العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-05-2009, 03:38 PM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي الجيوش العربية لم تكن تعرف مواقع اليهود -فوزي القاوقجي

قرّرت أن ألبي دعوة الملك عبد الله، وأغتنم الفرصة لزيارة مقر القيادة العامة للجيوش العربية النظامية في الزرقاء، وصلت إلى عمان، فإذا في القصر الملكي، الوصي على عرش العراق الامير عبد الاله، ووزير الدفاع السيد أرشد العمري، ورئيس الحكومة المصرية محمود النقراشي، ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح، وأمين الجامعة العربية عبد الرحمن عزام، واللواء نور الدين محمود، القائد العام للجيوش العربية النظامية، واللواء صالح صائب رئيس أركان الجيش العراقي، والقائد المصري سعد الدين صبور، واذا هم قد انتهوا بصورة حاسمة، من وضع الخطة لدخول الجيوش العربية إلى فلسطين. فرحّب بي الملك عبد الله، وأسمعني كثيرا من عبارات التقدير، التي اشترك معه فيها جميع الحاضرين. ثم عرفت ان الذي تقرّر في هذا الاجتماع.
خطة الدخول الى فلسطين كما يلي:
يدخل الجيشان السوري واللبناني من شمالي فلسطين وهدفهما الاول حيفا. ويدخل الجيشان العراقي والاردني من الشرق وهدفهما العفولة ـ حيفا. ويدخل الجيشان المصري والسعودي من الجنوب وهدفهما يبنى ـ رحبوت.
أما الهدف الثاني للجيوش جميعها فهو تل أبيب. ومعلوم ان الملك عبد الله هو القائد العام الاسمي طبقاً لما اتفقوا عليه. بينما أسندت القيادة العملية للواء نور الدين محمود كما ذكرت. وبدأت الجيوش تحتشد وتساق على أساس هذه الخطة، ولكن بعدد أقل مما كانت قررته الحكومات العربية، استناداً لرأي رؤساء أركان الجيوش. فقد كان المقرر أن يكون مجموع الجيوش العربية، يتراوح بين خمس وسبع فرق.
أخذت هذه الجيوش مراكزها، وهي تجهل كل الجهل، كما تبين فيما بعد، حالة اليهود، ومقدار قواتهم ومدى تسلحهم ومناعة تحصيناتهم. وعلى العكس من ذلك تماماً، كان اليهود يعرفون عن هذه الجيوش كل شيء تقريباً. وكان أمام الخط الذي تجمعت فيه الجيوش العراقية والسورية، مستعمرات يهودية، أنشئت في منطقة التحصينات التي كان الجيش البريطاني أقامها في خلال الحرب العالمية الثانية، لصد زحف الجيوش الالمانية، فيما اذا تمكنت من اختراق تركيا وانحدرت الى الجنوب، وهي تحصينات تعرف باسم خط ايدن. وكان تبديل الخطة بهذا الشكل، كأنما هو يرمي إلى تحطيم الجيشين السوري والعراقي، والمعركة لم تكد تبدأ، والى ضعضعة المعنويات العربية من وراء ذلك، وهذا ما حدث، ويا للأسف فيما بعد.
بعد ان فض الاجتماع في القصر الملكي في عمان، طلبت مواجهة اللواء نور الدين محمود القائد العام، لاستعلم منه عن مهمتي بعد 15 أيار. واجتمعت به في مقر قيادته العامة في الزرقاء. فأجابني أنه ليس عنده أي شيء يتعلق بجيش الإنقاذ. وان هذا الجيش مرتبط بالجامعة العربية، فيحسن بي أن أسأل امين الجامعة. فاندهشت وقلت له.. انت القائد العام وأنت الذي يعين لكل جيش من هذه الجيوش العربية الواجب الذي يقوم به. قال: إذا كنت تريد البقاء بجيش الإنقاذ حيث هو، فلا بأس. ولكن مهمتكم تنتهي بعد دخول الجيوش النظامية. وقلت في نفسي لعله وهو القائد العام، يعرف أن ما لديه من قوات يجعله في غير حاجة إلى جيش الإنقاذ. خصوصاً وقد فهمت منه خلال حديثنا أن معرفته بهذا الجيش لا تختلف عن معرفته بالقوات اليهودية. أي انه يجهل كل شيء... وحين وصولي الى عمان، وجدت بطاقة دعوة باسمي من امين الجامعة السيد عزام، لتناول طعام الغداء في المفوضية المصرية، واجتمعت على الغداء بفريق من القواد المصريين وضباط الطيران. وبعد التعارف طلب إليّ السيد عزام ان أحدثهم بما عندي من معلومات عن الحالة في فلسطين. فأطلعتهم على أهم ما لدي وبسطت لهم اموراً اختبرتها بنفسي. فكانوا يسجلون اقوالي ويشكرونني والتفت الى السيد عزام وصارحته بما بدأت أشعر به من تشاؤم، بعد أن أطلعته على ما دار بيني وبين القائد العام من أحاديث. وقلت للقائد المصري صبري بك لو خطر للجنرال كلوب ان يتخلى عن اللد والرملة، مثلاً، بحجة من الحجج فيحتلها اليهود فينكشف لهم بالنسبة للوضع القائم، الجناح الايمن للجيش المصري، ويسهل عليهم إيقاع الكارثة. وأني لمتشائم جدا من التبديل الذي طرأ على الخطة العامة المرسومة قبل البدء بتنفيذها، لأنني أخشى ان لا يكون في قيادة جيوشنا من الصلابة ما يمكنها من المضي في تنفيذ الخطط مهما يكن من رفعة مقام الشخصية السياسية التي تحاول التدخل في الامور العسكرية. ويزيد في تشاؤمي أنني ألمس نقصا في الخبرة، وضعفا في الشخصية عند البعض، مما يعرض القيادة للتأثر بالأهواء والآراء السياسية، اكثر منها بالخطط العسكرية المقررة.
مذكرات فوزي القاوقجي (خيرية قاسمية)
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .