العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-07-2011, 11:02 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الانتفاضات العربية بين التصديق والتكذيب

الانتفاضات العربية بين التصديق والتكذيب

بين مُصدِّق ومُكذِّب، عربي، أو أجنبي، يتم تناول الانتفاضات (الثورات، الأحداث) في المنطقة العربية. وبين وجاهة الحجج التي يسوقها المؤمنون بتلك الثورات ووجاهة الحجج التي يسوقها المشككون، يقع المنطق العلمي الذي يتناول تلك الظاهرة مُخضعاً إياها لتفسيرات تُجيب على تساؤلات المُشككين، وتضع المندفعين بالموافقة العمياء على كل تفاصيل تلك الأحداث، عند حد التنازل أو التأمل الذي يجعلهم يقومون بتكييف مواقفهم.

والنظرية العلمية التي ستُخدم كأداة أو ميزان لتقييم ما يحدث، تقوم على عدة ركائز منها: العمومية؛ والحتمية؛ والوضعية. والتسليم بتلك الركائز بالمنطقة العربية لا يزال موضع اختلاف بين الناس، المثقف منهم والعادي (العامي).

فعمومية العلم تقضي بالتسليم بانتقاله الى كل أبناء البشرية، سريعاً أو بعد وقت، فالخوارزميات التي اكتشفها الخوارزمي المسلم لم تعد حكراً على المسلمين، كذلك هي العلوم النووية، فبعد حين ستصبح مثل جدول الضرب مُتاحة لكل أبناء الأرض. ولا يلزم ابن كينيا أو الأردن إن أراد صنع سيارة أن يبدأ من حيث ابتدأ السومريون في اختراع (العَجَلَة)، بل سيبدأ بما انتهت إليه أكثر مصانع العالم كفاءة، وإن كان يلزمه تراكم المهارات والسجل الصناعي الذي قد يتحقق في فترات قادمة.

وهذا، ينسحب على إدارة شؤون الدُول، سياسياً واقتصادياً، فلم يَعُد احتكار السلطة وعدم تداولها بشكل يضمن عدم تقنين وصول المواطنين الى أي منصبٍ يعتقدون أنهم أكفاء لإشغاله ضمن وسائل يتم الاتفاق عليها بين الجميع. وعمومية العلم هنا، أن كل أبناء البشرية قد اطلعوا على الكيفية التي تُدار بها الدول من خلال سهولة ومشاعية المعلومات التي تنتقل عبر وسائل متطورة ومتاحة للجميع، فإن أجلوا اعتراضهم على أنماطٍ من الحكم عفا عليها الزمن، فإن احتجاجهم سيظهر آجلاً أم عاجلاً، لإيمانهم بالعلاقة الطردية بين عدالة تناقل السلطة، والإنماء واختفاء الفساد.

والحتمية كركيزة ثانية، تقضي بأن أي طريق له بداية سيكون له نهاية، وأي مسببٍ أو علةٍ ستقود الى نتيجتها، فالقوة الغاشمة تستنتهض القوة المُضادة لها والتي قد تتفوق عليها في حالة إعادة تشكيل القوة الجديدة وتنظيمها. وفي الحالة التي بين أيدينا، وبعد تفكك الملكيات وتعذر الوصول لحياة كريمة تضمن العمل والعلم والعلاج والسكن، لم يعد للأجيال الشابة التي استقرأت مستقبلها، والذي لن يمر بنفس السياق الذي مر به أجدادها وآباؤها، أصبح التعبير عن الرفض أكثر وضوحاً من الشكل الخجول أو الموارب أو الخائف للأجيال السابقة.

أما الوضعية، فهي أن إدارة شؤون البلاد والعباد، يتم من خلالهم هم وليس من خلال قوانين غيبية تتعلق بالنظام المعرفي السائد بين نُخبٍ ثقافية كانت محاذية وحاضرة أثناء التطور الذي مر بالأمة. بمعنى آخر، إن نظام الأبوة الذي يتصف به نظام الحكم العربي، ويفسره المنظرون ممن يؤمنون بالنظام المعرفي (البياني) الذي يقضي بأحد جوانبه الفرعية بلزوم إطاعة أولي الأمر، أو أن وجود هؤلاء الحكام مرتبط بإرادة الله عز وجل {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء} (آل عمران 26). ويجتهد فقهاء السلاطين وخطباء المساجد، في تكييف الفقه والشريعة لإبطال الحراك الاجتماعي الطبيعي. في حين لا يمرون على (من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)، ولا يمرون على (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). ولا تختص بتلك الجهود الدول التي تدعي تطبيق الشريعة، بل وحتى الدول المنادية بالعلمانية.

يعرف ما تقدمنا به، أبناء الأمة، كما يعرفه القائمون على المرابطة في توليف الخطط للنيل منها، أما لماذا الآن تنفجر تلك الأوضاع مرة واحدة، وهذا ما يدعو المشككين في عفوية تلك الانتفاضات وردِّها الى عوامل خارجية.

في تصنيف محركي الانتفاضات والثورات والأحداث، يبرز أربعة أصناف من هؤلاء المحركين:

1ـ صنف وطني صادق، رأى في الحراك الذي بدا وكأنه مفاجئ في حادثة (البوعزيزي في تونس)، فرصة في تصعيد الجهد من أجل تحسين الأوضاع. وهؤلاء هم من أبناء البلدان العربية، الذين لم يغادرونها الى الخارج، وبقوا على تكييف أوضاعهم بما يلاءم المساحة المتاحة لهم من الأنظمة بين هِبَة أو انتزاع، وغالباً ما تكون بشكل هِبات تمنحها الأنظمة الحاكمة لتكييف وضعها محلياً ودولياً.

2ـ صنف وطني صادق، غادر أوطانه وأقام في بلدان غربية أو عربية، وأتيح له التفكير والاطلاع والكتابة والتعبير بحريات أكبر مما هي عليه في الموطن الأصلي.

3ـ صنف يقيم في الغرب، ويعمل على قربٍ شديد من المصالح الغربية، ويحاول استثمار تلك الانتفاضات بطريقة تخدم أجندته وأجندة من يدعمونه. وهؤلاء لهم وسائل كثيرة في خلط الأوراق، وتصعيد النشاط الخاص بهم مثل افتعال الفتن والذبح وتشجيع التفريق الطائفي والعرقي الخ.

4ـ صنف يقيم في الأوطان، كخلايا نائمة يتم إيقاظها وتشغيلها في الوقت المناسب. أو خلايا تُستحدث على هامش مسار الأحداث، بعد أن تُراق الدماء، فيكون كسبها لصف المُغرضين أكثر سهولة.

وتساعد الأنظمة الحاكمة، في تعمية المراقبين، عندما لا تتعامل بحكمة مع تلك التغيرات الحتمية القادمة، فيتشتت إصدار القرار، ويخاف الفاسدون المحيطون بالأنظمة ـ وما أكثرهم ـ على مصالحهم، فيزيد بطشهم وتزيد الهوة بين النظام الذي يشتكي من شرعية (حقيقية)، وبين المتحركين الذين أضيفت أسبابٌ جديدة لهيجانهم بعد أن فقدوا بعض أبنائهم وأحبائهم.

وكون الدوائر المتربصة بنا أكثر تنظيما وتماسكا، ووسائلها الإعلامية والمالية أكثر من القائمين على تلك الانتفاضات الذين لا يربطهم رابط إسمنتي قوي وتعوزهم الخبرات المتراكمة لدرء المؤامرات عن أوطانهم، سيقعون ضحايا طوعية لتلك القوى، وإن كانوا لن يُسلموا بها لوقت طويل، فهذه بدايات قد تأخذ ثلاثة أو أربعة عقود، حتى تتحول نظم الحكم عندنا الى نظم عصرية يرضى عنها الجميع.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .