العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-02-2008, 10:11 PM   #1
علي عبدوس
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 5
إفتراضي أول ابتسامة على الأرض /أقصوصة ومجموعة قصص لعلي عبدوس.

*الآمر بصــــرف البحـــــر *
ركبت جثتي كآبة فظيعة أدركتني من أخمص قدمي إلى رأسي... إلى السماء... سرت بين الكائنات... أبحث عن السلام... قلت في مكان ما في نفسي:" لماذا لا أصب دونيتي واضطهادي في أعماق البحر؟؟"
الجو خريف، الدنيا تسير، تتخللها دمدمة الرياح، و الأوراق الميتة تتطاير في كل اتجاه، اخترقت "ملاح المدينة"، أمام الأبواب العتيقة المتسخة، شيوخ ابيضت رؤوسهم، واحدودبت ظهورهم، يتخافتون... وأنا متجهم دامس، كان الشاطئ فارغا، يؤثثه بعض السكارى والقناني الفارغة... أسراب من طيور البحر تحلق عاليا، أزواجا، فــــي اتجاه مجهول...
انتزعت حذائي، سويت سروالي إلى ما فوق ركبتي، أفزعني هدير البحر، دنوت من اللجة الغضبى، وضعــــــت قدمي اليمنى في الزبد، تنمل رأسي و اقشعر بدني، وضعت اليسرى، فقدت التوازن حينا... تابعت المسير، توهمت أن البحر يتراجع مرتعدا كلما خطوت.. أحسست بأن وزني يخف و عرقي يجف، و هالني هلع البحر، قال لي رأسي:
ٌلقد عظم الفتى القميء و صغر اليم ! أنا الرجل العظيم أو العظمى ! لا فرق… " كلما نظرت خلفي امتدت اليابسـة الآهلة ببقايا الحياة، و شماتة البحر وإحجامه، وإقدامي … من فرط النرجسية العنترية و الغرور … أصبحت مهاجما، طاردا اللجة، إلى أن وصل السيل الزبـــى… ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أوقفني جدار زجاجي هائل... توقف المد والجزر... و مات الحوت والبحر... وراء السد المنيع عسس مدججون بالسلاح... أمرني كبيرهم بالتوقف و عدم الحركة و رفع اليدين إلى السماء... جف ريقي وأحسست بعطش صقر... أخرج رأسه الأشقر من كوة في الزجاج العظيم و سألني بعنف:" هل لديك تأشيرة الدخول إلى البحر ؟ لقد انتهكت منطقة محرمة مقدسة"…اعذرني سيدي، لم أكن أعرف.. التهور.. لقد غسلت كآبتي وهويتي في الشاطئ، و هرب مني البحر.. فتبعته إلى أن وقعت..
" أنا متفرد بكآبتي، متفرد بصبابتي، متفرد بعنائي*.... " من أي جنس أنتم ؟ "
قاطعني مزمجرا " سيدنا الآمر بصرف البحر" في حالة هيجان، داعبته موجة عذراء مدللة وهو نائم، وهو المتحكم في مد البحر … و زلازله … وعواصفه…
وبراكينه … البحر لنا نغتسل فيه، نتكاثر فيه، نتنفس فيه، نستعمله وقودا و نأكل ما فيه نيئا … و جميع الكائنات الدقيقة والعظيمة والطحالب وأنواع الحيتان و الحيوانات لنا… لا لغيرنا
واستطرد وهو يتنفس تحت الماء - جئت لتسرق اللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة... وعرضنا... و أسرارنا، انتظر مجئ سيدنا ليبث في أمرك... "
ـــــــــــــــــــــــــ
في مشهد يشبه القداس؛ حمل غلمان عراة، إلا من ورق التوت، على رؤوسهم رجلا قوي البنية حاد العينين... أدى له الجنود التحية في احترام بالغ، لخص له كبيرهم أمري، سألني بحدة و هو ينظر إلى اليابسة:
" أنت يهودي ؟ "
رفعت سبابتي اليمنى و صوتي: " لا اله إلا الله، محمد رسول الله "
أمر الآمر بصرف الأرض و البحر بصوت يشبه الرعد:
" فجروا رائحته"
تداخلت طلقات البنادق برائحتي و هدير البحر والزبد و الظلام في رأسي...

وجدة في 29 /5 / 1999
من مجموعة ."قرية أبريل والفراشة" علي عيدوس

آخر تعديل بواسطة علي عبدوس ، 08-02-2008 الساعة 10:17 PM.
علي عبدوس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2008, 11:51 AM   #2
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي

أخي القاص علي عبدوس جميلة هذه اللوحة إنها أراحتني أثناء قراءتها تحاياي
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2008, 12:12 PM   #3
علي عبدوس
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 5
Post "أزمة المثقفين ال..."/أقصوصة

"أزمـــــة المثقفيـــــــــن ال... *
...وصل القطار إلى مدينة "جرسيف" لاهثا يشق الأرض بعناء، ينفث نارا ودخانا. وقد اشتدت حـــــــرارة غشت، وتكوم المسافرون في الممرات والمقصورات...انعدمت الحركة، وصعب التنفس...انبعثت من الآدمييـــــن رائحة امتزجت بالصبر و هدير عجلات القطار...
تابع السير في اتجاه الشرق...بعد أن اجتاز القنطرة الحديدية الضخمة، إرث فرنسا، وصل إلى أرض رمليـة ممتدة على مرأى العين، جرداء قاحلة، رخوة غير نافعة، ولا تسمح لسيدنا القطار بالسير العادي، بطيئا سار يدب غير مهتم بعجز الشيوخ، وصراخ الأطفال، وطموح الشباب...
كنت من المحظوظين الذين حصلوا على مكان داخل مقصورة: جلس على يميني شاب في مقتبل العمر، حلق رأسه بطريقة عصرية، نصفه الأسفل حليق ونصفه الأعلى مغطى بشعر كثيف أشعث، ولبس قميصا ضيقــا كتــــب على صدره بأحرف بارزة:"MADE IN USA"... في المقعد المقابل جلست أم تحمل رضيعا، حاولت تهدئته وهــــــو يبكـي من فرط الحرارة...والألم، بجانبها شيخ هرم غارت عيناه, لا يبالي وقد هدّه السفر...بجانبه رجل أنيق قضـى جل وقت السفر معتمدا برأسه على نافذة القطار، وسنان، ينهر المسافرين الذين كانوا يداهمون المقصورة من حـيـن لآخر قصد الحصول على مكان...ويردهم بعنف بدعوى أن أصحابها غائبون وسيعـــــودون!!!
خفف القطار سيره أكثر، اعتدل الرجل الأنيق في جلسته، أخرج من تحت المقعد سلة وضعها بين رجليــــه بإحكام، غطى ركبتيه بقطعة قماش نظيفة، أخرج من السلة خبزا، ولحما، وبيضا، وجبنا... وشرع يأكل بنهم إلى أن أتى على السلة...أخرج عنقود عنب وبدأ يقضم حباته المتراصة اللاّمعة، والقوم يتابعون حركات فكيه وهو يتلمظ ماء العنب، امتلأت الأفواه لعابا، وأكل المسافرون العنب بالنيابة...
حيـن انتهى من تناول وجبته، أخرج قنينة ماء"سيدي حرازم"، عبّها، مسح يديه وفمه بقطعة قمــاش، وضع النفايات تحت المقعد...
أخرج كتابا من سترته المعلقة فوق رأسه، وأخذ يتفحصه متأهبا للمطالعة، قرأت الكلمتين الأوليين علــــى الغلاف:"أزمة المثقفين ال..."
لم أتعرف على الكلمة الأخيرة، غطاها الرجل المثقف بسبابته...
وجدة، غشت1993
- نشرت الأقصوصة في جريدة"العلم"في نفس الفترة
- إشارة:أدخلت تغييرات طفيفة على هذه الصياغــــــة
علي عبدوس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2008, 12:18 PM   #4
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي

أخي القاص علي عبدوس هذه أيضا جميلة منكم فأنا شخصيا أعتصر ألما من المثقفين
أ ل ع ر ب تحاياي
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2008, 12:36 PM   #5
طارق الليل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
المشاركات: 229
إفتراضي

أزمة المثقفين أصحاب الكروش
طارق الليل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2008, 05:09 PM   #6
علي عبدوس
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 5
إفتراضي أول ابتسامة على الأرض /أقصوصة ومجموعة قصص لعلي عبدوس.

* أول ابتسامة على الأرض *
ذلك الأصيل، في شبابي، رأيت ٌفٌٌ للمرة الأولى قادمة من الشرق، على صهوة جواد، وراء عمّي.....
كانت الشمس على وشك الأفول.. داعبت الخيام والجبال المكسوة بالصنوبر والنضارة.. وزانتها بلون لا أعرف لونه.. كنت جالسا على مجرة، أستمرئ النظر إلى الناس والحيوانات.. وألتقط الأصوات وأصداءها بشكل ممتع غريب..
في ذلك الأصيل الذي يشبه اللحظة التي تفصل بين الصحو والنوم، اقترب الجواد.. ضحك عمي.. وابتسمت "ف"، غطتها الابتسامة، زينت جانبي ثغرها بحفرتين صغيرتين مستديرتين طافحتين بالأنوثة.. والحياة.. والحرارة، ابتسامة يانعة أضرمت النار في كياني.. رسمت في وجداني شعورا رائعا ما تذوقته من قبل..ولا من بعد...
تمنيت بعد أن كبرت، وفعلت الحياة فعلتها، لو أن شمس ذلك الأصيل.. وصدى تلك الأصوات يعودان.. لتتفتح البذرة الأولى للحياة.. لأحيى اللحظة.. حين يشتد الحنين..
طال الأمد، شربنا كؤوسا من الفرح. والدموع.. والمتعة.. والقوة.. واليأس.. والضعف.. ودارت الأيام، وما نسيت ابتسامة "ف".. وكيف يُنسى الربيع.. وسط قحط القلب.. والروح.. والجدب واليأس… ما نسيت، رغم حجي وزهدي وتصوفي..
***
تفرقت بنا السبل…
ماتت "ف" وماتت معها ابتسامتها.. ومت أنا والضحك منذ زمان.. وعشت في صمت رهيب...
***
التقينا صدفة في مناسبة ما..
جلسنا متقابلين.. خفضت طرفها طويلا.. وتحاشت النظر إلي.. كأننا "ما ضحكنا ضحك طفلين.. ما عدونا.. ما سبقنا ظلنا".. وما التهمنا الشفق.!.
أحسست بصدري يضيق.. كأنما أصعد في السماء.. كبحت جماحي… ثم غادرت..
***
عدت إلى البقعة الطاهرة التي ولدت فيها "أول ابتسامة على الأرض.."
توهم بصري الكليل الذي أثقلت أجفانه السنوات والخيال.. صورة جواد قادم من الغرب، على صهوته فاتنة باسمة.. حين دنت مني؛ امتزجت البسمة بفيض من الدموع.. تحولت خيوطا دقيقة من نور.. لامعة كقطرات الطل.
انتفض قلبي العليل، وكاد يشق صدري العجوز للُقياها.
ما كادت تصل "البقعة المباركة" حتى ولت مدبرة، دون أن تدير وجهها الدامع.. بدأ الجواد يرتفع رُويدا إلى السماء سابحا نحو الأصيل..
هناك… بعيدا.. في الأفق الذهبي.. كتبت بسبابتها بألوان الطيف:
"لا نختار من نحب.. ولا نختار متى نموت.."
********
علي عبدوس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .