العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-08-2003, 08:15 PM   #21
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

وأصابني الداء !


ومع مرور الأيام الكثيرة.. توطدت علاقتي بعبدالعزيز .. حتى أصبحت لا أحس بالسعادة إلا إن رأيته .. ولا أحس بالوقت إن كنت معه .. لأن الوقت يضيع بسرعة جنونية.. ربما كنا نتكلم كثيرا ولكني بحق أستمتع بالحديث معه ..كنت إذا غاب عني يوم أو اثنين.. أكاد أجن .. أحس بأني أشتاق له ..
ويحي .. أيعقل أن أكون أحببته ؟؟ لا إنه ليس حب .. بل هو مجرد صداقة أجل !
ولكن يبدو أنه ليس بمجرد صداقة .. بل إنه ذلك الداء الذي يصيب القلوب ..والذي يعرف باسم ( الحب ) !!
ففي يوم من الأيام .. انكشف كل شيء .. واعترف كل منا للآخر بحبه .. لا أدري من بدأ بالإعتراف .. ولا يهمني الآن سوى أننا بعد ان كنا صديقين .. أصبحنا حبيبين .. كنت أنكر حبي له في بادئ الأمر .. إلا أني لم أعد أطيق الإنكار .. آه كم أحبه .. وكم أحترق شوقا لقربه .. كم يعجبني الحديث معه ويريحني ذلك .. وماكان يشدني له أكثر .. أنه كان يحبني .. أكثر مما أنا أحبه .. هو بدأ بحبي .. وأحببته لأنه أحبني . .لا بل أحببته لأني أحبه .. آه كم أحبه ..
أخبرني بأشياء كثيرة عنه .. عن عمله .. عن عائلته .. عنه هو .. أخبرني بأن عبدالعزيز ليس اسمه .. وأنه سيخبرني باسمه في الوقت المناسب .. أخبرني عن شخصيته .. وعن من هو في الداخل .. ولكم كنت سعيدة بكل ما قاله .. لم أكترث لمعرفة اسمه الحقيقي .. لأني لم احبه لاسمه .. بل لشخصه الذي عرفت .. ولم يكن يهمني أن أراه .. (رغم شوقي لذلك) بل ارجأت كل شيء إلى الزمن .. يوما ما سأراه .. سأناديه باسمه الحقيقي !! وإن شاء الله يكون قريبا ..
وأنا أيضا بدوري أخبرته بكل شيء عني تقريبا .. حتى أن دانه ليس باسمي .. فلقد شجعني قوله على قول الحقيقه .. كان الرابط بيننا هو الرسائل عبر البريد الالكتروني ..فكان كل منا ينتظر رسالة صاحبة بكل شوق ولهفة .. فكان كل منا يقرأ حروف الرسالة ولكأنه يعانق صاحبه أو يضمه إليه بكل شدة ..
وكان رد عبدالعزيز لي بمسألة اسمي شافيا عذبا جميلا .. فلقد قال لي برسالة أرسلها لي :
دانه الغالية .. أنا لا أهتم لاسمك .. ولا أكترث له .. فليس الأسم و الذي يزيدك جمالا وروعة .. بل أنت من تبهرينه بروعتك وتضفين عليه من جمال روحك جمالا.. فلا تعتقدي أني سأهتم لمسألة بسيطة كمسألة الإسم .. لأنك عندي أجمل من أي اسم كان ..
إلهي كم أحبه .. وأموت في هواه .. عسى الأيام ألا تفرق بيننا ..
كان نورة معي ..تساندني في كل وقت .. تشجعني وفي الوقت ذاته ..تحذرني من الاندفاع .. تخاف علي من الغد ..
في يوم .. ومثل كل يوم .. فتحت بريدي فوجدت رسالة من عبدالعزيز .. من فرحتي وسعدي وقفت .. أحسست أني لا أود الجلوس.. لا أدري ولكن فرحتي كبيرة جدا والله ..فتحت الرسالة وقرأتها .. وكالعادة كانت رسالة عذبة صادرة من قلبه المحب العطوف ..

حبيبتي دانه ..
أسعد الله صباحك .. عل صباحك يكون جميلا كما جمال روحك العذبة الرائعة التي أعشق ..
صباخ الخير يا حبيبتي ..
ها أنا أرسل لك من العمل .. وأنا ليس بفكري أي شيء سواك .. لا يشغله غيرك .. وغير كلامك وهمساتك .. غير كلماتك .. والأهم .. حبك ..
آه يا عزيزتي .. لو تعلمي كم أشتاق لأن أعود للبيت لآراك .. وأسعد بلقائك .. فنتحدث..وتأخذنا الأحلام بعيدا جدا.. حيث لا نستطيع العودة .. بل نختار أن نمضي بقية عمرنا في ذلك المكان العذب الذي جمعنا سوية .. فلا نعود إلى أرض الواقع المرير مرة أخرى ..
دانه ..
أتسأل أحيانا .. لم أحببتك ؟؟ وكيف ؟؟ أحس بأني مجنون .. فكيف أحببتك وأنا لم أرك حتى ؟؟ بل كيف أحببتك من خلال هذه الأسلاك .. وهذه الشاشة الصغيرة ؟؟
إلا أني أجد الإجابة سريعا .. وبلمح البصر .. أحببتك لأن لك سرحا يسلب الألباب .. فلقد سحرتني .. وأخذتي قلبي مني .. فهاهو يخفق بين ضلوعك ..
وما أسعدني بهذا الحب أيتها العزيزة .. لا حرمني الله منك ..
غاليتي ..
إن القلب لا يختار من يحب .. ولايذهب لمن يريد .. بل هو يفتح بابه ودون إرادة منه .. يفتح بابه ويسمح لحب الآخر أن يتغلل بقلبه فيسكنه ويحتله ..
وأنا أيضا حبيبتي . .لم يختر قلبي من يحب .. فلقد أحبك انت .. ولو خيّر بمن يحب .. فلن يختار غيرك .. فلم يختار غيرك وبك وجدت أروع الصفات ؟؟ فأنت أنثى مختلفة .. (ليس لأنك أجمل النساء لأني لم أرك).. مختلفة بكل شيء .. بضحكتك .. بكلامك .. بعذوبتك ونقاءك .. فأنا أيتها الغالية لم أحب فيك الجسد.. بل أحببت فيك روحك الطاهره الساكنه بين حناياك .. فأنت أيتها الغالية .. طاهرة كالصلاة .. ونقية كقلب أمي .. لا عدمتك يا حبي ودمتي لمحبوبك سالمة إن شاء الله ..
أعذري حرفي على الإطالة .. وبانتظارك يا أغلى دانه
أحبك .. أحبك .. أحبـــــــــــــــــك
مجنونك :
عبدالعزيز


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-08-2003, 09:33 PM   #22
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أحبك إنما خائفة!


فرحت كثيرا برسالته .. إلا أني كنت خائفة .. خائفة من الغد .. من المستقبل .. خائفة أن تسلبني الأيام عبدالعزيز .. كنت أعلم أن الفرقة ستصير مصيرنا في نهاية المطاف .. لذلك لم أود أن أتعلق به اكثر أو حتى يتعلق هو بي .. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. ففي كل يوم كنت أتعلق به أكثر وأكثر..ويزداد تعلقه هو بي أيضا .. إلا أن نظرة التشاؤم لم تفارقني .. فارسلت لعبدالعزيز برسالة قلت فيها ..

الغالي عبدالعزيز ..
كيفك حالك ؟؟ وكيف هي أمورك ؟؟
أفتقدك كثيرا أيها الحبيب .. رغم أني التقيتك بالأمس .. إلا أني أحس أنه مضى دهرا منذ آخر لقاء .. ألهذه الدرجة أحببتك ؟؟ أحقا احتللت كل تلك المساحة الشاسعة بقلبي ؟؟ أحقا أنا واقعة بالحب ؟؟ أنا ؟؟
إنه فعلا شيء غريب لم أعتقد يوما أنه سيحصل .. ولي أنا .. أحب .. ومن أحب؟؟ شخص لم ألتقه يوما .. ولكنك أيها الغالي أفضل عندي من كل من التقيت .. أنت خيرهم أجمع .. لا عدمتك يا حبي ..
عزيزي ..
سألتني في رسالتك السابقة .. لماذا يبدو الحزن واضحا بين سطوري ..والألم جليا في عباراتي؟؟
وأجيبك أنا ..
كيف لا يظهر الحزن .. ويتربع على سطور رسالتي .. وأنا بين يدي الغد .. لا أدري ماذا سيقدم لي .. وأي كأس سيدعني أشرب منه ؟؟ كأس السعادة ؟؟ أم كأس الشقاء ؟؟ لا أدري في الغد .. هل ستكون معي ؟؟ أم أني سأحرم منك ؟؟
كيف لا تريدني أن احزن بل وأبكي وأنتحب وأنا أعلم ان مصيرنا الفرقة؟؟ وأنا أعلم أنك لست لي ؟؟ وأنا أرى الأيام تسلبك مني وبكل قوة ؟؟
لا أستيع تخيل حياتي من دونك .. آه أيها الحبيب .. لقد اعتدت عليك .. فكيف أحيا دونك ؟؟
بالله أخبرني حبيبي .. كيف لا أبكي وأتعذب..وأنا ها أنا ذا أمامك .. واقفة أمشي قدما في طريق مجهول .. طريق حبك .. أمشي واضعة يدي بيدك . .والأخرى على قلبي .. مخافة أن تسلبك الأيام مني ..
أجل أنا أفرح بقربك .. وأسعد بلقياك .. ولكن سرعان ما تتبدد فرحتي وتتلاشى سعادتي بمجرد أن أتذكر .. ان الفراق شر لابد منه ..
فكيف تريد لمدمعي أن يقف ؟؟ وكل لعبراتي أن تكفكف ؟؟ وانا مابين اليوم والغد .. أنتظر الفراق .. وأرجو من الله كل ليلة .. أن يتأخر أكثر ..
لا أدري ماذا أقول لك أكثر ..ولكن ..
على الحب نلتقي ..
أحبك أيها الغالي ..
محبتك:
دانه

وفي صباح اليوم التالي .. أتاني رده ..
حبيبتي دانه ..
يا أيتها الساكنة بين الحنايا .. يا من تغلغلت في قلبي وشرايني فاحتلت جوارحي وملكتني لأبعد حد ..
حبيبتي ..
كفاك حزنا .. ودعينا نعيش حاضرنا .. دعينا نتمتع بأيامنا سوية .. نحن لا نملك أن نقف في طريق المكتوب .. ولكن .. مادمنا معا الآن . .لنسعد بذلك ..
لم تصرين دائما على ذكر الفراق ؟؟ أتستعجلينه ؟؟ أم تودينه ؟؟
أرجوك لقد عذبتني بقولك .. لا أستحمل عبراتك ولا أقوى على رؤية الحزن في عينيك .. غاليتي .. دعينا نعيش حاضرنا بكل ما يحتويه .. لنتمتع بلحظاتنا سوية.. هيا لا تخنقي فرحتنا أيتها الحبيبة .. ودعيني أسعد بلقياك .. وانسى الفراق .. فهو وكما ذكرت .. شر لا بد منه .. فلندعه حتى يحين .. عسى أن لا يحين ..
هيا يا غاليتي .. أرجوك .. لا تذكري الفراق أو الحزن ثانية . .ولنعش أنا وأنت أيامنا سوية .. أجمل أيام وأروعها .. حتى وإن حان الفراق .. يكون لنا تلك الذكرى الجميلة . .التي تعيننا وتصبرنا على الآتي .. وليس مجرد دموع وحزن وكآبة ..
أرجوك غاليتي .. لو عندي معزة بقلبك ابتسمي..ودعي الهموم ترحل دون عودة.. فتستقل طائرة وترحل مهاجرة للبعيد .. فتظل طريقها إليك ولا تعود وتسكن عينيك ..
لن أكتب الوداع .. بل ..إلى لقاء قريب
أحبك أيتها الفاتنة ..

مجنونك :
عبدالعزيز


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-08-2003, 09:35 PM   #23
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

هل هو بخير ؟


يبدو أن الحزن لن يأتيني من فراق عبدالعزيز .. بل من مكان آخر .. من بيت أبي..كانوا أخوتي يجلسون في غرفة الجلوس .. أبي في مقعده .. وأمي على يمينه وأحمد على حجرها.. وكانت نورة جالسة على الأرض أمامه ويوسف في الكرسي الكبير .. أما فيصل وزوجته فكانا يجلسان في كرسي مقابل لأبي .. كان الجميع يبدون بخير .. يضحكون ويتجاذبون أطراف الحديث .. كانت نورة تحكي قصة قرأتها في الانترنت .. ويوسف يعلق عليها ساخرا .. وفيصل يبتسم وزوجته كانت (كالأطرش في الزفه) .. فهي لا تعي مايقولون .. ليس أنها لا تجيد العربيه .. بل العكس .. فهي تعرف الكثير في العربيه وإنما ليس كفاية أن تفهم قصة نورة كلها ..
وأمي كانت تضحك فالقصة كانت مضحكة جدا ..أما أبي .. كان صامتا لا ينطق بحرف .. وليست هذه عادة أبي !! أبدا ..
قال فيصل بعد أن انهيت نورة قصتها : هل لي بانتباهكم جميعا ؟؟
التفت الجميع نحوه بانتظار ما يود قوله . .أمسك بيد زوجته وابتسم .. ثم قال:أريد أن أخبركم أني وجولي سنرزق بطفل بعد 6 أشهر ..
صرخت أمي وقالت: حقا يا صغيري ؟؟ مبارك يا حبيبي !!
قالت نورة : أيعني أني سأصبح عمه ؟؟ يا الهي كم أنا سعيدة.. مبارك يا أخي!!
نهض يوسف من مكانه وضم فيصل وقال: وأخيرا سأصبح عما ؟؟ مبروك يا فيصل.. يا أبا عبدالرحمن ..
أجابت جولي: أشكركم جميعا .. أتمنى أن يكون ولدا ..
قاطعها فيصل قائلا: لا أنا أريد فتاة !!
اتسعت عينا نورة وقالت: فتاة ؟؟ أول رجل شرقي أسمعه يتمنى فتاة!!
أجابها باقتضاب: انا كذلك ألديك مانع؟؟
- لا أبدا..
سكت فيصل قليلا ثم قال لأبي: مابك يا أبي؟؟ ألست فرحا بأنك ستصبح جدا؟؟
أجابه أبي : بالعكس يابني .. أنا فرحا جدا.. رزقك الله بالذرية الصالحة يا فيصل..
سألت أمي أبي بعد أن انتبهت لشروده وصمته : حسن مابك ؟؟ هل أنت بخير يا أبافيصل ؟؟
أجاب أبي: أجل أجل بخير .. أستأذنكم سأذهب لأرتاح ..
نهض أبي من كرسيه متجها إلى الباب .. وقبل أن يصل إلى الباب .. سقط على الأرض .. صرخت أمي: حـسـن !!
وركض الجميع نحوه .. أمي تمسك به .. وفيصل يرفع رأسه ..يوسف يعدل من وضعه..ونورة تهتف باسمه هي وأحمد .. وزوجة فيصل (جولي) .. وقفت بعيدا خائفة ولم تقترب من أبي ..
سألته أمي: حسن .. مابك يا عزيزي؟؟ هل أنت بخير ؟؟
رد أبي وكأنه كان غائبا عن الوعي: أنا ؟؟ أنا بخير ..
قال فيصل : بم تحس يا أبي ؟؟
- لا أدري . أحس بألم في صدري .. وكأن قلبي يتمزق..
-هل ننقلك للمستشفى ؟؟
قال أبي بحدة: لا !! لن أذهب إلى المستشفى ..
التفت إلى نورة وقال : نورة .. اذهبي واتصلي باختك ..دعيها تحضر الآن .. أريد أن أراها ..
أجابت نورة وقد طفرت دمعة من عينها : حسنا .. أمرك يا أبي ..
وركضت نورة نحو سماعة الهاتف .. تناولتها وأدرات رقم بيتي .. وكنت حينها في المنزل مع اخي سعود في الطابق العلوي.. وفجأة .. أحسست بغصة في صدري .. امتلأت عيناي بالدموع .. سألني سعود : روز ؟؟ مابك عزيزتي ؟؟
سالت عيني فقلت: لا أدري يا أخي .. ولكني أحس أن بصدري غصة .. وأني متضايقة ولا أعلم السبب ..
- استعيذي من الشيطان .. كل شيء بخير إن شاء الله ..
- أخاف أن أبي أو أمي ليسوا بخير !!
- لا تخافي يا صغيرتي .. كلهم بخير إن شاء الله ..
وقطع حديثنا صوت فهد مناديا : روز .. تعالي بسرعه .. نورة على الهاتف ..
ابتسم سعود وقال: ارأيت ؟؟ هاهي نورة على الهاتف اذهبي واسأليها لتتأكدي أنهم جميعا بخير !!
- أتمنى ذلك ..
نزلت إلى الأسفل ومعي سعود .. أخذت السماعة من فهد .. لم يكن وجهه طبيعيا .. وكأنه سمع خبر سيئا .. فلم تكن هذه عادته..فبالعادة ترتسم الابتسامة العريضة على وجهه عندما تكون نورة على الهاتف!! فلم هذه المرة لا؟؟ ويحي .. أظني بدأت أفقد عقلي .. كل هذا من ظنوني .. متأكدة أن نورة ستخبرني أن الجميع بخير .. وأن ماببالي ليس سوى وهم وخيال ..
- ألو .. نورة ؟؟
- ألو روز ..
- ما بك يا نورة ؟ هل أنتم بخير ؟؟
لم تجبني نورة .. وإنما أجابتني دموعها ..
أزدادت ضربات قلبي وازداد علو صدري !! نورة تبكي ؟؟ لم ؟؟
- نورة .. نورة أجيبيني .. مابك ؟؟ هل أنت بخير ؟؟لم تبكين يا نورة ؟؟
سحب يوسف السماعة من نورة وقال: أهلا روز .. أنا يوسف ..
رددت عليه بلكنة خائفة مرتعبة: أهلا يوسف .. مابكم ؟؟ لم نورة تبكي ؟؟ هل هناك مكروه ؟؟
أجابني مطمئنا: لا تخافي يا روز .. كلنا بخير .. وإنما أنت تعلمين ان نورة تحب أن تضخم المسائل .. كلنا بخير لا تخافي..
صرخت به وقلت: ويحك يا يوسف.. نورة تبكي وتقول أنكم بخير ؟؟ أخبرني الحقيقة!! هل أمي بخير ؟؟ وأبي هل هل بخير ؟؟ وأحمد هل به شيء؟؟ أم أنه فيصل ؟؟أرحني أرجوك!!
- إنه أبي يا روز .. ولكن لا تخافي .. هو بخير .. إنما هو يريد رؤيتك ..
- أبي ؟؟ حسنا سآتي حالا..
أغلقت السماعه وبعيني جرت دموعي ..
سألني سعود: خيرا يا روز ؟؟ مابه عمي ؟؟
- لا أدري يقول يوسف أنه تعب قليلا .. أرجوك سعود خذني له ..
- حسنا هيا لنذهب يا صغيرتي .. ارتدي عبائتك والحقيني بالسيارة ..
قال فهد: وأنا أيضا سآتي معكم ..
ركضت بسرعة لأحضر عبائتي .. وبثوان كنت في السيارة .. وفي عقلي تزاحمت الأفكار .. هل حقا أبي بخير ؟؟

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-08-2003, 09:37 PM   #24
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

ورحل الغالي!


لم نستغرق وقتا كثيرا فالبيت لا يبعد الكثير ..وصلنا إلى بيت أبي .. دخلت وبسرعة ركضت إلى غرفته ولحقني أخويّ.. فتحت الباب فوجدته في سريرة .. أمي بقربة تذرف العبرات ونورة ويوسف وأحمد وفيصل أيضا كانوا حولة .. ملتفين حوله.. دنوت منه بسرعة .. أمسكت يده .. سبقتني عبراتي الحديث ولكني قاطعتها قليلا فقلت سائلة أبي:أبي .. مابك يا حبيبي؟؟ هل أنت بخير ؟
نظر إلي بحنان وقال: أصبحت الآن أفضل برؤيتك يابنتي .. أنا الآن أفضل حالا .. لا تخافي علي .. فأنا بخير .. أجل أنا بخير يا صغيرتي ..
قربت يده إلى وجهي حتى بللتها بدموعي .. جال أبي ببصره حولنا ثم قال : الآن أنا مرتاح .. أبنائي جميعهم حولي .. جميع أحبتي حولي .. الآن أستطيع أن اموت وأنا مرتاح ..
صرخت به أمي: لا تقل هذا يا حسن .. أنت بخير !! فلم تذكر الموت ؟؟ لا تذكره مرة أخرى .. أرجوك لا أتحمل ذلك ..
- ولكن الإنسان لا يضمن عمره يا حبيبتي .. لذلك دعيني أتكلم ..دعيني أسعد بقربكم جميعا .. ولو لآخر مرة في حياتي ..
أوشكت أمي على الرد إلا أن سيل دموعها منعها من الحديث .. تدخل سعود بالحديث لأنه كان المتجلد الوحيد بيننا .. وقال: عمي .. استعذ بالله من الشيطان .. أنت بخير يا عمي .. ولا داعي لمثل هذا القول . .إنه مجرد تعب بسيط .. وستقوم بخير إن شاء الله .. خالتي .. هل استدعيت الطبيب ؟؟
أشارت أمي برأسها بالنفي فأردف سعود قائلا:حسنا سأذهب لأستدعيه الان..
واستدار كي يخرج من الغرفة إلا أن عمي استوقفه فقال: سعود .. توقف .. لا أريد طبيبا ولا غيره .. أريدكم أنتم يا أحبتي .. هيا تعال وأجلس بقربي .. وأنت يا فهد لم تقف بعيدا ؟؟ اقترب !!
اقتربا أخويّ من أبي وأنا لازلت ممسكة بيده أضمها إلي وأبكي بحسرة ومرارة..
تكلم أبي كثيرا .. أوصاني بعدة أشياء .. وآخر ما قال: هدى .. آه يا زوجتي الحبيبه .. كم أحبك .. أعذريني .. إن تركتك فهذا أمر الله وقدره .. فلا تحزني .. وادعي لي بالجنة .. علنا نلتقي بالدار الآخرة ..
ألقت أمي رأسها على صدر أبي وقالت باكية: حسن أرجوك لا أقوى على سماع هذا الكلام .. أرجوك! أنت بخير يا حبيبي.. فلا تقل هذا الكلام..
- أجل انا بخير .. أجل ..
التفت إلي وقال: روز .. ابنتي الحبيبه .. أعلم أنك لست ابنتي .. وانك ابنة أخي.. لكني والله لم أشعر يوما أنك لست ابنتي .. أنت عندي كما نورة .. ابنتي الحبيبة المميزة .. لذلك يا روز .. لا تتركينا .. ابقي معنا .. ولا تنسنا .. لا تتركي أمك هدى لوحدها .. ابقي دوما معها .. وأيضا لا تتركي اخوتك سعود وفهد لوحدهما .. حاولي أن تعدلي بين الاثنين يابنتي .. وأنت يا فيصل .. أمنتك والدتك .. انتبه عليها .. وكذلك الحال عندك يا يوسف !! انتبها على والدتكما واختيكما وأحمد ..
وأنتما يا فهد وسعود .. لاتحسباكما أقل من أبنائي!! بل أنتم أعز .. أنتم أبناء أخي رحمه الله .. اعتنوا بالجميع .. بخالتكم .. بروز ونورة .. بأحمد .. تعانوا ولا تتركوا بعضكم أرجوكم يا أبنائي .. وأجعلوا المحبة دوما هي نبراسكم ومرشدكم في حياتكم ..
كانت الدموع تجري في عيون الجميع .. وتنساب على وجوههم وتبللها .. وفجأت سكت أبي .. أختلجت شفتاة بعنف .. وطفق يرنو ببصره البعيد .. نطق لسانه بكلمات كانت كطعنات في قلوبنا .. نطق لسانه الشهاده.. وارتفعت سبابته تستشهد .. ثم .. توقف أبي عن الكلام .. وليس الكلام فقط . .بل عن الحياة أيضا .. لم يعد أبي يتنفس !! فلقد سكن صدره .. لم يعد يعلو ويهبط .. بل أن حتى قلبه لم يعد يدق!! أيعني هذا ؟؟ لا .. لا مستحيل !!
وبدأ الجميع بالنداء العقيم .. همست أمي وهي تتحسس وجه أبي الساكن:حسن .. حبيبي .. أجبني أرجوك .. أجبني أيها الغالي .. لم أنت صامت ؟؟ أغفوت يا حبيبي ؟؟ أتود أن تنام قليلا ؟؟ حسن لم لا تجبني ؟؟ أجبني يا أبا فيصل !! هيا أخبرني ..
وعندما لم تتلقى أمي أي أجابة .. أخذت تهز جسد أبي بعنف .. وتصرخ:حسن!! ويحك يا حسن .. مابك ؟؟ لم لا تجيبني ؟؟ هل أنت غاضب مني ؟؟آه ياحسن.. أجبني أرجوك .. قل لي أي شي.. ولكن لا تصمت .. لاأتحمل صمتك ..فهو يدمرني .. يعذبني ويقتلني .. آه يا حبيبي .. لا تمت أرجوك .. لا تتركني وحدي في هذه الحياة المخيفة .. كيف سأربي الأولاد دونك ؟؟ كيف سأتحمل كل شيء وحدي ؟؟ كنت تحمل المسؤولية كاملة ..والآن تركتها لي وحدي ؟؟
سكتت قليلا تمسح دموعها ثم أردفت : إذا لم تكن تود أن تفيق لأجلي.. فأفق لأجل أبنائك .. فيصل ويوسف وأحمد ونورة وروز وسعود وفهد!! أليس لهم معزة تسمح لك بأن تعود ؟؟ حسنا وماذا عن الصغير ؟؟ ابن فيصل ؟؟ أليس له معزة عندك هو الاخر ؟؟
وأيضا لم يجب أبي .. ولن يجب .. فلقد رحل أبي .. رحل الغالي .. ولن يعد ..
انتحبت أمي وصرخت وهي تلطم نفسها وتبكي: آه يا زوجي.. لقد قتلتني يا زوجي .. لقد قتلتني ..
ضممتها لي بقوة ونورة أيضا .. امتزجت دموعنا وعبراتنا فعبقت المكان برائحتها ..قلت لأمي مهدئة: أبي رحل يا أمي ولا يسمعك .. توقفي عن الدمع يا أماه .. فلقد رحل الغالي ..
كان رحيل أبي فاجعة لم تتحملها نفس أي منا .. عاصفة حطمتنا .. وخلفتنا بعدها بقايا مخلوقات .. حطام بل أجساد خاوية ..
كان وقعها علينا كبير .. كبير جدا..فلم يصدق أي منا ما حدث .. أبي رحل ؟ رحل بعيدا جدا.. ولكأنه تعلق بأسراب الطيور المهاجرة وهاجر معها .. ولكن الفرق .. أنها قد تعود .. أما هو فلن يعود ..
وبدأ العزاء..فجاء أناس كثر معزون .. من كل أرجاء المملكه .. أناس ميزت بعضهم ولم أميز الكثير منهم .. كنت جالسة بجوار نورة .. سألتها: نورة ..أين زوجة فيصل؟؟
نظرت إلي وقالت: في الأعلى فهي تعبة بعض الشيء..
- لم؟؟ مابها ؟؟
- ألا تعلمين أنها حامل في شهرها الثالث ؟؟
صعقتني كلمتها وعذبتني .. حامل ؟؟ وفي شهرها الثالث ؟؟
بدت علامات الذهول والدهشه على وجههي .. ربتت نورة على يدي ونهضت .. اتجهت إلى أمي وجلست بجوارها .. لا أدري لم آلمني الموضوع.. لم يكن فيصل يهمني .. لذا لا أدري لم أكترث لو كانت زوجته حاملا أم لا .. ويحي .. ألا أريد أن أتخطى عذابي ؟؟
ذهبت إلى أمي .. جلست أمامها .. مسحت دمعها وقدمت لها كأس من الماء وقلت: أماه .. أريحي نفسك قليلا .. ستقتلين نفسك ألما .. أنت تعذبين أبي بهذه الدموع ياغاليه .. اتريدين تعذيبه؟؟
هزت أمي رأسها بالنفي فأردفت قائلة: إذا امسحي دموعك وتجلدي من أجل أبي .. وادعي له بالرحمه بدل البكاء..
كنت أنا أبكي بصمت بداخلي .. ولكني حاولت التجلد .. لأجل أمي ..
جاء الليل .. ونشر غطاءه الأسود على الدنيا .. فاكتست لونه .. وتحلت بحلته ..
ذهبت الناس جميعهن .. فلم يبقى في البيت سوانا .. أنا واخوتي .. دخل سعود ومعه فهد ويوسف وفيصل .. اقتربوا من أمي .. قبلوا رأسها وقدموا لها العزاء ..وقدموه لي أنا ونورة أيضا.. خرجنا من الغرفة التي بها أمي وبقيت نورة معها..وما أنا ابتعدنا كفاية عن حجرة أمي..حتى ضممت أخوتي وبكيت .. بكيت كثيرا فلقد حبست دموعي طيلة اليوم ولم أطيق الصبر أكثر .. ضمني فهد إليه وقال بعد أن مسح دمعه: هوني عليك يا أختي .. إنه لشيء صعب علينا أن نفقد عمي حسن .. ولكن ادعي الله له بالجنة بدل بكائك ..
قال فيصل: أجل يا روز .. امسحي دموعك وتجلدي .. إن لم يكن لأجلك .. فلأجل أمي المسكينه ..
مسحت دموعي وهززت رأسي موافقة على كلامهم .. قال لي سعود: روز .. لقد تأخر الوقت الآن يا صغيرتي .. وسأدعك تنامين هذه الأيام هنا .. فخالتي ونورة بحاجة إليك .. ابقي بجانبهم يا صغيرتي ..
- حسنا يا أخي .. انتبهوا على أنفسكم ..
ذهب فهد وسعود .. ودخل يوسف غرفته .. وبقيت انا وفيصل وحدنا بالممر .. كان مطرقا رأسه وكذلك الحال عندي .. وبعدما أن طال الصمت بيننا قطعته وقلت بلهجة حادة: مبروك .. سمعت أن زوجتك حامل ؟؟
رفع رأسه ونظر إلي .. ثم أشاح وجهة بسرعة وقال: أجل ..
سألته ساخرة : وماذا تريد أنت ؟؟ فتاة أم صبي ؟؟
أجابني: فتاة ..
- حقا ؟؟
قال وقد بدت في عينيه نظرة غريبة لم أعرف ما قصد بها وقال: أريد أن يكون الجنين فتاة .. وسأسميها روز !!
تجاهلت كلمته وتجاهلت الطريقة التي كان ينظر بها إلي ..فقلت بغير اكتراث: رزقك الله بالذرية الصالحة .. عن اذنك .. سأذهب لأرتاح ..
صعدت غرفتي .. أغلقت الباب على نفسي وجلست في ظلمة الليل على الكرسي .. لا ضوء لدي سوى ضوء القمر المخترق نافذته حجرتي ..
أخذت افكر .. ترى ماذا قصد فيصل ؟؟

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-08-2003, 10:41 PM   #25
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

ظلم الحبيب


مرت أيام كثيرة كئيبة مملة حزينة .. وكانت سحابة من الحزن تخيم على أمي وتقتلها ببطء .. وليس حالنا نحن بأفضل منها .. إلا أن الجميع كان يتصبر لأجلها.. فلكم صبرت وعانت لأجلنا نحن ..
استأذنت أمي لكي أذهب للبيت لأحضر لي بعض الحاجيات .. فأنا لم أذهب إلي بيتنا منذ وفاة أبي ..
مرني فهد واصطحبني للمنزل .. دخلت المنزل وبي شوق كبير له .. فأخيرا بدأت اعتاد عليه .. قال لي فهد: روز .. جهزي ملابسك وسأذهب لأستحم .. لن أتأخر حسنا ؟؟ أعطيني 15 الى 30 دقيقه !!
- حسنا يا أخي ..
صعدت إلى أعلى .. واتجهت إلى غرفتي .. بدأت أجمع ما أحتاج بسرعة.. ملابس لي وأشيائي .. وقبل أن أخرج .. وقع بصري على جهاز الكمبيوتر..قلت في نفسي:ويحي .. كم أنا غبية!! لم أرسل لعبدالعزيز لأخبره أني بخير؟؟لابد أنه قلق الآن!!
نظرت إلى ساعتي فوجدت أن لدي متسع من الوقت .. وفهد لم يجهز بعد..
فتحت الجهاز .. ودخلت الى الشبكة .. وبلهفة كبيرة فتحت بريدي .. فوجدته ممتلئ .. الهي لا أصدق .. كل هذا الكم من الرسائل من عبدالعزيز ؟؟
كانت احدهم ردا على رسالتي الأخيرة .. والأخرى عندما رأى أني تأخرت بالرد عليه أرسل يسأل عن حالي .. والبقية رسائل عتب كان خوفه علي واضحا وجليا فيها .. وكانت بعض سطوره تتهمني بأني لم أعد أريده .. أو أني تخليت عنه ..
تنهدت بعمق ورددت على رسائله الكثيرة بكلمات مختصرة .. توضح الحال ..

عبدالعزيز ..
أعذرني على التأخير .. إني متأسفة جدا على هذه الانقطاعة ولكنها الظروف .. أقسم أنه ليس بيدي .. ولا بارادتي ..
إنها الظروف هي التي باعدت بيننا .. وجعلتني أتأخر عليك .. فهلا عذرتني ياعزيزي ؟؟
آه يا حبي .. لا أدري ماذا أقول لك .. فإن الحزن يملأني .. وإني لأكاد أموت حزنا.. أحس بأني تعيسه .. وحيدة ومتألمه ..
عزيزي ..آه لو تعلم ماهي ظروفي.. إنها الموت .. أجل الموت يا عبدالعزيز ..لقد توفي أبي قبل فترة وذلك كان سبب انقطاعي ..تلك كانت ظروفي التي منعتني من التواجد .. ولا تحسبني تركتك أو تخليت عنك.. لأني لا أقدر ذلك ..
اعذرني على هذه الرسالة المستعجلة .. ولكني أحببت أن أرسل لك وأخبرك أني بإذن الله بخير .. وسأعود إليك قريبا .. لأبث إليك بكل مافي نفسي .. لأنك الحبيب والصديق الذي أجد الراحة والسلوان في الحديث معه ..
والى لقاء قريب ..
دانه

كان عبدالعزيز في عمله حينما وصلته رسالتي .. كان شوقه واضحا في عينيه ما أن قرأ اسمي بين المرسلين .. فتح الرسالة بسرعة ورهبة شديدة ..
تنقلت عيناه بين السطور تقرأ كلماتي بسرعة .. وبعد أن انتهى .. ضرب بيده بقوة على المكتب ..طفرت دمعة من عينه وقال : كم أنا غبي! اعذريني يا حبيبتي .. فكم أنا غبي .. لقد اتهمتك باطلا .. لقد اتهمتك بالنسيان !! ولكنك أعذب وأطهر مني .. وفكرك أرقى مني بكثير .. كنت تقاسين وتتألمين .. وأنا أتهمك بالخيانه .. آه ياعزيزتي ليتك تسامحيني ..
لم يتكمن عبدالعزيز وقتها من الرد .. فكانت آلامه تعادل آلامي ..فلقد اكتفى بأن رد على رسالتي بكلمات قليلة ..

دانه العزيزة ..
عظم الله أجرك وألهمك الصبر والسلوان ..
أعذريني غاليتي فلم أكن أعلم .. اعذريني .. لكم أتمنى أن تصفحي عني ..
أنا آسف حبيبتي وأرجو أن تعذريني .. فلم أكن أقصد أي مما قلته في رسائلي السابقه .. أرجوك أعذريني ..
بانتظار رسالتك ..

عبدالعزيز ..

انتهى فهد من حمامه وأتاني .. قال لي: هل انتهيت يا روز ؟؟
كنت قد فرغت للتو من ارسال رسالتي لعبدالعزيز .. أغلقت كل شيء بسرعة وارتباك وقلت: أجل أجل هيا بنا .. تناولت حقييبتي التي وضعتها على الأرض بقربي .. وهممت بالخروج .. إلا أن فهد استوقفني بقوله: روز .. مابك؟ لم أنت مرتبكة ؟؟
أجبته بارتباك أشد: أنا ؟؟ لا لا أبدا .. لست مرتبكة .. هيا بنا ذهب ..
كانت عينا فهد تسألني .. ولكأنه لم يقتنع باجابتي ولن يقتنع.. فلقد كان الارتباك باديا وبشدة على وجهي . .لا أدري خفت أن يعرف فهد أني أرسل لشخص رسالة فيسألني لمن ترسلين !! وقتها لن أعرف بما أجيبه..ولكن الحمدلله .. مر كل شيء بسلام..


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-08-2003, 10:51 PM   #26
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

نورة وفهد ..


عدت إلى بيت أمي .. دخلت فوجدت نورة تنتظرني في الحديقة .. وما أن رأتني حتى ركضت بسرعة نحوي وضمتني.. قلت لها: نورة هل أنت بخير يا أختي ؟؟
- أجل .. أنا بخير .. ولكن أين أنت ؟؟ تأخرت ..شغلت بالي عليك ..
- أنا هنا يا اختي .. لا تخافي .. لن أهاجر إلى المريخ فأنا هنا بقربكم ..
ضحكت نورة .. الهي كم اشتاق لضحكة أختي فأنا لم أرها منذ زمن بعيد ..
تذكرت أن فهد معي فقلت لنورة : نورة إن فهد معي ..ارتدي حجابك ..
أجابت وقد احمر وجهها: فهد ؟؟ هنا .. دعيه يدخل ..
ابتسمت لها وقلت: أجل هنا .. عن إذنك لأدخله ..
ناديت باسمه فدخل .. انفرجت أسارير فهد ما أن رأى نورة .. على غير عادته .. فهو ما أن يراها حتى يبدأ معها سلسة المزاح التي لا تنتهي أو يحاول إغاضتها بقدر ما يستطيع .. مؤكد ان هنالك ما ببال فهد..اعتقد أني أعرفه .. ولكني سأنتظر .. ولن أستعجل ألحداث..قال فهد لنورة محييا: نورة .. كيف حالك ؟؟
ازداد احمرار وجه نورة فقالت له: بخير .. وأنت كيف حالك ؟؟
- أنا بأفضل حال لأني رأيتك ..
قلت متعذرة بأغراضي لأفسح لهما المجال للحديث و الكلام بحرية: عن اذنكما سأذهب وأضع أغراضي بالداخل ..
نكست نورة رأسها خجلا وقال فهد وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر : إذنك معك يا روز .. نراك بعد لحظات في الداخل ..
غمزت لنورة وفهمت نورة قصدي فعضت على شفتيها محذرة قلت لها ساخرة: أراك بالداخل يا نورة ..
رحلت عنهم بسرعة حتى لا أضيع الفرصة عليهم فأنا أعلم أن أخي فهد يحب نورة ومنذ أن كنا صغارا ..على الرغم من أنه يحاول اغاضتها والشجار معها.. إلا أنه لطالما افتعل ذلك لكي يتقرب من نورة أكثر.. وأنا أعلم أيضا كم تحب نورة فهد .. بل أعلم وبشدة كم هي اللحظات سعيدة عما يجتمع حبيبان .. ويلتقان .. فيتيح لهما القدر فرصة الكلام .. حتى ولو كان بلغة الصمت..آه ليتني أستطيع الاجتماع بعبدالعزيز! ترى.. كيف حاله الان؟؟
قال فهد لنورة: تعالي نجلس يا نورة ..
ذهبا وجلسا على المقعد الحجري .. جلست نورة وجلس بجوارها فهد .. طال صمتهما ..ولم يسمع غير صوت حفيف الأشجار وحركة أغصانها بفعل الرياح.. كانت نورة مطرقة برأسها خجلا . وفهد .. مسكين فهد .. كلما شرع بالحديث هربت منه الكلمات وماتت على شفاهه.. كلما اراد أن ينطق .. تبخرت الكلمات من باله كما يتبخر الماء بفعل الحرارة.. ولكن أخيرا انتصرت كلماته على صمته وخرجت بكل قوة فقال: نورة ..
التفت إليه بسرعه ولكأنها متلهفه بأن يقول شيء ..شيء محددا كان ببالها .. تأمل أن يقوله لها.. وبالفعل .. قال فهد شيئا .. وليس بأي شيء .. بل أعذب شيء :
- نورة أنا .. أنا .. أنا أحبك يا نورة ..
كادت نورة تموت من الخجل لحظتها فأردف فهد منتهزا طلاقة لسانة وبقايا شجاعته : نورة أنا احبك كثيرا .. ومنذ أن كنا أطفالا صغارا .. أحبك ..وكنت أمل حياتي .. وأمنية عمري ..كنت النور الذي يرشدني في عتمة دربي .. وضياء عيني التي بها أرى طريقي.. لم أجرؤ في يوم على النظر إلى أي فتاة غيرك..لأنك كنت وحدك مالكة فكري وعواطفي ..كنت مالكة العقل والقلب..فلم يرى القلب غيرك.. فكنت بنظرة ..أجمل وأرق من عرفها ورآها هو ..
كنت آمل أن تكوني تحبيني كما أحبك .. نورة .. أنت تعلمين أني على وشك أن انهي دراستي الجامعيه .. فهل تقبلين الزواج بي ؟؟ أعلم أنه ليس الوقت المناسب لذلك .. ولكني تلقيت عرض عمل رائع جدا ..فرصة عمر لا يمكن أن تتكرر مرتين .. ولن أقبله إلا إذا وافقت الزواج بي ..وكنت آمل أن اتقدم لخطبتك منذ زمن بعيد ولكني لم أكن قد أنهيت دراستي بعد..فلم أود أن أتقدم لك وأنا لست بكفؤ لك.. فما رأيك ؟؟
نظرت إليه بخجل وأومأت برأسها موافقة .. أمسك فهد بيدها بفرح وقال: أحقا يابنة خالتي ؟؟ أحقا ما تقولين ؟ ؟أحقا سيتحقق الحلم ؟؟آه كم أنا سعيد .. أكاد أموت فرحا ..ولكن .. نسيت أن أخبرك يا نورة .. إن عملي لن يكون في مدينتنا هذه .. بل سنضطر إلى الانتقال إلى مدينة أخرى ..
وكأن فهد بقوله هذا وأد فرحة نورة .. وقفت نورة فقاطعته قائلة : نرحل عند مدينتنا؟؟ لا يا فهد مستحيل لا أقدر ..
وقف فهد أمامها وضع يدها بين راحتيه بحنان وقال: ولم يا نورة ؟؟ ما الذي يمنع ذلك؟؟
- أشياء كثيرة يا فهد .. أمي .. كيف أتركها وحدها ؟؟ بل كيف أعيش من دونها ومن دون روز واخوتي ؟ ومن ثم أنا لا أعرف أحدا هناك . فكيف أعيش ؟؟
- عزيزتي نورة .. لاتصعبي المسائل .. خالتي هدى معها فيصل ويوسف وروز .. وسعود وأحمد أيضا .. وهي ليست وحيدة .. فلا تخافي عليها .. أما على المعارف .. فستتعرفين على الكثيرين .. لا تخافي .. ولكن .. ألا أكفيك انا ؟؟
- آه يا فهد .. بلى تكفيني .. ولكن لا أدري ..
ربت على يدها وقال: لا أريد ردك الآن.. فكري جيدا ثم أخبريني بردك .. وأنا على استعداد تقبل ردك سواء كان بالقبول أو .. سكت قليلا ثم أردف: أو الرفض.. ولكم آمل ان يكون قبولا ..
ابتسمت له نورة واتجهت بسرعة إلى الداخل .. ظل فهد مسمرا في مكانه.. يرقب نورة بنظراته وهي تبتعد .. ولم يكن في باله سوى سؤال واحد أخذ يقرع فكره بشدة ..ترى ماذا سيكون ردها ؟؟


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2003, 04:54 AM   #27
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

هل أوافق ؟


دخلت نورة إلى البيت سعيدة جدا .. تكاد تقفز من السعادة .. كانت ترى كل ما حولها مضيئا جميلا .. مزهرا براقا .. وأخيرا تشجع فهد وقالها.. أخيرا أفصح بمكنون قلبه.. أحبك .. ياه ما أعذبها منه .. أحبك .. أحبك يانورة ..
أسرعت نورة إلى غرفتي حيث كنت .. وقفت أمامي بوجنتين محمرتين .. وجسد مرتعش .. سألتها : نورة .. ماذا حصل ؟؟ أخبريني !!ماذا قال لك فهد؟؟
أجابنتي بصوت أقرب إلى الهمس: روز .. فهد يحبني ..
صرخت فرحة وضممتها بقوة قائلة: وأخيرا نطقها ؟؟ ويحك يا أخي .. توقعت أن تنطقها قبل الآن بكثير ..ولكن لا يهم .. المهم أنك تشجعت أيها الأحمق ونطقتها.. أخبريني .. هل فاتحك بالزواج ؟؟
أطرقت نورة بحزن ولم تجب ..سألتها بفزع: ألم يفعل ؟؟؟ ألم يطلب يدك للزواج ؟؟ ألأم يفاتحك بأمر الزواج؟؟سأقتله إن لم يفعل!!أعدك أني سأفعل!!
أجابتني بسرعه: لا ..لاتقولي هذا ياروز .. أموت أنا من بعده ..لا أستحمل أن يصيبه أي مكروه!! بالعكس..فهد طلب يدي وسألني أن أكون زوجته على سنة الله ورسوله ..
- إذا .. مالمشكلة ؟؟ لم أنت مطرقة حزينة ؟؟ ألا تريدين أنت الزواج به ؟؟
- بلى بالطبع أريد ..
سكتت قليلا ثم أضافت: فهد يريدنا أن ننتقل إلى مدينة أخرى..بعيدة عن هنا .. لأنه وجد فرصة عمل رائعه هناك..وهي فرصة العمر كما وصفها هو .. أما أنا يا روز فلا أجدها كذلك.. أنا لا أريد أن أنتقل..بل لا أقوى على ذلك.. كيف أعيش بدونكم .. بدون أمي ..؟؟ بدون أحمد ويوسف وفيصل ..؟؟ بدونك أنت ياروز ..؟؟ كيف أعيش بدونكم ؟ ؟لا أقدر لا .. روز أنا لا يهمني المال ولا الجاه .. كل ما يهمني هو أنا أكون بقربكم .. بقرب من أحب ..
نظرت إليها بعطف وقلت: نورة.. اختي الحبيبة .. ماتقولينه ليست أعذرا مقبوله.. ألست تحبين فهد ؟؟
أومأت برأسها أي نعم .. فأردفت قائلة: إذا لا تضحي بحبك أبدا يا أختي .. إن جائتك الفرصة لترتبطي بمن تحبين فلا ترفضين هذه الفرصة .. أبدا أبدا .. بالعكس .. أقبليها وبسرعة ..فهي لا تتكرر مرة أخرى .. نورة .. ألا تريدين أن تمضي حياتك مع فهد ؟؟ مع الشاب الذي تحبين ؟؟مع ذلك الشخص الذي أحببته منذ الصغر ؟؟ بالطبع تريدين .. إذا اقبلي الزواج به .. وسافري معه ..سافري معه ولو لآخر الدنيا .. سافري ونحن سترينا باستمرار .. ولن تنقطعي عنا .. لا تخافي يا أختي .. ففهد معك .. ولن يتركك تشعرين بالوحده .. فلا تخافين .. أخبريه أنك موافقه .. هيا تعالي لنخبر أمي .. دعيها تفرح قليلا .. فالحزن أصبح رفيقها الذي لا تمل مصاحبته .. فلم نعد نرى ابتسامتها .. بل ألفنا دموعها .. أرجوك يا أختي .. دعينا نفرح قليلا ..دعي الفرح يعود إلي هذا المنزل..دعينا نعرف شكله .. بعد أن غادره أبي .. هيا دعيني أفرح بأختي وأخي سوية.. وافقي لأرتاح منكما في وقت واحد ..
قالت نورة معترضة : أكنّا نجلس على رأسك أيتها السخيفة ؟
ضحكت بعمق وقلت : أجل .. أعندك مانع ؟؟ هيا الآن أخبريني .. هل أنت موافقه ؟؟ أرجوك لا تجيبيني بالرفض!!
أجابتني وعلى شفتيها ارتسمت تلك الابتسامة الحلوة وفي عينها بريق الحياة: أجل موافقة ..
ضممتها وقلت:كم انا فرحة الآن .. أقسم أني أود لو أصرخ بالدنيا كلها وأخبرها أن أختي الحبيبة ستتزوج !! هيا يا نورة لنخبر أمي ..
خرجنا من غرفتي .. وكانت غرفة فيصل هي الغرفة المجاورة لي .. فما أن خرجت حتى سمعت صوت صراخ من غرفة فيصل .. نظرت إلى نورة وقلت : نورة.. أتسمعين ما أسمع ؟؟
سكتت نورة تحاول السماع ثم قالت مؤيدة: أجل يا روز .. إنه صراخ ولكن من أين ؟؟
أجبتها وفي فكري أسئلة عدة: من غرفة فيصل .. واضح أنهما متخاصمان .. فالصراخ تارة بالعربية وبالانجليزية تارة أخرى !!
- صدقت .. ولكن ما دخلنا بهم الآن .. لنذهب لأمي .. هيا يا روز .. أرجوك لا أقوى على الانتظار أكثر .. هيا أرجــوك ..
شدتني نورة من يدي إلى الطابق الأسفل حيث أمي .. بينما بقيت عيناي معلقة على باب فيصل .. ترى ماذا يحصل ؟؟ لما هي تصرخ ؟؟ولما هو يكلمها هكذا..؟؟سمعته يقول لها أن الأمر ليس كما تظن ..فما هو هذا الأمر ؟؟ولكن على حد علمي أنها بالشهر السابع .. والراحة واجبه لها .. فلماذا تصرخ ؟؟ ولماذا هم متخاصمان؟؟ولماذا صراخهما واضحا لهذه الدرجه ؟؟ ما الذي يعكر عليها صفو حياتهما ويجعلهما في شقاق ؟؟


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2003, 04:55 AM   #28
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

ليس كما تظنين!


كان فيصل جالسا على سريره سارحا محلقا بفكره بعيدا..إلى مكان ليس به سوى هو وأحلامه.. و زوجته جولي جالسة أمام المرآة تضع بعض الزينة وتسرح شعرها .. نادته بعربيتها المكسرة : فيصل ..فيصل..
ولكنه لم يجبها فلقد كان مستغرقا بأفكاره .. وعندما تكررت هتافاتها ولم يجبها ..وضعت فرشاة شعرها جانبا بحنق ونهضت بسرعة ..ووقفت أمامه .. نادته برقة: فيصل ..
نظر إليها بسرعة .. وكأن ندائها أحضره من عالم بعيد .. بعيد جدا .. قال لها بحنان: نعم يا روز ..
اشتعلت جولي غيضا ووضعت يدها على خصرها .. هزت بالأخرى فيصل بقوة وقالت له: أنسيتني يا فيصل ؟؟ أنا جولي .. ولست روز !!
نهض فيصل من سريرة بسرعه ولكأنه كان غائبا عن الوعي فعاد لرشده الآن.. قال لها: اعذريني يا جولي .. اعذريني ..
- أعذرك؟؟فيصل..إنها ليست المرة الأولى التي تناديني باسمها .. أتذكر ذلك اليوم عندما قلت لي أحبك ياروز .. ثم أعدت كلامك وقلت جولي .. أقسمت لي حينها أنك لن تفكر فيها بعد اليوم..وذلك ما حملني على الزواج بعد والابتعاد عن بلادي وأصحابي .. لأكون هنا معك .. في هذه البلاد .. التي لم أرها بحياتي..ولكني رأيتها بعينيك أنت!!
ازدادت حدة صوتها فقالت صارخه : أخبرني يا فيصل .. هل عدت تفكر بها ؟؟ هل كنت سارحا بها ؟؟ أما وعدتني أنك لن تفكر بها ؟؟ هل نكثت عهدك ؟؟ هل لازلت تحبها ؟؟
قال فيصل محاولا الدفاع عنه نفسه رغم أنه كان مدانا مائة بالمائة: لا يا جولي.. إن الأمر ليست كما تظنين !!
قاطعته جولي قائلة: ليس كما أظن ؟؟ إذا ماذا ؟؟ أخبرني ؟؟
جلست جولي على الكرسي وقد طفرت عينيها بالدموع .. اقترب منها فيصل .. وضع يده على كتفها وقال : جولي .. اعذريني يا عزيزتي .. لم أكن أقصد أقسم لك .. أعدك .. إنها المرة الأخيرة .. أعدك .. جولي .. أخبرتك عندما سألتك للزواج أني لم أعد أحبها .. بل أحبك أنت .. فلا تشغلي نفسك بهذه الأشياء .. أنا أحبك أنت .. أنت أم ابنتي ..
نظرت إليه جولي بيأس وقالت: فيصل .. حاول أن تحبني كما أحبك أنا .. أرجوك.. لا أحتمل أن أعيش هكذا .. أرجوك .. حتى إن فكرت بها انتبه لألفاظك ..أرجوك.. أنت تعذبني عندما تناديني باسمها ..
ابتسم لها فيصل وهز رأسه مؤيدا كلامها .. مد يده ومسح دموعه بكفه .. وقال: لا تبكي يا جولي .. لا تبكي يا ام ابنتي ..
سألته جولي : فيصل ..
أجابها : نعم يا عزيزتي ..
- تحبني ؟؟
تذكر فيصل عندما كانت روز تسأله هذا السؤال .. فأجابها كما كان يجيبها : لا أنا لا أحبك ..
اتسعت عينا جولي فقالت : لا تحبني ؟؟
- أجل .. لا أحبك .. بل أنا أموت بهواك .. أنا أعشقك يا .. وكأنه أفاق من حلمه الجميل وذكرياته العذبة فقال متداركا كلامه : أحبك يا جولي ..
طوقته جولي بذراعيها فرحة وقالت : وأنا أيضا أحبك يا حبيبي ..
رفع فيصل بصره ونظر إلى البعيد .. أغمض عينه بقوة وطفرت دمعة منه .. وقال هامسا بحيث لم تسمعه سوى أذنه : أحبك يا روز !!


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2003, 04:56 AM   #29
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

فرحة عاشق


كانت أمي بفراشها .. مستلقية فيه .. مسلمة نفسها للحزن .. مفوضة أمرها لله عزوجل .. جئت أنا وجلست بقربها .. ونورة جلست امامها .. وأطرقت رأسها خجلا .. طال صمت نورة .. وكانت أمي تشعر .. أن هنالك ما تود نورة أن تبوح به لأمي .. سألتها : نورة .. مابك يابنتي ؟؟ هل تريدين شيء ؟؟ أحس أن هناك شيء تريدين أن تخبريني إياه .. ماهو يا صغيرتي ؟؟ أخبريني .. أنا أسمعك ..
همست نورة: دعي روز تخبرك يا أمي ..
التفت إلي أمي وقالت : روز صغيرتي .. مابها أختك ؟؟ هل هناك شيء؟؟أرجوك أخبريني لقد أشغلتن بالي!!
أمسكت يدها وأجبتها قائلة: أماه نورة بخير .. بل بأفضل حال ..
سكت ثم قلت بعد أن استجمعت قواي : أمي .. لقد طلب أخي فهد يد نورة للزواج .. فما رأيك يا أمي ؟؟ هل أنت موافقة ؟؟
تنهدت أمي ثم قالت : وكيف لا أوافق ؟؟ هل سأجد أفضل من ابني ليتزوج ابنتي ؟؟ لقد ربيت فهد على يدي هذه .. وأنا أعلم أي الرجال هذه .. إنه الرجل الذي أفخر به زوجا لابنتي .. آه كم أنا سعيدة ..
سكتت قليلا أمي ثم قالت بلكنة حزينة: لقد كان حسن دائما يقول أنه يتمنى نورة لفهد .. ولا يتمنى لها غيره ولا له غيرها .. آه يا زوجي الحبيب .. رحمك الله..
سالت عينا أمي فاقتربت منها نورة .. مسحت دمعها وقالت : أماه لا تبكي .. أبي في جنات النعيم إن شاء الله .. أماه أرجوك لقد سئمت دموعك .. فهي تعذبنا جميعا .. وحتى أبي في قبره .. أماه .. ستخرجين من العدة بعد أيام معدودة.. ودموعك لازالت كما أول يوم توفي به الغالي .. أرجوك يا أماه أوقفي ذرفك .. وأوقفي مدمعك .. أرجوك أماه .. كلنا نطفح حزنا على أبي .. ولكن .. ولبدنك عليك حقا يا أمي .. فانظري إلى نفسك .. أنظري كيف أصبحت .. أصبحت هزيلة نحيلة .. تكاد تتكسر عظامك بمجرد حركتك .. أين أنت يا أمي ؟؟ نحن نشتاق لك .. لقد فقدنا الأب .. فلا تجعلينا نفقد الأم أيضا !! أماه .. أنا لن أقبل الزواج وأنت بهذه الحال .. أريد أن تفرحي لأجلي .. وليس أن تذرفي الدمع .. أريد أن أراك تهللين لزفافي .. وليس تنتحبين وتبكين !! أرجوك يا أمي.. ابتسمي . لأجلي .. ولأجل اخوتي جميعهم .. لأجل أبي ابتسمي واخبريني أنك موافقه ..
- آه يابنتي .. اعذريني .. ولكن ما باليد حيلة .. كيف أضحك وابتسم وقد فقدت الحبيب ؟؟ فقدته للأبد ؟؟ ولكن لا تخافي يا ابنتي .. سأبتسم ..لأجلكم جميعا.. سأتجلد لأجلكم .. ولأجل حبيبي حسن .. بارك الله لك يا ابنتي .. وعسى أن أفرح بك يا روز ..
ابتسمت بخجل فقالت نورة: أماه .. أنا أريد فهد .. ولكن هناك ما يحول دون موافقتي ..
أجابت أمي باستغراب : وماهو يا نورة ؟؟
- سننتقل أنا وفهد للعيش في مدينة أخرى.. بسبب فرصة عمل منحت لفهد .. وهي فرصة العمر له .. وأنا لا أدري يا أمي .. أخاف .. كيف سأعيش بدونكم ؟؟
نظرت لها أمي بعطف وقالت مبتسمه : نورة .. أتحبين فهد ؟؟
هزت رأسها نورة موافقه .. فأردفت أمي : إذا .. لا تدعي أي شيء يفرق بينك وبين من تحبين .. وافقي واذهبي مع زوجك .. ولو حتى للقمر .. المهم أن تكوني مع من تحبين .. لا تختاري البعد وبيدك القرب!! أتعجبك حالي ؟؟ حزينة كئيبة لفراقي حبيبي ؟؟ بالطبع لا تعجبك .. إذا هيا .. دعي روز تهاتفه وتخبره أنك موافقه .. هيا يا صغيرتي .. أخبرينا .. هل أنت موافقة ؟؟
أومأت نورة رأسها بخفة واستحياء .. فقالت أمي : إذا على بركة الله .. روز ..
- نعم يا أمي ..
- اذهبي وهاتفي فهد وأخبريه أن نورة موافقة !!
- حسنا يا أمي أمرك .. ومن عينيّ الاثنتين !!
قالت نورة معترضة : ولكن يا أمي .. أليس من المفروض أن أدعه ينتظر قليلا ؟؟ حتى لا يحسب أني ألقي بنفسي عليه ؟؟
نهرتها أمي فقالت : لا يا بنيتي .. سندعه ينتظر إن كان غريبا..ولكن فهد ابني.. ولن أدعه ينتظر لأجل دلع بنات كهذا!!هيا يا روز ..اذهبي ونفذي ماقلت..
- حسنا يا أمي ..
قفزت من السرير .. وأنا أغني وأرقص .. لقد عاد الفرح ..عادت البسمة !! سنفرح أخيرا ..
وفي طريقي لغرفتي .. نظرت إلى غرفة فيصل ..لم أسمع لهما صوتا .. ولا حتى همسا .. وكأن العاصفة التي كانت بينهم قد هدأت .. فعادت الأمور إلى طبيعتها!! ويحي .. لم أكترث لهما أنا ؟؟ فليذهبا إلى الجحيم .. ومادخلي أنا ؟؟ سأسرع لأهاتف أخي ..
وما أن استللت محمولي من حقيبتي حتى وجدت آلآف المكالمات التي لم أرد عليها .. ومن من كل هذه المكالمات ؟؟ لم انتظر الإجابة كثيرا .. فلقد أتتني سريعا .. لإنها من فهد .. عاودت الاتصال به .. وما أن أجابني حتى صحت به :فهد .. مابك ؟؟ لم كل هذه المكالمات ؟؟ عشرون مكالمة ؟؟ هل أنت بخير ؟؟ وسعود ؟؟ كيف هو ؟؟
- روز على رسلك .. نحن جميعا بخير .. ولكني كنت أود أن أتحدث إليك .. اشتقت إليك ..
- ويحك أيها الكاذب .. اشتقت إلي ؟؟ ألم تكن معي اليوم ؟؟
ضحك فهد بتوتر ثم قال: روز .. بصراحه .. اتصلت لأسألك .. ألم تخبرك نورة بشيء؟؟
أجبت متظاهرة بالغباء: نورة تخبرني بأشياء كثيرة أيها تقصد ؟؟
رد علي : شيء مهم ..
تصنعت التفكير وقلت : شيء مهم ؟؟ يخص من مثلا ؟؟
وكنت أنا أضحك بصمت .. فأنا أعلم ما يريد .. ولكني كنت أمزح معه ..
أجابني بضيق : عني أنا .. ألم تخبرك بشيء عني أنا ؟؟
- ولم تخبرني عنك ؟؟ مادخلك أنت ؟؟
- روز .. مابك ؟؟ لا تتظاهري بالغباء !! ألم تخبرك نورة أني طلبت منها شيء اليوم ؟؟
- دعني أفكر .. لا أدري ربما .. ولكن ماذا طلبت منها ؟؟
صرخ بي بغضب : روز .. ويحك ..ألم تخبرك أني طلبت يدها للزواج ؟؟
قلت له محاولة تهدئته: مهلك يا أخي .. لم أنت غاضب ؟؟ أنك طلبت يدها للزواج ؟؟ آه بلى تذكرت أخبرتني ..
قال لي وقد بدت اللهفة للإجابة واضحة بصوته: وماردها يا روز ؟؟ أخبريني .. أكاد أموت لأعرف رأيها ..
- بصراحه يا أخي .. أخبرتني رأيها .. ولا أعلم ماذا أقول لك ..
- روز أخبريني أرجوك ..
- لا أدري إن كنت ستتحمل الصدمة .. هل أنت جالس ؟؟
- لا أنا واقف لم ؟؟
- أجلس لأخبرك ..
- روز لا وقت لهذا الكلام الآن .. أخبريني ليس مهما إن كنت واقفا أم جالسا ..
أجبت بإصرار: لا بل مهم .. هيا اجلس ..
أطلق فهد زفرة غضب ثم قال: جلست .. هل لك أن تخبريني الآن ؟؟
- أجل سأخبرك .. بصراحة يا أخي .. أنا حاولت معها كثيرا .. حاولت أن أقنعها .. أن أبدل رأيها .. ولكن دون فائدة .. ودون جدوى .. حاولت معها والله كثيرا يا أخي.. اعذرني فلقد بذلت مافي وسعي ..
قال بحزن واضح وألم باد : رفضتني أليس كذلك ؟؟
صرخت قائلة : لا بل وافقت أيها الأحمق .. مبارك لك ..
سكت فهد ولم يجبني .. بل سمعت صوت ارتطام بعض الأشياء ولم أعلم السبب..هتفت باسمه : فهد .. فهد .. أين أنت ؟؟ ماذا حدث؟؟
وبعد برهة جائني رده : أنا هنا ..
سألته : مابك ؟؟ ماذا جرى ؟؟
ضحك وقال: لقد وقعت !!
- وقعت !! إذا لم تجلس كما قلت لك .. تستحق ماجرى لك .. لأنك لم تسمع كلام أختك الحبيبة !!
- آه يا روز .. كم أنا فرح الآن .. أود لو أصرخ بأعلى صوتي وأقول.. أحبها يا عالم..
- ألهذه الدرجة تحبها يا فهد ؟؟
- بل أكثر من هذا يا صغيرتي .. أكثر من هذا ..
تنهدت بارتياح .. وفجأة .. مر ببالي طيف الحبيب .. طيف عبدالعزيز .. لكم أحبه .. ولكم أتمنى أن يكون بخير ..
قلت لفهد : أتمنى لكما السعادة يا أخي .. اسمع ..تعال أنت وفهد وتقدما لها رسميا .. أطلبا يدها من فيصل .. فهو أخاها الكبير ..
- حسنا يا أختي .. سنأتي .. ولكن متى ؟؟
- لا أدري .. ما رأيك ببعد الغد ؟؟
- روز .. بعيد جدا .. لا أحتمل .. دعيه للغد !!
قلت ضاحكه : حسنا أيها العاشق .. إلى الغد .. تعالا أنتما الأثنين..وقل لسعود أني غاضبة منه .. فمنذ ثلاثة أيام لم أره ولم أسمع صوته ..
- أعذريه يا أختي .. فلديه مشاكل عديده بالعمل .. وأصبح سعود لا يطيق المنزل منذ ان عدت للمبيت في منزل عمي .. أرجوك روز .. عودي إلينا .. خالتي الآن أفضل .. ونحن بحاجة لك .. ارثي لحال أخيك وعودي .. فأنا لم أره سعيدا كما كان عندما كنت معنا .. ألم تشتاقي لبيتنا ؟؟ لفطورنا وصياحي في حال تأخرت ؟؟
- بلى يا أخي .. بلى ..
- إذا عودي ..
- حسنا .. سأعود .. غدا سأعود معكم ..
- أشكرك يا أختي .. وبدوري أنا سأقوم بترتيب غرفتك بنفسي .. احتفالا بقدومك .. وأيضا حتى ينقضي اليوم ويأتي الغد بسرعة .. فأخطب حبيبة قلبي!!
- إن شاء الله .. إلى اللقاء الآن .. سأذهب لأخبر خالتي أنكم قادمون غدا ..
- حسنا يا روز ..عمت مساء .. وأشكرك كثيرا على نقلك هذا الخبر السعيد لي..
- لا تشكرني يا أخي .. فهذا أقل ما أقدمه لك .. مع السلامه
- مع السلامه ..
أغلقت السماعه .. وقلت في نفسي. .أجل سأعود غدا .. لأني وكما اشتقت للبيت ولاخوتي ولكل شيء .. فلقد اشتقت لعبدالعزيز .. سأذهب لأخبر أمي أنهم قادمين غدا .. وبأني عائدة معهم .. إلى بيتي ..


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2003, 10:21 AM   #30
ابن الأقصى
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسرا
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: بيت المقدس
المشاركات: 1,297
إفتراضي

دلوعة بابا

وبعدين معاك .....؟؟

إما إنك تحطي القصه كامله مره وحده .. او تحطي القصه كامله مره وحده <-- إمحق إختيار

يعني ذنبنا إنا نتابع القصص الرهيبه تقوموا إنتوا يالمؤلفين تتغلون علينا .. وتحطون قصصكم بالقطاره ..

هادا الظلم ما احد يرضاه ..!!

بس صراحه .. كدا
__________________
ابن الأقصى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .