العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-05-2020, 11:37 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,890
إفتراضي نقد كتاب بين الماء والهواء

نقد كتاب بين الماء والهواء
مؤلف الكتاب أو المناظرة أحمد بن عبد اللطيف بن أحمد البَرْبِير الحسني، أبو الفيض (المتوفى: 1226هـ) وهو مطبوع ضمن كتاب المفاخرات والمناظرات
الكتاب كتاب مبنى على الخيال ولكى تبنى كتابا على الخيال لابد أن تلتزم فيه بألا يكون شىء محال وألا يكون الهدف منه بيان ثروة الألفاظ لدى المختال بينما هو غالبا خال إلا قليلا من الافتراء والاحتيال
الكتاب قام على شىء مستحيل وهو تفاخر مخلوقين ليس مكلفين بالاختيار كالإنس والجان وهما الماء والهواء وقد قال الله فى كل الأنواع عدا الناس أنهم مطيعون مسبحون ساجدون لله "ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"
ولو كان قائما على شىء مفيد مثل ذكر الحقائق العلمية عن الماء والهواء فى الوحى والواقع لكان مقبولا وليس مرذولا لا قيمة له عند الناس لأنه مجرد ألفاظ ظن صاحبها جمالها فرصها رص ـشياء لها ألوان متعددة ولكن لا يفيد رصها الناس بشىء
استهل البربير المناظرة بالقول:
"حمدا لمن خلق العناصر، وجعل لكل منها فضلا تعقد عليه العناصر، وصلاة وسلاما على الجوهر الفرد الذي منه عرض العالم، ومن هو في الدارين سيد بني آدم، وعلى آله وصحبه، ومن تعلق بحبه، ما اكتحلت عيون الطروس بمراود الأقلام، وقلدت نحو الدروس بعقود ألفاظ العلماء الأعلام."
وكما يقال الكتاب يبان من عنوانه فهنا المقدمة أبانت أن الرجل يجهل كتاب الله فجعل النبى (ص)جوهر العالم مع قوله تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم"فهو فرد من ضمن أفراد الناس كما أظهرت جهله عندما جعله سيد الدارين سيد بني آدم وفى الآخرة وحتى فى الدنيا لا يوجد سيادة بين المؤمنين كما قال تعالى " إنما المؤمنون اخوة" وقال فى الآخرة "إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين"
ثم بدأ المحال فذكر ثروة لسانه فقال :
"وبعد - فإن الفكر والخيال، دخلا بي إلى رياض ضاع زهرها فنم عليه النسيم ودار عليه الماء الزلال، أكلها دائم وظلها، كأنما قابلت مرآتها جنة النعيم فانطبع فيها مثالها وشكلها، فتلقتنا عوديات طيورها بالصدح، ومجامر كمائم ورودها بالنفح، وزهرها بثغر باسم ونهرها بقلب صافي، وأدواحها ببسط بساط البسط من ظلها الضافي، وقامت لنا الأشجار على سوقها، وسفرت لنا عرائس الورود عن لثام غبوقها، وأدارت علينا سلاف طلها كؤوس الزهور، قبل أن ترشفه شمس البكور، وحيتنا راحة الراحة والسرور، بأصابع المنثور، وغنت لنا مطوقات شواديها على العيدان، وأعربت وهي عجماء بفنون تمايلت لها قدود الأفنان، حتى لو سمعها ركب العشاق على النوى لنسي الحجاز والعراق وتمنى الدخول لذلك البستان، ورقصت بين أيدينا جواري الماء، وظهرت مع وجود شموسنا وبدورنا نجوم النبات حتى ظنناهم نجوم السماء، ولاح لنا عرض الغيث وشارب الآس فأذكرنا العيش السالف، وطاف النسيم بكعبة صفانا طوف القدوم فما كان ألطف ذلك الطائف.
غير أننا كنا نسمع محاورة، ضمنها منافرة ومفاخرة، فسألنا الرياض عن جلبة الأثر، فقالت سلوا النسيم فقد أصبح عند النسيم الخبر، فوجهنا وجه السؤال الوسيم، إلى قبلة النسيم، فتدلى وتدلل، وما ألطف النسيم إذا تعلل، ثم مر بنا مقبلا ومقبلا، هذا وكلما مرحلا، وقال: يا أهل الفراسة والسياسة، والفتوة والمروة والحماسة، إنها منافسة بين الماء والهواء أوجبها حب انفراد كل منهما عن صاحبه بالرياسة، فهل تنعمون بحضورهما لديكم، ومثولهما بين يديكم، ليعرض كل ماله من حسن الأوصاف، وتحكموا بينهما بالعدل والإنصاف، فقلنا: لا نكره ذلك ولا نأباه، فهلم بهما إلينا لنرفع ما بينهما من الاشتباه، فشمس الحق لا يحجبها حجاب الباطل، وهيهات تكتم في الظلام مشاعل، فلم يزل الحق أبلج، والباطل لجلج، وحسبك قول خالق الخلاق، {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}."
الخبل فى الفقرة هو أن النسيم هو من أخبر بالمنافسة بين الماء والهواء على الرياسة وما النسيم فى كتب اللغة سوى الهواء ولكن الرجل هنا جعله شىء غير الهواء
ثم تلا الفقرة بما يعرف أن أصل المفاخرة هنا افتراء وهو أن الفخر والمنافسة من صفات البشر وليس باقى المخلوقات فقال :
"فعند ذلك سرى النسيم إليهما مسرى النوم في الأجفان، والروح في الأبدان، والراح في الندمان، فأتي بهما وهو يتبسم ويتنسم ويتسنم، فحيا كل منهما وسلم، فقلنا: وأنتما حييتما بالسلام، وحييتما ما عطس الفجر ودب الظلام، فإنكما أعظم دعائم الجماد والنبات والحيوان والإنسان، وأنتما الشقيقان اللذان لم يوجد لهما ثالث في عالم الإمكان، فهل ولج بينكما ذو نفاق، حتى صدر منكما هذا الشقاق، أو ذاك من دسائس النفس الأمارة، ووساوس تلك العدوة الغدارة الغرارة، التي لا تأمر إلا بالبشر، ولا تصبو إلا إلى الضو، كيف لا وهي عروس إبليس، ومصدر أفعال التدليس والتلبيس، أعدى العدى، وسبب الردى، قال لها الحق أقبلي فأدبرت، وأعرضت عن جنابه واستكبرت، وحتى ألقاها في الجوع، وألجأها به إلى الذل والخضوع، فالشر في إهمالها، والخير في أعمالها وإذلالها، فمن أطاعها ندم، ومن عصاها سلم، ومن قهرها بالجهاد فهو بطل، ومن ملكها من مدينة جسمه خرب نظام إنسانيته وبطل، فالرأي للعاقل أن يحذر مكرها، ويخالف أمرها، ولا سيما إن أمرته بقطع رحم القرابة والأدب، أو رحم الصحبة أو الحرفة التي كل منها كلحمة النسب، والمرء قليل بنفسه كثير بالإخوان، والرحم مشتقة من الرحمن، ولهذا يصل من وصلها، وينفصل من فصلها"
والخطاء فى الفقرة هى :
الأول القول أنتما الشقيقان اللذان لم يوجد لهما ثالث في عالم الإمكان فأين ذهب أصل الخلق مع الماء وهو التراب ومنهما أصل المخلوقات ؟
الثانى كون النفس عروس إبليس ولو كانت كذلك ما دخلت نفوس الجنة
ثم بدأ فقرة طويلة لا علاقة لها بالمفاخرة فقال :
"وخير الناس من جنح إلى الصلح، ولم يداو جرحا بجرح. كما قال الشاعر:
داوي جوي بجوي وليس بحازم ... من يستنكف النار بالحلفاء
وقال آخر:
من يشف من داء بآخر مثله ... أثرت جوانحه من الأدواء
وقال الآخر:
وما كنت إلا مثل قاطع كفه بكف له أخرى فأصبح أجذما
والحزم فيما قاله الشاعر:
قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت أصابني سهمي.
على أن الدنيا دار زوال، ومنزلة ارتحال، ولا يليق بالعاقل أن ينافس فيما يزول، ويوجه آماله إلى ما للفناء يؤول. كما قيل:
منافسة الفتى فيما يزول ... على نقصان همته دليل
ومختار القليل أقل منه ... وكل فوائد الدنيا قليل
ولا يغتر الفتى بقول الشاعر:
وكل أخ مفارقه أخوة ... لعمر أبيك إلا الفرقدان
بل يتأمل قول الآخر:
قلت للفرقدين والليل ملق ... سود أكنافه على الآفاق
أبقيا ما استطعتما فسيرمي ... بين شخصيكما بسهم فراق
ولقد استعاذ النبي (صلى الله عليه وسلم) من جار السوء قي دار المقامة، إشارة إلى أن جار الدنيا يتحول عنك أو تتحول عنه وإنه لا يليق الضجر منه ولا السآمة، ومن المعلوم أن الدنيا إن بقيت لها لم تبق لك،، فطوبى لمن جعلها قنطرة لآخرته فمر بها على هذا القصد وسلك، وويل لمن اغتر بسكونها وهي تمر مع السكون، وظنها شرابا ولو اختبرها لم يجدها غير آل وسراب، ويا سعادة من أقصر، عندما أبصر، واعتبر، لما اختبر، فالدهر أفصح مؤذن بالزوال، وأفضح مؤذن بالارتحال."
والفقرة الهدف منها هو المصالحة بين الاثنين والخطأ هو كون خير الناس من جنح إلى الصلح فالرجل هنا يتكلم عن الناس والماء والهواء ليسوا من الناس ثم بين أن الماء مضى فى الخصام وذكر فقرة طويلة فى النضى فى الخصومة فقال :
"فلما سمع الماء ما قلناه من الكلام، وتأمل ما فيه من منثور النثر وقلائد النظام، تموج وتأود، ورغا وأزبد، وجرى واضطرب، وعبس بعد القهقهة وقطب، وقال يا معشر الأكابر، أما بلغكم قول الشاعر:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فلا رأى للمضطر إلا ركوبها
وقول الآخر:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
وقول الآخر:
وظل ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند
وقول السفاح وهو أول من وطد الخلافة العباسية حين قتل بنو عمه بني أمية:
تفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وإن كانوا أعق والأما
أمل عرفتم أن الأخ المعاند، كالعضو الزائد، يشين الذات، ويمنع اللذات، فقطعه من الرشد، وإن آلم الجسد، هذا ولا يغر الهواء صفائي فكم تكدرت، ولا يثق بسلاستي فكم انعقدت واستحجرت، والذي جمعت في صفائي الأضداء، كما قال الشاعر وأجاد:
أنا كالورد فيه راحة قوم ... ثم فيه لآخرين زكام
وحسبك ما قاله الشاعر، (كالماء فيه الحياة والغرق)، فإن زعم الهواء أن له علي فضيلة، فليعرضها على أسماعكم غير متعلل بعلة ولا متحيل بحيلة."
ثم ذكر الرجل افتخار الهواء فقال :
"فقلنا: نعوذ بالله من اجتماع النفس والهوا، فمن رام منكما أن يتكلم فليجعل منبر الفخر له مستوى.فعند ذلك ثار الهواء وله غبار، وصعد منبر الفخار، وقال: الحمد لله الذي رفع فلك الهواء، على عنصر التراب والماء، ونفخ في آدم من روحه وعلمه جميع الأسماء. أما بعد - فمن عز مني فقد اكتفى، ومن جهلني فسأبدو له بعد الغفا، أنا الهواء الذي أؤلف بين السحاب، وأنقل ريح الأحباب، وأهب تارة بالرحمة وأخرى بالعذاب، نصر الله بي محمدا وصحبه الأمجاد، وأهلك الله بي قوم عاد، وأنا الذي تم بي ملك سليمان، وأجري الماء في خدمتي لكل مكان، وسيربي الفلك في البحر كما تسير العيش في البطاح، وأطار بي في الجو كل ذات جناح، وأنا الذي ألعب بالطرز فوق الغرر، كما ألعب بلحي الجبابرة من البشر، وأنا الذي يضطرب مني الماء اضطراب الأنابيب في القناة والشبان في الثعبان، وأنا الذي أميل قامات الأغصان، وأدنى عارض الغيث وعذار الآس من خد الشقيق وشارب الريحان، إذا صفوت صفا العالم وكان له نضرة وزهو، وإذا تكدرت انكدرت النجوم وتكدر الجو، لا أتلون مثل الماء، المتلون بلون الإناء، لولاي لما عاش كل ذي نفس، ولولاي ما طاب الجو من بخار الأرض الخارج منها بعد ما احتبس، ولولاي ما تكلم أدمي ولا صوت حيوان، ولا غرد طائر على غصن بان، ولولاي ما سمع قرآن ولا حديث، ولا عرف طيب المسموع والمشموم من الخبيث، فكيف يفاخرني الماء الذي شبه الله به الدنيا البغيضة، التي عنده جناح بعوضة، وأنا الذي أطير بلا جناح إلى جميع الجهات، وهو الذي يخر على وجهه ويمشي على بطنه كالحيات، وحسبي وحسبه هذا التفاوت العظيم، {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم}، وحسب الماء ذما خلوه من الحرارة المشتقة منها الحرية وكون الرطوبة فيه طبيعة غريزية، وأنا الذي سلم قلبي من القلب وإن كان من أحرف العلة، وهو الذي قلب الله قلبه لتحركه وانفتاح ما قلبه، وأنا الذي جعلني الله نشرا بين يدي رحمته، وجعل مني طوفانا أستأصل به ما تركه آدم من ذريته.
هذا وما خصني الله به من المزايا يعجز عنه فم الدواة ولسان القلم وصدر الرقيم، وفوق كل ذي علم عليم، وأما أنت فحسبك عيبا قول بعض الأدباء فلان كالقابض على الماء، وبالله قل لي أي فخر لمن يعز مفقودا ويهون موجودا، ومن إذا طال مكثه، ظهر خبثه، وإذا سكن متنه، تحرك نتنه، ومن نبع من الصخور، ومر مذاقه في البحور، وشرق به شاربه، وغرق فيه مجاوره ومصاحبه وعلت فوقه الجيف، وانحطت عنده اللآلئ في الصدف، وقد بان الصحيح من السقيم، والمنتج من العقيم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم."
وهو هنا يذكر لنا الهواء كمفترى فى أقوال مثل :
"الحمد لله الذي رفع فلك الهواء، على عنصر التراب والماء، ونفخ في آدم من روحه " فالله لم يرفع الهواء على الماء والتراب فكل منهم مهم كالأخر ومثل القول "وأجري الماء في خدمتي لكل مكان " فالماء والهواء كل منهما خادم للأخر بمعنى أن من الماء يكون بعض الهواء وهو البخار والهواء يعمل على تكون الماء بدقع ذرات البخار لعمل الصحب إلى اخر ما هو معروف من دورة الماء
البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1048-topic#1255
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .