وحتى لو فشلوا في وصل الرأس عصبيا لكن نجحوا في وصله دمويا "مع أنه فشل كبير في الظاهر" فهذا سيبقى نصرا طبيا .. فكم من مريض تفشى المرض في جسده و يكاد ان يقضي على قلبه وكليتيه ورئتيه .. عندها بأمكاننا وبكل بساطة نقل رأسه الى جسد جديد ليبقى حيا!!"
وحدثنا الباحث عن ان هناك صعوبات كثيرة تواجه الجراح فقال :
"طبعا الصعوبات التي تواجه كانافيرو والطاقم الذي سيعمل معه كثيرة .. ولا تتمثل فقط بربط النخاع الشوكي .. فهناك اختلاطات قد تحدث بعد نجاح العملية - بفرض نجاحها -:
1 - من الممكن عدم تقبل جهاز مناعة الجسد للرأس المزروعة وقد حدث هذا فعلا في عام 1970 مع جراح الاعصاب روبرت وايت في عملية نقل رأس قرد لآخر.
2 - المريض فاليري ليس لدماغه فكرة عن معنى تحريك الأطراف!! وليس لأطرافه تمثيل على باحات قشرته الدماغية!! لذلك قد يعاني من صعوبة تقبل للحركة.
3 - عند التحام الحبل الشوكي "كما ذكرنا سابقا" قد يحدث تداخل في الالياف العصبية المقطوعة مما قد يؤدي الى استجابات عصبية غريبة .. فالنخاع الشوكي ممر للسيالات العصبية الحسية الصاعدة الى الدماغ والسيالات العصبية المحركة المتجهة الى الاعضاء المحركة كالعضلات والغدد .. يعني من الممكن ان يتصل ممر عصبي حسي صاعد مع ممر عصبي حركي نازل!! لا يمكن تخيل الأمر!!
والقرد الذى اجريت له عملية نقل رأس عام 1970 .. العملية نجحت جزئيا .. القرد كان يستطيع تحريك عينيه والتعبير بملامح وجهه لكنه اصيب بالشلل ومات بعد عدة ايام ..
4 - أيضا يشير بعض الأطباء أن هذه العملية وان نجحت فقد تؤدي الى اصابة المريض بالجنون واصابة دماغه بالتلف وذلك بسبب أن الدماغ لا يدرك حجم الجسد الجديد الكلي في الفراغ (كما ذكرنا ليس لديه صورة عن حجم ولا معرفة مسبقة بمعنى وجود اطراف)!!
5 - الرأس ليس عضوا كباقي الأعضاء ليس كالكلية مثلا بل هو أكثر أعضاء جسم الانسان تعقيدا فيه الدماغ، التفكير، هوية الانسان، ووجوده وكينونته فيه الذاكرة و التجارب السابقة.
6 - طبعا سيأتي التساؤل الاكبر .. ماذا عن الروح؟؟"
وبعد أن طرح منتبه الصعوبات الجراحية طرح السؤال المهم وهو :
من هو الشخص الموجود هل هو صاحب الرأس أم صاحب الجسم
وطرح الرجل تساؤلات متعددة عن الروح ومكان وجودها فقال :
"اين توجد الروح .. في الرأس والعقل .. ام كامل الجسد .. ولو اقترفت اثما بواسطة يد وجسد شخص آخر .. من سيحاسب .. انا ام هو؟!!
يقول عز وجل في كتابه العظيم: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا"
الروح أين توجد في الدماغ والجملة العصبية أم في القلب؟؟ بمعنى آخر في الرأس أم في الجسد؟؟
هل الروح مركزية وموجودة في منطقة محددة؟؟ أم متوزعة في كل الجسد؟؟
ولو كانت متوزعة؟؟ بروح من سيعيش فاليري الجديد؟؟ بروحه ام بروح المتبرع أم كلتاهما سويا؟؟
أسئلة مرعبة ولكن كما قال عز وجل "وما أوتيتم من العلم الا قليلا" "
وانتهى الرجل إلى عدم الخوض فى الأمر إلا بعد انتهاء العملية فقال :
"لذلك يجب علينا عدم الخوض بمثل هذه الامور وعلينا ان ننتظر نتائج العملية حتى نستطيع الاستفادة من النتائج في محاولة للتقرب من "مفهوم" الروح وليس الروح بحد ذاتها وانما مفهومها أو أخذ فكرة بسيطة جدا وضئيلة عن هذا الامر العظيم الذي أودعه الخالق فينا وهو بنفس الوقت حياتنا .."
ما يهمنا فى هذا الموضوع هو التالى :
من سبع سنوات أعلن كانافيرو نجاحه فى نقل رأس بين ميتين وليس حى وميت كما هو مفترض ومن ست سنوات فشلت العملية
قطعا ما نجح فيه الأطباء هو نقل الأعضاء الفردية فقط كلية أو قلب أو جزء من كبد أو عين أو جزء من عين ... ولكن لم يقم أحد بنقل عضوين مرة واحدة فى عملية واحدة ...
مشكلة الرأس أنها ليست عضو واحد وإنما أكثر من عشرة أعضاء عين/ أذن/ أنف / فم / لسان / حنجرة / مرىء / أسنان /مخ/ مخيخ/ قحف/ عظام رقبة ... ومن ثم اعتبارها عضو واحد على أساس أنها الرقبة هو تسهيل مبسط جدا
وأما الروح وهى النفس فهى طبقا للقرآن ليست عضوا جسديا لأنها تخرج من الجسد أثناء النوم ثم تعود إليه عند الصحو كما قال تعالى :
" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
ومن ثم لا يمكن القول أنها عضو جسدى وإنما هى تكون أثناء الصحو وفى مكان الحنجرة وهو الحلقوم كما قال تعالى :
" فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ "
فهى الكلام الصامت الذى يدور فى تلك المنطقة والذى ينتهى من الوجود عند النوم ثم يعود مرة أخرى عند الصحو
وطبقا للعملية بين ميت وحى كما يقال فإن الميت جسديا يكون ميت نفسيا ومن ثم لو افترضنا حدوث العملية ونجاحها فلن تكون نفس صاحب الجسد وإنما نفس صاحب الرأس لو تم قطعها من بعد الحلقوم من أول الرقبة وأما قطعها من عند الحلقوم فمعناه وفاة صاحب الرأس أيضا
حتى الآن لم ينجح أحد فى عملية النقل ومن ثم لا يمكن لنا أن نقرر ما هى الحقيقة هل تقطع الرأس من عند الحلقوم أم من بعد الحلقوم والله تعالى أعلى وأعلم
|
النمط المتطور