فوائد الجري

[امحمد رحماني]

فوائد الجري على صحة الإنسان

امحمد رحماني

www.islamrahmani@hotmail.com

جاء في الدراسة التي أجراها المعهد الطبي الرياضي التابع لجامعة كارل ببراغ إلى أن لعملية الجري فوائد صحية كبيرة على صحة الإنسان السليم ، فهي :
- تعوّد الجسم على قدرة التحمل .
- تقوّي العظام وتسهل عمل فيتامين (أ) .
- تحسن الذاكرة وتريح العقل وتبسط المزاج .
- تساعد الدورة الدموية على العمل بطلاقة في كل من القلب والرئتين .
- تحرر الهرمونات المعروفة باسم اندورفيني .
- تخفف من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين .
- تعالج بعض حالات الأرق .
- تخفض مستوى الكولسترول الضار (LDL) في الدم .
- ترفع مستوى الكولسترول المفيد (LDH) في الدم .
- تساعد في الإقلاع عن التدخين .
- تقلل من تخثر الدم في الشعيرات الدموية .
هذا مما جاء في الدراسة ، وكذلك مما جاء في غيرها من نتائج الأبحاث الغربية بالخصوص والتي تدعو الإنسان إلى التمسك بكل ما يحفظ له صحته ويقيه من الأمراض .
أما في السنة النبوية المطهرة فإننا نجد اهتماما كبيرا وبالغا بالصحة والعافية وتنبيها لأهميتها في الحياة الإنسانية وإرشادا إلى طريق المحافظة عليها والابتعاد عن الوقوع في ما يهدد سلامتها من الأمراض والأسقام فعن أبي هريرة أن رسول الله قال ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )(1) فالمؤمن المتصف بالعافية والصحة الجيدة خير من المؤمن الضعيف البنية المصاب بالأمراض والأسقام ، ويكفيه شرفا أنه يقدم في الغزوات عن غيره من ضعاف البنية قال تعالى ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما )(2) إلى غير هذا مما ورد عن النبي r في سؤال ربه العافية وطلبها.
ولأنها خير الدنيا والآخرة وبها يؤدي الإنسان عبادة ربه ويقوم بواجباته الدينية والدنيوية ، وهذه الصلاة وهي أمر تعبدي وفيها فوائد عظيمة للصحة الجسدية والفكرية والنفسية ، وقد سبق لي في هذا الجريدة الكريمة مقالة بعنوان "معجزة السجود في تنشيط الدورة الوريدية" وقد وضح الدكتور فارس علوان في كتابه "وفي الصلاة صحة ووقاية" ما يفيد القارئ في هذه المسألة .
يقول الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه "كيف تقي نفسك من أمراض القلب" [ الحث على المشي إلى المساجد : إذا كانت أحدث الآراء العلمية في أمريكا وأوروبا تقول بأن على الإنسان أن يقوم بنشاط بدني كالمشي أو الجري أو السباق لمدة (20-30) دقيقة مرتين أو ثلاثا في الأسبوع فإن الرسول r قد حث قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام على المشي إلى المساجد فالمسلم يمشي إلى المسجد خمس مرات وقد يكون المسجد على بعد دقائق من البيت أو العمل ، أليس في هذا رياضة للبدن ووقاية للقلب ] على أن الإسلام يأخذ بعين الاعتبار في عظم الأجر طول المسافة ، قال رسول الله ( أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى )(3) وقال ( من خرج من بيته إلى المسجد كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها حسنات )(4) وقال ( الأبعد فالأبعد أعظم أجرا )(5).
وقد شجع النبي r على السباق بين الفرسان فعن ابن عمر قال ( أجرى النبي ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع وأجرى مالم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وكنت فيمن أجرى ) قال سفيان ( بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة وبين الثنية إلى مسجد بني زريق ميل )(6) وتحدثنا أمنا عائشة رضي الله عنها فتقول ( سابقني النبي r فسبقته فلبثنا حتى إذا رهقني اللحم – أي سمنت – سابقني فسبقني فقال هذه بتلك ) وبلفظ ( أنها كانت مع النبي r وهي جارية فقال لأصحابه تقدموا فتقدموا ثم قال لها تعالى أسابقك فذكرت الحديث ...)(7).
إذا فالمحافظة على الصحة ضرورة إسلامية ملحة فصحة الأبدان قبل صحة الأديان كما يقال .
الهوامش :
1 – مسلم ( 6945 )
2 – سورة النساء الآية : 95 .
3 – البخاري ( 651 ) مسلم ( 662 ) .
4 – أحمد (4/157 ) .
5 – أبو داود ( 556 ) .
6 – البخاري ( 420 ) مسلم ( 1870 ) .
7 – أبو داود ( 2578 ) .