العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-12-2006, 03:54 PM   #1
سلفيوم
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
الإقامة: ليبيا العظمى
المشاركات: 1,483
إفتراضي

بارك الله فيك ..ومع كل تقديري واحترامي لك ياأخي المشرف الأديب الفاضل محمد العاني ..وأعلم أن الشخص تزكيه أعماله وأقواله ولاأزكيك على الله ..
وهذها القصيدة ياأخي المحترم ومافيها من شرك بالله بكل أنواع العبادة القلبية والعملية التي لاتصرف إلا لله تبارك وتعالى ومن صرف منها لغيرالله سواء صرفها لنبي مرسل أو ملاك مقرب أو ولي صالح أو أي مخلوق أخر فهو قد نقض الإسلام وأخلف العهد الذي أخذه عليه الله رب العالمين ورسوله الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..وهذها القصيدة تعتبر من أسرع الوسائل للتخليد في نار جهنم ..فالشرك هو الذنب الوحيد الذي لايغفره الله رب العالمين ..وقد قال تعالى " إن الله
لايغفر أن يُشرك به
ويغفر مادون ذلك
لمن يشاء "
__________________


آخر تعديل بواسطة محمد العاني ، 06-12-2006 الساعة 04:42 PM. السبب: لتعديل الآية الواردة في نهاية الرد
سلفيوم غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-12-2006, 11:59 PM   #2
سلفيوم
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
الإقامة: ليبيا العظمى
المشاركات: 1,483
إفتراضي

Hأقوال العلماء في هذها القصيدة الشركية
__________________

سلفيوم غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2007, 12:50 PM   #3
alimetlak
شاعر وأديب
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: الأردن
المشاركات: 147
إفتراضي البردة

[FRAME="11 70"]استاذنا الكبير عبد الرازق:

بارك الله فيك وآجرك على هذه القصائد في مدح حبيبنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم . وليت الذي عاب عليك قصيدة البردة للبوصيري رحمه الله بقوله أنها قصيدة شركية
كان اهلا للفهم والذوق السوي السليم (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)
ولم يختل كالطاووس معتدا ً برأيه وهو بحق من الذين ينطبق عليهم بيت المتنبي

ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مراً به الماء الزلالا

واضيف للمساعدة في توضيح هذا الأمر ابياتا وسؤالا وجوابا لعل في ذلك خير للجميع:


ص السؤال : نشرت إحدى الصحف أبياتا لشاعرة تحت عنوان في (ذكرى المولد النبوي الشريف) تتضمن الاستغاثة بالنبي تقول فيها:
يا رسول الله أدرك عالَما يشعل الحرب ويصلى من لظاها
يا رسول الله أدرك امة في ظلام الشر قد طال سراها
يا رسول الله أدرك أمة في متاهات الأسى ضاعت رؤاها
يا رسول الله أدرك أمة في ظلام الشك قد طال سراها
عجل النصر كما عجلته يوم بدر حين ناديت الإله
فاستحال الذل نصرا رائعا إن لله جـــــنودا لا يراها

وقد أفتى أحد المشائخ أن الكاتبة قد توجهت بندائها واستغاثتها للرسول جاهلة أن النصر بيد الله لا بيد الرسول صلى الله عليه وسلم.. ورغم روعة الأبيات إلا أننا لا نملك إلا أن تفيدونا بما قاله الشيخ لهذه الشاعرة؟


نص الجواب :
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ما يتعلق بالسؤال عن هذه الأبيات فإن ورود الاستغاثة على وجه المجاز ومعنى التوسل واردٌ في السنة الكريمة فاستعمال المجاز منتشرٌ بيِّنٌ مذكورٌ في الكتاب والسنة، فقد جاء في القرآن الكريم أن آية ملك طالوت كما أخبرهم نبيهم في ذلك الزمان فيه السكينة من الله والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ، ومن المعلوم أنهم يستنصرون بذلك ربَّهم سبحانه وتعالى ( وما النصر إلا من عند الله ) لا من عند بقيةٍ مما ترك آل موسى وآل هارون، لكن ذلك كان وسيلة لهم لاستنزال النصر من الله ، وفي سنن الترمذي حديث تعليمه صلى الله عليه وآله وسلم الاستغاثة به لذلك الأعمى الذي جاء فعلمه أن يقول متوسلاً ومستغيثا: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ) ، وقد جاء في القرآن نسبة الرزق إلى الخلق فقال تبارك وتعالى ( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ) ، وقال تعالى: ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ) مع أن المعلوم أن الرزاق هو الله ( قل هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ) كما أن الذي يهدي ويضل هو الله ، ثم إن الحق تعالى نسب الهداية إلى غيره فقال عبده الخليل إبراهيم ( يا أبتي إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ) وقال سبحانه وتعالى ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وقال سيدنا الخليل إبراهيم في نسبة الإضلال إلى الأصنام مع أنه لا يضل من هداه الله ولا يُهدى من أضله الله، وقال عن الأصنام ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ) وقال عن القوم الكفار الذين يُوصلون الناسَ إلى النار ( وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار ) إلى غير ذلك من الآيات الصريحات في مثل ذلك المعنى، فقد جاء في السنة مخاطبة الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:
وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فأقره المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولقد قال الله تبارك وتعالى( ولو أنهم إذْ ظلموا أنفسهم جاءوك ) مع أن الأمر المقطوع به المستَيقن أنه لا يغفر الذنوب إلا الله ولكن قصد رسول الله صلى الله والمجيء إليه سببٌ لهذا الغفران من الله تبارك وتعالى ( ولو أنهم إذْ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) .
وقد صحح جماعة من الحفاظ حديث سيدنا بلال بن الحارث الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فناداه في قبره الشريف : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، وقد عُلم ذلك من أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم من أئمة الدين نثرا ونظمًا يستعملون فيه مثل هذه المجازات التي لا تمتُّ إلى الراسخ في القلوب بصلة ضعضعة ولا زعزعة ولا شك ولا ريب ، وذاك الراسخ في القلوب عند المؤمنين هو أن الأمر أولا وآخرا وظاهرا وباطنا دنيا وآخرة بيد الله وحده ، وأنه رتب حصول الأشياء بأمره وقدرته وإرادته على أسباب ظاهرة وباطنة ، ومن أقوى الأسباب الباطنة وجاهات ذوي الكرامة لديه والمنزلة عنده ، وأعظمهم النبيون والمرسلون وأعظمهم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وفي الحديث (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا ) وقد ألَّف في هذا علماء الملة مؤلفات ، مثل ما ألف الإمام الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني عليه رحمة الله كتابه المسمى بشواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ، كما ألف في هذه المعاني الشيخ مصطفى الحمامي المصري، أحد كبار علماء الأزهر الشريف كتابًا سماه غوث العباد ببيان الرشاد، ذكر فيه أدلة مستفيضة في هذا الموضوع.
وبذا يعلم أن التسرع في نسبة الشرك إلى مستعمِل تلك المجازات أمر تأباه قواعد الشريعة الطاهرة وحرمات المؤمنين لدى الله تبارك وتعالى ، وخطر التسرع في الحكم فيما هو دون ذلك فكيف بأعظم الأشياء خبثا وقباحة وهو الشرك بالحق تبارك وتعالى، وقد قال الحق ( وما النصر إلا من عند الله ) وخوطب الرسول في آخر عمره قبل دخوله مكة في الفتح :
فانصر رسول الله نصرا أعتَدَا * وادع عبادَ الله يأتوا مددا
في أبيات يستنصره بها أولئك الذين اعتدت عليهم قريش، فكل ذلك مما يبين لنا وجوب المسلك في أمثال هذه الأمور التي مضى عليها خيار الأمة في العصور تلو العصور، ولا يكون ضيق النظر والتشدد فيها إلا مدعاة لنسبة طوائف الأمة إلى الكفر والخروج عن الملة وذلك عين الكوارث التي تشتد على الأمة لو وجدت مجالها وسبيلها بينهم، فتورث تفريقا وتشتيتا وتباعدا واعتداءات واستعمالا لكل قواهم على بعضهم البعض دون معادي الحق ورسوله من منكري الإيمان بالله والمصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. نسأل الله أن يبصِّر إخواننا المسلمين وأهل هذه الملة بحقائق دينهم وحسن أدبهم معه ومع عباده بمحض الفضل والمنة إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين .
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 14-08-2007 الساعة 11:56 PM.
alimetlak غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-12-2006, 02:23 AM   #4
سـيف
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 215
إفتراضي


إعلم أخي المسلم بأن الديانة الصوفية هي الأخت الشقيقة للديانة الرافضية، فكلاهما يقوم على عقائد وثنية شركية تتخذ من الإسلام ومن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته ستارا لها.

وليس أدل على وثنية الديانة الصوفية وكفر معتنقيها من أن أتباعها يحاربون عقيدة التوحيد ويطعنون بدعاتها ويشككون بدعوتهم.

فالصوفي هو الذي ابتلاه الله بسبب كفره وجعله الأخ الشقيق الحبيب للمشرك الرافضي عدو صحابة رسول الله.

فالحمد لله أولا وآخرا على نعمة التوحيد.





سـيف غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-12-2006, 10:47 AM   #5
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

الأخ صاحب الموضوع السيد عبد الرزاق..
لقد خرجت عن صلب الموضوع ألا و هو القصيدة. و إن اردت مناقشة المذهب الوهابي فلك أن تفعل ذلك بكل حرية في الخيمة الإسلامية لا في خيمة الثقافة و الأدب. و بناءاً على ذلك و على قذفك لعلماء المسلمين فيما اوردت فسوف أقوم بإغلاق الموضوع لمدة ثلاثة أيامٍ و بعدها سأقوم بحذفه.
و لك أن تورد القصيدة مرةً أخرى في موضوعٍ آخر على أن لا يخرج الموضوع عن مناقشة القصيدةِ بيتاً بيتاً بأسلوبٍ إسلامي متحضّر.


أخوك
محمد العاني
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:46 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ

[ ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـرِ الحُـرُمِ
رَمـى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِـنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنـا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهـمَ فـي كَبِـدي
جُـرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النـاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِــدىً
أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحـاً دامِيـاً فَأَسـا
وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبـى وَقَـنـاً
اللاعِبـاتُ بِروحـي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـرِجـالِ وَمــا
أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُـدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِـواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
أَشكالُـهُ وَهـوَ فَـردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـراءَ زُيِّنَـتـا
لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـن عَجَـبٍ
إِذا أَشَـرنَ أَسَــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
يَرتَعـنَ فـي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـهُ
أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُـمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّـى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
أَنَّ المُنـى وَالمَنايـا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـرٍ
وَأَخـرَجَ الريـمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُـكِ مِـن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً
مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيـاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُسـنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـا ضَحِـكَـت
كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كـانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهـرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِـن إِساءَتِهـا
جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنـهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنـاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثـلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَـم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
لَـولا الأَمانِـيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
وَتـارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَـم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
إِن يَلـقَ صابـا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريـعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُـمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فـي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَـم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَـدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميـرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَـكُـلُّ فَـضـلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِـهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيـنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَـرِمِ
مُحَمَّـدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلـقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَـوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَـت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فـي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامـا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّـا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنـا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصـونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهـابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحـاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَـةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيـرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصـارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَـمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـادُ بِـهـا
يُغرى الجَمـادُ وَيُغـرى كُـلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّـةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهـا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلـوا عَـن عَظيـمٍ قَـد أَلَـمَّ بِهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
يـا جاهِليـنَ عَلـى الهـادي وَدَعوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكـانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفـاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيـرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالـرَحِـمِ
يـا أَفصَـحَ الناطِقيـنَ الضـادَ قاطِبَـةً
حَديثُـكَ الشَهـدُ عِنـدَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلـوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ
سَـرَت بَشائِـرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَـرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِـن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِ القُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملـوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُـلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلـقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِـرُ الفُـرسِ يَبغـي فـي رَعِيَّتِـهِ
وَقَيصَرُ الـرومِ مِـن كِبـرٍ أَصَـمُّ عَـمِ
يُعَذِّبـانِ عِبـادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمـا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلـى قَـدَمِ
لَمّـا خَطَـرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُـلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَمـاواتِ أَو مـا فَوقَهُـنَّ بِهِـم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــةِ الـلُـجُـمِ
مَشيئَـةُ الخالِـقِ الـبـاري وَصَنعَـتُـهُ
وَقُـدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُـهَـمِ
حَتّـى بَلَغـتَ سَمـاءً لا يُـطـارُ لَـهـا
عَلـى جَنـاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَــدَمِ
وَقيـلَ كُــلُّ نَـبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيـا مُحَمَّـدُ هَـذا الـعَـرشُ فَاِستَـلِـمِ
خَطَطـتَ لِلديـنِ وَالدُنـيـا عُلومَهُـمـا
يا قارِئَ اللَـوحِ بَـل يـا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطـتَ بَينَهُمـا بِالـسِـرِّ وَاِنكَشَـفَـت

__________________
السيد عبد الرازق
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:50 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لَـكَ الخَزائِـنُ مِـن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضاعَفَ القُربُ مـا قُلِّـدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِـلا عِـدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِـعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَـولَ الغـارِ سائِمَـةً
لَـولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَــم تُـسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَـرَ الوَضّـاءَ أَم سَمِعـوا
هَمـسَ التَسابيـحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَـل تَمَثَّـلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَـهُـم
كَالغـابِ وَالحائِمـاتُ وَالزُغـبُ كَالرُخَـمِ
فَـأَدبَـروا وَوُجــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
كَباطِـلٍ مِـن جَـلالِ الـحَـقِّ مُنـهَـزِمِ
لَـولا يَـدُ اللَـهِ بِالجارَيـنَ مـا سَلِمـا
وَعَينُـهُ حَـولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَـوارَيـا بِجَـنـاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
وَمَـن يَضُـمُّ جَنـاحُ الـلَـهِ لا يُـضَـمِ
يا أَحمَـدَ الخَيـرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتـي
وَكَيـفَ لا يَتَسامـى بِالرَسـولِ سَـمـي
المادِحـونَ وَأَربـابُ الـهَـوى تَـبَـعٌ
لِصاحِـبِ البُـردَةِ الفَيحـاءِ ذي الـقَـدَمِ
مَديحُـهُ فيـكَ حُـبٌّ خالِـصٌ وَهَــوىً
وَصـادِقُ الحُـبِّ يُملـي صـادِقَ الكَلَـمِ
الـلَـهُ يَشـهَـدُ أَنّــي لا أُعـارِضُـهُ
من ذا يُعارِضُ صَـوبَ العـارِضِ العَـرِمِ
وَإِنَّمـا أَنـا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَــن
يَغـبِـط وَلِـيَّـكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَـذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحـمَـنِ مُقتَـبَـسٌ
تَرمـي مَهابَـتُـهُ سَحـبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ فـي حُسـنٍ وَفـي شَـرَفٍ
وَالبَحرُ دونَـكَ فـي خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُـمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَـضَـت
وَالأَنجُـمُ الزُهـرُ مـا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيـثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـدَ وَثبَـتِـهِ
إِذا مَشَيتَ إِلـى شاكـي السِـلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَـيـكَ وَإِن أَدمَـيـتَ حَبَّتَـهـا
فـي الحَـربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَـبَّـةُ الـلَـهِ أَلقـاهـا وَهَيـبَـتُـهُ
عَلـى اِبـنِ آمِنَـةٍ فـي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَـكَ تَحـتَ النَقـعِ بَـدرُ دُجـىً
يُضـيءُ مُلتَثِـمـاً أَو غَـيـرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَـلَّـعَ فــي بَــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
كَغُـرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـيَ الظُـلَـمِ
ذُكِـرتَ بِاليُتـمِ فـي القُـرآنِ تَكـرِمَـةً
وَقيمَـةُ اللُؤلُـؤِ المَكنـونِ فـي اليُـتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـنَ الـنـاسِ رِزقَـهُـمُ
وَأَنـتَ خُيِّـرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِـسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلـتَ فيـهِ نَعَـم
فَخيـرَةُ اللَـهِ فـي لا مِـنـكَ أَو نَـعَـمِ
أَخـوكَ عيسـى دَعـا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنـتَ أَحيَيـتَ أَجيـالاً مِـنَ الـزِمَـمِ
وَالجَهـلُ مَـوتٌ فَـإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِـنَ الرَجَـمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسـلُ اللَـهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـلِ نَفـسٍ وَلا جــاؤوا لِسَـفـكِ دَمِ
جَهـلٌ وَتَضليـلُ أَحــلامٍ وَسَفسَـطَـةٌ
فَتَحـتَ بِالسَيـفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِالقَـلَـمِ
لَمّا أَتـى لَـكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
تَكَفَّـلَ السَـيـفُ بِالجُـهّـالِ وَالعَـمَـم
ِوَالشَـرُّ إِن تَلقَـهُ بِالخَيـرِ ضِقـتَ بِـهِ
ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالـشَـرِّ يَنحَـسِـمِ
سَـلِ المَسيحِيَّـةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
بِالصـابِ مِـن شَهَـواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريـدَةُ الشِـركِ يُؤذيهـا وَيوسِعُـهـا
فـي كُـلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـدَمِ
لَـولا حُمـاةٌ لَهـا هَـبّـوا لِنُصرَتِـهـا
بِالسَيفِ مـا اِنتَفَعَـت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ
لَـولا مَكـانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِـلِـهِ
وَحُرمَـةٌ وَجَبَـت لِلـروحِ فـي الـقِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَـدَنُ الطُهـرُ الشَريـفُ عَلـى
لَوحَينِ لَـم يَخـشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَـلَّ المَسيـحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِـئُـهُ
إِنَّ العِقـابَ بِقَـدرِ الـذَنـبِ وَالـجُـرُمِ
أَخـو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــزُلٍ
فَـوقَ السَمـاءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـرَمِ
عَلَّمتَهُـم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَـلـونَ بِــهِ
حَتّـى القِتـالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِـهـادٍ فـيـهِ سُـؤدُدُهُـم
وَالحَـربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـونِ وَالأُمَــمِ
لَـولاهُ لَـم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـي زَمَــنٍ
ما طالَ مِـن عُمُـدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُــلَّ آوِنَــةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُـرِ الدُهُـمِ
بِالأَمسِ مالَت عُـروشٌ وَاِعتَلَـت سُـرُرٌ
لَـولا القَذائِـفُ لَـم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشيـاعُ عيسـى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَـةٍ
وَلَـم نُعِـدُّ سِـوى حــالاتِ مُنقَـصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلـى الهَيجـاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمـي بِأُسـدٍ وَيَرمـي اللَـهُ بِالـرُجُـمِ
عَلـى لِوائِـكَ مِنـهُـم كُــلُّ مُنتَـقِـمٍ
لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فــي الـلَـهِ مُعـتَـزِمِ
مُسَـبِّـحٍ لِلِـقـاءِ الـلَـهِ مُـضـطَـرِمٍ
شَوقاً عَلـى سابِـخٍ كَالبَـرقِ مُضطَـرِمِ
لَو صادَفَ الدَهـرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمـى
بِعَزمِـهِ فـي رِحـالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِـن فِعـلِ الحُـروبِ بِهِـم
مِـن أَسيُـفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَم في التُـرابِ إِذا فَتَّشـتَ عَـن رَجُـلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَـن مـاتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِـبُ فـي بَعـضِ الأَنـامِ لَمـا
تَفـاوَتَ النـاسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَـةٌ لَـكَ فَجَّـرتَ العُـقـولَ بِـهـا
عَـن زاخِـرٍ بِصُنـوفِ العِلـمِ مُلتَـطِـمِ
يَلـوحُ حَـولَ سَنـا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا
كَالحَلـيِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشـيِ لِلعَـلَـمِ
غَـرّاءُ حامَـت عَلَيهـا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
وَمَن يَجِـد سَلسَـلاً مِـن حِكمَـةٍ يَحُـمِ
نـورُ السَبيـلِ يُسـاسُ العالِمـونَ بِهـا
تَكَفَّلَـت بِشَـبـابِ الـدَهـرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمـانُ وَأَحكـامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكـمٍ لَهـا نافِـذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّـا اِعتَلَـت دَولَـةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
مَشَـت مَمالِكُـهُ فـي نـورِهـا التَـمَـمِ
وَعَلَّـمَـت أُمَّــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَــةً
رَعـيَ القَياصِـرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَـم شَيَّـدَ المُصلِحـونَ العامِلـونَ بِهـا
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكـاً بـاذِخَ العِظَـمِ
لِلعِلـمِ وَالعَـدلِ وَالتَمديـنِ مـا عَزَمـوا
مِنَ الأُمـورِ وَمـا شَـدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
سُرعـانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـا لِمِلَّتِـهِـم
وَأَنهَلوا النـاسَ مِـن سَلسالِهـا الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُـداةَ النـاسِ فَهـيَ بِهِـم
إِلـى الفَـلاحِ طَريـقٌ واضِـحُ العَـظَـمِ
لا يَهـدِمُ الدَهـرُ رُكنـاً شـادَ عَدلَـهُـمُ
وَحائِـطُ البَغـيِ إِن تَلمَـسـهُ يَنـهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ فـي الدارَيـنِ وَاِجتَمَعـوا
عَلـى عَميـمٍ مِـنَ الرُضـوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنـكَ رومـا وَآثينـا وَمـا حَوَتـا
كُـلُّ اليَواقيـتِ فـي بَـغـدادَ وَالـتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَــدِلُّ بِــهِ
هَـوىً عَلـى أَثَـرِ النيـرانِ وَالأَيُــمِ
وَاِترُك رَعمَسيـسَ إِنَّ المُلـكَ مَظهَـرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا فـي نَهضَـةِ الهَـرَمِ
دارُ الشَرائِـعِ رومـا كُلَّـمـا ذُكِــرَت
دارُ السَـلامِ لَهـا أَلقَـت يَـدَ السَـلَـمِ
مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِـنـدَ مُلـتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـا قَضـاءً عِـنـدَ مُختَـصَـمِ
وَلا اِحتَوَت فـي طِـرازٍ مِـن قَياصِرِهـا
عَلـى رَشـيـدٍ وَمَـأمـونٍ وَمُعتَـصِـمِ
مَـنِ الَّـذيـنَ إِذا ســارَت كَتائِبُـهُـم
تَصَـرَّفـوا بِـحُـدودِ الأَرضِ وَالتُـخَـمِ
وَيَجلِـسـونَ إِلــى عِـلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
فَـلا يُدانَـونَ فـي عَـقـلٍ وَلا فَـهَـمِ
يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الـهـامَ إِن نَبَـسـوا
مِن هَيبَـةِ العِلـمِ لا مِـن هَيبَـةِ الحُكُـمِ
وَيُمطِـرونَ فَمـا بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَـوقَ الأَرضِ مِـن عُـدُمِ
خَلائِـفُ اللَـهِ جَلّـوا عَـن مُـوازَنَـةٍ
فَـلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــوَرى بِـهِـمِ
مَـن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـاروقِ مَعـدَلَـةً
وَكَاِبنِ عَبـدِ العَزيـزِ الخاشِـعِ الحَشِـمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مــا فَــضَّ مُزدَحِـمـاً
بِمَدمَـعٍ فـي مَآقـي الـقَـومِ مُـزدَحِـمِ
الزاخِـرُ العَـذبُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبِ فـي حَـربٍ وَفـي سَلَـمِ
أَو كَاِبـنِ عَفّـانَ وَالقُـرآنُ فـي يَــدِهِ
يَحنو عَلَيـهِ كَمـا تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجـمَـعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُـمُـهـا
عِقـداً بِجيـدِ اللَيالـي غَيـرَ مُنفَـصِـمِ
جُرحانِ فـي كَبِـدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُرحُ الشَهيـدِ وَجُـرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمـا بَــلاءُ أَبــي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
بَعـدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعـالِ وَالـخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حـاطَ الديـنَ فـي مِحَـنٍ
أَضَلَّـتِ الحُلـمَ مِـن كَـهـلٍ وَمُحتَـلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِـدِ الفـاروقِ عَـن رُشـدٍ
في المَـوتِ وَهـوَ يَقيـنٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُـجـادِلُ الـقَـومَ مُسـتَـلّاً مُـهَـنَّـدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَـدراً كَيـفَ لَـم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الـذُهـولُ بِــهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَـبُّ عَـن رَغَـمِ
يـا رَبِّ صَـلِّ وَسَلِّـم مـا أَرَدتَ عَلـى
نَزيـلِ عَرشِـكَ خَيـرِ الرُسـلِ كُلِّـهِـمِ
مُحـيِ اللَيـالـي صَــلاةً لا يُقَطِّعُـهـا
إِلّا بِدَمـعٍ مِــنَ الإِشـفـاقِ مُنسَـجِـمِ
مُسَبِّحـاً لَـكَ جُنـحَ اللَـيـلِ مُحتَـمِـلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُـرّاً مِـنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفـسُـهُ لا تَشتَـكـي سَـأَمـاً
وَما مَعَ الحُـبِّ إِن أَخلَصـتَ مِـن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـي عَلـى آلٍ لَــهُ نُـخَـبٍ
جَعَلـتَ فيهِـم لِـواءَ البَيـتِ وَالـحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجـهُ الدَهـرِ ذو حَلَـكٍ
شُمُّ الأُنـوفِ وَأَنـفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيـرَ صَـلاةٍ مِـنـكَ أَربَـعَـةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُـم مَرعِيَّـةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نــادى النَـبِـيُّ بِـهِـم
ما هالَ مِـن جَلَـلٍ وَاِشتَـدَّ مِـن عَمَـم
الصابِريـنَ وَنَـفـسُ الأَرضِ واجِـفَـةٌ
الضاحِكيـنَ إِلـى الأَخـطـارِ وَالقُـحَـمِ
يـا رَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـن مَنِيَّتِـهـا
وَاِستَيقَظَـت أُمَـمٌ مِـن رَقـدَةِ الـعَـدَمِ
سَعـدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنــتَ مالِـكُـهُ
تُديـلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِــن نِـقَـمِ
رَأى قَـضـاؤُكَ فيـنـا رَأيَ حِكمَـتِـهِ
أَكـرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَـقِـمِ
فَاِلطُـف لِأَجـلِ رَسـولِ العالَميـنَ بِنـا
وَلا تَـزِد قَـومَـهُ خَسـفـاً وَلا تُـسِـمِ
يـا رَبِّ أَحسَنـتَ بَـدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
فَتَمِّـمِ الفَضـلَ وَاِمنَـح حُسـنَ مُختَتَـمِ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-09-2006, 04:03 AM   #8
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

اخي الفاضل اشكر لك انتقاءك القصائد العصماء الرائعه وتجميعها في الخيام
بارك الله فيك
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-09-2006, 11:16 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي علي علي المرور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا المبارك سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
قلبي سعي بي إلي المدينة .
لأزور بدر الهدى نبينا .
لكم كل التحية الود والتقدير .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-10-2006, 08:34 PM   #10
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي

وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .