العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-12-2008, 06:06 PM   #1
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

الشكر و لا يسعني سواه للتثبيت و الإضافات الرائعة التي أثرت الموضوع و هي دعوة أيضا لكل زائر ان يضيف لنجعله موضوعا متكاملا بإذن الله
أخي السيد عبد الرزاق و أخي المشرقي الاسلامي و أخي محمود الراجي أشكركم على المداخلات و أرجوا ان لا تتوقف و هذا لما عمّ من فائدة وجزاكم الله خيرا
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 06:27 PM   #2
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

مدينة بلا مطر




مدينتنا تؤرّق ليلها نار بلا لهب

تحمّ دروبها و الدّور ثم تزول حمّاها

و يصبغها الغروب بكل ما حملته من سحب

فتوشك أن تطير شراره و يهب موتاها

صحا من نومه الطينيّ تحت عرائش العنب

صحا تموز عاد لبابل الخضراء يرعاها

و توشك أن تدق طبول بابل ثم يغشاها

صفير الريح في أبراجها و أنين مرضاها

و في غرفات عشتار

تظل مجامر الفخار خاوية بلا نار

و يرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب

من المستنقعات تصيح

لاهثة من التعب

تؤوب إله الدم خبز بابل شمس آذار

و نحن نهيم كالغرباء من دار إلى دار

لنسأل عن هداياها

جياع نحن و اأسفاه فارغتان كفّاها

و قاسيتان عيناها

و باردتان كالذهب

سحائب مرعدات مبرقات دون إمطار

قضينا العام بعد العام بعد العام نرعاها

وريح تشبه الإعصار لا مرّت كإعصار

و لا هدأت ننام و نستفيق و نحن نخشاها

فيا أربابنا المتطلعين بغير ما رحمه

عيونكم الحجار نحسّها تنداح في العتمة

لترجمنا بلا نقمة

تدور كأنهن رحى بطيئات تلوك جفوننا

حتى ألناها

عيونكم الحجار كأنّها لبنان أسوار

بأيدينا بما لا تفعل الأيدي بنيناها

عذارانا حزاني ذاهلات حول عشتار

يغيض الماء شيئا بعد شيء من محيّاها

و غصنا بعد غصن تذبل الكرمة

بطيء موتنا المنسلّ بين النور و الظلمة

له الويلات من أسد نكابد شدقه الأدرد

أنار البرق في عينيه أم من شعله المعبد

أفي عينيه مبخرتان أوجرتا لعشتار

أنافذتان من ملكوت ذات العالم الأسود

هنالك حيث يحمل كل عام جرحة الناريّ

جرح العالم الدوار فاديه

و منقذه الذي في كل عام من هناك يعود بالازهار

و الأمطار تجرحنا يداه لنستفيق على أياديه

و لكن مرّت الأعوام كثرا ما حسبناه

بلا مطر و لو قطرة

و لا زهرة و لو زهرة

بلا ثمر كأنّ نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها

لنذبل تحتها و نموت

سيدنا جفانا آه يا قبره

أما في قاعك الطيني من جرّة

أما فيها بقايا من دماء الرب أو بذره

حدائقه الصغيرة أمس حعنا فافترسناها

سرقنا من بيوت النمل من أجرانها دخنا و شوفانا

و أوشابا زرعناها

فوفّينا و ما وفى لنا نذره

و سار صغار بابل يحملون سلال صبّار

و فاكهة من الفخّار قربانا لعشتار

و يشعل خاطف البرق

بظل من ظلال الماء و الخضراء و النار

و جوههم المدوّرة الصغيرة و هي تستسقي

فيوشك أن يفتّح و هي تومض حقل نوار

ورفّ كأنّ ألف فراشة نثرت على الأفق

نشيدهم الصغير

قبور إخوتنا تنادينا

و تبحث عنك أيدينا

ل؟أن الخوف ملء قلوبنا و رياح آذار

تهز مهودنا فنخاف و الأصوات تدعونا

جياع نحن مرتجفون في الظلمة

و نبحث عن يد في الليل تطعمنا تغطّينا

نشد عيوننا المتلفتات بزندها العاري

و نبحث عنك في الظلماء عن ثديين عن حلمة

فيا من صدرها الأفق الكبير و ذديها الخيمة

سمعت نشيجنا و رأيت كيف نومت فاسقينا

نموت و أنت واأسفاه قاسية بلا رحمة

فيا آباءنا من يفتدينا من سيحيينا

و من سيميت يولم لحمه فينا

و أبرقت السماء كأن زنبقة من النار

تفتح فوق بابل نفسها و أضاء وادينا

و غلغل في قراره أرضنا
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 06:36 PM   #3
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

المسيح بعد الصلب




بعدما أنزلوني سمعت الرياح


في نواح طويل تسف النخيل


و الخطى و هي تنأى إذن فالجراح


و الصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل


لم تمتني و أنصتّ كان العويل


يعبر السهل بيني و بين المدينة


مثل حبل يشدّ السفينة


و هي تهوي إلى القاع كان النواح


مثل خيط من النور بين الصباح


و الدجى في سماء الشتاء الحزينة


ثم تغفو على ما تحسّ المدينة


حينما يزهر التوت و البرتقال


حيت تمتدّ جيكور حتى حدود الخيال


حين تخضرّ عشبا يغنّي شذاها


و الشموس التي أرضعتها سناها


حين يخضرّ حتى دجاها


يلمس الدفء قلبي فيجرى دمي في ثراها


قلبي الشمس إذ تنبض الشمس نورا


قلبي الأرض تنبض قمحا وزهرا و ماء نميرا


قلبي الماء قلبي هو السنبل


موته البعث يحيا بمن يأكل


في العجين الذي يستدير


ويدحى كنهد صغير كثدي الحياه


متّ بالنار أحرقت ظلماء طيني فظلّ الإله


كنت بدءا و في البدء كان الفقير


متّ كي يؤكل الخبز باسمي لكني يزرعوني مع الموسم


كم حياة سأحيا ففي كل حفرة


صرت مستقبلا صرت بذره


ذرت جيلا من الناس في كل قلب دمي


قطرة منه أو بعض قطرة


هكذا عدت فاصفرّ لما رآني يهوذا


فقد كنت سره


كأن ظلا قد اسود مني و تمثال فكره


جمّدت فيه و استلّت الروح منها


خاف أن تفضح الموت في ماء عينيه


عيناه صخرة


راح فيها يواري عن الناس قبره


خاف من دفنها من محال عليه فخبّر عنها


أنت أم ذاك ظلي قد أبيضّ وارفضّ نورا


أنت من عالم الموت تسعى هو الموت مرّه


هكذا قال آباؤنا هكذا علمونا فهل كان زورا


ذاك ما ظنّ لما رآني و قالته نظرة


قدم تعدو قدم قدم


القبر يكاد بوقع خطايا ينهدم


أترى جاءوا من غيرهم


قدم قدم قدم


ألقيت الصخر على صدري


أو ما صلبوني أمس فها أنا في قبري


فليأتوا إني في قبري


من يدري أني من يدري


ورفاق يهوذا من سيصدق ما زعموا


قدم قدم


ها أنا الأن عريان في قبري المظلم


كنت بالأمس ألتف كالظن كالبرعم


تحت أكفاني الثلج يخضل زهر الدم


كنت كالظل بين الدجى و النهار


ثم فجرت نفسي كنوزا فعرّيتها كالثمار


حين فصلت جيبي قماطا و كمّي دثار


حين دفأت يوما بلحمي عظام الصغار


حين عريت جرحي و ضمدت حرجا سواه


حطم السور بيني و بين الإله


فاجأ الجند حتى جراحي و دقات قلبي


فاجأوا كل ما ليس موتا و إن كان في مقبرة


فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمرة


سرب من الطير في قرية مقفرة


أعين البندقيات يأكلن دربي


شرع تحلم النار فيها بصلبي


إن تكن من حديد و نار فأحداق شعبي


من ضياء السماوات من ذكريات و حب ّ


تحمل العبء عني فيندى صليبي فما أصغر


ذلك الموت موتي و ما أكبره


بعد أن سمّروني و ألقيت عينيّ نحو المدينة


كدت لا أعرف السهل و السور و المقبرة


كان شيء مدى ما ترى العين


كالغابة المزهرة


كان في كلّ مرمى صليب و أم حزينة


قدس الربّ


هذا مخاض المدينة
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 06:42 PM   #4
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي


قصيدة ذكرى لقاء


قد انتصف الليل فاطو الكتاب عن الريح و الشمعة الخابية
فعيناك لا تقرآن السطور و لكنها العلة الواهيه
فأنت ترى مقلتيها هناك و ذكرى من الليلة الماضيه
فتطوي على ركبتيك الكتاب و ترنو إلى الأنجم النائيه
**


هنا أنت بين الضياء الضئيل و بين الدجى في الفضاء الرحيب
و كم من مصابيح تفنى هناك تنير الثرى و الفراغ الرهيب
**


مصابيح كانت تذوب


و تنحل في شعرها:س


خطانا و لون الغروب


و ما ضاع من عطرها


و تلقي على ذكريات الشتاء ستاراً من الأدمع الراجفة
فتخبو مصابيحهن البعاد بطيئاً كما تبرد العاطفة
كما افترقت يوم حان الرحيل يد صافحتها يد واجفة
كرجع الخطى في الطريق البعيد كما انحلت الرغبة الخائفة
**


وتصغي و لا شيء إلا السكون و إلا خطى الحارس المتعب
وإلا ارتعاش الضياء الضئيل و خفق الظلال على المكتب
**


و أسفارك البالية


كأشباح موتى تسير


حياري إلى الهاوية


وحلم أدكار قصير


**


و تنساب مثل الشراع الكئيب وراء الدجى روحك الشاردة
ترى وجهها كالتماع النجوم و تطويه عنك اليد الماردة
إلى أن يذوب الضباب الثقيل و تنهار ألوانه الجامدة
فها أنت ذا تستعيد اللقاء كما عادت الجثة الباردة
**


و تمتد يمناك نحو الكتاب كمن ينشد السلوة الضائعة
فتبكي مع العبقري المريض و قد خاطب النجمه الساطعة
**


تمنيت يا كوكب


ثباتا كهذا أنام


على صدرها في الظلام


وافني كما تغرب


و يغشى رؤاك الضياء القديم بطيئاً كما سارت القافلة
ترى الباب مثل انعكاس المغيب على صفحة الجدول الناحلة
و يغشى رؤاك الضياء القديم ينير لك الغرفة الآفلة
و يغشى رؤاك الضياء القديم فيا لانتفاضتك الهائلة!
**


ترى الباب ألقى عليه الأصيل ظلالاً من الكرمة العارية
فما كان غير اعتناق طويل عصرنا به القوة الباقية
**


و ألقيت عبء السنين


و رأسي على صدرها


فشدت عليه اليمين


و أدنته من ثغرها


**


و أيقنت أن الحياة الحياة بغير الهوى قصة فاترة
و إني بغير التي ألهبت خيالي بأنفاسها العاطرة
شريد يشق ازدحام الرجال و تخنقه الأعين الساخرة
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 06:49 PM   #5
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

مرثية جيكور



يا صليب المسيح ألقاك ظلا فوق جيكور طائر من حديد

يا لظل كظلمة القبر في اللون و كالقبر في ابتلاع الخدود

و التهام العيون من كل عذراء بيت لحم الولود

مرّ عجلان بالقبور العواري من صليب على النصارى شهيد

فاكتسب منه بالصليب الذي ما كان إلا رمزا الهلاك الأبيد

لا رجاء لها بأن يبعث الموتى و لا مأمل لها بالخلود

ويل جيكور ؟ أين أيامها الخضر و ليلات صيفها المفقود

و العشاء السخي في ليلة العرس و تقبيلة العروس الودود

و انتظار له على الباب

محمود تأخرت يا أبا محمود

ناد محمود

ثم يوفي على الجمع بمنديل عرسه المعقود

نقطته الدماء يشهدن للخدر بعذراء يا لها من شهود

لا على العقم و الردى بل على الميلاد و البعث و الشباب الجديد

أي صوت يصيح محمود محمود تأخرت كالنواح البعيد

أين محمود ليس محمود في الدار و لا الحقل

يا أبا محمود

ناد محمود كاد أن يهتف الديك و ما زال جمهنا في الوصيد

قل له يبرز الدماء فأنا في انتظار لها و شوق مبيد

ذر نجم الصباح محمود محمود أأقبلت بالدم المنشود

أي جرح يتر منه الدم الموار في باب دارك المرصود

إنه منك منك هذا الدم الثر و من جانب العروس القديد

الصليب الصليب إنا رأيناه و قد مر كالخيال الشرود

قد رأيناه في الصباح و في الليل سمعنا كقعقعات الرعود

أهو هذا الذي يريدون ؟ أشلاء و أنقاض منزل مهدود

أفما قامت الحضارات في الأرض كعنقاء من رماد اللحود

لا و لم افرح العقول على المجهول يسبرن فيه غور الوجوه

أو يشقّ العباب قلع يصك الريح صكا إلى البعيد البعيد

أو يلمّ النسيم عقدا من النور و يذروه باقة من ورود

ساحر فجر المدى عن مدى ملآن باللحن مترع بالنشيد

أو تدّق الأجراس يا أرض يا بشراك بالحبّ و المسيح الوليد

لا و لم يختم الزجاج على كل هرقل من العقار الأكيد

بخنق الموت كلما همّ بالناس و يجتاح كاسرات الأسود

لا و لا قيس بعدما لفه الليل من الأرض و احتوى من حدود

بالذي قاس حافة الساعة القوراء في قرصها ذراعا حديد

أو يفض الظلام ألا لكي تندّك جيكور بالسلاح الجديد

كي يراها على اتساع المدى و الشأو من ليس طرفه بالحديد

من وراء المحيط و الليل و الغابات و البيد و الذرى و السدود

أين من شال جين أطمار كلثوم ؟ و أن الغضا من الأركيد

فيم أسرى صحاب جين المغاوير إلى زوج كلثوم المنكود ؟

أنت جيكور كل جيكور أحداق العذارى و باسلات الزنود

و الرؤوس التي حثا فوقهنّ الدهر ما في رحاه من تنكيد

صرّد القمح من نثار لها اللون و لم تحظ بالرغيف الوئيد

فهي صحراء تزفر الملح آهات و شكوى لمائها المؤود

خورس

شيخ اسم الله ترللا

قد شاب ترلّ ترلّ ترار و ما هلّ

ترلل العيد ترللا

ترللا عرّس حمادي

زغردن ترلّ ترللا

الثوب من الريز ترلّلا

و النقش صناعة بغداد

إنها الريح فاملئي الريح يا جيكور بالضحك أو نثار الورود

فقطب الصمت حيث كانت أغانيك و حيث العبير نتن الصديد

جاء قرن و راح و المدن في ضوضاء و ما زلن من حساب النقود

ضاع صوت الضعاف فيها و آهات النبيين و ابتهال الطريد

و استحال الفضاء من ضجة الآلات فيها و من لهاث العبيد

غير هذا الفضاء شيئا لغير الآدميين ربما للقرود

ربما للذئاب و الدود و الآذنى من الدود في الحضيض البليد

ظلّ ذاك الضجيج كالجيفة الحبلى بما ليس غير عقم الولود

ثمة التمّ في كرات من النار فألقى عليك صمت اللحود

لا عليك السلام يا عصر تعبان بن عيسى و هنت بين العهود

ها هو الآن فحمة تنخر الديدان فيها فتلظي من جديد

ذلك الكائن الخرافيّ في جيكور هومير شعبه المكدود

جالس القرفصاء في شمس آذار و عيناه في بلاط الرشيد

يمضغ التبغ و التواريخ و الأحلام بالشدق و الخيال الوئيد

ما تزال البسوس محمومة الخيل لديه و ما خبا من يزيد

نار عينين ألقتاها على الشمر ظلالا مذبحات الوريد

كلما لز شمره الخيل أو عرى أوزيده التحام الجنود

شد راحا و أطلق المغزل الدراء يدحوه للمدار الجديد

و انتهى من حديثه الضخم عن ضخم منالغزل و انتهى من قعود

نصف عريان يسحب الطرف عن صدر تعرى و عن قميص فقيد

غير بقيا على فم دق حتى عن فم العنكبوت في رأس عود

مغزل ينقض الذي حاكه النول و جهد أضاع شتى جهود

فهو كد و ليس بالكد أردى قبله اثنين و أدعى بالمزيد

حاضر غير حاضر منه للماضي فناء و للغد الموعود

لا عليك السلام يا عصر تعبان بي عيسى و هنت بين العهود

أنت أيتمت كل روح من الماضي و سودت آله من حديد

تسكب السم و اللظى لا حليب الأم أو رحمة الأب المفقود

سلم في الحضيض أعلاه مرقاه انخفاض و إن بدا كالعصود

حدقت منه في الورى مقلتا فوكاي تستشرقان أيام هود

و المسيح المبيع بخسا بما لو بيع لحما لناء عن تسديد

حدّقي حيث شئت يا عين فوكاي المدمّاه من مداك المديد

فهي سوق تباع فيها لحوم الآدميين دون سلخ الجلود

كل أفريقيا و آسيه السمراء ما بين زنجها و الهنود

و اشتري لحم كلّ من نطق الضاد تجار تبيعه لليهود

هكذا قد أسف من نفسه الإنسان و انهار مانهيار العمود

فهو يسعى و حلمه الخبز و الأسمال و النعل و اعتصار النهود

و الذي حارت البرية فيه بالتآويل كائن ذو نقود
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 06:55 PM   #6
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

في السوق القديم



-1-

الليل و السوق القديم

خفتت به الاصوات إلا غمغمات العابرين

و خطى الغريب و ما تثبت الريح من نغم حزين

في ذلك الليل البهيم

الليل ، و السوق القديم ، و غمغمات العابرين

و النور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب

مثل الضباب على الطريق

من كل حانوت عتيق

بين الوجوة الشاحبات كأنه نغم يذوب

في ذلك السوق القديم

-2-

كم طاف قبلي من غريب

في ذلك السوق الكئيب

فرأى و أغمض مقلتيه و غاب في الليل البهيم

و ارتج في حلق الدخان خيال نافذه تضاء

و الريح تعبث بالدخان

الريح تعبث بالدخان

الريح تعبث في فتور و اكتئاب بالدخان

و صدى غناء

ناء يذكر بالليالي المقمرات و بالنخيل

و أنا الغريب .. أظل أسمعه و احلم بالرحيل

في ذلك السوق القديم

-3-

و تناثر الضوء الضئيل على البضائع كالغبار

يرمي الظلال على الظلال كأنها اللحن الرتيب

و يرتق ألوان المغيب الباردات على الجدار

بين الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب

الكوب يحلم بالشراب و بالشفاة

ويد تلونها الظهيرة و السراج أو النجوم

و لربما بردت عليه و حشرجت فيه الحياة

في ليلة ظلماء باردة الكواكب و الرياح

في مخدع سهر السراج به و أطفأه الصباح

-4-

ورأيت من خلل الدخان مشاهد الغد كالظلال

تلك المناديل الحيارى و هي تؤمئ بالوداع

أو تشرب الدمع الثقيل ، و ما تزال

تطفو و ترسب في خيالي – هوم العطر المضاع

فيها و خصبها الدم الجاري

لون الدجى و توقد النار

يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات

يخبو و يسطع ثم يحتجب

ودم يغمغم و هو يقطر ثم يقطر : مات ...مات

-5-

الليل و السوق القديم و غمغمات العابرين

و خطى الغريب

و أنت أيتها الشموع ستوقدين

في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه

تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف

حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب

تتجمع الغرباء فيه

تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف

في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب

نقر [الداربك] من بعيد

يتهامس السعف الثقيل به و يصمت من جديد

-6-

قد كان قلبي مثلكن و كان يحلم باللهيب

حتى أتاح له الزمان يداً ووجها في الظلال

نار الهوى ويد الحبيب

ما زال يحترق الحياه و مان عام بعد عام

يمضي ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع

بعد الشراع و كان يحلم في سكون في سكون

بالصدر و الفم و العيون

و الحب ظلله الخلود فلا لقاء و لا وداع

لكنه الحلم الطويل

بين التمطي و التثاؤب تحت أفياء النخيل

-7-

بالأمس كان و كان ثم خبا و أنساه الملال

و اليأس حتى كيف يحلم بالضياء فلا حنين

يغشى دجاه و لا اكتئاب و لا بكاء و لا أنين

الصيف يحتضن الشتاء و يذهبان و ما يزال

كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح

كالسلم المنهار لا ترقاه في الليل الكئيب

قدم و لا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح

ما زال قلبي في المغيب

ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل و لا مساء

حتى أتيت هي و الضياء

-8-

ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام

عند المساء و طوقتني تحت أضواء الطريق

ثم ارتخت عني يداها و هي تهمس و الظلام

يحبو و تنطفئ المصابيح الحزانى و الطريق

أتسير وحدك في الظلام

أتسير و الأشباح تعترض السبيل بلا رفيق

فأجبتها و الذئب يعوى من بعيد من بعيد

أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك

عند السراب و سوف أبني مخدعين لنا هناك

قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد

أنا من تريد فاين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار

مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار

أنا من تريد و قبلتني ثم قالت و الدموع

في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب

بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب

لولا الأغاني و هي تعلو نصف وسنى و الشموع

تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء

أنا من تريد و سوف تبقى لا ثواء و لا رحيل

حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل

لا يأس فيه و لا رجاء

-10-

أنا أيها النائي القريب

لك أنت وحدك غير أنى لن أكون

لك أنت أسمعها و أسمعهم و رائي يلعنون

هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب

لعنات امي و هي تبكي أيها الرجل الغريب

إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير

قدماك سمرتا فما تتحركان و مقلتاك

لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير

أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك

عند السراب

فطوقتني و هي تهمس : لن تسير

-11-

أنا من تريد فأين تمضي بين أحداق الذئاب

تتلمس الدرب البعيد

فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب

في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد

حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب

أقسى على من الشموع

في ليلة العرس التي تترقبين و لا الظلام

و الريح و الأشباح أقسى منك أنت أو الأنام

أنا سوف أمضي فارتخت عني يداها و الظلام

يطغي ...

و لكني وقفت و ملء عيني الدموع
__________________
إنّنــا محكومون بالأمل
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-01-2009, 07:43 PM   #7
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

بدر شاكر السياب - ويهطلُ المطرُ



http://www.jehat.com/ar/sayab/index.htm
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .