العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-03-2020, 12:46 AM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 202
إفتراضي وجه العالم بعد جائحة فيروس كورونا

وجه العالم بعد جائحة فيروس كورونا

في سنة 1999م نشرتُ كتابا بعنوان: وجه العالم في القرن الحادي والعشرين (دراسة مستقبلية للمؤسسات الدولية المالية والاقتصادية والسياسية) وقد أوردتُ فيه نظرة مستقبلية للقرن الحادي والعشرين عيَّنْتُ فيها ترجيحا النصف الأول من القرن الحادي والعشرين لكي يكون مِفْصلا للتغيير في وجه العالم، وقد مرت أحداث هامة جدا دفعت عجلة التغيير إلى الأمام بشكل سريع جدا ولكنها لم تصل بعدُ إلى التغيير في الموقف الدولي، فهل يكون فيورس كورونا مفصليا في الوصول إلى التغيير الذي تحدَّثْنا عنه والذي يتحدث عنه الأخصائيون والمحللون اليوم؟
لقد ظهرت مقالات من خبراء وأساتذة ومفكرين يتناولون فيها وجه العالم بعد جائحة كورونا، وقد وصل بعضهم إلى التسليم بالتغيير بعد الجائحة مباشرة، وأقوالهم مبنية على بعض النتائج وبعض التداعيات للجائحة، وأقوالهم كلها تظل خطأ يحتمل الصواب.
ومن جهتي أحببت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع ولكن بعد نبذة عن الموقف الدولي.
فالموقف الدولي عبارة عن مجموعة من الدول تؤثر في العالم وتقوده، وتتزعم هذه المجموعة دولة واحدة تتصدّر القيادة فتكون الدولة الأولى في العالم وإلى جانبها من ينافسها في الموقف الدولي بغية أخذ مكانتها في القيادة، كما يوجد إلى جانبها دول مستقلة تؤثر في الموقف الدولي وتساهم فيه ولها وزن يُعتدّ به، وتوجد دول تدور في فلك غيرها، ودول تابعة لدول أخرى، فإذا أخذنا تداعيات الحرب العالمية الثانية نجدها قد شهدت تحطّم أوروبا ومعافاة أمريكا، فظهرت أمريكا في الموقف الدولي دولة قائدة فرضت على أوروبا مشروع مارشال وهو مشروع استعماري ظاهره مساعدة أوروبا وإنهاضها ومساعدتها على تجاوز آثار الحرب العالمية الثانية، وباطنه جعلها تحت قيادته؛ وقد نجح، وكان الاتحاد السوفييتي قوة تنافس أمريكا على قيادة العالم، وكانت تحمل رسالة هي الشيوعية والاشتراكية غير أن الشعب الروسي شعب وطني مثله مثل الدب الروسي لا يحب الخروج من منطقته وتجاوزها، ولذلك لم ينجح الاتحاد السوفييتي في جعل الشعب الروسي شعبا ماركسيا والنتيجة فشله وسقوطه في 26 ديسمبر سنة 1991م.
وأما الصين فلم تكن قادرة على مسايرة المتنافسين في الموقف الدولي فاتضح حينها أن الموقف الدولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ولم يزل إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من تعافي الأوروبيين وتقدمهم العلمي والتقني وحصولهم على القوة النووية إلا أنهم لم ينافسوا أمريكا على قيادة العالم، بل نافسوها ولا يزالون على المشاركة في إدارته وقد نجح منهم من نجح مثل بريطانيا وفرنسا.
وعليه فالموقف الدولي بعد الحرب العالمية الثانية عبارة عن دولة أولى هي الولايات المتحدة الأمريكية ودولة تنافسها على الريادة وقد سقطت، ثم دخلت على الخط أوروبا تنافس على المشاركة وليس على أخذ زمام المبادة، وظهر للوجود أيضا روسيا تحاول المشاركة وليس المنافسة، فروسيا وإن وجدت في بلادنا كسوريا مثلا فوجودها بإذن غربي وضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية لأن الشام كله والمغرب العربي ومصر والقرن الإفريقي والخليج من نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، فما بقي من الدول إلا الصين.
والصين دولة وطنية. الصين ليست دولة استعمارية، بل هي دولة تؤمن بمحيطها فقط ولا تتجاوزه إلا لتأمينه، صحيح أنها دولة نووية، ودولة باقتصاد كبير أصبح الثاني عالميا وغزا الدنيا خصوصا بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية بتاريخ: 26 دجنبر سنة 1991م، وأثّر على اقتصاديات الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها على الرغم من ذلك لا تسلك في تركيز اقتصادها ونشر منتوجاتها وتكبيل الدول بقروضها راكبة السياسة، فهي لا تنشر مفاهيمها إذ ليست لديها مفاهيم إلا الاشتراكية، والاشتراكية هي اشتراكية الحزب الشيوعي وليس اشتراكية الشعب الصيني مثله مثل الشعب الروسي، ولذلك لم تنجح الاشتراكية في الصين وقبلها في روسيا ولن تنجح مادام الشعب أيّ شعب لا يتبناها، بقي أن تعمل بالاقتصاد، والاقتصاد دون سياسة لا يجعل للدولة الاقتصادية دولة متمركزة بالشكل الجيد في الأماكن التي يغزوا فيها اقتصادها، وحتى إذا تمركزت فتمركزها تمركُزٌ اقتصادي وليس تمركزا سياسيا، ولذلك فهي فاشلة دون السياسة، صحيح أنها قد بدأت تنشر قروضا عبر العالم وتملك عقارات وشركات خارج الصين، وأن تلك العقارات والشركات كثير منها ملك للدولة الصينية، وأن قروضها مكّنتها من بسط يدها على مقدرات من عجز عن أداء القروض، والمؤشر المقلق هو أن تعمد إلى التدخل في شؤون الدول بناء على ما تملك من أموال داخل تلك الدول، وهذه النظرة صحيحة، ولكنها في حق الصين غير صحيحة لأن الدول التي تغلغلت فيها الصين تابعة للغرب، والغرب هو الذي سمح لعملائه في تلك الدول أن يتعاملوا اقتصاديا مع الصين ويفتحوا بلدانهم لمنتوجاتها ويقترضوا منها، وأما تلك التي لا تتبع الغرب سياسيا كروسيا مثلا فتتبعها في النظام الرأسمالي، والصين ذاتها عند إدراكها لفشل المبدأ الاشتراكي شرعت تسلك في العالم بالنظام الرأسمالي لأنه هو الوحيد الذي يسود العالم ولا بد لها من ركوبه؛ وقد ركبته، يبقى أن يكون لها موطأ قدم بما تملك من شركات وعقارات وقروض، ويبقى أيضا مجال لنزع ما تملك من تلك الدول إما شراء وأداء وإما بطريقة أخرى.
والنتيجة أن الموقف الدولي لا يزال على حاله، وفيروس كورونا وإن أثر على اقتصاديات الدول الغربية على رأسها أمريكا إلا أنه لم يؤثر سياسيا عليها، ثم إن فيروس كورونا بالنظر إلى بدْء انتشاره نجد أنه قد وُجد في أواخر ديسمبر من السنة الماضية، وانتشر في مدينة ووهان بشكل كبير ووصل خبره إلى سائر الدنيا ولكن الدولة الصينية بدل أن تعمل على احتوائه في ذلك الحين شرعت مُمَثَّلَة في شخص رئيسها تقول أنها لا تستطيع احتواء الفيروس، وكان ذلك من الرئيس الصيني هو الطعم الذي ابتلعه الغرب وخصوصا الشركات العاملة في الصين وبالأخص في مدينة ووهان، فاضطرب الوضع وكانت هناك أياد عملت على إخراج الفيروس من الصين ونشره في العالم الغربي بأوروبا خاصة فاندفع المستثمرون الغربيون في الصين إلى بيع أسهمهم وقد انخفضت إلى درجة كبيرة واستمر الأمر كذلك لفترة قصيرة، ثم فجأة شرعت دولة الصين تشتري تلك الأسهم فنجحت في رفع اليد الأجنبية على ما يزيد عن 20 مليار دولار، وأصبحت تلك الشركات ملكا لدولة الصين، ثم ابْتُلي العالم الغربي بما نعرف، ثم أظهرت الصين التعافي من الفيروس بشكل لافت لا يبرؤها من تهمة العمل على نشره وانتشاره.
وعند هذه النقطة بالذات نسجل للصين هدفا رائعا في مرمى الغرب، ولكنه هدف لا يؤهلها لقطف الكأس من يد أمريكا، لا يؤهلها لأخذ زمام المبادرة من أمريكا، بل هو فعل وطني يتعلق بمن يحب وطنه ويكره الأجنبي عنه خصوصا إذا ملك الأجنبي مقدّرات الناس، فهل تندفع الصين إلى إزاحة أمريكا عن قيادة العالم مستغلة فيروس كورونا؟
إن الأضرار الاقتصادية جرّاء تفشي فيروس كورونا ليست مفصلية في تغيير وجه العالم، والغرب بضخه ما يزيد عن 2 ترليون دولار يريد لاقتصاده أن يتعافى وأن يخرج من الوضع الذي آل إليه، وسينجح في ذلك لأن أسباب النجاح قائمة بصرف النظر عن كثرة ضحايا فيروس كورونا، وبصرف النظر عن البروبكندة التي تشيعها وسائل الإعلام، فالأمر متعلق بالسياسة وليس بالاقتصاد، والصين في أبعد التصورات لن تستطيع إدارة العالم ولو ظل العالم دون قيادة لفترة طويلة، لن تستطيع قيادة العالم ولو بقيت الولايات المتحدة الأميركة وأوروبا في الحجر الصحي لسنوات طويلة لسبب بسيط هو عدم وضع الاقتصاد من طرف الصينيين على قدم وساق مع السياسة الاستعمارية، والاستعمار كما قلت ليس طريقة للصينيين ولو حاولوا لأنهم وطنيون لا يريدون إلا العيش الكريم وفق ما يقررون بأفكارهم ومفاهيمهم، لا يريدون إلا العيش الكريم وفق حضارتهم الوطنية، ومن يروم تغيير العالم يجب أن يتحرر من شراكه، وشراك الغرب منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، واعتماد النقد الغربي والأوروبي دون أن يكون له تغطية من الذهب والفضة، كما يجب أن يكون بحضارة أخرى، ولا توجد حضارة أخرى يمكن أن تقود العالم حتى تسعد بها البشرية إلا الحضارة الإسلامية، ولكن أهل الحضارة الإسلامية تابعون لنفس الغرب، ولن تقوم لهم قائمة إلا بعودتهم إلى حضارتهم، إلى أفكارهم ومفاهيمهم وتراثهم، إلا بتحررهم من الوضع الذي هم عليه، وعندها؛ عندها يمكنهم أن ينافسوا على قيادة العالم فيكونوا مثل دولة المرابطين التي جمعت الأندلس كله وهيمنت على مضيق جبل طارق وكانت تجمع المغرب وتونس والجزائر ونيجريا والنيجر وموريتانيا وسيراليون وغانا وبوركينافاسو ومالي والنيجر ونيجريا والكاميرون وإفريقيا الوسطى والجابون وغيرها، أو مثل الدولة العثمانية دولة الخلافة الإسلامية مع تجاوز لضعفها وأخطائها، عندها يمكن أن يكونوا سادة، ويمكن أن يسمع لقولهم ويحذر من شوكتهم، أما إذا ظلوا على تفرقهم وتشرذمهم فلن تقام لهم قائمة أبدا وسيظلون ينظرون إلى الموقف الدولي وهو يُسْلمهم من قوى ظالمة إلى أخرى أظلم منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
محمد محمد البقاش

طنجة بتاريخ: 26 مارس 2020م
www.tanjaljazira.com
mohammed.bakkach@gmail.com
GSM : +212671046100
0671046100
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .