العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-10-2007, 08:55 AM   #21
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة رفقه بغدادي
بخصوص رأي السنة والجماعة فيه فتقول أن الإمام جعفر الصادق كان كَبِيْرُ الشَّأْنِ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ . ))

والله اعلم

مشكووور استاذنا للتوضيح والمجهود في البحث بارك الله فيك

جوزيت خيرا عنا وعن المسلمين

يعطيك الف الف الف عافيه

رفقه بغدادي
شكراً أختي الكريمة على مرورك وحسن الظن ...
فمهما تحدثنا عن الإمام جعفر الصادق لن نوافيه حقه ...
ولي عودة بإذن الله تعالى
وكل عام وأنتم بخير
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2007, 10:18 AM   #22
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أبرز تلاميذ الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه

أبرز تلاميذ الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه



أخذ عنه العلم رواية وفقها جمع كبير من العلماء الحفاظ الثقاة من أشهرهم:
يحيى بن سعيد الأنصاري القطان، ويزيد بن عبد الله بن الهاد الليثي المدني وهو أكبر من جعفر ومات قبله بعشر سنين، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وهو من أقرانه، وأبان بن تغلب وأيوب السختياني وأبو عمرو بن العلاء.
ومالك بن أنس الأصبحي إمام الهجرة، وسفيان الثوري، وشعبة ابن الحجاج إمام النقاد، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن ثابت البناني، وغيرهم كثير، لكن منهم المتفقه عليه والراوي عنه والمجالس له وهم: مالك وأبوحنيفة خصوصا.
وروى له جماعة الكتب الستة إلا البخاري فلم يخرج له في صحيحه بل في غيره.
وقد كان رحمه الله ثقة صدوقا إماما فقيها.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 03:19 PM   #23
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile كرم وسخاء الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه

كرم وسخاء الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه



بلغ في الكرم شأنا عظيما، ومبلغا كريما وليس بغريب عليه وعلى بيته النبوي الكريم، وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أجود من الريح المرسلة شهدت له المواقف العديدة في المدلهمات والغزوات وغيرها بالكرم البالغ الذي لا يخشى معه الفقر عليه الصلاة والسلام.

وأما جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه فمما جاء في كرمه وبذله ما رواه تلميذه هياج بن بسطام التميمي قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.

وهذا عطاء من لا يخشى الفقر.

وروي أنه لما سئل عن علة تحريم الربا فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف، وهذا يدل على أريحية نفس وسخائها.

وذكروا عنه أنه كان يمنع الخصومة بين الناس، بتحمله الخسائر على نفسه وإيثار الصلح بينهم.

كما ذكروا عنه أنه شابه جده علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه في الإنفاق سرا، وذلك أنه إذا كان الغلس في الليل حمل جرابا فيه خبز ولحم ودراهم على عاتقه، ثم وزعه على ذوي الحاجات من فقراء المدينة، دون أن يعلموا به، حتى مات، وطهرت الحاجة فيمن كان يعطيهم بعد موته.
فرحمة الله عليه وإني لأرجو أن يكون فيمن يقول الله فيهم: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-10-2007, 09:52 AM   #24
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile حكمتة وسعةُ فهم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه

حكمتة وسعةُ فهم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه



أكثر مترجموا الإمامِ جعفر الصادق من نقلِ حِكمِهِ، وأجوبتهِ المسكتةِ للأسئلةِ المشكلة، تلك الأجوبةُ التي تبين عن سعةِ علمهِ وبعد فهمهِ، وما حباهُ اللهُ به من سرعةِ البديهة، واللسان المفصحِ عن جوامعِ المعاني، وفقههِ لمقاصد التشريعِ وأسراره، وهو فضل الله يؤتيه من يشاءُ .

فقد سألهُ تلميذهُ سفيانُ الثوري بمكةَ في موسمِ الحجِ، فقال: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَناخ بِالأَبْطَح، فَقُلْت: يَا ابْنَ رَسُوْل الله! لِمَ جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاء الحَرَم، وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ؟ فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ الله، وَالحَرَمُ حِجَابُه، وَالمَوْقِفُ بَابُه، فَلَمَّا قَصَدَه الوَافِدُوْنَ، أَوْقَفَهَم بِالبَابِ يَتَضَرَّعُوْنَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ، أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِم، وَطُولِ اجْتِهَادِهِم، رَحِمَهُم، أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم، فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم، وَقَضَوْا تَفَثَهُم، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم، أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى طَهَارَة. قَالَ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ التَّشرِيْقِ؟ قَالَ: لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ، وَلاَ يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه .

وروى أبو نعيم في الحليةِ بسندهِ إلى أحمدَ بنِ عمرو بنِ المقدم الرازي قال: وقع الذبابُ على المنصور - أبي جعفر الخليفةِ العباسي - فذبهُ عنهُ، فعاد فذبهُ حتى أضجرهُ فدخل جعفرُ بنُ محمدٍ عليه، فقال المنصورُ: يا أبا عبدِ اللهِ لِمَ خَلَقَ اللهُ الذُّبَاب؟ قَال: لِيُذِلَّ بِهِ الجَبَابِرَةَ .

وقال جعفرُ الصادق لتلميذهِ سفيانَ الثوري: لاَ يَتِمُّ المَعْرُوْفُ إِلاَّ بِثَلاَثَة: بِتَعجِيْلِه، وَتَصْغِيْرِه، وَسَتره.

وروى تلميذهُ عَائِذُ بنُ حَبِيْبٍ - وهو صدوقٌ رمي بالتشيعِ - أن جعفرَ الصادق قال: لاَ زَادَ أَفْضَلُ مِنَ التَّقوَى، وَلاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمتِ، وَلاَ عَدوَّ أَضرُّ مِنَ الجَهْلِ، وَلاَ دَاءَ أَدْوَأُ مِنَ الكَذِبِ .

وقال مرةً يوصي ابنهُ موسى (الكاظم) : يَا بُنَيَّ! مَنْ قَنعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ، اسْتَغْنَى، وَمَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِه، مَاتَ فَقِيْراً، وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِمَا قُسِمَ لَهُ، اتَّهمَ اللهَ فِي قَضَائِهِ، وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِه، اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه، وَمَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه، انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ، قُتِلَ بِهِ، وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْراً لأَخِيْهِ، أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ، وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ، حُقِّرَ، وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ، وُقِّرَ، وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوء، اتُّهِمَ .

يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ، فَيُزْرَى بِكَ، وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ، فَتَذِلَّ لِذَلِكَ .

يَا بُنَيَّ! قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ، تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِك، كُنْ لِلْقُرْآنِ تَالِياً، وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً، وَللمَعْرُوْفِ آمِراً، وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً، وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً، وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً، وَلِمَنْ سَألَكَ مُعطِياً، وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ، فَإِنَّهَا تَزرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْب، وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوْبِ النَّاس، فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ النَّاس، كَمَنْزِلَةِ الهَدَف، إِذَا طَلَبْتَ الجُوْد، فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِه، فَإِنَّ لِلْجُوْد مَعَادِن، وَللمَعَادِنِ أُصُوْلاً، وَللأُصُوْلِ فُرُوعاً، وَلِلفُرُوعِ ثَمَراً، وَلاَ يَطِيْبُ ثَمَرٌ إِلاَّ بِفَرع، وَلاَ فَرعٌ إِلاَّ بِأَصل، وَلاَ أَصلٌ إِلاَّ بِمَعدنٍ طَيِّب، زُرِ الأَخْيَار، وَلاَ تَزُرِ الفُجَّار، فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا، وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا، وَأَرْضٌ لاَ يَظْهَرُ عُشْبُهَا .

ومن سرعةِ بديهتهِ وموفورِ حكمتهِ أن أصحابَهُ سألوهُ مرةً: لِمَ حَرَّمَ اللهُ الرِّبَا؟ قَال: لِئَلاَّ يَتَمَانعَ النَّاسُ المَعْرُوْفَ .

وهذا في الحقيقةِ من فواتح الله له في معرفة مقاصدِ الشرائعِ . وهذا لا يحصلُ بالتكسبِ والتعليمِ - لكنه فضلٌ يهبهُ اللهُ لمن شاءَ من عبادهِ، وربنا ذو فضلٍ عظيمٍ .

ومن النوادرِ في أجوبتهِ المسكتةِ الحاضرةِ ما نقلهُ صاحبُ ربيعِ الأبرارِ: أن رجلاً قال لجعفر الصادق بن محمد: ما الدليلُ على الله؟ ولا تذكر لي العالمَ والعرضَ والجوهرَ، فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: هل عصفت بكم الريحُ حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركبِ والملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك أن ثَمّ من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذاك هو الله، قال الله تعالى: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ" [الإسراء: 67]، "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ" [النحل: 53] .

ولذا نص أبو حنيفة على أنه لم ير أفقه من جعفر بن محمد .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-11-2007, 03:13 PM   #25
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile هيبة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه

هيبة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه




رزق الله الإمام الصادق مع كريم سجاياه وتواضعه هيبة ووقارا، خضع له به أكبر ملوك الأرض في وقته وهو الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، حيث روى شمس الدين الذهبي بسنده إلى الفضل بن الربيع عن أبيه قال: دعاني المنصور فقال: إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني، قتلني الله إن لم أقتله. فأتيته فقلت: أجب أمير المؤمنين.
فتطهر ولبس ثيابا، أحسبه قال: جددا، فأقبلت به، فاستأذنت له: فقال: أدخله، قتلني الله إن لم أقتله.
فلما نظر إليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه. وقال: مرحبا بالنقي الساحة، البريء من الدغل والخيانة، أخي وان عمي، فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثم قال: سلني عن حاجتك.
فقال: أهل مكة والمدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به، قال: أفعل. ثم قال: يا جارية ائتيني بالتحفة، فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف، فاتبعته فقلت: يابن رسول الله، أتيت بك ولا شك أنه قاتلك، فكان منه ما رأيت. وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو؟ قال: قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك علي، ولا تهلكني وأنت رجائي. رب كم نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري!
فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، أعني على ديني بدنيا، وعلى آخرتي بتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت.
يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك، يا وهاب أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، والعافية من جميع البلايا وشكر العافية. اهـ.
وهذا الذي وقع له – فأبدل الله قلب خصمه من السخط حبا، والبعد قربا- هو كرم الله وعنايته ولطفه بأوليائه، مع ما كان بين العباس وآل علي بن أبي طالب من الأمور العظام التي لا يناسبها هذا التكريم لأحد كبرائهم، فسبحان من القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-11-2007, 09:11 AM   #26
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile ثناء العلماء على الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :

ثناء العلماء على الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :



حسبك أن تعلم من ذلك أنه روى له جماعة الكتب الست في كتبهم خلا الإمام البخاري فلم يخرج له في الصحيح ولكن في بقية كتبه.

ولذا قال ابن حجر في ترجمته في التقريب: صدوق فقيه إمام...

وقد أكثر العلماء –علماء الحديث والنقد- من الثناء عليه ومدحه ووصفه بالأوصاف اللائقة به.

فقال أبو حاتم الرازي: ثقة لا يسأل عن مثله. كما في الجرح (2/487)، ووثقه الشافعي وابن معين وغيرهما. وقال ابن حبان: هو من سادات أهل البيت، وعباد أتباع التابعين، وعلماء أهل المدينة.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج (2/245): (... فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة ...)، ونص على ذلك في موضع آخر (4/108-110): (وإمامتهم فيما دلت الشريعة على الائتمام بهم فيه ...).

وقال أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي –لما سئل عنه: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة، ثم أتيت أبا جعفر، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت وأذن لي فجلست.
ثم التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، تعرف هذا؟ قال: نعم، هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا.
ثم قال: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون: كذا وكذا، ونحن نقول: كذا وكذا. فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا. حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة.
ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟.

هذا نزر يسير من ثناء الأئمة عليه. وللشيخ ابن تيمية من الثناء عليه لوحده ومع آبائه من آل البيت ما لو جمع لكفى عن غيره. وإنما في التنويع فوائد.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-11-2007, 02:08 PM   #27
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile موقف الإمام جعفر الصادق من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين :

موقف الإمام جعفر الصادق من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين :




الأول جده من جهتين من ناحية أخواله، وكلاهما وزيرا جده، محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد كان محبا لهما ومعظما ومزكيا لهما، مبغضا لمن أبغضهما، فلأجله كان يبغض الرافضة ويمقتها لموقفهم من جده أبي بكر وصاحبه الفاروق.

قال عبد الجبار بن العباس الهمداني: إن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة، فقال: (إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة، فأنا بريء منه، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا بريء منه).

وروى ابن أبي عمر العدني عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه أن آل أبي بكر كانوا يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال زهير بن معاوية: قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر، فقال جعفر: بريء الله من جارك. والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر. ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم.

وقال محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: يا سالم، تولهما، وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى. ثم قال جعفر: يا سالم، أيسب الرجل جده؟ أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما. اهـ.
وهذا القول من الإمام الصادق قاله بحضرة أبيه الإمام محمد بن علي الباقر ولم ينكره.

وقال حفص بن غياث –ثقة، تلميذ الصادق- : سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين.

وقد روى تلميذه المتقن الثقة عمرو بن قيس الملائي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.

فهذه النصوص من جعفر الصادق رحمه الله صريحة في محبته للشيخين وتوليه لهما، وتقربه إلى الله بذلك، كما تدل أيضا على بغضه لمن أبغضهما، وبراءته ممن تبرأ منهما أو ادعى عصمته هو في نفسه. كما دعا الله بأن يتبرأ ممن تبرأ منهما.

وهذا يهدم أصلا عظيما من أصول القوم الذي يعتقدونه في زيري نينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم بقية جماهير صحابة جده صلى الله عليه وآله وسلم.

وأيضا شهد لهما بالجنة، وأولئك الأباعد يشهدون عليهما بالنار والخلود فيها، فقد روى الدارقطني بإسناده إلى حنان بن سدير قال: سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
أي إن أرواحهما في الجنة تغدو وتروح كما تشاء، وليس وراء ذلك شيء إلا التقية المحضة وهي النفاق المحض، نعوذ بالله
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-11-2007, 03:53 PM   #28
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile موقف الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه من الجدال والقياس في الدين

موقف الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه من الجدال والقياس في الدين



درج الإمام جعفر بن محمد رحمة الله عليه على ما درج عليه أجداده -من النبي عليه السلام، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعموم الصحابة والتابعين وتابعيهم- من التحذير من الجدال والمراء في الدين وفي كتاب الله وشرائعه. وهذا الأمر -أعني التحذير من الجدال وتوابعه وآثاره على الدين والقلوب- من الأمور المسلمة عند المسلمين، مضى على التحذير منه والتشديد فيه صدر الأمة وسلفها الصالح في كل قرن إلى عصرنا هذا ممن تبع السلف في مذهبهم ومضى على منهجهم ومنوالهم.

ومن أقوال الإمام الصادق في هذا، مارواه الذهبي بسنده إلى عنبسة الخثعمي -وكان من الأخيار- قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: (إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب، وتورث الشقاق).
وهذه العبارة تواترت في الحقيقة عن جمع كبير من أئمة السلف رحمهم الله، تناقلها العلماء في كتب أصول السنة في هذا الباب.
فهذا نموذج في ذم الجدال، وهو المراء وطلب المغالبة، ومستلزم للخصومة في الدين.

ومن ذمه للقياس قصة رواها أبو نعيم في الحلية بسنده إلى عمرو بن جميع، قال: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، وقال عبد الله بن شبرمة الكوفي -وهو ثقة فقيه من أقران الصادق- قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد، فقال لابن أبي يعلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين.
قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه. قال: نعم، قال: فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان، هل قست رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟!، قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين، والعذوبة في الشفتين؟
قال: لا!، قال: ما أراك تحسن شيئا.
قال: فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟
فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله، أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها.
فقال: أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى بمنه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين، لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب، فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ، فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وإن الله بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل العذوبة في الشفتين، يجد بهما استطعام كل شيء ويسمع الناس بها حلاوة منطقه).
فقال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان. فقال: إذا قال العبد: لا إله، فقد كفر، فإذا قال: إلا الله، فهو إيمان.
ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان، حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس. قال الله تعالى له: اسجد لآدم، فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس، لأنه اتبعه بالقياس).
زاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟ قال: قتل النفس. قال: فإن الله عز وجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة. ثم قال: أيهما أعظم: الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فكيف -ويحك- يقوم لك قياسك؟!. اتق الله ولا تقس الدين برأيك!
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-12-2007, 03:26 PM   #29
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile من أقوال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في صفات الله تعالى

من أقوال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في صفات الله تعالى



أكثر ما نقل عنه نموذج من الصفات الإلهية المقدسة، في كلام الله تعالى، لا سيما وزمنه زمن بدعة الجعد بن درهم وتلقي الجهم بن صفوان السمرقندي لها.
حيث روى عنه تلميذه معاوية بن عمار الدهني -وهو صدوق- قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكن كلام الله. وقد أسندها عنه ابن جرير الطبري في عقيدته صريح السنة، أي إن كلام الله الذي هو صفته، ليس قائما بذاته فيخلق ويبدع؛ لأنه صفة والصفة لا تقوم بنفسها أبدا فلابد من قيامها بموصوف.
وليس كلام الله مخلوقا؛ إذ لو كان كذلك لامتنع عن الاتصاف بالكلام. فعطل عنه. وهذا القول من الإمام الصادق خالف فيه شيعته ومتأخريهم؛ الذين وافقوا المعتزلة في قولهم بأن القرآن مخلوق، ومع عذا خالفوا إمامهم المعصوم؟!

ونقل ابن تيمية عن جعفر الصادق –وعن غيره ممن قبله من الصحابة ومعاصريه- ومن بعده: أن الله لم يزل متكلما إذا شاء كيف شاء، وأن الفعل من لوازم الحياة، والرب لم يزل حيا، فلم يزل فعالا) . ذكر ذلك في المنهاج (1/215) و(2/386).

وفي باب القضاء والقدر، وافق الإمام جعفر الصادق أئمة أهل السنة في إثبات إرادة لله خاصة شاملة، وإرادة للمخلوق خاصة به؛ كما قاله ابن تيمية في المنهاج (3/169): (لكن التحقيق إثبات النوعين –أي من الإرادتين- كما أثبت ذلك السلف والأئمة؛ ولهذا قال جعفر: (أراد بهم وأراد منهم) فالواحد من الناس يأمر غيره وينهاه مريدا النصيحة، وبيانا لما ينفعه، إن كان مع ذلك لا يريد أن يعينه على ذلك الفعل ...).
وقال عن القدر: هو أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض. وقال أيضا: إن الله أراد بنا شيئا، وأراد منا شيئا، فما أراده بنا طواه عنها. وما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا. اهـ. من لوامع الأنوار (2/251). وهذا معنى قول جده على بن أبي طالب رضي الله عنه: القدر سر من أسرار الله فلا نكشفه!.

والمقصود أن أصول جعفر الصادق وآبائه هي أصول السنة وأئمة الدين في صفات الله؛ بإثبات ما يحب له من صفات الكمال مما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن ذاته، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن خالفهم الرافضة.

قال ابن تيمية في المنهاج (2/368): (ولكن الإمامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم، فليس في أئمة أهل البيت -مثل: علي بن الحسين (زين العابدين) وأبي جعفر الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق،- ومن كان ينكر الرؤية أو يقول بخلق القرآن، أو ينكر القدر، أو يقول بالنص على علي، أو بعصمة الأئمة الاثني عشر أو يسب أبا بكر وعمر.
والمنقولات الثابتة والمتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة، وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة.
وشيوخ الرافضة معترفون بأن هذا الاعتقاد في التوحيد والصفات والقدر لم يتلقوه، لا عن كتاب ولا سنة ولا عن أئمة أهل البيت، وإنما يزعمون أن العقل دلهم عليه، كما يقول ذلك المعتزلة. وهم في الحقيقة إنما تلقوه عن المعتزلة وهم شيوخهم في التوحيد والعدل). اهـ.

وعليه فلا يعرف عن الإمام الصادق ولا أحد ممن قبله -من أئمة أهل البيت خصوصا- ما يتناقله عنهم الغالون فيهم، بل كل ما ينقلونه عنهم كذب وافتراء على ألسنة أؤلئك الأئمة.
فهذه الاعتقادات التي يتصورها الرافضة وغيرهم -مما يحكونه عن الصادق خصوصا ومن قبله من آل البيت- إنما هي أساطير نسجوها هم حول أولئك الأئمة، وأقاويل تقولوها عليهم وأجروها على ألسنتهم كذبا وزورا.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-12-2007, 12:14 PM   #30
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile كذب الرافضة على الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :

كذب الرافضة على الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :



مع ما تبوأ الإمام جعفر الصادق من المنزلة عند الشيعة، إذ هو الإمام السادس من سلالة الحسين بن علي عندهم. ولكنهم مع هذا افتروا عليه كذبا مستطيرا لم يفتروه على مثله من أئمتهم.

- وأول ذلك: ما حكاه شيخهم أبو محمد الحسين النوبختي (310هـ) في كتابه فرق الشيعة، حيث ذكر عن الذين قالوا بإمامة جعفر الصادق على محمد بن عبد الله بن الحسين ذى النفس الزكية، حيث ذاع منهم من قال: إن جعفرا لما أشار إلى إمامة إسماعيل ابنه ثم مات في حياة أبيه، أنه كذبهم، ولم يكن بذلك إماما عليهم، لأن الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون...
حتى حاولوا تسديد قوله هذا، فقالوا بالبداءة على الله، أي أنه قد يبدو لله شيئا لم يكن قبل في سابق علمه أن يكون. وإن أنكر البداءة نفر منهم.

- فهذا أول كذب عليه في حياته،
كما كذبوا عليه بادعاء الإمامة المعصومة له، وسبق لنا في موقفه من الشيخين قوله لعبد الجبار الهمداني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا بريء منه.


- وأيضا الكذب على الإمام جعفر بأنه قال: التقية ديني ودين آبائي. واعتمدوها أصلا من أصولهم، لا ينفكون عنه، ويحرفون آية آل عمران إلية.


- وأشنع ما افتراه غلاة الشيعة من الرافضة على الإمام الصادق: القول بألوهيته كما صرحت به طائفة البزيغية، وهم أتباع بزيغ بن موسى الحائك من أصحاب جعفر، وإن كان عامة الرافضة يلعنونهم كما في رجال الكشي ص257-258، وأعيان الشيعة للعاملين (13/231) ورجال الطوسي ص159.

- ومن كذبهم عليه اعتقاد بقائه وعدم موته، وبعضهم يعتقد ذلك في ابن موسى الكاظم، ومنهم من يعتقد ذلك في غيره من متقدمي آل البيت.
وهو خطأ بيّن، إذ الموت لابد منه، ولم يختص أحد من آل البيت لا علي ولا غيره دوام أو بقاء زيادة على غيره، فأعمارهم أعمار غيرهم، بل النادر منهم من يتجاوز المائة سنة عمرا.


- وأيضا كذبهم عليه وعلى أبيه فيما ينقلونه عنه من أصول الدين وفروعه، وينقلون عنهم بدون إسناد، أو بإسناد موضوع أو ضعيف أو مقطوع، لا يتوفر فيه أسباب القوة في نسبة القول إليهم، بل تتوفر فيه أسباب طعن نسبته إلى أحد من أولئك الأئمة. قال ابن تيمية في المنهاج (5/162): (وأما شرعياتهم فعمدتهم فيها على ما ينقل عن بعض أهل البيت مثل: أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وغيرهما.
ولا ريب أن هؤلاء من سادات المسلمين، وأئمة الدين، ولأقوالهم من الحرمة والقدر ما يستحقه أمثالهم، لكن كثير مما ينقل عنهم كذب، والرافضة لا خبرة لهم بالأسانيد والتمييز بين الثقات وغيرهم، بل هم في ذلك من أشباه أهل الكتاب، كل ما يجدونه في الكتب منقولا عن أسلافهم قبلوه، بخلاف أهل السنة فإن لهم من الخبرة بالأسانيد ما يمتازون به بين الصدق والكذب).انظر نحوه في المجموع(11/581).

ولئن كان الإمامية الرافضة ينقلون عن الإمام الصادق ذمه ومناظرته للزنادقة من غلاة الرافضة، وهم الباطنيون وأحزابهم، فإن كلامه في هدم أصول الرافضة مثل ذلك، لكنهم يخفونه ويخفضونه ولا يرفعونه، ويحملونه على محمل التقية وغيرها. فكلا الطائفتين مردود عليها من كلامه. والمقصود أنه لم يكذب على أحد مثل ما كذب على جعفر الصادق رحمة الله عليه، مع براءته مما كذب به عليه.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .