قراءة في خطبة ظهور القينات وانتظار الفتن
قراءة في خطبة ظهور القينات وانتظار الفتن
الخطيب هو محمد صالح المنجد وهى تدور حول ظهور القينات وانتظار الفتن وهو عنوان خاطىء فالفتن تكون في كل وقت وليست مرتبطة بشىء معين كما قال تعالى:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقد استهلها بالحديث عن كون القلب قائد للبدن وأن القلوب على نوعين فقال :
"فإن الله سبحانه وتعالى جعل القلب قائدا للبدن، وجعل العقل في القلب، ومن الناس لهم قلوب لا يعقلون بها، ومن الناس من يعقل آيات الله تعالى والوحي الذي أنزله على نبيه (ص)ولما كان القلب للبدن كالملك، والأعضاء جنودا تأتمر بأمره كانت المحافظة على القلب في غاية الأهمية لأن هذا القلب إذا صار سليما نقيا معمورا بذكر الله استقامت حال الإنسان، وإذا صار القلب مدنسا ملطخا فيه نكتة سوداء جراء المعصية تتبعها نكتة أخرى حتى يصبح أسود مربادا كالكوز مجخيا، مقلوبا منكوسا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا حتى يكون القلب مطمئنا لا بد من المحافظة عليه، ومراقبة ما يدخل إليه"
والكلام عن كون كل الأعضاء جنود ليس سليما وإنما هى الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان وهى اليد والرجل والفرج والعينين والسمع والفم واللسان وأما الجهاز الداخلية الهضمى والتنفسى والدورى... فهذا خارج نطاق تحكم الإنسان
وتحدث عن كون السمع هو مدخل القلب فقال :
"وأعظم طريق للقلب هو السمع والقلوب والسرائر خزائن، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز السماع، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز الأسماع، فهي أعظم طريق والسماع للقلب محك صادق، ومعيار ناطق وقد قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} ولذلك فإن السمع أول عضو يؤدي وظيفته عند خروج الطفل إلى الدنيا، فيسمع بأذنه بخلاف العين، فإنها في البداية لا تؤدي مهمتها وإذا نام الإنسان فكل شيء يسكن فيه إلا سمعه ولذلك لما أراد الله تعالى أن يمكث أهل الكهف مئات السنين في كهفهم {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} وهذا السمع عظيم وخطره جسيم، وأول ما ينبغي أن يطرق سمع المولود ذكر الله تعالى {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار} قدم السمع على البصر، وكذلك في قوله {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وفي قوله {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة} وفي قوله {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة} وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: سجد وجهي لمن خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته رواه مسلم فالسمع هو الأذن لا تنام، والشيء الذي لا ينام أرقى من الشيء الذي ينام، ولذلك لا تنام الأذن بينما تنام العين هذه الأذن التي تعمل وظيفتها في الليل والنهار، والضوء والظلام، وفي سائر الأحوال، إنها طريق ومنفذ مباشر إلى القلب، بها يتأثر، فإذا أوصلت إليه النافع صار حيا، وإذا أوصلت إليه الفاسد صار ضارا مفسدا فعليها –أي على الأذن- قوامه –قوام القلب- وصلاحه وقد قال الله سبحانه وتعالى مبينا أهمية السمع ومسؤولية الإنسان عن سمعه {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فأنت مسؤول يا عبد الله، وكذلك أمة الله عن السمع لأن به انتفاع القلب وخيره، أو فساده وشره"
والكلام السابق عن كون السمع المدخل للقلب وحده كلام باطل فالأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان كلها مداخل للقلب كالعين ترى مثلا في حالة الرجل المرأة وفى حالة المرأة الرجل والفم مدخل للطعام والشراب وكلها متعلقات بشهوات القلب
والخطأ أيضا عدم نوم السمع يتنافى مع ما نعرفه في الواقع من أن النائم لا يسمع ما يدور حوله ولذا سمى بعضنا بعضا ثقيل الأذن وخم نوم فإذا ناديت عليه مرات بصوت عادى لا يستجيب إلا بعد أن توقظه بصوت عالى أو تهزه عدة مرات فالنوم هو نوم لكل الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان
وتحدث مكررا كلامه عن السمع فقال :
"وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} فذكر تعالى الذين يهتدون بكتابه وعطف بعد ذلك بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلامه، وأقبلوا على سماع ما يضر قال ابن كثير في تفسير الآية: عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب وقد جاء عن ابن عباس في تفسير له الحديث: هو الباطل والغناء وقد سئل ابن مسعود عن الآية: فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يعني هو لهو الحديث المذكور في الآية رددها ثلاث مرات لهو الحديث وكذلك قال العلماء في قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} فما هو صوت الشيطان؟ {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} هل تسمع يا عبد الله صوت الشيطان؟ فما هو صوته إذا؟ قال العلماء: اللهو والغناء هذا عن مجاهد وغيره من أهل العلم وقال تعالى موبخا للكفرة: {أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون* وأنتم سامدون} قال عكرمة عن ابن عباس: السمود لغة يمانية يعني الغناء، يقال: اسمدي لنا، أي غني لنا فهذا الغناء إذا هو صوت الشيطان، وهو الغناء الذي انشغل به الكفار وعكفوا عليه {وأنتم سامدون} وهو لهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله"
وكل هذا الكلام عن كون الغناء فقط هو لهو الحديث خاطئ فكل أنواع الكلام الباطلة لهو للحديث وقد قال بعضهم أن الحكايات والقصص الفارسية كانت من ضمن أو هى لهو الحديث ولكن اللهو هو كل أنواع الكلام الذى يخالف كتاب الله في أحكامه
كما أن الغناء ليس كله حرام فمن الغناء حلال وهو الذى كلامه طيب لا يخالف أحكام الله
وتحدث المنجد عن المعازف فذكر الحديث الشهير بقوله :
"وقد أخبر النبي (ص)عن وعيد قوم فقال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم –يعني الفقير لحاجة- فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيام فهذه المعازف جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها وقد دل الحديث على تحريم المعازف من وجهين أولهما: قوله عليه الصلاة والسلام: يستحلونه فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف محرمة في الشرع وثانيهما: أنه قرن المعازف بما حرمته معلومة بالضرورة وهو الزنا والخمر ولو لم تكن المعازف محرمة لما قرنها بهذه المحرمات أخبرنا عن قوم يستحلون الحر: يعني الفرج وهو الزنا والحرير: للرجال وهو محرم والمعازف: آلات الملاهي، أصوات الملاهي والمعازف هؤلاء سينزل منهم أقوام إلى جنب علم، قيل الجبل العالي وقيل البناء العالي يروح عليهم: أي الراعي، بسارحة: يعني من غنم ونحوه، فيأيتهم الفقير يقولون: تعال غدا فماذا يحدث في الليل؟ يبيتهم الله: يهلكهم ليلا، والتبييت هو هجوم العدو بالليل ويضع العلم: أي يوقع عليهم البناء، أو يوقع عليهم الجبل، فيدكدكه فوقهم ويمسخ آخرين قردة وخنازير؛ فمن لم يهلك بهذا الهدم فوق رأسه مسخ قردا أو خنزيرا فهذا يدل على خطورة الاستماع على المعازف واستحلالها واعتقاد حلها وهي حرام"
والحديث باطل لا يمكن نسبته للنبى(ص) فهو يحرم الحرير كله وهو ما يناقض إباحته في أحاديث أخرى للنساء وأيضا للرجال بشروط ولم يحرم الله لباسا طالما كان يستعمل استعمالا مباحا
زد على هذا أنه ينسب للنبى(ص) العلم بالغيب وهو لا يعلمه كما قال تعالى على لسانه:
" لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقد طالبه الله أن يقول:
" ولا أعلم الغيب"
كما أن القائل ينسب الأمة لنفسه والأمة هى أمة المسلمين وليست أمة القائل كما قال تعالى :
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة"
ومن ثم فكل ما بنى على الحديث باطل وتحدث المنجد عن الأصوات الباطلة من خلال حديث أخر مناقض للسابق فقال :
"وقد أخذ النبي (ص)بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه النبي (ص)فوضعه بحجره فبكى فقال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند مصيبة: وهو النياحة، خمش وجوه وشق جيوب قال: ورنة شيطان رواه الترمذي وهو حديث حسن فسمى الغناء رنة الشيطان وسماه صوتا أحمقا وعن أنس قال: قال رسول الله (ص): صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة رواه البزار وهو حديث حسن وهذا يدل على أن صوت المزمار وهو من آلات العزف محرم وقال عليه الصلاة والسلام: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة فهذا يدل بلا شك على حرمته وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله (ص)نهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال: كل مسكر حرام قال سفيان الراوي لعلي بالبذيمة، لشيخه: ما الكوبة؟ قال: الطبل فإذا نهى عن الخمر والميسر والطبل والغبيراء وقال: كل مسكر حرام رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح وفي عون المعبود الكوبة تفسر: بالطبل والغبيراء: نوع من الشراب من الذرة مثل الخمر لا فرق بينها وبينها في التحريم"
|