفلسطينيين تحت عباءة الأممية، وتتصرف بها في النهاية نخب قطرية أسيرة لألاعيب الاحتلال الصهيوني المدعوم إمبرياليا .. ومن بين تلك القضايا المقلقة لواقع أمتنا (قضية لواء الإسكندرونة) ..

مقدمة جغرافية وتاريخية :

يقع لواء الإسكندرونة في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا. ويعد المنفذ البحري(تاريخيا) لمدينة حلب ومنطقتها، حيث كان اللواء في العهد العثماني أحد أقضية حلب.. ويضم في مساحته البالغة 4800كم2 مجموعة من المدن المعروفة، منها (أنطاكية، وبيلان، و قرق خان، و الريحانية، و أرسوز، والسويدية، وكساب، و البركة، والأوردي، و الصاو، وقلوق، و بلياس (جبل موسى) ..

وقد بلغ عدد سكان اللواء قبل اقتطاعه من سوريا، 220ألف نسمة .. كان العرب منهم 105آلاف، والأتراك 85ألف، والأرمن 25ألف والأكراد 5آلاف .. ولو علمنا أن نسبة الأتراك كانت لا تتعدى 29% عام 1921، وأن الأرمن تم إبعادهم من شرق الأناضول عام 1916 الى كل من الإسكندرونة والموصل في العراق.. لأدركنا على الفور أن هذا الإقليم عربي بهويته وسكانه وتاريخه ..

ويتمتع اللواء بطبيعة خلابة حباه الله عز وجل بها، وسهول ساحلية خصبة، ويحاذي سلسلة جبال (الأمانوس) التي تعطيه ميزة سياحية فريدة ..

مقدمة تاريخية :

مثلت جبال (طوروس) الحد الفاصل بين أرض العرب وجيرانهم الشماليين، حتى قبل أن يستولي العثمانيون على تركيا .. فقد وقفت الجيوش العربية في تحريرها أرض العرب من الروم عند حافة جبال طوروس لتوافق ذلك مع النظرة التاريخية بأن تلك الأرض عربية وكان ذلك في السنة 16هـ .. لتصبح الأرض التي شمال تلك النقطة للروم والتي جنوبها للعرب ..

وعندما نقول توافق تصرفهم هذا مع النظرة التاريخية المعروفة، فإننا نستذكر ما أنشده الشاعر العربي المعروف (امرؤ القيس ) وهو في طريقه الى القسطنطينية يطلب نصرة ملك الروم لاستعادة ملكه على مملكة (كندة) العربية التي فقد ملكها، فلما وصل منطقة (الدرب) وهو الاسم الذي كان يطلقه العرب على جبال طوروس أنشد يقول :
بكى صاحبي لما رأى (الدرب) دونه ...
............. وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينيك أننا
....... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا *1

وقد اتفق المؤرخون أن كل المنطقة التي جنوب جبال طوروس وهي ولاية (أدنة)*2 قد خضعت تاريخيا لحكم عربي، وتقسم الى قسمين: الغربي والذي ضم إضافة لما قلنا مدن (مرسين و طرسوس*3) ومرعش و عينتاب والإسكندرونة.. أما القسم الشرقي فضم ولاية (ديار بكر) والمدن التابعة لها: ماردين، ونصيبين وآورفة، وحران *4 و ميافارقين*5

وسكان تلك المناطق (قديما) يرجعون الى قبائل بكر و تغلب، حتى قبل الإسلام، ويعرفون بفصاحة لسانهم ( منهم الشاعر المعاصر المشهور سليمان العيسى )، وقد اتخذ العرب بعد الإسلام تلك المناطق قواعد عسكرية للدفاع عن الثغور، ومطاردة المعتدين .. أي أن العرب سبقوا الأتراك بقرون طويلة في توطن تلك المناطق ..

وقد وضع لواء الإسكندرونة في معاهدة (سايكس ـ بيكو) ضمن المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي .. أي أعتبرت تلقائيا مع سوريا ..

هوامش:
ـــ
*1ـ كان امرؤ القيس يخاطب رفيق دربه (عمرو بن قميئة) في رحلة دعم القيصر بإرجاعه للملك على مملكة كندة في جزيرة العرب.
*2ـ كانت هذه الولاية تابعة للإدارة المصرية في عهد المماليك، لسنة 1517 أي و الدولة العثمانية قائمة ..
*3ـ المدينة التي دفن فيها الخليفة المأمون وهو يتفقد جيشه.
*4ـ من المدن التي حط بها نبي الله ابراهيم عليه السلام في هجرته من (أور) في العراق.. الى فلسطين ..
*5ـ من المدن الرئيسية التي كانت تحت حكم سيف الدولة الحمداني والتي من ضمنها الموصل وحلب ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-05-2007, 01:56 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي الفاضل المؤرخ التاريخي
ابن حوران
تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-06-2007, 12:35 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

مستقبل الاسكندرونة في ضوء الاتفاقيات والوثائق الدولية

أ ـ مراسلات حسين ـ مكماهون

اندلعت ثورة العرب على الأتراك في 10/6/1916 وكان من ضمن الخطوات التي تم الاتفاق عليها بين الشريف حسين و الجمعيات العربية الاتصال بالسلطات البريطانية للحصول على دعمها، وهكذا بدأت سلسلة من الاتصالات والمراسلات التي عرفت باسم (مراسلات حسين ـ مكماهون) ومكماهون هذا هو السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في القاهرة ..

وقد تضمنت المراسلات إشارة واضحة الى تبعية المناطق الواقعة جنوب جبال طوروس ومن ضمنها منطقة (الاسكندرونة). فقد جاء بمذكرة الشريف حسين الأولى الى مكماهون والمؤرخة في 14/7/1915 تعيينا للحدود الشمالية للوطن العربي بخط يقع شمال مرسين ـ أدنة الموازي لخط 37 شمالا الذي تقع عليه المدن والقرى ( بيره جك، أورفة، ماردين، فديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود فارس). وعندما رد مكماهون بأن بحث مسألة الحدود ليس هذا وقته لأن الحرب العالمية الأولى لم تنته بعد، وتلك المناطق لا تزال تحت حكم الأتراك،
عاد الشريف حسين في رسالته الثالثة المؤرخة في 9/9/1915 ليؤكد( أن تلك الحدود (مرسين، أدنة، الاسكندرونة) والتخوم المطلوبة ليست لشخص متعلق إرضاءه والبحث معه فيها عندما تضع الحرب أوزارها، بل أقوامنا رأوا أن حياة تشكلاتهم الجديدة الضرورية القائمين في أمرها، مربوطة على تلك الحدود والتخوم، وعقدوا الكلمة عليها...) ويضيف ( وفوق هذا فإن العرب لم يطلبوا في تلك الحدود مناطق يقطنها شعب أجنبي وكان ما يصرون عليه توحيد البلاد التي تسكنها فروعهم المنحدرة من أصل واحد...) ثم يوضح ( بأني لست شخصيا الذي يطلب تلك الحدود التي يقطنها عرب مثلنا، بل هي مقترحات شعب بأسره يعتقد أنها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية).

ولكن حكومة بريطانيا لم تقبل ضمها للحكومة العربية المقبلة، بل كانت التوجيهات العليا للسير هنري مكماهون تستثني بوضوح مرسين ، الاسكندرونة، بل واستثنت أجزاء ساحلية غرب حماة ودمشق وحمص وحلب .. وافق الشريف حسين على استثناء أدنة .. لكنه لم يوافق على استثناء الاسكندرونة والأجزاء الأخرى .. وقد وافق الشريف على التريث لحين انتهاء الحرب، بناء على طلب هنري مكماهون ذلك ..

وتوضح المراسلات السابقة والتي أثارت جدلا واسعا بين المؤرخين العرب، بأن العرب بكل مواقفهم وأصنافهم ومنذ البدء، لم يتخلوا عن الاسكندرونة ..

ب ـ اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916

في الوقت الذي كانت فيه مراسلات حسين ـ مكماهون قائمة، كانت بريطانيا تعقد صفقة مهمة مع حلفائها في الحرب وبالذات (فرنسا و روسيا) لتحديد مناطق نفوذهم في التركة العثمانية، تفاديا لوقوع خلاف فيما بين هؤلاء الحلفاء في المستقبل، ففي 18/3/1915 عقدت معاهدة (القسطنطينية) بين الأطراف الثلاثة، وقد نصت المادة الثالثة من الاتفاقية على جعل منطقة ميناء الاسكندرونة بأكملها والواقعة أصلا تحت الإدارة السورية التابعة للعثمانيين .. ميناءا دوليا وتعلن حريته.. ولكن جرى تعديل على ذلك باتفاقية سايكس ـ بيكو الموقعة في 16/5/1916، حيث حددت منطقة النفوذ الفرنسي باللون الأزرق، وكان لواء الاسكندرونة من ضمنها.. مع جعل حرية الملاحة للبريطانيين محفوظة في الميناء و مياهه الإقليمية .. وأن تتمتع البضائع البريطانية بحق المرور (الترانسيت) في الاسكندرونة.

ج ـ مؤتمر الصلح في باريس

حضر الأمير فيصل ابن الحسين، ممثلا عن العرب، مؤتمر الصلح المنعقد في باريس بشهر كانون الثاني يناير/1919 وتقدم بمذكرتين، الأولى في 1/1/1919 والثانية في 29/1/1919، ثم ألقى خطابا في 6/2/1919، وكل كلامه كان تأكيدا لما ورد في المراسلات آنفة الذكر، إذ جاء في المذكرة الثانية: ( جئت ممثلا والدي الذي قاد الثورة العربية ضد الأتراك.... لأطالب بأن تكون [الأقطار] الناطقة باللغة العربية في آسيا من خط الاسكندرونة ـ ديار بكر حتى المحيط الهندي جنوبا، معترفا باستقلالها و سيادتها بضمان من عصبة الأمم)

د ـ معاهدتا (سان ريمو) و (سيفر)


في 10/8/1920 عقد الحلفاء المنتصرون معاهدة صلح مع الدولة العثمانية، عرفت بمعاهدة سيفر، اعترفت فيها الحكومة العثمانية بارتباط كل من منطقتي (الاسكندرونة وكليكية ) معا، جزءا متمما للأقطار العربية، وذلك ما تضمنته المادة 27 من المعاهدة.

وفي المعاهدة نفسها (سيفر) أقرت الحكومة العثمانية في المادة 94 ما ورد في اتفاقية سايكس ـ بيكو، باستثناء ما ورد فيها بخصوص (الموصل) إذ اتبعتها اتفاقية سايكس ـ بيكو بفرنسا، في حين ألحقتها معاهدة سيفر ببريطانيا.

على ضوء المادة 94 من معاهدة سيفر، تم فرض الانتداب على العراق وسوريا وفلسطين بقرار صدر في 25/4/1920

بعد التعقيد الذي أحدثه تدخل اليونان في تركيا، وما نجم عنه من رجحان كفة كمال أتاتورك، استطاع الأتراك أن يستثمروا التناقضات فيما بين الدول المنتصرة عليهم في الحرب العالمية الأولى، حيث وقع الكماليون اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي في 16/3/1921، جعلت تلك الاتفاقية الحلفاء يعدلوا من بنود معاهدة سيفر القاسية بما يؤمن لهم رضا الحكومة التركية.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2007, 06:47 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي موضوعات ابن حوران التاريخية والأدبية .

[FRAME="8 70"][ أبيات شعر وطنية خالدة

بلاد العُرب أوطاني ....... من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن........ الى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا .............. ولا خُلفٌ يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا ....... بقحطان وعدنان

لنا مدنية سلفت ...... سنحييها وإن دَثَرَت
ولو في وجهنا وقفت ... دهاة الإنس والجان
فهبوا يا بني قومي ...... الى العلياء بالعلم
وغنوا يا بني أُمي... ... بلاد العرب أوطاني

فخري البارودي
[/FRAME]
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 05-06-2007 الساعة 11:36 PM.
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2007, 08:13 PM   #7
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

[FRAME="11 70"][ ابن حوران][ أبيات شعر وطنية خالدة

بلاد العُرب أوطاني ....... من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن........ الى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا .............. ولا خُلفٌ يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا ....... بقحطان وعدنان

لنا مدنية سلفت ...... سنحييها وإن دَثَرَت
ولو في وجهنا وقفت ... دهاة الإنس والجان
فهبوا يا بني قومي ...... الى العلياء بالعلم
وغنوا يا بني أُمي... ... بلاد العرب أوطاني

فخري البارودي


أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن

أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني

وفي ربى مكة تأريخ ملحمة

على ثراها بنينا العالم الثاني

في طيبة المصطفى عهدي وموعظتي

هناك ينسج تاريخي وعرفاني

بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا

بالرقمتين وبالفسطاط جيراني

النيل مائي ومن عمان تذكرتي

وفي الجزائر إخواني وتطواني

والوحي مدرستي الكبرى وغار حرا

بدايتي وبه قد شع قرآني

وثيقتي كتبت في اللوح وانهمرت

آياتاها فاقرؤوا يا قوم عنواني

فأينما ذكر اسم الله في بلدٍ

عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني




(( من لم يدخل بغــداد لم يدخل الدنيــا ))



لبغداد العراق دموع صب

على عرصاتها ذبنا غراما

تذكّرك الربوع حياة قوم

هموا كانوا لدنيانا قواما



اجتمع أربعة أدباء ، نجباء خطباء ، فتعاهدوا ، وتعاقدوا ، وتواعدوا ، على أن يصفوا بغداد ، دار الأمجاد ، وبيت الأجواد ، وكوكبة البلاد .
فالأول : عليه وصف علمائها ، وفقهائها .
والثاني : يصف خلفاءها وأمراءها .
والثالث : يصف شعراءها وأدباءها .
والرابع : يصف أرضها ، وسماءها ، وماءها ، وهواءها ، وبهاءها .
فبدأ الأول ويُدعى أبا قتادة ، وهو صاحب ذكاء وإجادة ، وعلم وإفادة .
فقال : والله لو كتبت بدمع العيون ، على صفحات الجفون ، ما أنصفت بغداد على مداد القرون ، لكن سوف أصف ما كان فيها من علم وعلماء ،بلغ مجدهم الجوزاء :




ما الدار بعدَك يا بغداد بالدار

تفنى عليك صباباتي وأشعاري

أنت المنى وحديث الشوق يقتلني

من أين ابدأ يا بغداد أخباري





ولكن أقول ، بعد الصلاة والسلام على الرسول : اعلم أن من بغداد أشرقت شمس الرواية ، وبزغ فجر الدراية ، كانت في العلوم آية ، وفي الفنون غاية . فكان بها أهل الحديث ، ولم يكن بها بعثيّ خبيث .
ولك أن تتخيل مجلس أحمد بن حنبل ، عمائم بيضاء ، وهمة قعساء ، وسكينة وحياء . إذا قال أحمد : حدثنا أو أخبرنا ، أطرقت الرؤوس ، وخشعت النفوس ، وتفتحت أبواب السموات ، وتنـزلت الرحمات :



سقوني وقالوا لا تغنِّ ولو سقوا

جبال سلمى ما سُقِيتُ لَغنّتِ

ثم تذهب إلى مجلس فيه طائفة من الخاشعين ، فتجد وسطهم يحيى بن معين ، يحدث عن رسول رب العالمين ، يجرّح ويُعدّل ، ويُجْمِل ويُفصَّل ، كأنه ميزان منـزل .




لو حل خاطره في مقعد لمشى

أو ميت لصحا أو أخرس خطبا



ولله كم من ذكريات تشجيني ، إذا ذكرت علي بن المديني ، ذاك البطل ، إمام العلل ، السليم من الزلل ، فتراه يفتش الأسانيد ، وينخل المسانيد ، بفهم دقيق ، وعلم وتحقيق ، يعرف العلة في المسند المستقيم ، كما يعرف الطبيبُ السقيم .



برأيٍ مثل ضوء الفجر ضافٍ

كـــأن بريقــــه حــــد الحســــامِ



ولا تنس البخاري ، الضياء الساري ، والنهر الجاري ، قيد الألفاظ ، وأفحم الحفاظ إن شك في حديث علقه ، وإن طال متنه فَرّقه ، وإن لقي كاذباً مزّقه ، هو السيف الحاسم لسنة أبي القاسم ، اقرأ تبويبه ، افهم ترتيبه ، لترى كل عجيبة .




من كالبخاري إذا ما قال حدثنا

أو بوّب الباب أو شدَّ الأسانيدا

كأنما هو إلهام يعلمه

أو أنّه قبس يعطاه تأييدا



بغداد تشرفت بالسفيانين الثوري وابن عيينة ، وأصبحت بالعلماء أجمل مدينة ، وهي مدينة الكرخي معروف ، والإمام الشافعي المعروف .
من بغداد أصحاب الصحاح والسنن ، وأهل الذكاء والفطن . وهي للحديث دار الضرب والصلب بها تضرب الموضوعات للوضاعين ، ولكن تصلب الكذّابين على خشب السلطان المتين . قال بعضهم : من لم يدخل بغداد لم يدخل الحياة الدنيا، ومن لم يشاهد حسنها ما شاهد النجوم العليا .
فقام الثاني يصف الخلفاء والأمراء ، الذين ملؤوا الدنيا بالعطاء والسخاء .
فقال : هذه مدينة السفاح ، الذي خضب السيوف والرماح ، وكان لكل مجرم بطاح ، ولكل عدو نطاح .
هذه مدينة المنصور ، صاحب الدور والقصور ، الداهية الجسور ، والأسد الهصور .
هذه مدينة الرشيد ، صاحب القصر المشيد ، والمجد الفريد ، والصيت البعيد .
هذه مدينة المأمون ، صاحب الفنون ، وجامع المتون ، ولكنه بالفلسفة مفتون .
هذه مدينة المعتصم المغوار ، الذي أوطأ الخيل الكفار ، وأورد نحورهم كل بتار .




بغداد أنت حديث الدهر والأممِ

إذا مدحتك سال السحر من قلمي

أنت المنى أنت للتأريخ ملحمة

كم من رشيد ومأمون ومعتصمِ




ثم قام الثالث يصف الأدباء ، ويثني على الخطباء .
فقال : في بغداد أكبر ناد ، للشعراء الأجواد ، إذا شرب الشاعر من ماء الفرات ، أتى بالمعجزات ، وخلب الألباب بالأبيات ، سَمِّ لي شاعراً ما دخل بغداد، اذكر لي أديباً ما تشرف بتلك البلاد :




بغداد يا فتنة الشرق التي خلبت

بسحرها العقل والأقلام والأدبا

ماذا أردد يا بغداد من حزني

إذا ذكرتك بعت الهم والنصبا





من بغداد أبو تمام ، والبحتري الهمام ، وترنح بها المتنبئ بعض عام .
سجل بها ابن الرومي رواياته ، وأبدع إلياذاته ، وأروع أبياته .
وفي بغداد أبو العتاهية ، الشاعر الداهية ، منذر القلوب اللاهية، وصاحب الرسائل الباهية ، الآمرة الناهية . وهي أرض بشار ، ناسج أجمل الأشعار .
من بغداد انطلقت في البحار والبراري ، رائعة ابن الأنباري : علو في الحياة وفي الممات . من بغداد استمع الدهر في عجبْ ، لدويّ : السيف أصدق أنباء من الكتبْ .
بغداد مهرجان أدبي كبير ، لكل أديب نحرير ، فيها شعر ونثر ، وحصباء ودر ، وصديق وزنديق ، وحر ورقيق ، وموحد وملحد ، وحانوت ومسجد ، وبارة ومعبد ، ومقبرة ومشهد ، جد وهزل ، وحب وغزل ، كأن التاريخ كله في بغداد اجتمع، وكأن الدهر لصوتها يستمع . وكأن ضوء الشمس من بغداد يرتفع .
مصيبة بغداد الحكام الأقزام ، من عينة صدام ، أبطال الشنق والإعدام .
فقام الرابع فقال : كأن الأرض أخذت من بغداد جمالها ، أفدي بنفسي سهلها وجبالها ، دجلة له خرير ، والفرات له هدير ، والنسيم به له زئير ، كأن الهواء سرق من المسك أريجه ، وكأن الماء أخذ من العاشق نشيجه . تغار من زهر بغداد الزهراء ، وتحمر خجلاً من حسن بغداد وجنتي الحمراء .
كأن السحاب في سماء بغداد مع الشفق خضاب ، وكأن بريق الفجر في مشارف بغداد ذهب مذاب . كأن وجه بغداد مشرق ، قبل ميشيل عفلق . فلما دخلها الرفاق ، وحزب النفاق ، كتب على بغداد الشقاء والإخفاق .




لله يا بغداد أنت نشيدة

غنت بك الأعصار والأمصار

من لم ير ذاك الجمال فإنه

ضاعت عليه مع المدى الأشعار

أظن بغداد أصابها عين ، أو دخلها لعين ، ما لها قتلت المبدعين ، وطردت اللامعين.




ماذا أصابك يا بغداد بالعـين

ألــيس كنــت يقينــا قــرة العــين

وأنا عاتب على بغداد ، والعتاب لا يغير الوداد ، لأنه جُلد بها أحمد ، وقُتل بها أحمد، وأُكرم بها أحمد . فجُلد بها أحمد بن حنبل ، الإمام المبجل، وقُتل بها أحمد بن نصر الخزاعي ، الإمام الواعي ، وهو إلى الحق داعي ، وإلى البر ساعي، وأُكرم بها أحمد بن أبي دؤاد ، داعية البدعة والعناد ، والفتنة والفساد .
لكن بغداد لها حسنات يذهبن السيئات . ونهر الفرات ودجلة يطهران من الحدث ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ...




مقامات القرني
[/FRAME]
__________________

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 05-06-2007 الساعة 11:39 PM.
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-06-2007, 06:32 PM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

عجبت لقومٍ يخضعون لدولة ... يسوسهم في الموبقات عميدها
وأعجب من ذا أنهم يرهبونها.. وأموالها منهم، ومنهم جنودها


معروف الرصافي
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-06-2007, 11:41 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أديبنا ومؤرخنا الأستاذ الفاضل ابن حوران
أراك هنا تسبح بين شعراء الوطنية أنتم والأخ الفاضل الأستاذ سهيل اليماني
دمتما بخير وبود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-06-2007, 01:33 AM   #10
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

[FRAME="11 70"]أَتُنكِرُ رَسمَ الدارِ أَم أَنتَ عارِفُ
أَلا لا بَلِ العِرفانُ فالدَمعُ ذارِفُ

رَشاشاً كَما انهَلَّت شَعيبٌ أَسافَها
عَنيفٌ بِخَرزِ السَيرِ أَو مُتَعانِفُ

بِمُنخَرقِ النَقعَينِ غَيَّرَ رَسمَها
مَرابِعُ مَرَّت بَعدَنا وَمَصايفُ

كَلِفتُ بِها لا حُبَّ مَن كانَ قَبلَها
وَكلُّ مُحِبٍّ لا مَحالَةَ آلِفُ

إِذ الناسُ ناسٌ والبِلادُ بِغِرَّةٍ
وإِذ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ

وإِذ نَحنُ أَمّا مَن مَشى بِمَوَدَّةٍ
فَنَرضى وأَمّا مَن وشى فنُخالِفُ

إِذا نَزاواتُ الحُبِّ أَحدثنَ بَينَنا
عِتابا تَراضَينا وَعادَ العَواطِفُ

وَكُلُّ حَديثِ النَفسِ ما لَم أُلاقِها
رَجيعٌ وَمِمَّا حَدَّثَتكَ طَرائِفُ

وإِنّي لأُخلي لِلفَتاةِ فِراشَها
وأُكثِرُ هَجرَ البَيتِ والقَلبُ آلِفُ

حِذارَ الرَدى أَو خَشيَةً أَن تَجُرَّني
إِلى موبِقٍ أُرمَى بِهِ أَو أُقاذِفُ

وَإِنّي بِما بَينَ الضُلوعِ مِن امرىءٍ
إِذا ما تَنازَعنا الحَديثَ لعارِفُ

ذَكَرتُ هَواها ذِكرَةً فَكأَنَّما
أَصابَ بِها إِنسانَ عَينيَّ طارِفُ

وَلَم تَرَ عَيني مِثلَ سِربٍ رأَيتُهُ
خَرَجنَ عَلينا مِن زُقاقِ ابنِ واقِفِ

خَرَجنَ بأَعناقِ الظباءِ وأَعيُن ال
جآذِرِ وارتَجَّت بِهنَّ الرَوادِفُ

طَلَعنَ عَلينا بَينَ بِكرٍ غَريرَةٍ
وَبَينَ عوانٍ كالغَمامَةِ ناصِفِ

خَرَجنَ عَلينا لا غُشينَ بِهوبَةٍ
وَلا وَشوشيّاتُ الحِجالِ الزَعانِفُ

تَضَمَّخنَ بِالجاديِّ حَتّى كأَنّما
الأُنوفُ إِذا استَعرَضتَهنَّ رَواعِفُ

كَشَفنَ شُنوفاً عَن شُنوفٍ وَأَعرَضَت
خُدودٌ وَمالَت بِالفُروعِ السَوالِفُ

يُدافِعنَ أفخاذاً لَهُنَّ كأَنَّها
مِنَ البُدنِ أَفخاذُ الهِجانِ العَلائِفِ

عَلَيهنَّ مِن صُنعِ المَدينَةِ حِليَةٌ
جُمانٌ كأَعناقِ الدَبا وَرَفارِفُ

إِذا خُرِقَت أَقدامُهنَّ بِمِشية
تَناهَينَ وانباعَت لَهُنَّ النَواصِفُ

يَنُؤنَ بأَكفالٍ ثِقالٍ وَأَسوقٍ
خِذالٍ وَأَعضادٍ كَسَتها المَطارِفُ

وَيَكسِرنَ أَوساطَ الأَحاديثِ بِالمُنى
كَما كَسَر البَرديَّ في الماءِ غارِفُ

وأدنَيتِني حَتّى إِذا ما جَعَلتِني
لَدى الخَصرِ أَو أَدنى استَقَلَّك راجِفُ

فإِن شِئتِ واللَهِ انصَرفتُ وإِنَّني
مِن أَن لا تَريني بَعدَ هَذا لَخائِفُ

رأَت ساعِدي غولٍ وَتَحتَ ثيابِهِ
جَناجِنُ يَدمى حَدُّها وَقَراقِفُ

وَقَد شَئِزَت أُمُ الصَبيَّينِ أَن رأَت
أَسيراً بِساقيهِ نُدوبٌ نَواسِفُ

فإِن تُنكِري صَوتَ الحَديدِ وَمِشيَةً
فإِني بِما يأَتي بِهِ اللَهُ عارِفُ

وإِن كُنتِ مِن خَوفٍ رَجَعتِ فإِنَّني
مِنَ اللَهِ والسُلطانِ والإِثمِ راجِفُ

وَقَد زَعَمَت أُمُّ الصَبيينِ أَنَّني
أَقَرَّ فؤادي وازدَهَتني المَخاوِفُ

وَقَد عَلِمَت أُمُّ الصَبيَّين أَنَّني
صَبورٌ عَلى ما جَرَّفتني الجَوارِفُ

وإِنّي لَعَطّافٌ إِذا قيلَ مَن فَتىً
وَلَم يَكُ إِلا صالِحُ القَومِ عاطِفُ

وَأُوشِكُ لَفَّ القَومِ بِالقَومِ لِلَّتي
يَخافُ المُرَجّى والحَرونُ المُخالِفُ

وإِنّي لأُرجي المَرءَ أَعرِفُ غِشَّهُ
وأُعرِضُ عَن أَشياءَ فيها مَقاذِفُ

فَلا تَعجَبي أُمَّ الصَبييَّنِ قَد تُرى
بِنا غِبطَةٌ والدَهرُ فيهِ عَجارِفُ

عَسى آمِناً في حَربِنا أَن تُصيبَهُ
عواقِبُ أَيامٍ وَيأَمَنَ خائِفُ

فيُبكينَ من أَمسى بِنا اليَومَ شامِتاً
وَيُعقِبنَنا إِنَّ الأُمورَ صَرائِفُ

وَإِن يَكُ أَمرٌ غَيرَ ذاكَ فإِنَّني
لَراضٍ بِقَدرِ اللَهِ لِلحَقِّ عارِفُ

وإِنّي إِذا أَغضى الفَتى عَن ذِمارِهِ
لَذو شَفَقٍ عَلى الذِمارِ مُشارِفُ

وَينفُخُ أَقوامٌ عَليَّ سُحورَهُم
وَعيداً كَما تَهوي الرِياحُ العَواصِفُ

وأُطرِقَ إِطراقَ الشُجاعِ وإِنَّني
شِهابٌ لَدى الهَيجا وَنابٌ مُقَاصِفُ

وَداويَّةٍ سَيرُ القَطا مِن فَلاتِها
إِلى مائِها خِمسٌ لَها مُتَقاذِفُ

بُطونٌ مِنَ المَوماةِ بَعَّدَ بَينَها
ظُهورٌ بَعيدٌ تَيهُها وأَطايفُ

يَحارُ بِها الهادي وَيَغتالُ رَكبَها
تُنائِفُ في أَطرافِهِنَّ تَنائِفُ

هَواجِرُ لَو يُشوى بِها النَيُّ أَنضَجَت
مُتونَ المَها مِن طَبخِهِنَّ شَواسِفُ

تَرى وَرَقَ الفِتيانِ فيها كأَنَّها
دَراهِمُ مِنها جائزاتٌ وَزائِفُ

يَظَلُّ بِها عَيرُ الفَلاةِ كأَنَّهُ
مِنَ الحَرِّ مَرثومُ الخَياشِمِ راعِفُ

إِذا ما أَتاها القَومُ هَوَّلَ سَيرَهُم
تَجاوبُ جِنّانٍ بِها وَعَوارِفُ

وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ يَلجأُ وَحشُهُ
إِلى الظِلِّ حَتّى اللَيلَ هُنَّ حَواقِفُ

يَظَلُّ بِها الهادي يُقَلِّبُ طَرفَهُ
مِنَ الهَولِ يَدعو لَهفَهُ وَهوَ واقِفُ

قَطَعتُ بِأَطلاحٍ تَخَوَّنَها السُّرى
فَدَقَّ الهَوادي والعيونُ ذَوارِفُ

مَلَكتُ بِها الإِدلاجَ حَتّى تَخدَّدَت
عَرائِكُها وَلانَ مِنها السَوالِفُ

وَحتّى التَقَت أَحقابُها وَغُروضُها
إِذا لَم يُقَدَّم لِلغُروضِ السَنائِفُ

نَفى السَيرُ عَنها كُلَّ ذاتِ ذَمامَةٍ
فَلَم يَبقَ إِلا المُشرِفاتُ العَلائِفُ

مِنَ العَيسِ أَو جَلسٍ وَراءَ سَديسِهِ
لَهُ بازِلٌ مِثلُ الجُمانَةِ رادِفُ

مَعي صاحِبٌ لا يَشتَكي الصاحِبُ العِدى
صَحابَتُهُم وَلا الخَليطُ المؤالِفُ

سَراةٌ إِذا آبوا لُيوثٌ إِذا دُعوا
هُداةٌ إِذا أَعيى الظَنونُ المُصادِفُ

إِذا قيلَ لِلمُعيى بِهِ وَزَميلِهِ
تَروَّح فَلَم يَسطِع وَراحَ المُسالِفُ

رأَوا شِركَةً فيهِنَّ حقّاً وَكَلَّفوا
أُولاتِ البَقايا ما أَكَلَّ الضَعائِفُ

أَولاتِ المِراحِ الخَانِفاتِ عَلى الوَجى
إِذا قارَبَ الشَدَّ القِصارُ الكَواتِفُ

فَبَلَّغنَ حاجاتٍ وَقَضَّينَ حاجَةً
وَفي الحَيِّ حاجاتٌ لَنا وَتكالِفُ

وَنِعمَ الفَتى وَلا يُودّعُ هالِكاً
وَلا كَذِباً أَبو سُلَيمانَ عاطِفُ

لِجارَتِهِ الدُنيا وَلِلجانبِ العِدى
إِذا الشُولُ راحَت وَهيَ حُدبٌ شَواسِفُ

وَبادَرَها قَصرَ العَشيَّةِ قَرمُها
ذَرى البَيتِ يَغشاهُ مِنَ القُرِّ آزِفُ

يُنَفِّضُ عَن أَضيافِهِ ما يَرى بِهِم
رَحيمان ساعٍ بِالطَعامِ وَلاحِفُ

كأَن لَم يَجِد بؤساً وَلا جُوعَ لَيلَةٍ
وَفي الخَير والمَعروفِ لِلضُرِّ كاشِفُ

يَبيتُ عَن الجيرانِ مُعزِبَ جَهلِهِ
مُريحَ حَواشي الحِلمِ للخَيرِ واصِفُ

إِذا القَومُ هَشّوا لِلطِّعانِ وَأَشرَعوا
صُدورَ القَنا مِنها مُزَجُّ وَخاطِفُ

مَضى قُدُماً يُنمي الحَياةَ عَناؤهُ
وَيَدعوا الوَفاةَ الخُلدَ ثَبتٌ مواقِفُ

هوَ الطَاعِنُ النَجلاءَ مُنفِذُ نَصلِها
كَمبدَئِها مِنها مُرِشٌّ وَواكِفُ

وَما كانَ مِمّا نالَ فيها كَلالَةً
وَلا خارِجياً أَنفَذَتهُ التَكالِفُ
[/FRAME]
__________________

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 07-06-2007 الساعة 01:41 AM.
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .